التعليموظائف و تعليم

بحث عن المفاعيل

المفعول المطلق | موسوعة الشرق الأوسط

تقدم الموسوعة بحثًا في المفاعيل، وهو علم النحو الذي يعتبر أكبر وأفضل العلوم على الإطلاق. بتعلم علم النحو تقرب إلى الله تعالى، لأنه يساعدك على فهم مراد الله تعالى من كلامه. سنتحدث في هذه المقالة عن موضوع مهم جدًا في علم النحو، وهو المفاعيل. وقد درس هذا الموضوع الكثيرون من النحويين والأفكار المختلفة حوله، وهو يعد أحد القضايا النحوية الأساسية التي تواجه الباحثين. تعتبر المفاعيل أحد أركان الجملة الفعلية الأساسية ولها دور كبير في بيان المعنى الذي تريد الجملة التعبير عنه.

جدول المحتويات

  بحث عن المفاعيل

أصل مفاعيل

كلمة مفاعيل جمع سماعي لكلمة مفعول، والخطأ الذي يقع فيه كثير من الباحثين هو جعل مفاعيل جمعًا مطردًا لمفعول، والأصح أن جمع كلمة مفعول هو مفعولات، وذلك مثل جمع مشروع مشروعات. وقد حدث بين النحويين والبلاغيين نقاش واسع حول ما إذا كانت تلك المفعولات فضلة أم ركنًا رئيسيًا في الجملة. فالنحويون يرون تلك المفعولات فضلة في الجملة، في حين يرون البلاغيون أنها ركن أساسي في الجملة، لأن كل كلمة تدل على معنى في الجملة، وما دامت تدل على معنى فلا تعتبر فضلة، وإنما يجب أن تكون ركنًا رئيسيًا في الجملة، ورأي البلاغيين أقرب للصواب من رأي النحويين.

المفعولات، ومواقعها

وتقع المفعولات ركنا ثالثا من أركان الجملة الفعلية،بعد الفعل والفاعل،فالفعل: ما دل على حدث في زمن معين،والفاعل: هو من قام بالفعل،أما المفعول،فعلى حسب نوعه كما سنعرف لاحقا،والمفعولات كلها منصوبة.

أقسام المفعولات

للمفعولات أقسام خمسة هي : (المفعول به، المفعول معه، المفعول فيه، المفعول المطلق، المفعول لأجله).

1- المفعول به

يُستخدم تصريف الفعل المنصوب للدلالة على الشخص أو الشيء الذي تم إجراء الفعل عليه، ويأتي بعد الفعل والفاعل، وقد تكون الجملة تحتوي على مفعول واحد مثل “ذاكرتُ الدرسَ”، حيث يكون الدرس مفعولًا به منصوبًا ويتم تحديده بالفتحة، ونقول “مفعولًا به” لأن الفعل قع على الدرس، وقد يحتوي التصريف على عدة مفعولات لفعل واحد مثل “ظننت الجو باردًا”، حيث يكون “ظن” مصرفًا منصوبًا على مفعولين، الأول هو “الجو” والثاني هو “باردًا

تعتمد تعدد المفعول على نوع الفعل الذي يسبقه في الجملة، فإذا كان الفعل ينصب مفعولًا واحدًا فلن يكون هناك تعدد في المفعول، وإذا كان الفعل ينصب مفعولين فسيكون هناك تعدد في المفاعيل.

2-المفعول معه

وهو الاسم المنصوب الواقع بعد واو المعية،نحو(سرتُ والفجر) فالفجر:إذا كان الاسم منصوبا بعد واو المعية، فإنه يطلق عليه `مفعول معه`. قد تسألين سؤالا استفساريا وتقولين: لماذا لا نستخدم واو العطف في هذه الحالة؟ نجيبك بأن واو المعية مستخدمة هنا. للإجابة على ذلك، يجب عليك أن تنظري إلى الجملة السابقة، مثل جملة `سافرت أنا وأخي`. ستلاحظين أن هناك اختلافا في الشكل بين الجملتين. في الجملة الأولى، تم فصل واو المعية بين الضمير المتصل والاسم المنصوب، أما في الجملة الثانية، تم فصل واو المعية بين الضمير المنفصل والاسم المنصوب. من خلال ذلك، يمكننا التفريق بين واو العطف وواو المعية.

3-المفعول فيه

وهو الجار والمجرور،والظرف،والظرف: ينقسم الاسم المنصوب إلى قسمين حسب الزمان والمكان؛ فإذا كان يدل الاسم على الزمان، فهو ظرف زمان منصوب، وإذا كان يدل الاسم على المكان، فهو ظرف مكان منصوب، على سبيل المثال: (سرتُ صباحًا)، فصباحًا هو ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة لأنه يدل على الزمان، ومثال آخر: (العصفور فوق الشجرة)، ففوق هو ظرف مكان منصوب بالفتحة لأنه يدل على المكان .

أما الجار،والمجرور،فنحو (لعبت في الدار)،ف(في الدار) يُمكن إعرابها كالآتي : إذا كان المفعول به معرفًا (في الدار)، وكان الاسم المجرور (الدار) والمعرفة بالكسرة، والجار والمجرور في حالة نصب مفعول به

4-المفعول المطلق

هو مصدر للفعل، ويجب أن يكون من لفظ الفعل، فإذا لم يكن من لفظ الفعل، فليس له دور كفاعل، يقوم بثلاث مهام: تأكيد الفعل، أو بيان نوعه، أو بيان عدده .

تأكيد الفعل نحو: إذا ضُرِبَ الشخص ضربة فإن “ضربة” هي المفعول المطلق من الفعل “ضرب”، وهي منصوبة بفتحة لأن جميع المفعولات منصوبة، ويُستخدم “مطلقاً” لأنه مصدر مأخوذ من الفعل.

بيان نوعه :(ضُرِبَ ضَربًا شَدِيدًا)، وهنا يتم التعبير عن النوع، وهو منصوبٌ أيضًا.

بيان العدد:(ضربته ضربتين) ف(ضربتين) تمثل مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبها الفتحة، وتوضح العدد الذي تم الضرب فيه.

5- المفعول لأجله

هو مصدر يُبين السبب الذي من أجله فُعِل الفعل،نحو:تأتي كلمة (رغبة) في جملة (ذاكرت رغبة في النجاح) كمفعول لأجله، وعلامة نصبها الفتحة، وقد قلنا “مفعولًا لأجله” لأنها توضح السبب الذي دفعه إلى القيام بالفعل، وفي هذه الحالة، كان السبب هو رغبته في النجاح، لذا فإنها تأتي كمفعول لأجله.

تختلف وجهات النظر بشأن حصر المفعولات بين النحويين، حيث يختلفون في مسألتي الإجمال والتفصيل، وربما كان السبب الرئيسي وراء هذا الخلاف هو عدم الرجوع إلى مصادر النحو الأصيلة، ولكنهم اعتمدوا على ما نقلته الروايات في أحكامهم، ونحن نعلم أن هناك الكثير من الروايات المدلسة التي اخترعت دون فكر أو رواية، ومن هنا جاءت خطأات التناقل، وحدث هذا الخلاف بين النحويين.

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى