الأحياءعلوم

بحث حول الأستنساخ البشري

الاستنساخ | موسوعة الشرق الأوسط

من خلال فكرة الاستنساخ البشري، يمكن خلق بشري على الأرض، وهذه الفكرة تعتبر ثاني أكبر نظرية بعد نظرية التطور التي قلبت العالم رأساً على عقب. ولقد أثارت هذه الفكرة جدلاً جديداً بين مؤيد ومعارض، فهل يمكن نسخ البشر وما هو تأثير ذلك على البيئة واستنساخ الحيوانات، وما هي فوائد الاستنساخ وحكم الأديان في إعادة خلق البشر؟ وسنتعرف على المزيد من التفاصيل حول هذه المسألة في الموسوعة .

جدول المحتويات

مفهوم الأستنساخ البشري

الأستنساخ البشري يُعرف بصناعة نسخة مطابقة للإنسان، حيث يتم استخدام هذا المصطلح حتى الآن في الأستنساخ الجزئي لأعضاء الإنسان مثل الخلايا والأنسجة البشرية. وحتى الآن، لم نصل إلى مرحلة تصنيع إنسان كامل عن طريق الأستنساخ، ولكن محاولات العلماء لا تتوقف. يوجد عدد مختلف من أنواع الأستنساخ البشري، بما في ذلك الأستنساخ العلاجي والأستنساخ التكاثري، وهما من أكثر الأنواع مناقشة. ويتم استخدام الأستنساخ العلاجي لنقل خلايا جذعية مخلقة لتحفيز الخلايا الأصلية في الجسم ضد أمراض محددة، بينما يهدف الأستنساخ التكاثري إلى صنع جسد كامل بدلاً من استنساخ لحلايا أو أنسجة محددة فحسب.

تاريخ الأستنساخ

في عام 1960، أعلن الدكتور جوشوا يدربيرغ، الحائز على جائزة نوبل في الأستنساخ والهندسة الوراثية، عن رغبته في إجراء الأستنساخ الكامل للإنسان، ودعا العلماء للبحث والتجربة، وعلى الرغم من معارضة العلماء المحافظين للفكرة، مثل دكتور ليون كاس المتخصص في أخلاق الطب الحيوي الذي رفض الفكرة قائلاً “إن الأستنساخ البشري المخطط للإنسان سيكون إذلالًا له”، إلا أن تكنولوجيا الخلايا المتقدمة صنعت أول نسخة بشرية مهجنة في عام 1998، وكانت من خلايا ساق رجل وبويضة لبقرة بعد إزالة الحمض النووي منها، وتم تدميرها بعد 12 يومًا، وقال الدكتور روبرت لانزا مدير المركز إن الجنين لا يمكن اعتباره شخصًا قبل مرور 14 يومًا، وأن الهدف من التجربة كان الأستنساخ البشري للعلاج وليس للتكاثر.

في بداية الألفينات، بدأت تظهر تجارب ناجحة لاستنساخ البشر، سواء للعلاج باستخدام خلايا جذعية مختلفة، أو لإنتاج أجنة من خلايا جذعية مستنسخة، ولكن لم يكن هدفهم تحويل الاستنساخ البشري للتكاثر، بل استخدموه لغرض العلاج فقط، كما يبدو أن الأجنة لا تزال غير قادرة على التطور والنمو ككائنات منفصلة.

أستنساخ الحيوانات

نجح العلماء في مختبر روزلين في إجراء أول عملية استنساخ تكاثرية ناجحة لحيوان مكتمل وكانت النعجة دوللي هي النتيجة. حيث تم نقل نواة من خلية غير جنسية من أنسجة الجسم، وليست من المبيض أو الخصية، واستخدموا خلية من الثدي لنعجة أخرى، وأخذوا بويضة من المبيض وأزالوا النواة الأصلية وزرعوا النواة المستنسخة من الخلية الثديية. ثم قاموا بإيصال تيار كهربائي قوي لتحفيز النواة المستنسخة للانقسام والنمو حتى تشكلت النعجة بشكل كامل.

