بحث عن الامانة مع المراجع

يقدم لك عزيزي القارئ موسوعة بحثا عن الأمانة مع المراجع، وهي أحد الأمور التي حث الله عز وجل عباده على ضرورة اتباعها والتحلي بالخلق الكريم الحسن، ولها أهمية كبيرة في حياتنا العملية والشخصية، ووعد الله سبحانه وتعالى بثواب وأجر عظيم لمن يتصف بها، وذكر ذلك في العديد من مواضع الذكر الحكيم، حيث قال تعالى في سورة الأحزاب الآية 72 (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها، وأشفقن منها، وحملها الإنسان، إنه كان ظلوما جهولا)

حيث إن الأصلح للمجتمع هو أن تسود الأمانة وهي خلاف الخيانة التي ما إن انتشرت بين الناس ساد الظلم والفقر والجهل وارتفعت معدلات الجريمة، وبذلك لا يصبح المكان الذي يعيش به الإنسان دنيا بل سوف تتحول حينها إلى غابة يقضي فيها الأكثر بأساً وبطشاً على الضعيف ويكون المصير عذاب جهنم وبئس ذلك مصير، لذلك سوف نتحدث من خلال المقال عن تعريف الأمانة، أهميتها ومواضع ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية.

بحث عن الامانة مع المراجع

يقصد بها أداء الحق إلى أهله والمحافظة عليه من التلف أو الضياع، إذ لابد أن يعطى كل ذي حق حقه، ومن قبل ذلك أداء حق الله عز وجل فيما فرضه علينا من عبادة، فهي أحد الأخلاق الجليلة في الدين الإسلامي المتمثلة في رد الودائع وحفظ الجوارح عن الانسياق وراء الشهوات، فهي لا تعد فضيلة يتكرم بها المسلم بل هي فريضة يحاسب المرء إن خالفها ولم يلتزم بها، ولعظم ثقلها عرض الله تعالى على السموات والجبال والأرض أن يحملنها لكنهم رفضوا، وهو ما تم إيضاحه من خلال ذلك الرابط، أو الرابط التالي.

وقد جاء الأمر بأداء الأمانات إلى أهلها في القرآن الكريم حين قال تعالى في سورة النساء الآية 58 (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)، فقد حثنا العزيز الحكيم على ضرورة الالتزام بأداء الأمانات في أوقاتها أو عندما يطلبها أصحابها كما هي دون نقصان أو تلف، وهذا ما أمرنا به الله عز وجل.

تعريف الأمانة

نعرض فيما يلي التعريفات الواردة على الأمانة في اللغة والاصطلاح:

• اللغة: مصطلح الأمانة يأتي من (الأمن والأمان)، ويشير إلى الوديعة التي يودعها شخص لدى آخر لفترة معينة، ويعتمد في ذلك على الثقة والاحترام المتبادلين، وعدم الاعتداء على حقوق الطرف الآخر أو الإضرار به، وأشار معجم اللغة العربية المعاصرة إلى أن المصطلح يشير إلى الحالة التي يشعر فيها الإنسان بالأمان، وأحيانًا يشير إلى الأشياء التي يتم إيداعها لدى الآخرين للحفاظ عليها.
• الاصطلاح: كلما قيل عن شيء أنه حق، يجب على الإنسان حفظه وأدائه. وقد وصفت تلك الشيء بأنه تعفف الإنسان عن التصرف في مال الغير، وكذلك الحفاظ على ما يوكل إليه من حرمات وأعراض مع قدرته على ذلك، وإعادته لما ودع إليه من ودائع.
• يعرف الكفوي الأمانة بأنها جميع ما فرض على العباد من طاعات يعتبر من الأمانات، مثل الصلاة والصوم والزكاة وأداء الديون، ويشمل ذلك الودائع وكتمان الأسرار.

