التعليموظائف و تعليم

بحث عن العشرة الزوجية وحقوق الزوجين

Add a heading878 | موسوعة الشرق الأوسط

بحث عن العشرة الزوجية

لا يمكن أن يكون هناك حياة زوجية سعيدة بدون تعاون من الشريكين، حيث يعملان على بناء علاقة قوية ومتينة تتسم بالود والألفة والمحبة، بحيث يتمتع كلاهما بالاستقرار النفسي والانسجام مع شريكه في الحياة. وعلى الرغم من أهمية الزواج وتكوين الأسرة، إلا أن الكثير من الشباب والفتيات يرفضون الزواج ويفضلون العيش بمفردهم، ويعود ذلك إلى كثرة المشاكل التي يواجهها الأزواج، مما يجعل المقبلين على الزواج يشعرون بالخوف وعدم الأمان في الشراكة الزوجية.

لا يعد هذا الأمر قاعدة عامة، فهناك دائماً شواذ واستثناءات. وينبغي أن تتميز الحياة الزوجية بالمودة والتفاهم والود بين الزوجين، وإذا نجح كلاً منهما في القيام بدوره بإخلاص لإسعاد الآخر، فسوف يكونان قدوة جيدة في الحياة الزوجية التي تستند إلى المحبة والعشرة.

تعريف العشرة الزوجية

  • من أعظم آيات الله في خلقه هو أن يجمع بين قلوب الزوجين، وفي هذا الصدد ذكر الله في سورة الروم الآية 21 (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، وهذا يعني أن الرجل والمرأة في البداية غرباء عن بعضهما البعض، ولكن الله يجمعهما، ويجعلهما روحًا واحدة وكيانًا واحدًا يحبان بعضهما البعض ويسعيان لإسعاد بعضهما البعض.
  • تتمثل المودة في الزواج في الموافقة على الخطبة، ثم بناء العلاقة والتعارف، وإتمام الزواج، والتعامل بطريقة حسنة، وبعد ذلك تأتي العشرة بمفهومها الإسلامي الاجتماعي. وقد قال ابن عثيمين رحمه الله: “الوسيلة إلى أن يحب الرجل زوجته وتحبه المرأة هي بالعشرة التي وردت في سورة النساء الآية 19: `وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ`. فإذا تعامل كل شريك في الزواج بالمعروف، فإن المحبة والتآلف والحياة الزوجية السعيدة ستتحقق.

العشرة الزوجية في الإسلام

  • ذكر الله في سورة النساء الآية الأولى (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء)، فقد حث الإسلام على الزواج ووضع له أحكامًا وقوانينًا وحث عليه بسبب الفوائد والفضائل التي يحملها في الدنيا والآخرة، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل قدوة وأفضل مثال للمسلمين في سلوكه مع زوجاته وإدارته للعلاقة مع أسرته.
  • وقد ورد عن الأسود قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن نشاط النبي صلى الله عليه وسلم في بيته. قالت: كان يكون مشغولا بأعمال أهله، أي يخدم أهله. وعندما حان وقت الصلاة، كان يخرج لأداء الصلاة. وهذا يشير إلى مدى التراحم والتعاون الذي كان يتمتع به الرسول صلى الله عليه وسلم تجاه أسرته وأهل بيته. إذا تبعنا هذا النموذج في الأسر الإسلامية في الوقت الحالي، فإن طبيعة الحياة ستتغير وستختفي المشاكل الزوجية.

العشرة الطيبة بين الزوجين

  • شرع الله جل وعلا الزواج وجعله من أسباب السعادة والرضا، فهو أحد أهم أسباب السعادة والاطمئنان في هذه الحياة. وتتمثل هذه المشاعر الجميلة في تحقيق الوئام بين الزوجين. وروى الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: `الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة`.
  • يعد الزواج صلة شرعية بين الرجل والمرأة، تمت بإبرام العقد وفقًا لأركانه وشروطه المعتمدة في الشريعة الإسلامية، ولأهميته وضرورته يمكن تشبيهه بالجهاد، وقد تم تقديمه على الجهاد في بعض الأحيان لما يتضمنه من مصالح وحكم عظيمة.
  • “يتجلى تعظيم الله تعالى للزواج في أنه سماه الميثاق الغليظ، الذي يشير إلى العهد القوي المتين المبني على الالتزام والوفاء، والتمسك بالمعروف في حالة الراحة والاستقرار، والتسامح والإحسان في حالة عدم التوافق والاتفاق. ويدل على ذلك قول الله تعالى في سورة البقرة الآية 22 (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ).

الحياه الزوجية السعيدة كيف تكون

لتحقيق حياة زوجية سعيدة، يجب مراعاة بعض الأمور والحقوق التي ستساعد في ضمان تحقيق نظام أسري صحي ومستقل يتجنب الخلافات الشديدة التي قد تؤدي إلى الطلاق. تنقسم هذه الحقوق إلى حق الزوجة على زوجها وحق الزوج على زوجته، وسنوضح كل منهما فيما يلي:

حق الزوجة على زوجها

تتعدد أوجه حقوق الزوجة على الزوج وأشكالها والتي من أهمها التالي:

لين المعاملة

  •  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عاملوا النساء بكل خير، فإن المرأة خُلقت من ضلع، وأعلى جزء الضلع أكوَجه، فإذا حاولتم تقويمها كَسَرتموها، وإذا تركتُموها لم تزل ما زالت أكوَجَ، فعاملوا النساء بكل خير”، والزوجة هي أمانة بعُنق الزوج، تركت أسرتها وبيتها وانتقلت لتعيش بجواره، وتعمل على راحته وراحة أولادهما، لذا عليه أن يكون جديرًا بذلك من خلال رحمته وعطفه عليها، وبإظهار مشاعر الحب بالكلام والأفعال التي تسعد وتطمئنها وتجعلها تشعر بالراحة والاستقرار.

التهادي

  •  يجب على الزوج عدم رفع صوته على زوجته، وعدم ضربها أو إهانتها أو إرهاقها بما لا تطيق، ويجب عليه تقديم الهدايا لها أحياناً، حيث إن الهدية من أسباب غرس المحبة في القلوب، وقد قال النبي الكريم “تهادوا تحابوا”، كما قال “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي.

صونها والغيرة عليها

  •  من حقوق الزوجة على زوجها الغيرة عليها، وهي من الأمور الفطرية التي خلق الله تعالى الإنسان عليها، وهذا ينطبق على الرجال والنساء. وقد سأل سعد بن عبادة رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لو رأيت رجلاً مع امرأتي، لضربته بالسيف غير مصفح.” فقال النبي صلى الله عليه وسلم “أتعجبون من غيرة سعد؟، لأنا أغير منه، والله أغير مني، وحرم الله الفواحش بسبب غيرة الله، سواء كانت ظاهرة أو خفية.

إعفاف الزوجة

  •  وهو حق ثابت في القرآن الكريم والسنة النبوية، ويدل عليه ما ورد في الحديث الشريف عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته، ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال، كان له أجر).

حفظ أسرار الزوجة

  • هذا الحق ليس مقتصرا على الزوجة فقط، بل إنه حق مشترك بين الزوجين، وورد في الحديث عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إن من أشر الناس منزلة يوم القيامة الرجل الذي يفضي إلى المرأة وتفضي إليه، ثم ينشر سرها).

النفقة الزوجية

  • ذُكِرَ في الكثير من المواضع القرآنية وجوب إنفاق الزوج على زوجته، ويدل ذلك على أهمية هذا الأمر في الحفاظ على حياة زوجية سعيدة. وينبغي على الزوج أن يضمن لزوجته وأولادهما حياة كريمة من دون حرمان أو الحاجة إلى الآخرين، وقد ذُكِرَ ذلك في سورة الطلاق بقول الله تعالى “أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ۚ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ.
  • وفي الآية 233 من سورة البقرة، قال الله سبحانه `وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف`، وهذا يشير إلى وجوب الرجل إنفاق ما يحتاجه زوجته، كما أشار الله سبحانه في سورة النساء في الآية 34 بضرورة تقديم الرجال على النساء بفضل الله وبناء على ما ينفقونه من أموالهم.
  • وفقًا للسنة النبوية، يجب على الرجل إنفاق ما يكفي لزوجته، وفي حديث عائشة رضي الله عنها، زوجة أبي سفيان، قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح ولا يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه دون علمه، فقال النبي: (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف).

حق الزوج على الزوجة

كما أن للزوجة حقوقٌ على الزوج، فإن الزوج له أيضًا حقوق على زوجته التي يجب أن تحرص على الالتزام بها لتحافظا على سعادتهما وحبهما وتعاونهما، ومن أهم تلك الحقوق التي يجب التذكير بها:

العقل والحكمة والاحترام المتبادل

  • يجب على الزوجة أن تكون حكيمة وعاقلة وأن تقف بجوار زوجها في الأوقات السعيدة والحزينة، وأن تكون مساعدة جيدة له، سواء كان في مواجهة صعوبات تحملها بشكل متساوٍ أو في مواجهة صعوبات يتجاوز طاقتها، وعليها أن تحترمه وتعامله بإحترام أمام الناس، وأن تعترف بأن الزوج هو الرب والمسؤول عن الأسرة وحاميها، وهذا يعتبر مهمًا بما أن السنة النبوية تشير إلى أن الواجب الزوجي وواجب الأطفال يجب ألا يتعارضان مع بعضهما البعض.

طاعة الزوج بالمعروف

  • والمقصود بالمعروف هو ما أمر الله تعالى به وأقره في الشريعة الإسلامية، وهو أن تطيع الزوجة زوجها فيما لا يغضب الله، وإذا رفضت تلبية أوامره فإنها تواجه غضب الله تعالى، ويفضل أن تكون الزوجة في المنزل وأن لا تخرج بدون إذن الزوج، وفي ذلك يقول الله تعالى في سورة الأحزاب الآية 33 (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى).

وبهذا نكون قد تعرفنا على دراسة حول المبادئ العشرة للزواج ومفهومها وأهميتها في القرآن الكريم والسنة النبوية، والتي يوجد العديد من الأدلة حولها، مثل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، والتي توضح حقوق الزوج والزوجة تجاه بعضهما البعض، وحقوقهما المتبادلة، وباعتبارها واتباعها، سوف تنخفض حالات الطلاق الشائعة في المجتمعات الحالية، ويمكن أن تحل محلها السعادة والاستقرار في الحياة الزوجية .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى