بحث عن الذكاء وتعريفه

إن الذكاء من أعظم النعم التي يتمتع بها الإنسان، ولذلك تقدم الموسوعة بحثًا عن الذكاء، فقد منح الله العز والجل الإنسان العقل الذي يميز الخير من الشر ويحدد الأمور المقبولة مجتمعيًا والأمور المرفوضة، وهذه نعمة لا تضاهى، ويجب على الإنسان الحفاظ على هذه الأمانة التي وهبها الله واستخدامها في الأشياء التي ترضي خالقه، وقد جعل الله العقل مصدر فروق بين الناس، فبعضهم يستخدمه للخير وبعضهم يستخدمه للشر.

بحث عن الذكاء

تعريف الذكاء

لم يتمكن العلماء من تحديد مصطلح دقيق يصف الذكاء، ولكنهم يعتمدون على التعريف العام للذكاء، وهو القدرة العالية على الاستيعاب والتعامل مع مراحل الحياة بشكل أفضل. وهذه القدرة تميز الإنسان وتسمح له بالتعامل بشكل أفضل في سلوكياته ومعاملاته.

لا يوجد حد محدد لمجالات الذكاء، حيث إن مجالات الذكاء لا يمكن حصرها بعدد، نظرًا لاختلاف أشكالها وأنواعها المختلفة، وقد يكون الذكاء فطريًا وهبه الله تعالى للإنسان دون أي تدخل بشري، وقد يكون مكتسبًا من خلال التطور المستمر والعمل على اكتساب المهارات المختلفة.

بشكل طبيعي، يتعلم الإنسان ويكتسب الذكاء مع زيادة تجاربه، وتعزيز خبراته يؤدي إلى نضوجه وتطور قدراته على التعامل مع أي موقف أو مشكلة في حياته. يجب أن يُعزز الذكاء الفطري بالخبرات والمهارات المكتسبة للحفاظ على التطور والتقدم المستمر، وإلا سيتلاشى الذكاء الفطري تدريجيًا إذا لم يتم إضافة شيء جديد.

أنواع الذكاء

وكما أن العلماء لم يتوصلوا إلى تعريف دقيق لمفهوم الذكاء، فإنهم لم يتوصلوا إلى تحديد أنواع محددة من الذكاء. فالذكاء العقلي يضم عددًا لا يحصى من أنواع الذكاء، مثل الذكاء اللغوي والذكاء المنطقي الرياضي والذكاء في مجالات الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الفني والذكاء الفراغي والذكاء العاطفي والذكاء الجسدي والذكاء في الموسيقى والذكاء الاجتماعي والذكاء العضلي وغير ذلك من أنواع الذكاء غير المحدودة التي تندرج تحت الذكاء العقلي.

وقد وضع العلماء تعريفات لهذه الأنواع:-

1- الذكاء اللغوي

يعني التعبير اللغوي قدرة الفرد على التعبير عن المعنى الذي يريده باستخدام كلمات مناسبة لهذا المعنى، ولا يمكن للفرد القيام بذلك إلا إذا كان لديه حصيلة لغوية، وتتم حصيلة اللغة من خلال القراءة والمطالعة بشكل كثيف.

2-الذكاء المنطقي الرياضي

يقوم هذا النوع عادةً بعملية ذهنية لا يحتاج فيها إلى تعبيرات لفظية، ويمكن من خلالها الوصول إلى حلول لمسألة رياضية.

3- الذكاء الاجتماعي

يتحقق هذا النوع من الشخصية عندما يتمكن الشخص من استخدام الكيفيات المناسبة في التعامل مع الآخرين، فالإنسان لا يستطيع العيش بمفرده، بل يحتاج إلى التفاعل مع الآخرين والتعاون معهم.

4-الذكاء الفراغي

يجب أن يكون هذا النوع متوفرًا عند صانعي التماثيل والفنانين التشكيليين، لأن هذا النوع يمنحهم القدرة على تصور الأشكال في الفراغ قبل تنفيذها.

5-الذكاء الحركي

يتميز الأداء الرياضي بالبراعة في التحكم في الأطراف، ومن هنا يستطيع الرياضيون السيطرة على استخدام أطرافهم وبالتالي يتمتعون بالنشاط والحيوية.

6-الذكاء الإيقاعي ( الموسيقي)

ويتميز هذا النوع من الأشخاص بالقدرة على الشعور بالموسيقى والاستمتاع بها أكثر من غيرهم.

7-الذكاء الروحي

هذا النوع من الأشخاص يمكنهم تقييم أنفسهم ومشاعرهم والتكهُّن بما سيحدث في المستقبل.

8-الذكاء العاطفي

يتميز هذا النوع من الأشخاص بالقدرة على التحكم في مشاعرهم وعدم الإفراط فيها، وكذلك يمتلكون القدرة على التعامل مع الإحباطات بشكل صحيح.

أما ما يُثيره بعض الذي لا يحسنون فهم الكلام: أفادوا بأن جنس الرجال يفوق جنس النساء في الذكاء، واستندوا في ذلك إلى حديث النبي-صلى الله عليه وسلم- الذي قال فيه: “ناقصات عقل ودين”، وخطأوا في فهم قول النبي-صلى الله عليه وسلم-، وزعموا أن الرسول هو من حكم على النساء بأنهن ناقصات عقلا ودينا، وهذا أمر مرفوض لأنه لا يجوز لرسول الله-صلى الله عليه وسلم- أن يفضل جنسا عن جنس.

إن من يحكم بهذا الشأن قد أخطأ في فهم قول النبي – صلى الله عليه وسلم -، حيث المقصود من قوله الذي يعني أن أعمال المرأة أكثر من أعمال الرجل، هو أن المرأة تفكر في منزلها وأولادها وعملها، ولأنها تفكر في جميع هذه الأشياء، فإن فكرها مُشتت، وبالتالي فإنها لن تستطيع التركيز بدرجة كافية في أعمالها، ومن المقصود من قول النبي – صلى الله عليه وسلم – هو تكريم المرأة وليس تقليل شأنها.

نمو الذكاء

قد أثبت الدراسات العلمية أن أكثر فترة من حياة الإنسان يكون ذكاؤه فيها سريعًا هي الخمس السنوات الأولى من عمر الإنسان، وقد حدَّدوا فترةً زمنيةً يتوقف عنها نموّ الذكاءِ، وهي مرحلة ما بين (16) سنة إلى (20)؛ فذكاؤه في تلك المرحلة ثابتٌ إلا إذا طوَّر من نفسه عن طريق التعلُّم.