البيئةعلوم

بحث عن تلوث الهواء

بحث عن تلوث الهواء | موسوعة الشرق الأوسط

يتعلق بحث تلوث الهواء بعناصر مختلفة من الدور البشري والتدهور البيئي الناتج عن أعمال الإنسان، حيث خلق الله البيئة الطبيعية بلا أي اختلال، ولكن الإنسان سبب الفساد فيها، ويجب عليه أن يتحمل العواقب بموجب قواعد السبب والنتيجة

لتنظيم حركة الحياة، يجب علينا معالجة مشكلة التلوث ودراسة وبحث كل الأفكار والمتعلقات المتعلقة بها للوصول إلى جذور المشكلة والحلول الفعالة لها.

وعلى ما سبق سنعتمد في مقالنا عن بحث عن التلوث على عناصرهي:

  1. مفهوم كلمة تلوث
  2. أصل التوازن البيئي
  3. متى حدث التلوث؟
  4. دور البشر في تلك المشكلة: التعاون الدولي العالمي يمكن أن يتم بين الأفراد، الجماعات، المؤسسات، والدول.
  5. بحث عن تلوث الهواء ومسبباته: التلوث الدخاني، البصري
  6. قول الدين في حقيقة التلوث ومعالجته.
  7. حلول لمشكلة التلوث.

·         مفهوم كلمة تلوث

لاث الشيء بالشيء: يعني خلط شيء بآخر بأنه يجعل الماء غير واضح ويسمى كدره، وإذا دخل شيء غريب ضار في الماء أو الهواء يسمى التلوث. فالتلوث لا يشتمل على أي منافع، بل يتسبب في دخول عنصر غير مرغوب فيه إلى شيء مفيد، مما يجعل طبيعته تتحول إلى شيء ضار قد يؤدي إلى الموت، ويمكن أن يحدث في أي عنصر تنفسي أو بصري أو صحي مرتبط بالتكوين الجسدي للإنسان.

يتمثل مصدر التلوث في عدم الحفاظ على التوازن بين الابتكارات الصناعية البشرية والتوازن الإلهي الذي كان موجودًا من الأزل، والذي أفسده الإنسان بسبب طمعه وفشله في المحافظة على الخلقية الإلهية، وما يترتب على ذلك من سلوك وتصرفات غير صحيحة تجاه البيئة المحيطة به على كافة المستويات.

·         أصل التوازن البيئي

خلق المكان الكوني المتناسق بإبداع رائع من قبل الخالق، والعلم لا يزال يكتشف منه القليل كل يوم، فهو نظام متناغم تم إنشاؤه بحكمة ويوحد بين المخلوقات في أمور ويتفاوت في بعضها، ويتطلب هذا الاتزان والاستمرارية، وبما أنه ليس من صنع الإنسان معاذ الله، فإن الإنسان مخلوقٌ في هذا النظام ومتطفلٌ عليه.

ومع ذلك، يجب ترك مساحات للتنفس الحر وللحركة وللتصرف الإنساني في أرضه، ويجب أن يستخدم الإنسان الطاقة الهائلة التي أمدها الله به ويكتشف قدرة خالقه العظيمة، ويصل إليه بجوهره القلبي والعقلي على حد سواء.

تضمن هذا التوازن جميع مكونات الهواء اللازمة لحياة المخلوقات الحية بأنواعها على الأرض وكميات المياه وتدفقها ومصادرها لتكفي الأجيال المتعاقبة من الحيوانات والبشر، ويفترض في هذا التوازن التنظيم وفق مشيئته العليا في خلق كل إنسان.

الله لم ينسَ التنوع الغذائي والفوائد التي يتمتع بها، كما جعل في كل شيء خلقًا لينفع الإنسان ويسهل حياته، وبالتالي فإن النعمة تتضاعف إذا استُغلت بالطريقة الصحيحة التي تنفع دون أن تضر.

·         متى حدث التلوث؟

تتنوع احتياجات الجسم البشري، فمنها ما هو ضروري وأساسي ومنها ما يمكن أن يريح الإنسان، وبالنظر إلى متطلبات الإنسان بدأ البحث والاستكشاف عن البيئة المحيطة به، واستخدام أي وسيلة صلبة أو غيرها للحصول على ما يلبي تلك المتطلبات والاحتياجات، ولذلك ظهرت الأسلحة والنار والصيد الجائر وما إلى ذلك.

نتيجة لهذا الظهور، بدأت التغييرات تتداخل مع حياة الإنسان، مثل تلطخ الملابس بدماء الحيوانات، وهذا دفع إلى استخدام الماء للتطهير مما أدى إلى تلوث المياه. وظهر استخدام النار لطهي اللحوم والأطعمة مما أدى إلى ظهور العادم التفاعلي بين المواد الكيميائية التي غيرت توازن الأكسجين مع الغازات الأخرى في الهواء.

ظهرت النفايات وتراكمها بسبب التعبئة والتغليف الحديثة للطعام، حيث يؤدي ذلك إلى تكاثر الجراثيم بشكل كبير، ويؤدي إلى تلوث العين المجردة والصحة العامة والجراثيم، ويؤدي أيضًا إلى تلوث الهواء والأكسجين.

بسبب طلب الرفاهية البشرية، تم ابتكار الأثاث الاصطناعي لأن القطع الجائرة من الأشجار والمراعي كانت تسبب خللاً في عملية الاستبدال الطبيعية التي أوجدها الله تعالى لتعويض الفاقد.

مع اكتشاف الموارد وظهور المصانع والسيارات والتدخين والمعلبات، زادت مشكلة التلوث وأصبحت تهدد الحياة بصورة عالمية، سواء كانت الأنفس كبيرة أو صغيرة.

وبعدما أصبح واضحًا، بدأ الجميع في البحث والاستفسار عن تلوث الهواء لأنه الأساس في التنفس، ولأن عوامل التلوث كثيرة ومتعددة، كان من الضروري التدخل على المستوى الإقليمي والعالمي لإيجاد حلول فعالة لمعالجة المشكلة من جذورها.

ومع ذلك، فإن عقبات العثور على حلول لهذه المشكلة تشمل تغيير الأطماع الشخصية والدولية لكل دولة بشكل فردي، والسيطرة على سلوكيات الأفراد فيها، وهذا ما عجزت عنه الدول، مما أدى إلى استمرار مشكلة تلوث الهواء حتى إذن الخالق عز وجل بظهور حلول لها.

  • دور البشر في تلك المشكلة: التعاون الدولي العالمي يمكن أن يتم بين الأفراد، الجماعات، المؤسسات، والدول.

الإنسان كائنٌ مدهش يملك مواهب وطاقات موهوبة له ليتعامل بشكلٍ أفضل مع نظرائه من المخلوقات ويستفيد من تسخيرها لصالحه، ولكن النزعات العدائية والوساوس والانحياز للرغبات الجامحة جعلته أرجوحة تدور سريعًا في سبيل إيذائه، وإذا كان يعرف بذلك يجب أن يتعلم منه، ولكن العواقب لا تؤثر عليه وحده بل تؤثر على محيطه الاجتماعي والمكاني والصحي أيضًا.

في هذا السياق، يتحمل الكيانات الاجتماعية البشرية مسؤولية تحمل النتائج، حيث يمكن لها إما أن تتعاون في صد خطر محدق بأحدها أو طائفة منها، أو أن تشارك تلك الطائفة الفاسدة في العواقب الخطيرة والآثمة.

عندما اخترع الإنسان الخلاء وأصبحت مجاري الصرف الصحي مزدحمة بفضلات البشر المتكاثرين، ولم يتم استخدام هذا التسميد المخصب للتربة، بدأت هذه التراكمات تسبب طفحًا في الشوارع والمنازل، وزادت معها التغيرات الجوية والروائح الكريهة التي تسبب نقصًا في الأكسجين، وتلوثًا في الهواء، كما تم تصريفها في مجاري النهر العذب، الذي يعد مصدرًا للشرب، مما أدى إلى تلوث المياه وتأثيرها على الصحة بنفس الملوثات.

عند اختراع الآلات وزيادة استخدام النفط، لم يتم التفكير في وسائل معالجة آثارها، ولكن تم اعتبار ذلك تطورًا وحضارة، ولكن لم يمض وقت طويل حتى انتشرت أمراض السرطان والأمراض التنفسية والقلبية معها. بالإضافة إلى ذلك، مع وجود السيارات ورغم أنها أصبحت ضرورية، إلا أن استخدامها العام أفضل من الاستخدام الخاص في تقليل التلوث الدخاني وحل مشكلة الازدحام. ومع ذلك، يرون أصحاب رأس المال والصناعيين في ذلك تهديدًا لأمنهم المالي، ومن ثم بقيت مشكلة التلوث الهوائي كما هي وزادت سوءًا.

المقرمشات والوجبات السريعة والتي يتم إعدادها بشكل متكرر تسبب ملوثات أخرى على الجانب الصحي والمظهري، وكذلك تراكمها يسبب التعفن وظهور ملوثات جرثومية هوائية غير ملحوظة للعين المجردة، مما يؤدي إلى ظهور الأوبئة المرضية التي لم تكن موجودة في الفترات التي لم تتم فيها ابتكار هذه الأنواع المسببة للتلوث.

يعتبر التصنيع اليورانيومي الذري من أخطر أنواع التسلح الكيميائي، حيث يؤدي إلى الإبادة الشاملة للمخلوقات الحية بما في ذلك الإنسان، وتعتبر مشكلة التخلص من نفاياتها التي تنتجها عملية التصنيع الكهربائي وغيرها من الاستخدامات تحدٍ يواجه الدول المعنية بهذا الأمر، ولهذا يحتاج الأمر إلى التعاون بين الدول الأقوى والأضعف، ويظهر في هذا السياق دور الأخلاق السيئة والتحيز العنصري لبعض الأفراد الذين يحاولون تحميل الأذى الذي ينتجه هذا التصنيع على الآخرين.

جميع البشر يشتركون في إحداث ضرر للبيئة والهواء والنفس، وإذا لم يتحلى الناس بالصمت أو عدم التروي في زيادة الأذى، فإنهم مسئولون جميعًا عن الأضرار الناجمة عن التلوث.

بحث عن تلوث الهواء ومسبباته: التلوث الدخاني، البصري

يتسبب استخدام الإنسان للهواء بشكل خاطئ وغير معالج في تلويث الهواء، مثل التدخين وحرق المخلفات والنفايات بما في ذلك القمامة والقش واستخدام الأفران البلدية التي تعتمد على الوقود الطبيعي مثل الأخشاب وحرق مخلفات الزراعة مثلما يحدث في الريف، بالإضافة إلى نواتج أفران الخبز غير المرشحة.

يشكل عادم السيارة خطرًا كبيرًا من ملوثات الهواء، حيث يحترق البنزين ويتحول إلى أكاسيد مختلفة ضارة، وهو ما ينطبق على المصانع أيضًا، وبالإضافة إلى ذلك فإن تراكم الملوثات الأخرى من النفايات يؤدي إلى العفن وظهور الروائح الكريهة، مما يتسبب في تلوث الهواء والتلوث البصري.

يعتبر أي تغيّر في تركيبة الهواء ملوثًا للبيئة، سواء كانت مصدره طبيعيًا أو صناعيًا، ولذلك فإن جميع الملوثات عادة ما تحتوي على عناصر مشتركة. وبالتالي، فإن معظم أنواع التلوث تكون مرتبطة بأنماط سلوكية أو أخلاقية معينة، حيث يمكن أن تكون الطموحات البشرية هي الملوث الأساسي الذي يتسبب في الضرر للآخرين بطرق مختلفة، سواء كان ذلك ناتجًا عن الاستثمارات الصناعية أو غيرها، دون النظر للتداعيات السلبية المحتملة.