علميًا، إن استنساخ مخلوق مثل النعجة دولي هو استنساخ تكاثري، مما يجعله كائنًا مستقلًا وليس نسخة مطابقة للأم أو الأب الذي تم استخدام نواتهما. فهناك مادة وراثية تسمى الميتوكوندريا، وهي مصدر للطاقة ولها تأثير خاص مع تقدم العمر، يتم اكتسابها من خارج النواة وتنتقل من البويضة التي زُرعت فيها النواة.

فوائد الأستنساخ  

للأستنساخ البشري فوائد متعددة منها:

  • يُمكن الحصول على خلية أو عضوٍ معدّلٍ جينيًا، والتي يُمكنها محاربة أمراضٍ خطيرةٍ يُعاني منها الإنسان.
  • يتم الحصول على عضو أو عدة أعضاء معدلة وراثياً بحيث تخلو من أي عيوب جينية أو أمراض.
  • البحث عن نسخ طبية أصلية لأجزاء وأنسجة وخلايا محددة من الجسم والأعضاء الحيوية.
  • الاستنساخ يساهم في الحفاظ على الأنواع الحيوانية والنباتية النادرة وحمايتها من الانقراض.

مخاطر الأستنساخ البشري

على الرغم من تكرار التجارب والمحاولات في عملية استنساخ الحيوانات، فإن معظمها قد فشلت وأسفرت عن نتائج مؤلمة وأضرار خطيرة بسبب مخاطر الاستنساخ، حيث كانت معظم النسخ مشوهة أو قصيرة العمر. بالإضافة إلى الاعتراضات الأخلاقية المثارة حول هذا الموضوع، حيث رفضت جهات مختلفة سواء دينية أو قانونية فكرة الاستنساخ بسبب النتائج الاجتماعية والنفسية المشوهة والتبعات الدينية، حتى مع زعم عالمة أنها استنسخت “حواء.

الأستنساخ البشري في الاسلام

بمجرد إثارة هذه المسألة علميًا، انتقلت الجدلة فورًا إلى المجالس الدينية، وتوجَّهت الأعناق اتجاه رجال الدين الذين ينتظرون الفتوى من العلماء، وعلى الرغم من أن الدين لا يفرض أي قيود على البحث العلمي، فإن رجال الدين رأوا لعدة أسباب تحريم الاستنساخ البشري، سواءً بنقل النواة إلى البويضة أو بشطر بويضة مخصبة في مرحلة مبكرة قبل تمايز الأعضاء والأنسجة، وكذلك حرموا جميع الحالات التي تتدخل فيها جهة ثالثة بأي شكل من الأشكال في عملية التكاثر بين الزوجين الشرعيين. أما الاستنساخ العلاجي المتعلق بالحيوانات والنباتات، فرأوا فيه عدم وجود مانع.

القوانين والأستنساخ البشري

لم يكن الرفض لعملية الأستنساخ البشري التكاثري محصوراً على الأديان وممثليها فقط، بل قامت الدول أيضاً بإنشاء قوانين تحظر هذه التجربة وتعاقب عليها. وتختلف أسباب الدول لتجريم هذه العملية نسبياً عن أسباب الأديان، فرأت الدول أن عملية الأستنساخ البشري التكاثري غير أخلاقية وقد تؤدي إلى خلق فوضى مدمرة قد تحدث تغييرات سلبية على الإنسانية بأكملها، ويمكن أن يتم استخدام النسخ المُخلقة بطرق غير إنسانية. ومن بين الدول التي حظرت وجرمت هذه العملية: “أستراليا- اليونان- أسبانيا- البرتغال- الولايات المتحدة- إيطاليا، وغيرها.

وبذلك، فإن عملية الاستنساخ البشري تبقى في المرحلة العلاجية فقط في عدد محدود من الدول، وتواجه نظرية الاستنساخ البشري التكاثري العديد من العوائق الخاصة بمفاهيم الإنسانية والدينية، وتخوفات مشروعة في بعض الأحيان ومبالغ فيها في أحيان أخرى بشأن الفوضى اللاأخلاقية للعملية العلمية والاستنساخ البشري التكاثري.

المراجع :

1

2

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى