عبارة “قطرة الماء هي الحياة” هي عبارة رددناها منذ الصغر ورفعتها وزارات الصحة في العالم لحماية المياه من الإسراف. فعلى الرغم من وجود العديد من مخلوقات الله في الأرض، إلا أن الماء يمثل رمز الحياة وينبوع الأمل الأساسي. وهو بلا شك أحد مخلوقات الله الملائكية التي تمنحنا سعادة بمجرد إبصارها أو الاقتراب منها. فالماء ليس فقط حياة للجسد وطهارة للبدن، بل هو أيضاً سعادة للروح وجلاء للنفس.
اهتمت الشعوب بقدرة قطرة الماء وروعتها، وتركت حكما ومواعظا لتعزز العلاقة الفريدة التي حدثت بين الإنسان وقطرة الماء. يقول المثل اليوناني إن خيط الماء يمكنه أن يثقب الصخرة بشكل أفضل من الشلال. بينما يلخص تشيكوسلوفاكي أهمية الماء في جملته `البئر الجيد يعطيك الماء عند الجفاف، والصديق الحقيقي تعرفه عند الحاجة`. فالمياه تأتي تحمل الخير وتروي الزرع وتزيل الجفاف، وتملأ الأرض بالخير والنعمة. فقد نشأت الحضارات بالقرب من مجاري الماء .
نشأت الحضارة الفرعونية على ضفاف نهر النيل، ويتساءل الناس عن السر الذي يجعل مياه النيل تدعم الطبيعة باللون الأخضر وتمنح الإنسان القدرة على الحفاظ على التوازن الداخلي للرطوبة في جسمه، مما يعطيه النشاط اللازم لأداء مهامه اليومية، إلى جانب دور المياه في المحافظة على توازن الأرض ومنع الاحتباس الحراري المدمر. ولا يمكن للحيوانات العيش بدون الماء. فالماء هبة الرحمن للإنسان ليعيش حياة سعيدة. ويوفر هذا المقال الذي نقدمه لكم من خلال موسوعتنا فرصة للتعرف على هذه النعمة التي تحيي بها الشعوب والمجتمعات. فتابعونا.
قطرة الماء هي الحياة
لإن الماء مفتاح الحياة وسر من أسرارها، تدلل عليه ملامح مخاطر فقدان مصادره، أو قلتها والتهاون مع الحفاظ عليها، ومن ثم فإن إهدار الماء وتلويثه يصبحان من أكثر الأفعال جرماً، ومن هذا المنطلق الذي يتجلى منطقه ولا يحتاج إلى مناقشة للوصول لحقيقة أخرى، ربما نقع في بئر الإسراف والتبديد، لتلك الاستخدامات الغير المُرشدة التي يتعامل بها البعض مع المياه النظيفة، بإلقاء بقايا وفضلات، ومخرجات صناعية بها مواد كيميائية ومساحيق تضر الصحة العامة للإنسان والنبات والحيوان، وهكذا تصبح النعم والأرزاق التي وهبنا الله إياها في مهب الرياح، ليس فقط فقداً لها ولكن أيضاً فقداً وضرراً لمخلوقات الله التي تروي نقطة الماء عطشها، ويمنحها الماء قُبلة الحياة.
موضوع عن الماء وفوائده
- فوائد الماء لا تُعد، فمنها المرئي والمعروف للعامة، مثل استخدامه في الشراب والطعام، النظافة والاستحمام، ومنها استخدامه في الصناعة والزراعة ومجالات أخرى كثيرة.
- يحسن تناول الماء من أداء الذاكرة القصيرة المدى، ويساعد في عملية الهضم لدى الإنسان والحيوان، كما يعزز إنتاج الكولاجين الذي يحافظ على رطوبة البشرة ونضارتها.
- يمكن استخدام الماء في علاج بعض الأمراض مثل الحصى الكلوي والإمساك والجفاف، بالإضافة إلى استخدامه في الأدوية المذابة والتحاليل وعمليات التجميل والولادة وغيرها الكثير.
- بنفس السياق، يؤثر نوعية المياه وجودتها مباشرة على جودة المنتجات الزراعية والصناعية، وكذلك على صحة الإنسان ودرجة إقباله على الحياة.
- قدم بعض الخبراء معلومات خاصة توضح تأثير الماء على حرارة كوكب الأرض، حيث يعمل الغطاء الجليدي في بعض المناطق على عكس الإشعاع الشمسي، مما يمنع الأرض من امتصاصه ويؤدي بالتالي إلى تبقي درجة الحرارة منخفضة. ويحبس بخار الماء الموجود في الغلاف الجوي الحرارة بالقرب من سطح الأرض، مع غاز ثاني أكسيد الكربون مما يتسبب في الاحتباس الحراري.