الأمور غير المشروعة تشمل الجرائم التي تؤدي إلى التلوث مثل القتل، ورمي النفايات دون تفريق وإعادة التدوير، والتغوط والتبول والبصق في الشوارع، والمياه الراكدة والجارية وغير ذلك.

قول الدين في حقيقة التلوث ومعالجته.

يعتبر التلوث انحرافا عن حقيقة التوازن الذي خلقه الله بتسخيره وتجهيزه لاستيعاب الحياة، وذلك لكل شكل من أشكال الحياة، سواء كانت لأصغر المخلوقات التي لا نراها أو أكبر المخلوقات التي نعرفها أو لم نعرفها بعد. وبالتالي، فإن التغيير الذي يسببه الإنسان والذي يؤدي إلى التلوث في جميع الأماكن والأحوال، يعتبر محرمًا، خاصةً إذا كان مقصودًا وغير معالج بأي طريقة لإعادة توازن البيئة.

القاعدة العامة هي أنه لا يجوز إحداث الضرر ولا الإضرار، ويجب دفع الضرر مقدماً على جلب المنفعة، ولذلك فإن الأخطاء التي تحدث في البيئة نتيجة لأفعال الإنسان، تؤثر على الناس ومصادر غذائهم وشرابهم التي تشكل جزءًا كبيرًا من أساسيات حياتهم على الأرض.

pollution air2 | موسوعة الشرق الأوسط

لذلك ، ذكر الله تعالى هذه الحقيقة في القرآن الكريم قبل مئات السنين ، حيث أشار إلى أن الفساد في البيئة من الأرض والسماء والبحر كان بسبب مكتسبات الإنسان وأعماله ، وأنه نتيجة لأفعاله.

وجاءت التوجيهات بضرورة غرس الأشجار كوسيلة لإعادة التوازن حتى في أصعب الظروف، وأيضًا أمر المجاهدين بعدم القتل والتدمير والفساد، بل يجب عليهم محاربة الظالمين وأعداء الحق ونشر دعوة الحق فقط، وأي شخص يتعدى يصبح مذنبًا.

حلول لمشكلة التلوث.

  • تركيب مرشحات للعوادم
  • فصل القمامة وتدوير ما صلح منها
  • المعاقبة على الحرق العشوائي للنفايات
  • تدويرمخلفات الزراعة كالقش وغيره كعلف للحيوان
  • يمكن حل جزئيًا لمشكلة البطالة عن طريق زيادة عدد الحمامات العامة للرجال والنساء، وتوظيف حراس لها.
  • يتم جعل الجرائم التي تؤدي إلى تلوث البيئة بأي شكل من الأشكال وخاصة إذا كانت جرائم مزدوجة مع عقوبات مغلظة.
  • يتضمن الحد من الاستثمار في السيارات الخاصة وزيادة استخدام وسائل النقل الجماعي أو النظيفة مثل ركوب الدراجات غير الملوثة للبيئة.
  • تشجع المستهلكين على بيع منتجات الأطعمة السريعة مثل العلب والزجاجات بأسعار مناسبة حتى يتم إعادة تدويرها في مصانع متخصصة.
  • يتم تنظيف الشوارع باستمرار وإزالة النفايات بواسطة العمالة المخصصة من الوحدات المحلية في القرى والمدن، كما يتم رصف الجوانب وتشجيرها ومنع تلوثها.
  • رصد الأنهار وتشديد العقوبات على من يلوثون المياه، وخاصة المصانع وغسالات الحيوانات ومنع الاستحمام فيها.
  • يجب تعليم الناس كيفية استغلال النفايات القابلة للتدوير في صناعات مفيدة، وإقامة ورش عمل لهذا الأمر في جميع القرى التابعة للحكومة بأجر رمزي.
  • يتضمن بحث تلوث الهواء جميع سلوكيات المواطنين بصفة فردية، وإذا تحقق ذلك، يمكن حل هذه المشكلة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى