نشأة الجدول الدورى الحديث
في عام 1864 ميلاديًا، أعد العالم الكيميائي الألماني جوليوس لوثار ماير ترتيباً للعناصر الكيميائية وفقًا لكتلتها الذرية. ثم قام العالم الكيميائي الروسي ديمتري مندليف بترتيب العناصر الكيميائية الأخرى وفقًا لخصائصها المماثلة. ومع ذلك، كانت هناك فجوات في الجدول الذي وضعه مندليف لأنه اعتقد أن هناك عناصر كيميائية لم يتم اكتشافها بعد.
قام مندليف بعمل تنبؤات حول خصائص العناصر التي لم يتم اكتشافها بعد، وتمكن من إثبات صحة تلك التنبؤات بعد اكتشاف تلك العناصر في وقت لاحق، حيث تبين أنها تحمل نفس الخصائص التي تنبأ بها مندليف، الأمر الذي أثار جدلاً في المجتمع العلمي حول كتاباته ونظرياته، كما قام بترتيب العناصر بطريقة منتظمة باستخدام جدول، الذي أطلق عليه اسم الجدول الدوري.
ديمتري مندليف هو العالم الروسي الذي نشر أول جدول دوري للعناصر الكيميائية في عام 1869، وقد ساعدت نظرياته في وضع الجدول الدوري الحديث الذي نستخدمه في الوقت الحالي. ويجدر الذكر أن الفرق بين جدول مندليف وترتيب جوليوس لوثار ماير للعناصر هو أن مندليف استنتج وجود عناصر لم تكتشف بعد وترك بعض الخانات الخاصة بها فارغة في الجدول الدوري، وهي الخانات 100 و72 و68 و44. وبعد اكتشاف عناصر مثل التكنيتيوم والجرمانيوم والغاليوم والإسكنديوم، تبيّن أنها تحمل نفس أرقام الكتلة الذرية التي تركها مندليف خالية في الجدول الدوري الذي وضعه.
تطور الجدول الدوري الحديث
شهد الجدول الدوري العديد من التطورات والتحديثات على مر السنين، وقد ساهم العلماء في إضافة المزيد من العناصر، ومن بين هؤلاء العلماء وليام رامزي الذي اكتشف العناصر النبيلة وأضافها كمجموعة جديدة في الجدول الدوري، وقد ساهمت اكتشافاته في تأكيد صحة الجدول الدوري الذي وضعه مندليف.