يعتبر البحث عن الاحتباس الحراري من أهم الموضوعات التي يجب التركيز عليها، لأنه يتعلق بحياة الإنسان وجميع المخلوقات الحية على سطح الأرض ويهددها. ومن خلال السطور التالية في هذه الموسوعة ستتعرفون على أسباب الاحتباس الحراري ونتائجه وأضراره .
بحث عن الاحتباس الحراري شامل
تعريف الاحتباس الحراري
الاحتباس الحراري يعرف بأنه ارتفاع تدريجي في درجات حرارة الطبقة السفلى من الغلاف الجوي خلال الـ200 عامًا الماضية، وذلك بسبب ازدياد انبعاث الغازات الدفيئة، مثل غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون وبخار الماء وغيرها من الغازات.
أثبتت التجارب والدراسات أنه منذ بداية الثورة الصناعية والتغير الذي أحدثه الإنسان في البيئة، حدثت تغيرات كثيرة في مناخ الأرض مما أدى إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 0.9 درجة مئوية بين 1880 و2012. وإذا استمرت الأنشطة البشرية على هذا المنوال، فمن المتوقع أن تصل درجة حرارة الأرض إلى 4.8 درجة مئوية في نهاية القرن الحادي والعشرين، مما يشكل تهديدًا لحياة الإنسان وجميع الكائنات الحية على الكوكب.
أسباب ظاهرة الاحتباس الحراري
يرون العلماء أن هناك عدة أسباب تؤدي إلى حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري، بما في ذلك الأسباب الطبيعية والبشرية، وسنتناولها فيما يلي
النشاط البشري
أظهرت الأبحاث والدراسات أن نشاط الإنسان على كوكب الأرض أدى إلى حدوث تغيرات مناخية وارتفاع درجة حرارة الأرض نتيجة تراكم الغازات التي تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث ساهم النشاط البشري في المجال الصناعي والزراعي في حدوث هذه الظاهرة. ومن بين الأنشطة التي تسببت في ذلك: توليد الطاقة وعمليات التعدين واستخدام الأجهزة الكهربائية المنزلية ووسائل النقل البري والجوي، بالإضافة إلى قطع كميات كبيرة من الأشجار وتحويل الغابات إلى أراض زراعية، مما أدى إلى زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون بعد التقليل من عملية البناء الضوئي.
أسباب طبيعية
من بين العوامل الطبيعية الرئيسية التي تساهم في حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري هي البراكين، حيث يتم إطلاق كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء خلال ثوران البراكين. كما يتم إطلاق الرماد البركاني الذي يحتوي على مواد تبقى عالقة في الجو وتحجز الأشعة التي تنبعث من الأرض في طبقات الجو المنخفضة، بالإضافة إلى أن الحرارة التي تصدر من فوهة البركان تؤدي إلى تسخين الهواء والأرض.
يأتي ذلك بالإضافة إلى ظاهرة البيت الزجاجي التي تحدث نتيجة ارتفاع نسبة الغازات الضارة مثل أكاسيد النيتروز وثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان في الغلاف الجوي، حيث تكوّن هذه الغازات طبقة حول الأرض تعمل على ارتفاع درجة حرارتها بسبب امتصاص التربة والأشجار والصخور لأشعة الشمس وعدم انعكاسها إلى الفضاء، ما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة بفعل حفظ الطاقة الحرارية للشمس في الغلاف الجوي.
الآثار الناتجة عن الاحتباس الحراري
- زيادة نسبة الأمطار: يؤدي الاحتباس الحراري إلى زيادة كمية المياه السطحية المتبخرة وزيادة كميات الأمطار، وهذا يعمل على زيادة نسبة الرطوبة في المناطق الاستوائية وزيادة الجفاف في بعض أجزاء القارات الداخلية.
- ارتفاع نسبة العواصف المدارية: ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى زيادة نسبة العواصف المدارية بسبب تغيير الضغط وارتفاع نسبة الرطوبة.
- اختلاف توزيع الأمطار: عند توزيع الأمطار بشكل مختلف عن المعتاد، سيؤدي ذلك إلى وجود مناطق أكثر رطوبة وأخرى أكثر جفافًا، مما سيؤدي إلى تغيير الأنماط الزراعية.
- زيادة نسبة ذوبان الجليد: يؤدي ارتفاع درجة الحرارة إلى زيادة كمية الأمطار التي تصب في الأنهار الجليدية، مما يؤدي إلى ذوبان الجليد بشكل أكبر.
- زيادة تحلل مواد التربة العضوية: عندما ترتفع درجة حرارة الغلاف الجوي تزيد نسبة تحلل المواد العضوية في التربة، مما يؤدي إلى زيادة نسبة غازات ثاني أكسيد الكربون والميثان في الجو.
- زيادة مستوى سطح البحر: بعد زيادة كمية الأمطار وذوبان الجليد، يتسبب ذلك في ارتفاع مستوى سطح البحر حيث يصب جميعها في البحار.
مقترحات لتجنب أضرار الاحتباس الحراري
- يتم تقليل استهلاك الوقود من خلال تصنيع آلات ومحركات تستهلك كمية قليلة من الوقود، مما يؤدي إلى تقليل انبعاث الغازات الضارة في الهواء.
- يمكن الحد من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون عن طريق زراعة عدد أكبر من الأشجار التي تمتص هذا الغاز، بالإضافة إلى التقليل من قطع الغابات.
- يجب تحسين استهلاك الطاقة واستخدام مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة النووية والمائية والشمسية، لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.