التعليموظائف و تعليم

بحث عن حفظ النعمة

Add a heading900 | موسوعة الشرق الأوسط

تقدم الموسوعة بحثًا عن حفظ النعمة، حيث يتطلب الحفاظ على النعمة شكرها واستمرار نزولها على العباد مرهون بتقديم الشكر. فالشكر هو أحد أهم سبل الحفاظ على النعم، ومنح الله تعالى العطايا لعباده. ولذلك، يقوم العبد بتقديم الشكر لله الواحد المستحق للشكر والحمد الممتن بها على عباده.

يتمثل المعنى الشرعي للشكر في إقرار المؤمن بأن كل النعم التي يتمتع بها هي من فضل الله الواحد المنعم، ويعبر المؤمن عن ذلك بكلامه، وإذا لم يقر بنعمة الله، أو أنكر أنها منه سبحانه، أو استخدمها في معصية الله، فإنه يعتبر كافرًا في الإسلام ويقع في الشرك الأصغر، وهو سبب لفقد النعمة وغضب الله وبالتالي التفرق والخوف والجوع في الدنيا والهلاك في الآخرة.

بحث عن حفظ النعمة

منذ خلق الله الكائنات جميعًا، سواء إنسانًا أو نباتًا أو حيوانًا أو جانًا أو ملائكة أو غيرها، أنعم الله عليها بنعمٍ لا يمكن حصرها أو إحصاؤها، وذلك مذكور في آية 18 من سورة النحل “وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها”، وفي آية 34 من سورة إبراهيم “وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها.

في الآيتين الكريمتين السابقتين، دعا الله جل وعلا خلقه للتفكر في نعمه التي حباهم بها، وحثهم على شكره عليها بالقول والفعل والاستشعار، وحذرهم من الجحود والنسيان والإنكار لها، وذلك كما ذكر في قوله سبحانه في سورة البقرة الآية 152: “فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ.

يعلم المؤمنون أن النعم التي يتمتعون بها في الحياة الدنيا، سواء كانت سعادة أو لذة أو خير، هي زائلة ولن تدوم إلى الأبد، بينما النعم الدائمة هي التي يحصل عليها الإنسان في الدار الآخرة. ولذلك، عندما يتم وصف ملذات الحياة الدنيا بأنها نعم، فإن ذلك يأتي في معنى مجازي. وجميع ما يساعد الإنسان على الوصول إلى سعادة الآخرة هو ما يمكن وصفه بالنعمة الحقيقية. وإذا فكر الإنسان في ما أنعم الله عليه به، فلن يتمكن من إحصائها، حيث يقول الله تعالى في سورة لقمان الآية 20 “وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ۗ.

أنواع النعم

إنما من أعظم أنواع النعم التي أنعم الله تعالى بها على خلقه وعباده هي نعمة الهداية للإسلام والأمر به وبعث الرسل الذين حملوا رسالته والكتب لنشرها في العالم، ليتوحد الناس في عبادة الله ويتجنبوا الشرك به. وتنقسم النعم إلى ثلاثة أقسام على النحو التالي:

نعمة الإسلام

  • الإسلام هو أفضل نعمة وأعظمها التي وهبها الله لعباده المسلمين، وهي نعمة عظيمة لمن ولد ونشأ في بيئة إسلامية ولوالدين مسلمين، فإنها تجلب البركة والأمن والطمأنينة والسلام في الدنيا وتضمن الفوز بجنات عدن في الآخرة، وقد وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها تحتوي على ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
  • من نعمة الله سبحانه أنه جعل أكثر أهل الجنة من المسلمين، حتى لو عصوا الله في الدنيا وكانوا مسلمين، فعندما يدخلون النار سوف يخرجهم الله منها ويدخلهم الجنة، وسوف يتمنى المشركون لو كانوا مسلمين.

أنواع نعم الدنيا

توفر الله سبحانه لعباده العديد من النعم في الحياة الدنيا، التي لا يمكن حصرها، ومنها على سبيل المثال:

  • نعمة الحواس الخمس (السمع والبصر واللمس والشم والكلام).
  • نعمة الصحة والقوة والعافية.
  • نعمة العقل والتفكير السديد.
  • نعمة الطعام والماء.
  • نعمة الراحة والسعادة.
  • نعمة الإنجاب بنين وذكور.
  • نعمة الزواج من الزوجة الصالحة هي نعمة عظيمة، وهو ما ورد في السنة النبوية بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما استفاد مؤمن من بعد تقوى الله خيرًا له من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرته).
  • نعمة الصحبة الطيبة الصالحة، والجيران الصالحين.
  • تعتبر الطمأنينة والأمان نعمة من الله، كما ذُكِرَ في سورة قريش في الآية الرابعة: (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ).
  • وعد الله المؤمنين بالتمكين والإستخلاف في الأرض، وسيعود للإسلام هيبته وعزه بإذن الله.
  • فقد غلبت فئة قليلة كثيرة بأمر الله في السابق، ولذلك يجب أن ينتصر الإسلام على أعدائه، بغض النظر عن مدة الزمن.
  • وعد الله عباده المؤمنين بالمغفرة والأجر والثواب، فإن الله يغفر للمؤمنين زلاتهم برحمته الكريمة.
  • يعد الأمن والنجاة في الدنيا والآخرة من وعود الله لعباده المؤمنين، وأنهم سيحمونهم من المخاطر والمصائب ويمنحونهم الأمن والراحة في الآخرة.
  • الحياة الطيبة هي ما وعد بها الله لعباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات، وهي حياة سعيدة وهنيئة تقوم على الالتزام بمنهج الله القويم وصراطه المستقيم.

أنواع نعم الله المتعلقة بالآخرة

  • الإسلام أعظم نعم الله على الإنسان.
  • رحمة وكرم الله تعالى على عباده في الدنيا والآخرة.
  • تستجيب الله تعالى للدعاء في جميع الأحوال والمواقف التي يمر بها الناس.
  • سهولة التعلّم وتوفّر العلوم الشرعي النافعة.
  • الثواب والجزاء الكبير مقابل بر الوالدين.
  • العِصمة والحفظ من المعاصي والذنوب.
  • نعمة الصِّيام والعون عليها.
  • تقوى الله والخضوع والخشوع في الصَّلاة.
  • بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم كرحمة للعالمين، وذلك بحسب ما ذكره الله تعالى في سورة الأنبياء بقوله: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.

أسباب حفظ النعم

  • إذا أراد العبد الحفاظ على نعمة من الله وعدم زوالها، عليه أن يستمر في الشكر والحمد والدعاء لله بشكل مستمر، وهذا ما ذكره الله تعالى في سورة إبراهيم الآية 7، حيث قال: “وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ.” والشكر هو وسيلة لحفظ النعمة من الزوال، وليس هو الوسيلة الوحيدة، فهناك العديد من العبادات والأفعال الأخرى التي يمكن للعبد القيام بها لحفظ النعمة، مثل كثرة الاستغفار في السراء والضراء والشدة والرخاء، والمداومة على الدعاء، وقد ذكر الله تعالى ذلك في سورة البقرة الآية 186، حيث قال: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ.

أسباب زوال النعم

  • عدم شكر النعمة وتجاهلها يؤدي إلى زوالها، كما أن المعاصي والذنوب تُزيل النعم، ويستخدم العاصي نعم الله في معصيته، فالبصر واليد والسمع نعمة، ولا يوجد شخص يعصي الله إلا باستخدام نعم الله، وهل يوجد ذنب أعظم من ذلك؟.
  • من الطبيعي أن تزول النعمة نتيجة ارتكاب المعاصي، ويؤدي دوام الشكوى والتذمر من ضيق الحال والفقر إلى زوال النعمة أيضًا، وحيث أن جميع خلق الله يخطئون ويذنبون، يجب على العباد الإسراع في الاستغفار والتوبة من الذنوب، ولكن الإسراع في التوبة من الذنب يجعل الشخص يشعر وكأنه لم يذنب قط.

يجب على المسلمين أن يتذكروا نعم الله عليهم وأن يشكرواه عليها، فإذا تذكرنا نعمة الله علينا، سندرك رحمته بنا. وعندما ندرك ذلك، نعمل على حفظ هذه النعمة ونطمع في رضا الله وحبه. فالشكر لله يزيد الإنسان من فضله، فسبحان الله الذي يحب أن يرى أثر نعمته وفضله على عباده. ولذلك، يجب أن نصبر ونشكر الله على نعمه، وأن نتحلوا بالقناعة، فهي كنز لا يفنى. وكما قد يعطي الله بعض الناس ثروات ولا يشعرون بالرضا، فهناك من الفقراء الذين يشكرون الله على كل نعمة ويتقبلون بالقناعة.

المراجع

1

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى