بحث عن ظاهرة التسول أسبابه وأساليبه وحكمه في الإسلام
يقوم المجتمع في أساسه على تجمع مجموعة من الأفراد الذين يتميزون بأفكار وآراء وأهداف جماعية مشتركة، ولا ينمو المجتمع أبدًا عن طريق الانعزال والعزلة، بل يتطور من خلال المشاركة والتفاعل الاجتماعي
خلق الله الكون وقسم الناس إلى فئات متفاوتة في الصفات الشخصية والتعليمية والمادية والثقافية وغيرها، وذلك من حكمته السبحانية لإيجاد التوازن في الكون وتفاعل الطبقات المختلفة لإكمال تكوين المجتمع من خلال تداعيهم وتكملتهم لبعضهم البعض .
تنقسم الظواهر المجتمعية بطبيعتها إلى إيجابية مثل انتشار التعليم والثقافة العامة والدخل الاقتصادي المناسب، وقد يوجد بعض الظواهر السلبية مثل البطالة والفقر وتدني المستوى الاقتصادي، والتي يمكن أن تؤدي إلى انتشار ظاهرة التسول في الشوارع، وهي واحدة من أخطر الظواهر السلبية التي تؤثر على التطور الحضاري والثقافي للمجتمعات، وتعكس وجود بعض الأخطاء الهيكلية في إدارة مؤسسات الدولة.
وبمنطلق أهمية مناقشة القضايا الاجتماعية وتوجيه الحلول الفعالة والجذرية لها، نقدم لكم اليوم دراسة شاملة حول ظاهرة التسول من موقع موسوعة .
بحث عن ظاهرة التسول
مفهوم ظاهرة التسول
هي ظاهرة منتشرة بشكل واسع في المجتمعات، خاصة المجتمعات الفقيرة والتي لا تملك الثقافة الكافية، حيث يتسول بعض الأشخاص (المتسول) ويطلبون الطعام والمال من الآخرين في الشارع، ويستخدمون المظهر الرديء والملابس الممزقة لتأثير مشاعر الآخرين وعواطفهم. كما يمكن لبعض المتسولين استغلال العيوب الخَلقية والعاهات في أجسامهم لجذب الشفقة والعطف والحصول على المال من الآخرين، كما يمكن لبعضهم استخدام الأطفال الصغار في التسول بحجة مرضهم أو صعوبة تربيتهم والإنفاق عليهم. ويقوم المواطنون بتقديم المساعدة المادية لهؤلاء الأشخاص بناءً على مشاعر الرحمة والإنسانية التي تنبع منهم.
أسباب ظاهرة التسول
تتعدد الأسباب الاقتصادية والاجتماعية التي قد تدفع الفرد إلى التسول والاعتماد عليه كمصدر دخل مستمر أو مهنة، ومن أهم تلك الأسباب الظروف الاجتماعية والاقتصادية :
- يمكن أن يؤدي انخفاض المستوى الاقتصادي في المجتمعات وانتشار الفقر والحاجة إلى المال بسبب ضيق الرزق إلى تعرض بعض الأفراد لبعض الضائقات المالية المفاجئة والصعبة، حيث يجدون أنفسهم في حاجة إلى التسول كوسيلة للحصول على النقود .
- قد يتجه بعض كبار السن الذين فقدوا عائلاتهم ومصدر رزقهم إلى التسول والاستجداء في الشوارع لتأمين قوت يومهم .
- تعتبر عدم توفر فرص العمل وانتشار ظاهرة البطالة واحدة من أهم أسباب اضطرار بعض فئات الشباب في سن العمل والإنتاج إلى التسول وطلب المال من الآخرين، حيث يمكنهم العمل ولكن لا يمكنهم العثور على وظائف توفر لهم مصدرًا ثابتًا للدخل .
- يتعرض الأفراد للإصابة ببعض الأمراض الخطيرة التي يصعب عليهم تحمل تكاليف علاجها، فيلجؤون إلى طلب المساعدة من الآخرين للحصول على العلاج .
أساليب التسول
عادةً، يمكن العثور على المتسولين متفرقين في الشوارع، ينامون على الأرصفة والطرقات والميادين العامة التي يزدحم فيها بالأشخاص ذوي المستوى الاقتصادي المرتفع. يمكن التعرف عليهم من ملابسهم الممزقة وسوء أحوالهم الشخصية التي تدل على سوء حالتهم .
يقوم المتسول بالتسول باستخدام حالة مرضية أو عيب خلقي يمنعه من العمل وجنبا إلى جنب معه طفل مريض صغير، ويستخدم عبارات العطف والاستجداء لجذب انتباه المارة وطلب المال منهم، ويقدم للمارة أحيانًا بعض الأشياء الرخيصة مثل المناديل الورقية ويطلب منهم شرائها لمساعدته.
تسول الأطفال
في بعض الأحيان، تضطر بعض الأسر إلى تسليط أطفالها للتسول بدلاً منهم، خاصةً إذا كانوا أصغر من خمسة عشر عامًا، حيث يتواجدون في الشوارع يتسولون من المارة، لأنهم مسؤولون عن عائلاتهم وهم جائعون ويحتاجون إلى شراء الطعام لهم.
التسول المُتعمد
من الممكن أن تجد بعض الناس يتحوَّلون إلى التسول كمهنة ومصدر سريع للحصول على المال، حتى وإن كانوا لا يحتاجون إلى المال وإنما يريدون تحقيق ثروة كبيرة دون الحاجة للعمل والكسب الشاق .
قد يتلجأ بعض الناس إلى ادعاء مرض جسدي أو عقلي وسوء حالة صحية للحصول على المال بطريقة غير مشروعة ودون بذل مجهود يستحقون مقابله المال .
حكم التسول في الإسلام
وضعت الشريعة الإسلامية حدودًا قاطعة للتسول، حيث ذمته ومنعته ما لم يكن هناك حاجة ملحة أو فقر شديد، ووصل الأمر بالتشديد على تحريم التسول المُزيف الذي يهدف إلى الحصول على المال بطرق غير مشروعة
وجاء ذلك في حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: `من سأل وعنده ما يغنيه فإنما يستكثر من نار جهنم`، قالوا: يا رسول الله، وما يغنيه؟ قال: `ما يغديه أو يعشيه`
