انشاء عن الاخلاق
إن إنشاء موضوع عن الأخلاق وفضلها يبقى موضوعًا متجددًا ودائمًا مع استمرارية البشرية، ويُرافق الإنسان حتى في آخر أيامه وانتقاله إلى الحياة الآخرة الدائمة، فالأخلاق كنز ينبع منه الخير، ولمزيد من التفاصيل يمكن الاطلاع على موقع موسوعة .
انشاء عن الاخلاق
ما دامت هناك فرصة للخير، فذلك يعني الاستمرار في الحفاظ على الحق والسعي لتحقيق الأهداف التي خُلق الإنسان من أجلها، ومن خلال الحفاظ على الحق يتحسن الوضع العام وتزدهر الأرض، ويعيش الناس في سعادة وسلام.
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة، وشرف المنازل، وإنه لضعيف العبادة، وإنه ليبلغ بسوء خلقه أسفل درك من جهنم وهو عابد)
الخلق
يُعرف الخُلق بضم الخاء كصفة تجمع بين العديد من الصفات، وهو جزء من الخصائص الفطرية للإنسان التي يعمل على تطويرها وتهذيبها أو القضاء عليها بالتساهل والتدليل أو بالعنف والأنانية، ويستمد الإنسان قواعده ومعرفته وتنظيمه من إرشادات الخالق الإله في الإسلام.
نظم الإسلام الخلق وثبت الفضائل منها وهدم الرذائل، وشجع ما ينفع الناس وينشر الفائدة والعمران وحارب الفسق والفساد والطغيان والأطماع وما شابه ذلك .
ما هو الخلق
الخلق أو الأخلاق هو سلوك فكري وروحي يتمازج مع كيان الإنسان وينظم تصرفاته وتعاملاته مع الآخرين وفقاً لمعتقدات وقناعات اكتسبها بالاتفاق بين الفطرة والدين والتعلم والواقع المعيش
لا يعني هذا أن الخلق قابل للتغيير، بل الخلق ثابت، ولكن الإيمان والمعتقدات يمكن أن تتغير، وهو ما يساعد على الحفاظ على دعائم الخلق في كل المواقف، حتى وإن كانت متناقضة.
على عكس الإنسان الذي تتغير قناعاته وفقا لتغير ظروفه المعيشية، ومعها تتغير أخلاقه وسلوكه، فهو يصنف ضمن فئة الأشخاص المنافقين.
كيف تحقق الأخلاق الفاضلة النجاح للإنسانية؟
- تؤدي الأخلاق إلى سلوك الفرد الراقي والمنظم في التعامل وفقًا لقواعد ضابطة لحماية حقوق الجميع، وبالتالي يتأثر سلوكه وتعاملاته في حياته
- يجلب له محبة الناس وحسن الثناء وتيسير أموره بينهم
- تقوم القدوة الحسنة بتعزيز قيمتها في نفوس الصغار والشباب، وتُعد مثالًا عمليًا عليها، مما يُضفي مصداقية وواقعية على التعليم
- تحث الأخلاق على التعاون والإتقان والصدق والإخلاص والإجادة والتحسين وغيرها من العوامل التي تعزز الجودة والفاعلية الإيجابية، ونتيجة لذلك، يتم تحقيق مكاسب بشرية ومالية واقتصادية عالية
- يُفضَّل أن يكون الموظف الخلوق الذي يحترم عمله أكثر من الموظف المشاغب أو المتباهي الذي لا يحترم عمله، وذلك لتمكينه من الترقية إلى المناصب العليا والحفاظ على الأخلاق داخل الشخصية.
- تُعد الأخلاق هي الوسيلة الأفضل لصد هجمات المغتابين وأولئك الذين يحملون الحقد والغل والإجرام اللفظي أو غيره، وقد أمرنا بعدم تقليد الإمعة التي تردد في ضجيج الرياح، بل يجب أن نتحلى بالأخلاق المرتبطة بالإيمان الراسخ الحق في جميع الأحوال.
- تعتبر الأخلاق وسيلة لنشر الدعوة إلى التوحيد الحق وتعزيز قيم الإسلام في النفوس، وتدخل في ذلك برغبة صادقة ومحبة حرة من دون إكراه أو إجبار.
- الأخلاق تعزز الأمانة والصدق والزكاة وغيرها مما يفتح المجال للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والمساواة المعيشية دون الإضرار بأي طرف.