أهمية الأمانة

يجلب التزام الأمانة العديد من الفوائد للفرد والمجتمع، ويمكن الاطلاع على أهم هذه الفوائد في النقاط التالية:

• أحد الأسباب التي تجعل المرء متمسكًا بالإسلام ويتمسك به.
• تسود المحبة والخير بين الأفراد والمجتمعات.
• يترتب عليها حفظ أعراض الناس وأموالهم.
• تسود الثقة بين الأفراد.
• ينتشر الخير وتنتهي الحاجات ويتيسر التعامل بين الناس.
• الالتزام بها يحفظ حقوق الأفراد.
• يجلب حُب الله تعالى لعباده، ومن يفوز بحُب الله يجعل الله حُبَّه في قلوب الناس، ولذلك، فإن الأمانة تُعَدُّ أحد العوامل التي تساعد على جعل الناس يحبون المسلمين الأمناء.

الأمانة في السنة النبوية

• كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة يحتذى بها في الأمانة، إذ أن الله عز وجل ائتمنه بحمل رسالة الإسلام وأدى الأمانة على أحسن وجه. وقبل بعثته الإسلامية، كان أهل مكة وقريش يصفونه بأنه الصادق الأمين، وكانوا يقضون خصوماتهم عنده ويستودعون أماناتهم عنده، حتى المشركين كانوا يستودعون أماناتهم عنده، وحفظها دون أي تقصير أو غدر. وعندما حان وقت هجرته إلى المدينة المنورة، وكل (علي بن أبي طالب رضي الله عنه) في ذلك، فكان خير وكيل.
• كان الرسول الحبيب أميناً على تجارة سيدته خديجة، رضي الله عنها، فكانت تحقق معه ضعف الربح الذي كانت تحصل عليه مع غيره. وبعد البعثة، كانت الأمانة هي أول شيء دعا إليه النبي الكريم الناس لاتباعه والالتزام به، حتى أن أعداء النبي الكريم شهدوا بأمانته. فورد أن زعيم مكة، أبو سفيان، شهد بأمانة النبي عندما سأله الإمبراطور الروماني هرقل، فأجاب هرقل: “وسألتكم بماذا يأمركم؟.”، فزعمت أنه يأمركم بأن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وينهاكم عن ما كان يعبد آباؤكم، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة، فقال: “وهذه صفة النبي.

أنواع الأمانة

هناك العديد من أنواع الأمانة، وفي الفقرة التالية سوف نعرض بعضًا منها:

• الأمانة في العبادة: يتطلب التزام المؤمن بأداء الفروض الدينية التي فرضها الله عليهم، مثل الأمانة والصيام والصلاة وبر الوالدين، وغيرها من الفروض والطاعات التي أمر الله عباده بأدائها.
• الأمانة في حفظ الجوارح: ما منحه الله عز وجل للإنسان من أعضاء وجوارح هو أمانة يجب المحافظة عليها وعدم استخدامها في ما يغضب الله، فالأذن أمانة يجب الحفاظ عليها وعدم سماع ما حرم الله عليها، والعين أمانة يجب منعها من رؤية ما يغضب الله، وكذلك اليد والأرجل وكل شيء.
• الأمانة في الحديث: وبذلك يقصد تجنب الكذب والتضليل وعدم قول الأكاذيب أو ما يخالف الحقيقة والواقع. فالكلمة الصادقة والحسنة يمكن أن تجعل صاحبها من أهل التقوى وتكون سببا في دخوله الجنة. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن الرجل قد يتكلم بكلمة ترضي الله، وهو لا يتوقع أن تبلغ قدرها، فيكتب الله له بها رضاه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل قد يتكلم بكلمة تغضب الله، وهو لا يتوقع أن تبلغ قدرها، فيكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه.
• الأمانة في العمل: يُعَدُّ أداء الواجب الذي يفوضه الشخص على عاتقه بالأمانة الكاملة، وكذلك الطالب الذي يدرس بجديةٍ ويبذل مجهودًا في دراسته.

خاتمة عن الأمانة

في الختام، نُذكر أن كل إنسان عاقل مسؤول عن أفعاله وأقواله، وتعتبر الأمانة مسؤولية كبيرة على عاتقه، سواء كان حاكمًا أو مواطنًا، رجلًا أو امرأةً. ويجب الالتزام بحفظ الأسرار، فلا يجوز لمسلم أن يفشي سر أخيه المسلم، ولا يجوز له أن يغش في التجارة. ووعد الله الأمانة بالفوز بجنة الخلد ونعيم المصير، كما أثنى الله عليهم في القرآن الكريم عندما قال في سورة المؤمنون الآية الثامنة “وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ.

المراجع

1