بحث عن الزلازل

مقدمة بحث عن الزلازل

إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)

سورة الزلزلة

الزلازل هي حركات أرضية تحدث بدون تدخل الإنسان، حيث تطلق الأرض كمية من الطاقة المخزونة فيها، وقد تسبب قوى الزلازل في الكثير من الانهيارات الأرضية وأمواج تسونامي والفيضانات وغيرها من الكوارث، مما يؤدي إلى خسارة كبيرة في الأرواح والمناطق التي يعيش بها الناس.

لذلك يكون هذا هو السبب في البحث عن جميع جوانب الزلازل والكوارث الطبيعية التي تؤثر على الأرض والإنسان، ومن خلال هذا البحث يمكننا التطرق إلى الأسباب التي أدت إلى نشأة الزلازل في البداية.

بحث عن الزلازل

اهتم العلماء بدراسة الزلازل بعد ازدياد التدمير الناجم عنها، حيث كان الناس في السابق ينظرون إلى الزلازل كعلامة على غضب الآلهة ورد فعل على تصرفاتهم السيئة. ولكن مع تطور العلم والتفكير العقلاني، بدأ العلماء في إنشاء شبكات لرصد وتحليل الزلازل، وهذا أدى إلى تطور نوع جديد من العلوم يسمى “علم الزلازل”، ويهتم هذا العلم بدراسة طبيعة الزلازل وقوتها وكيفية التخفيف من آثارها السلبية ..

يتم اعتبار الزلازل، كما ذكرنا سابقاً، من أخطر الظواهر الطبيعية وأكثرها رعباً وقوة، حيث أكد العلماء أن الزلزال الواحد يطلق طاقة تقدر بعشرة آلاف ضعف ما أطلقته أول قنبلة ذرية في العالم. وعليه، تسبب الزلازل في الكثير من الدمار والخسائر والوفيات نتيجة للدمار الذي يترتب عليها، وقد تؤدي إلى حدوث موجات كبيرة تغمر الشواطئ وتدمر كل شيء في مسافات تصل إلى عشرات الكيلومترات، وتترك الزلازل الكثير من الضحايا ..

يجب التذكير بأنه وفقًا للدراسات، يحدث زلزال قوي مرة واحدة كل عامين تقريبًا، بالإضافة إلى ما يقرب من 800 زلزال متوسط الشدة يحدث كل عام في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى أكثر من 40 ألف زلزال صغير غير محسوس سنويًا. يحدث الزلازل في الفوالق، وهي صدوع وتشققات في صخور الأرض، ويحدث الزلزال عندما يتحرك أحد جوانب الصخور بشكل مفاجئ وبدون سابق إنذار، سواء كان ذلك عموديًا أو رأسيًا، في المناطق الأضعف ..

أنواع الزلازل

تنقسم الزلازل إلى عدة أنواع تخبرنا كل منها بأنواع ومعلومات جديدة عن الزلازل. توجد تصنيفات حسب المواقع في العالم، مثل المناطق النشطة مثل حزام المحيط الهادئ في جنوب شرق آسيا، وحزام غرب أمريكا الشمالية، وحزام وسط المحيط الأطلسي الذي يمتد من غرب المغرب إلى إسبانيا وإيطاليا، وحزام الهيمالايا وحزام الألب وحزام شمال الصين، وأخيرًا الحزام الذي يمر عبر تركيا والبحر الميت وخليج السويس والبحر الأحمر ومنطقة الفالق الأفريقي العظيم، ويؤثر هذا الحزام على اليمن وأثيوبيا ومنطقة الأخدود الأفريقي .

توجد تصنيفات مختلفة للزلازل حسب سبب حدوثها، وتنقسم إلى زلازل بركانية تحدث بسبب نشاط بركاني، حيث تتصادم الحمم البركانية مع الصخور مما يؤدي إلى تكسيرها وحدوث الزلزال، والنوع الثاني هو الزلازل الانهدامية التي تحدث بسبب انهيارات وانزلاقات أرضية ضخمة، وأخيرًا هناك الزلازل التي تحدث بفعل الإنسان مثل الانفجارات النووية أو انهيار المباني العملاقة مثل الجسور، بالإضافة إلى استخراج البترول من باطن الأرض.

أسباب الزلازل

توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الزلازل، ومن بين هذه الأسباب:

• تتألف القشرة الأرضية من ألواح تكتونية، وهذه الألواح تتفاعل مع بعضها البعض، وتتحرك ببطء خلال فترة طويلة من السنوات، وتختلف في الاتجاه والسرعة.
• تنزلق الألواح التكتونية بعضها فوق بعض وتتصادم بعضها مع بعض، وتبتعد بعضها عن بعضه الآخر، وتستمر هذه الصفائح في الحركة على فترات طويلة من الزمن.
• يؤدي الاحتكاك المستمر بين الطبقات إلى تراكم الطاقة، وبالتالي يتطلب الأمر إطلاق تلك الطاقة، وهذا ما يؤدي إلى حدوث موجة صدمة تعرف باسم الزلزال.
• هذه الحركة للصفائح التكتونية تحدث تحت المحيطات وتُسبب موجات عاتية ومدمرة تُعرف باسم تسونامي.