- يُساهم الماء في نقل البضائع، بالإضافة إلى دوره في تمكين الحضارات، حيث أن الممرات المائية والقنوات هي التي أتاحت النشاط الاقتصادي والتوسع العمراني على جانبيها.
- تتضمن العديد من القطاعات التي تعتمد على المياه، مثل السياحة التي تعتمد على ممارسة رياضة الغوص ومشاهدة المدن التاريخية تحت الماء، فضلاً عن الأعشاب المرجانية والنباتات الجميلة، والأسماك الملونة.
- وفقًا لتصريحات من الأمم المتحدة، تبلغ نسبة المياه المستخدمة في الصناعة حوالي 22٪ في محطات توليد النفط والطاقة والفحم.
- يُعد الماء واحدًا من العناصر الأساسية في تركيب المستحضرات التجميلية؛ حيث تحتاج كل امرأة إلى هذا العنصر الطبيعي للعناية ببشرتها وشعرها، بالإضافة إلى توفير الطاقة والتركيز والحماية من الجفاف.
- الماء يحمي الجسم من زيادة الوزن، حيث يعتبر من العناصر الأساسية التي تحمي الجسم من تراكم الدهون، ويزود الجسم بالفيتامينات والمعادن والكولاجين، مما يساهم في التخلص من العديد من الأمراض، مثل حصوات الكلى التي تتراكم نتيجة عدم شرب كمية كافية من الماء. كما يحمي الماء الحبل الشوكي من الإصابة بالعديد من الأمراض، ويمنع الإصابة بالإمساك، ويعوض الجسم بنسبة عالية من العناصر التي يفقدها بسبب حركة الأمعاء والتعرق.
- بالنسبة للنباتات، فالله خلقها كالإنسان، فلا تمر يومًا إلا وتحتاج إلى كميات وافرة من الماء لتنفيذ البناء الضوئي، ويحافظ الماء على رطوبة النبات، ويساعد على نموها وازدهارها.
- يوفر الماء الغذاء للحيوانات البرية؛ إذ يتغذى الحيوان على النباتات أو الحيوانات الأخرى التي بدورها تحتاج إلى الماء للنمو والعيش، وهكذا يشكل هذا نظامًا بيئيًا متكاملًا (نظام الإيكوسيستم)، وقد وفّره الله تعالى للحفاظ على التوازن على الأرض ومنع اختلاله.
- خلق الله تعالى الحيوانات البحرية في حاجة ماسة إلى الماء الذي تتنفس فيه ولا تعيش إن خرجت منه، لذا فبدونه تموت، كما أن الماء يوفر عنصري البقاء للأسماك، لما يحتويه من نسبة للأكسجين تحافظ على بقائها، ودفء في أعماقه يحتمي به الحيوان البحري من صقيع الشتاء القارس.
خاتمة عن الماء
في كتابنا الحنيف، حثنا الله تعالى على ضرورة المحافظة على الماء لأنه له فوائد كثيرة في شربه وإنبات الأشجار والنباتات. وفي سورة النحل الآية 10، قال الله تعالى: “هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون”. وعلمنا الرسول المصطفى أن نحرص على حفظ الماء، فعن أبي هريرة، قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب الماء في ثلاثة أنفاس، فإذا وضع الإناء من فمه سبح بحمد الله، وإذا انتهى من الشرب شكر الله ثلاث مرات.
مع تفاقم مشكلات عديدة تواجه كوكب الأرض بسبب ندرة المياه وصراع الدول على تقسيم حصصها وحدود أنهارها وبحيراتها وآبارها وأراضيها، أصبح الانتباه يتجه إلى الاعتراف بأن المياه تشكل ثروة قومية يمكن أن تساعد الدول على تحقيق النجاح في جوانب مختلفة من الحياة، وعلى هذا الأساس، يمكن أن تنشأ الصراعات بين الشعوب على موارد بلدانهم من المياه بشكل عام، وعلى المياه العذبة بشكل خاص.
يستخدم 22% من مياه العالم في الصناعة و65% منها في الزراعة، ويتجلى قدرة الله الخالق في الماء، الذي يتكون من ذرتان من الهيدروجين وذرة من الأكسجين لينتج مركب الماء H2O علميًا، وعلى الرغم من كونه شفافًا عديم اللون، فإنه يظهر باللون الأزرق المشع بسبب انعكاسه للأطوال الموجية الحمراء، كما يتواجد الماء سائلاً على سطح البحر وغازيًا في الغلاف الجوي ويتكثف ليهطل على هيئة مطر، فسبحان الله خالق الكون ومدبر أمره.
المراجع
