بحث عن التلوث البيئي واخطاره

منذ خلق الله سبحانه الأرض واستودع الإنسان فيها، كانت البيئة الطبيعية نظيفة وجميلة، وكان النظام البيئي في توازن كوني دقيق. ومع ذلك، قرر الإنسان تدمير هذا الجمال والتلاعب بالبيئة الطبيعية من خلال التلويث والإهدار، مما أدى إلى ظهور العديد من أنواع التلوثات البيئية الضارة بالصحة العامة وجمال المجتمع. لذلك، نقدم اليوم مقالًا شاملاً يتناول بحثًا عن التلوث البيئي ومخاطره، من خلال موقع موسوعة .

بحث عن التلوث البيئي واخطاره

تلوث البيئة

يشير النظام البيئي إلى جميع العوامل الطبيعية التي تحيط بالإنسان من كائنات حية وغير حية، والعلاقات التي تربط بينها وتضمن استمرار الحياة على سطح الأرض. يشمل النظام البيئي كل ما أبدعه الخالق من مظاهر الحياة مثل الأشجار والأراضي والأنهار والبحار والمحيطات، ووضع الله هذا النظام بدقة وتوازن وإتقان بالغ .

تحدث التلوث البيئي عندما تدخل بعض الملوثات الصناعية إلى البيئة الطبيعية، مما يؤثر سلباً على توازنها وعلى حياة المخلوقات الحية الموجودة بها، ويجعل البيئة الطبيعية غير صالحة للحياة وغير آمنة. وتختلف الملوثات الضارة بالبيئة بين المواد الكيميائية والطاقات الطبيعية التي تصبح ملوثة للبيئة عند زيادتها فوق المستوى الطبيعي لها.

لا تقتصر الملوثات البيئية على العوامل المادية فقط، بل تمتد أيضًا لتشمل بعض الأمور غير المادية التي قد تلوث البيئة وتؤثر على توازنها، مثل الصوت والضوء ودرجات الحرارة المرتفعة بشدة.

أنواع التلوث البيئي وأهم العوامل المُسببة لها

توجد العديد من أشكال التلوث التي تؤثر على توازن النظام البيئي، وفي هذه المرحلة سوف نستعرض أهم أنواع التلوث وأبرز العوامل التي تسببها :

تلوث الهواء

يعني تلوث الهواء دخول بعض الجسيمات والمواد الكيميائية الغريبة في تكوين الهواء المحيط بنا، مما يؤدي إلى تغيير في توازن الغازات المكونة للهواء وبالتالي إلحاق ضرر بالكائنات الحية مثل الإنسان والحيوان والنبات، وتتنوع هذه الملوثات ما بين كونها غازات ضارة أو جسيمات مادية صلبة أو حتى سوائل .

توجد العديد من المصادر السلبية التي تؤثر على توازن النظام الجوي من حولنا، وتشمل ذلك :

• يتسبب حرق الغابات الكثيفة في إصدار كميات كبيرة من الدخان .
• يتسبب الانبعاث الضار من المصانع الكبرى والسيارات في تلوث الهواء .
• قد يشمل هذه الشوائب مواد طبيعية مثل الرماد الناتج عن ثوران البراكين .

يتفشى التلوث الهوائي بشكل أكبر في المدن من القرى الريفية، إذ أثبتت الدراسات أن كلًا من مدينة القاهرة ونيودلهي وبكين من بين أكثر الدول تلوثًا للهواء في العالم. ينتج عن التلوث الهوائي العديد من المشكلات الصحية، مثل الأمراض التنفسية مثل الربو والحساسية الصدرية وضيق التنفس، فضلاً عن العديد من الظواهر الجوية السلبية على مستوى الكرة الأرضية، مثل ظاهرة الاحتباس الحراري .

تلوث الماء

يشير تلوث الماء إلى إدخال بعض المواد الضارة إلى المياه النظيفة، ويحدث هذا التلوث عندما يتم إدخال تلك المواد إلى المصادر الرئيسية للمياه على سطح الأرض، مثل البحار والمحيطات والأنهار والمياه الجوفية، مما يشكل خطرًا على صحة وسلامة الإنسان ويؤثر سلبًا على الكائنات الحية المائية التي تعيش في تلك المياه، ويمكن أن يحدث التلوث نتيجة المواد الكيميائية الضارة أو الكائنات الحية الدقيقة الخطرة مثل الديدان.

تتنوع أنواع التلوث المائي بناءً على نوع مصدر المياه الملوث، وتشمل هذه الأنواع :

• تلوث البحار والمحيطات

يمكن أن يحدث تلوث المحيطات بسبب العديد من الملوثات الصناعية، مثل تسرب الناقلات التي تنقل النفط ومنتجات البترول في المحيطات، أو إلقاء المخلفات والنفايات الصناعية في مياه البحار، وكذلك غرق السفن المحملة بالبضائع في المحيط

• تلوث المياه الجوفية

يُعد تلوث المياه الجوفية من أخطر أنواع التلوث المائي، حيث لا يمكن معالجته أو التخلص منه، بل يستمر في المياه الجوفية لسنوات عديدة، ويؤدي إلى تلوث مصادر المياه الأخرى مثل البحيرات الصغيرة والأنهار المتصلة بها والمستنقعات المائية .