الكوارث المصاحبة لحدوث الزلازل

تنتج بعض الظواهر الطبيعية عند حدوث الزلازل، ومن بين هذه الظواهر:

• الفيضانات: تكون الزلازل سببًا في حدوث الفيضانات، حيث إنها تسبب خللاً في هياكل السدود، وهذا يؤدي إلى وجود تسرب في المياه، مما يسبب فيضانًا وتلفًا في المباني، وقد يصل الأمر إلى حد وفاة العديد من الأشخاص.
• الحرائق: قد تؤدي الفيضانات إلى حدوث كسر في خطوط الغاز أو الكهرباء، مما يؤدي بدوره إلى حدوث مشكلات كبيرة في خطوط المياه وإطفاء الحرائق.
• تسونامي: الفيضانات التي تحدث في قاع المحيطات تؤدي إلى توليد موجات ضخمة تسمى تسونامي، وهذه الموجات العاتية تسبب الكثير من الأضرار وتدمير العديد من المباني وأخذ حياة الكثيرين.
• تمزق سطح الأرض: التصدعات هي انحرافات تحدث على سطح الأرض، تصل إلى حد التمزق، ويكون سببها تعرض المباني للتشقق.
• الانزلاقات الأرضية: تشير حركة سقوط الصخور أو تدفق الحطام في اتجاه الجاذبية الأرضية إلى الزلزال الذي يحدث في الأرض.

قوة الزلزال

تتراوح قوة الزلازل بين 0.1 : تُقاس شدة الزلزال على مقياس ريختر بواسطة 8 درجات، ويُعد الزلزال صغيرًا جداً إذا كان بين الصفر والثلاث درجات، ومتوسطاً إذا كان بين الثلاث درجات والتسعة أعشار، ويعتبر خفيفًا إذا كان بين 4 و4.9، أما المتوسط فيتراوح بين 5 و5.9 درجات، ويعتبر الزلزال القوي إذا كان بين 6 و6.9، والكبير إذا كان بين 7 و7.9 درجات، أما الزلزال الضخم فهو بقوة 8 درجات على مقياس ريختر. ويسبب هذا الزلزال عادةً دمارًا شاملاً وضخمًا ..

التسونامي

التسونامي هي موجة مفاجئة من المياه تحدث كنتيجة لزلزال في قاع المحيط، وتصل طول الموجة إلى 400 متر وتتحرك بسرعة 95 كيلومتر في الساعة في أعماق البحر. وعندما تصل إلى الشاطئ، يكون ارتفاعها بين نصف متر وثلاثة أمتار. وهناك موجات تصل طولها إلى 160 كيلومترًا وتتحرك بسرعة 725 كيلومترًا في الساعة، وعند وصولها إلى الشاطئ، يكون ارتفاعها من نصف متر إلى مترين تقريبًا، ويمكن أن تصل سرعتها إلى 15-30 كيلومترًا في الساعة، وذلك حسب طبيعة قاع البحر. يمكن أن تتسبب هذه الموجات في خسائر كبيرة في الموانئ والمدن الساحلية، وخاصة المنشآت القريبة من الشواطئ، وتؤدي إلى العديد من الكوارث، مثل طرح السفن أو القوارب خارج الشاطئ بسبب ارتفاع الموجة، مما يؤدي إلى غرق المتواجدين على الشاطئ ..

أقوى الزلازل التي ضربت مصر

زلزال 1903 :

يعتبر الأكثر قوة في التاريخ الحديث، وأدى إلى وفاة ما يصل إلى عشرة آلاف شخص

زلزال 1969 :

والذي ضرب مصر والسودان وإثيوبيا وفلسطين، وحدث في أخر أيام شهر مارس عام 1969، وكان في جزيرة شدوان بالبحر الأحمر، وكانت قوته 6.9 درجات ريختر، وتسبب في حدوث تشققات في الأرض في محافظة البحر الأحمر، ولكن لحسن الحظ لم يتسبب في وقوع أي ضحايا .

زلزال 1981 :

يطلق عليه زلزال السد العالي لأنه وقع في منطقة بحيرة ناصر، والتي تعتبر منطقة متوسطة النشاط الزلزالي بسبب موقعها في منطقة فالق كلابشة. وكان زلزال عام 1981 بقوة 5.6 درجة على مقياس ريختر، ولحسن الحظ لم يتأثر السد العالي، حيث صمم ليتحمل زلزالًا بقوة 8 درجات على مقياس ريختر .

زلزال 1992 :

يعد زلزال بقوة 5.6 درجات على مقياس ريختر الذي ضرب القاهرة والجيزة والقليوبية والفيوم من أشهر الزلازل في التاريخ الحديث، ووصف بأنه زلزال مدمر لا ينساه المصريون. استمر الزلزال لمدة ثلاثين ثانية، ورغم ذلك أحدث الكثير من الدمار في المباني، خاصة المباني القديمة، حيث إنهار حوالي أربعمئة منزل وتصدع ما يقارب ثمانية آلاف منزل آخر، وتشرد الآلاف، وتدمرت العديد من المصالح الحكومية والمباني العامة، ولا سيما المدارس والمؤسسات التعليمية..

زلزال 1995 :

ضرب زلزال بقوة 7.2 منطقة نويبع في البحر الأحمر ويعد الأكبر في مصر، وتسبب في وفاة خمسة أشخاص فقط وإصابة العشرات بجروح، وضرب هذا الزلزال أيضًا منطقة البحر الميت وسبقه زلزال آخر في عام 1927 وأدى إلى وفاة نحو خمسمائة شخص .

خاتمة بحث عن الزلازل

في النهاية، يهدف هذا الكلام إلى تقديم جميع المعلومات المتعلقة بالزلازل، ولنكن على دراية بالقوى الألهية الخفية التي تحدث في باطن الأرض والكوارث الطبيعية المصاحبة لها.

أسئلة شائعة