بحث عن اهمية الوقت
نقدم لكم اليوم، عزيزي القارئ، بحثًا حول أهمية الوقت، فالوقت هو ذلك الشيء الحاضر الغائب الذي نتعامل معه على مدار حياتنا، ولكننا لا نراه.
الوقت هو الشيء الوحيد الذي يشترك فيه جميع البشر بغض النظر عن جنسهم أو عرقهم أو عمرهم، حيث يمكن للجميع استخدام الـ24 ساعة التي تملكها بالطريقة التي يريدونها. فهناك من يستغلها بشكل أفضل من غيره في أداء المهام والعبادات وممارسة الهوايات المفضلة، وهناك من يضيعها بدون فائدة ويقتلها بالتراخي ويمضيها في الفراغ الذي لا يحمل أي معنى، وبعدها يشكو من سوء حظه.
ومنهم من يعرف كيف ينظمها من خلال جدول للأعمال الذي لا يحيد عنه مهما كانت الظروف والآخر يرتب مهامه حسب الأولويات الأهم فالمهم، لكل منا طقوسه وعاداته ولذا لكل منه نجاحاته و إخفاقاته رغم أن المتاح واحد للجميع، ولمعرفة المزيد عن أهمية الوقت فعليكم بالبقاء معنا في موسوعة.
بحث عن اهمية الوقت
منحنا الله تعالى الوقت والفرصة لاستغلالها في إعمار الأرض وعبادته، وتبدأ هذه المنحة منذ ولادتنا وتنتهي بوفاتنا، ولا يعلم أحد منا متى سيلاقي ربه. لذلك، علينا أن نسعى لإرضاء الله والاستعداد للقاءه في أي لحظة، فالوقت هو ثروتنا الوحيدة لتحقيق الموازنة الصعبة بين العبادة وتحقيق الأهداف في الدنيا والآخرة، وبين الواجبات والحقوق.
مفهوم الوقت
لا يعني الوقت هنا الساعات والأشهر والسنوات والوحدات الزمنية التي اعتاد عليها الإنسان، بل يعني المدة التي يتركها الله للإنسان على وجه الأرض في اختبار دائم. فهو زمن الاختبار الذي يعطى لنا فيه ورقة الإجابة قبل أن تسحب منا فجأة، فهل أجبنا بالإجابات النموذجية أم تركنا أوراقنا فارغة .
أهمية الوقت في الإسلام
- حرص الإسلام على التنبيه على أهمية الوقت من خلال الأحاديث النبوية الشريفة؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه وعن علمه ما عمل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن شبابه فيما أبلاه.
-
إن الوقت هو وسيلتنا للتقرب من الله عز وجل، إذ إرضاؤه، وحقيقة الآخرة أقرب مما نتصور، وإن الحياة الدنيا مجرد لحظة سريعة، فماذا أعددنا لذلك اليوم، ونحن نترك الأيام والشهور تنساب من بين أيدينا دون اهتمام ولا مبالاة، بل الأمر أسوأ من ذلك، فهناك أولئك الذين يبحثون عن طرق لقتل الوقت وكأنهم يعتبرونه أعداء لهم، ويا للأسف على من يضيع شبابه في ما لا يجدي نفعا وصحته فيما لا يفيده، ثم يندم في وقت لا يجدي الندم فيه فائدة، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: `إن من النعم التي يخسرها كثيرون من الناس: الصحة والفراغ`.
أهمية الوقت في حياة الفرد والمجتمع
هناك من وصل إلى سن السبعين والتسعين دون أن يحقق أي إنجازات تذكر في حياته، وهناك من عاش عدداً قليلاً من السنوات وحقق فيها ما لم يحققه الآخرون الذين عاشوا لعدة قرون. والتاريخ مليء بالأمثلة على ذلك
- الفنان العالمي الهولندي فان جوخ، العبقري في الرسم، عاش فقط لمدة 37 عامًا، وتباع أعماله الفنية الآن بملايين الدولارات للوحة الواحدة .
- كان العالِم الإيطالي (تورشيللي)، المعروف بأعماله في مجال الفيزياء والرياضيات، قد عاش 39 عامًا فقط، ولكنه ترك إرثًا هامًا للبشرية، حيث قام بابتكار البارومتر الذي يتم به قياس الضغط الجوي، وأجرى بعض التعديلات على جهاز الميكروسكوب .
- العالم يحيى بن شرف النووي عاش فقط 45 عامًا، ولكنه ترك مؤلفات ثمينة في علم الحديث والفقه، وتوجد كتبه في مكتبات وأرفف المساجد، ومن أشهر مؤلفاته “الأربعون النووية” و”رياض الصالحين.
- يعد الشاعر طرفة بن العبد أحد أصحاب المعلقات وأفضل الشعراء في الجاهلية، عاش فقط 26 عامًا، وتُعتبر كتاباته وروعتها وما تحتويه من حكم وعبر إنسانية من أجمل ما قيل في ذلك العصر، بحيث يشعر القارئ بأنه عاش حتى بلغ القرن المائة .
- حقق كل هؤلاء السابقين ذوي الذكريات التي لا تمحوها الأزمنة ولا تُنسى من التاريخ، فماذا حققت أنت وكيف كانت ستكون إنجازاتهم إذا عاشوا أكثر من ذلك؟ .
- ألا تفكر في الثورة على نفسك لتستيقظ من غفوتك وتعيد حساباتك وتقوم بإعادة ترتيب أولوياتك .
قد يكون مقالي هذا حافزاً لك لترك التراخي والكسل والبدء في العمل بجدية.