بحث عن الصبر في الاسلام
البحث عن الصبر في الإسلام، وعن أهمية تحمل المصائب والابتلاءات والتحلي بالصبر في الوقت العصيب، حيث يُعد الصبر من أهم الصفات التي حث عليها الإسلام، ومنح لها جزاءً كبيرًا، نظرًا لصعوبتها. ويقول المثل الشهير “الصبر مفتاح الفرج”، ولذلك سنجيب في هذا المقال من موسوعتنا عن معنى الصبر وفضله في الإسلام وأنواعه وجزائه.
بحث عن الصبر في الاسلام وتعريفه
- في اللغة العربية، يعني الصبر الحبس، وقيل أنه الاحتمال والتحمل دون جزع.
- يعتبر شهر رمضان شهر الصبر، حيث يمتنع المسلم فيه عن الطعام والشراب والشهوات.
- في علوم الدين الإسلامي، الصبر يعني القدرة على تحمل أوامر الله تعالى ونواهيه بروح راضية دون انزعاج أو رفض.
أنواع الصبر
يتضمن الصبر ليس فقط التحمل في مواجهة المصائب، بل له أنواع عدة تختلف عن بعضها البعض، وتتكون من ثلاثة أنواع رئيسية:
الصبر على أوامر الله تعالى (الطاعات)
- الصبر على الطاعات يعني أداء العبادات لله تعالى بحقها والالتزام بالأوامر التي أمر بها دون اعتراض أو تذمر، وهذا النوع هو الصبر الأتم للمسلم.
- وقد أمر الله تعالى بالصبر على الطاعات فقال في كتابه الكريم: “وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ”
- تعد قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام من أجمل الأمثلة التي يذكرها القرآن الكريم عن الصبر على أوامر الله تعالى، حتى ولو كانت صعبة على النفس وفوق إمكاناتها البشرية
- ذهب الأب إلى إسماعيل وأخبره بتلك الرؤية، ورد عليه إسماعيل بأن ينفذ أمر الله تعالى وفق ما جاء في القرآن الكريم: `يا أبت، إني رأيت في المنام أني أذبحك، فانظر ماذا تروني قائلا: يا أبت، افعل ما يأمرك الله، ستجدني إن شاء الله من الصابرين`
الصبر على النواهي (المعاصي)
يُعد الصبر على اجتناب المعاصي واحدًا من أصعب الأمور التي تواجه النفس البشرية. يجب على المسلم تقويم نفسه وجهادها للابتعاد عن ما حرمه الله، حتى يتجنب عقابه، ويمنع نفسه بكل ما يمكنه من الوسائل من ارتكاب المنكرات. ويجب الحرص على ذلك خاصة في الأوقات التي يكثر فيها الابتلاء والفتن، وتنتشر المعاصي بشكل يجعل النفس الإنسانية تضعف عن الابتعاد عنها.
ليتجنب المعصية، يحتاج الفرد إلى صبر كبير وعزم شديد، وقد قال تعالى في القرآن الكريم: “ولا تستوي الحسنة والسيئة، فادفع بالتي هي أحسن، فإذا كانت هناك عداوة بينك وبين الآخرين، فكأنهم أصدقاء حميمون، ولا يحصل على ذلك إلا الذين يصبرون، ولا يحصل عليه إلا من يحظى بحظ عظيم
الصبر على القدر (البلاء)
الصبر على الابتلاءات والمحن والمصائب التي تنزل بالإنسان، والرضا بقضاء الله وقدره من الأمور التي وعد الله تعالى أصحابها بالجزاء الكريم
إن المسلم الذي يصبر على فقدان المال أو الأهل أو الأولاد، ويرضى بما قدره الله له، فإنه سيحصل على درجات عالية في الجنة وستنزل عليه رحمة الله. فقد بشرنا الله في كتابه الكريم بأن الصابرين هم الذين يحظون بالبركات والرحمة، وأنهم يقولون “إنا لله وإنا إليه راجعون” عندما يصيبهم المصائب، وسيحصلون على صلوات ورحمة من ربهم، وسيكونون من المهتدون
صور الصبر
هناك العديد من المواقف التي يتجلى فيها مفهوم الصبر، ومنها:
- يتطلب الأمر عدم الانسياق وراء مشاعر الغضب والامتناع عن القيام بالأفعال المحرمة أو التي تسبب الأذى للآخرين.
- قد يشعر الشخص بالملل والضجر عند القيام بفعل شيء مطلوب منه، ولكن لا بد من إكماله والتحكم في النفس.
- ينبغي اتخاذ القرارات بطريقة صحيحة ومدروسة، وتجنب اتخاذ القرارات العفوية المنفعلة.
- في حال طلبت النفس شيئًا من الأمور المادية أو الدنيوية، فلا يجب على الإنسان أن يسارع في تلبيته، بل ينبغي له الصبر والتأني.
جزاء الصبر
يتحدث الإسلام في آيات عديدة وأحاديث نبوية كثيرة عن جزاء الصبر في الدنيا والآخرة، وفي الدنيا يكون العبد في معية الله تعالى ويحميه من السوء ومن المكائد التي يحيكها الأعداء له، ويجعل الله تعالى للعبد معينًا ورفيقًا، وأما في الآخرة فيمحي الذنوب ويغفرها ويجزي بالثواب الكبير والدرجات العالية في الجنة، ومن الآيات الكريمة التي أوضحت جزاء الصبر:
-
إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ
-
وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا
-
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