تحدث تلوث المياه الجوفية عادةً نتيجة تسرب مختلف أنواع الملوثات، مثل مياه الصرف الصحي والمبيدات الحشرية والأسمدة الزراعية .

• تلوُث المياه السطحية

تشكل المياه أكثر من 70% من مساحة سطح الأرض، ويحدث تلوث مصادر المياه على سطح الأرض نتيجة إلقاء الملوثات والسموم والأسمدة في المصادر المائية المختلفة.

• تلوث التربة

يُعد تلوث التربة من أخطر أشكال التلوث البيئي؛ لأن التربة هي المصدر الأساسي لغذاء جميع الكائنات الحية على سطح الأرض، ويشير إلى دخول عناصر ضارة إلى التربة مما يؤثر على صحتها ويحد من إنتاجيتها الزراعية، مما يتسبب في تأثير سلبي على صحة الكائنات الحية التي تعتمد عليها .

يحدث تلوث التربة نتيجة للأنشطة الزراعية السلبية

• يتضمن الأمر تجريف التربة الزراعية وإزالة أجزاء من الغابات الكثيفة ودفن كميات كبيرة من النفايات في باطن الأرض
• وقد تتلوث التربة بسبب تسرب المياه الملوثة إليها وامتصاصها، مما يؤثر سلباً على قدرتها على الإنتاج والزراعة .
•  يمكن أن تتلوث التربة بفعل الغبار الملوث والغازات السامة التي تتراكم عليها وتسد مسامها وتقلل من إنتاجيتها .
•  كما أن استخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية بشكل مفرط يؤدي إلى إضعاف واستنزاف التربة بشكل كبير وفقدانها لجودتها الزراعية.

وينتج عن تلوث التربة العديد من النتائج السلبية مثل:

• التقليل من جودة وخصوبة التربة الزراعية
• ويفتقر إلى مساحات واسعة من الأراضي الطينية الخصبة
• نظرًا لقلة الإنتاج الزراعي الذي ينتجه زراعة الأراضي، فإن شبح المجاعات ليس بعيد المنال في بعض الدول.

التلوث الضوضائي

• انتشار مشكلات الجهاز العصبي
• يمكن أن يتسبب فقدان السمع واضطرابات النوم وارتفاع ضغط الدم في الصحة.

• يتم إصدار الأصوات العالية من مختلف المصانع والمولدات الكهربائية وغيرها من المصادر
• بالإضافة إلى الأصوات العالية التي تنتجها الموسيقى في الحفلات الاجتماعية والأفراح
•  تسبب وسائل النقل المختلفة مثل السيارات والقطارات والطائرات في إصدار أصوات عالية ومزعجة

• التلوث الحراري

• ارتفاع مستويات البحار والمُحيطات نتيجة تآكل التربة وتراجع معدلاتها ممّا يجعل المسطحات المائية أكثر عرضة لحرارة الشمس .
• يتم استخدام المياه لتبريد محطات توليد الكهرباء، ثم يتم التخلص من حرارتها عن طريق إلقائها في المسطحات المائية .
• من بين العوامل الطبيعية: ثوران البراكين وظاهرة الاحتباس الحراري .

الآثار السلبية للتلوث البيئي

نظرًا لتعدد وتنوع أنواع الملوثات البيئية المذكورة سابقًا، تتعدد الآثار السلبية الناجمة عنها بشكل كبير، والتي تؤثر على التوازن الطبيعي للنظام البيئي، ومن أهم مظاهر هذا التشوه:

• يؤدي التلوث الهوائي والمائي والحراري إلى وفاة كبير عدد من الكائنات الحية التي تعتمد على توازن العناصر الطبيعية في البيئة للبقاء على قيد الحياة، ويتم ذلك من خلال وفاة النباتات بسبب عدم توافر نسب الأكسجين اللازمة لحياتها في التربة ووفاة وانقراض العديد من أنواع الكائنات البحرية.
• تؤدي الانبعاثات الحرارية إلى ظهور الاحتباس الحراري (ظاهرة الاحترار العالمي)، حيث ترتفع نسبة الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة الأرض بشكل كبير ومفاجئ .
• يؤدي التلوث إلى تآكل طبقة الأوزون الجوية التي تحمي الغلاف الجوي للأرض من التآكل والتدمير بسبب الإشعاعات الضارة مثل الأشعة فوق البنفسجية .
• تعاني المساحات الزراعية الخصبة والقابلة للإنتاج من نقص كبير بسبب الاستخدام المفرط للأسمدة الزراعية والمبيدات الحشرية .
• يتسبب انتشار العديد من المشكلات الصحية، مثل أمراض الجهاز التنفسي مثل السرطان والربو وضيق التنفس، بالإضافة إلى أمراض القلب والسكتات الدماغية .