- تمنع الأخلاق جميع أشكال هتك الأعراض، سواء كانت لفظية مثل الغيبة والنميمة والفتنة والسب والتنابذ بالألقاب وما شابه ذلك، أو بدنية مثل الاعتداء الجسدي والاغتصاب، أو للممتلكات مثل السرقة والتعدي على الأراضي والعقارات والسيارات والمنازل، أو الانتهاكات الجسدية والقتل والتعدي على الحقوق.
- تعلمنا الخلاق التواضع: من تواضع لله رفعه، وكذلك العفو والتسامح تجاه الإساءة، والتطوع الخيري وغيره، كل هذا له أثر إيجابي على المجتمع، وقد قال تعالى: “فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ.
- الطموح يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالشخص ويحث على العزم الصادق والسعي الجاد والصبر في التعلم والإجادة، وعندما يصبح هذا من شيم الإنسان وخلقه، ينعكس ذلك على أعماله ويقوى عزمه ويتحقق طموحه، وقال الشاعر:
ما أجمل أن نعيش بسعادة، بعيدًا عن الحقد والبغضاء
أزهار الحب تحيط بنا في عالم مليء بالتحديات
نتشارك خبز محبتنا ونتضامن مع الضعفاء
الأخلاق ورفعة الأوطان
يُعد المجتمع الذي يتميز بالأخلاق والمبادئ الحميدة التي تحمل الخير والحق لجميع البشر، وبدون عدوان أو عنف أو استهزاء أو سخرية، مع احترام الحق في الاعتقاد والإقامة والرأي والفكر والحياة بشكل عام للجميع، بأنه مجتمعٌ متقدمٌ في جميع المجالات.
وأقرب الأمثلة على ذلك
- ظهر العلماء الإسلاميون في عصر الإسلام والصحابة والتابعين وتابعيهم، وأشرق نور مؤلفاتهم بالعلم والأخلاق والفضائل، وقدموا إسهامات لا تزال أساس التقدم الحالي.
- الحضارة الأوروبية التي استطاعت الخروج من ظلمة الجهل والخرافة، بدأت بالتمسك بالأخلاق والجدية والتحصيل العلمي وترك المفرط فيه والتركيز على النافع وترك الضار
الخلق يدفع الإنسان إلى العمل، والعمل يتطلب معرفة وتقنية ومهارة وإدراكًا وصحة بدنية وعقلية، وبتوفر هذه الأشياء يبدأ الارتقاء من الحياة البدائية إلى رفاهية الحياة وسهولة العيش، بالإضافة إلى سهولة التواصل مع الآخرين والاستفادة والإفادة، وتعود الفوائد على الجميع ويشعرون بالأثر الإيجابي للسلام والأمن ورفاهية العيش.
تدفع الخلق إلى التعاون في الحفاظ على الحياة والدفاع عنها ضد الأشرار، والتحقق من الحقائق قبل الإقدام على ظلم الآخرين، ولا يعطي الأولوية للنفس على الآخرين، ويرتبط ذلك بالحقيقة التي تقول:
على الرغم من تشابه الجينات والبيولوجيا بين البشر، إلا أن الأفضل هو الذي يتقي الله ويعمل بصدق وإخلاص دون النظر للثراء أو الفقر أو السلطة..
وتنتج هذه الخصائص أوطانًا مستقلة وفريدة ومتفوقة اقتصاديًا وعالميًا، ويعود تأخر العالم العربي الذي نشهده في الوقت الحالي إلى غياب الأخلاق الإسلامية وإهمالها وتقليد أهل الفسق من مختلف الثقافات.
تقول أسماء إبراهيم:
أخلاقنا هي الفضائل
حث عليها خير التفاؤل
فهي وقاية وأصل أصيل
من خير دين وهدى للعالمين
بها نرتقي ونرتفع بشمائل
من صدق إخلاص وطيب العواقل
فكر بإحسان إلى يوم الهدى
نفيد أنفسنا وبالخير يعود
على كل من وحد رب العباد
بشرى في نعيم الجنات
نرفع من شأن كل وطن
ونعلم الدنيا خصال المؤمنين
هي نورنا مع الإيمان ضد الظلام
ووسيلة لمحاربة كيد الأنام
ونرد بها كل العدا
وننضحد بها كيد وسواس الشيطان
وسائل معينة على حسن الخلق
- حفظ وصون اللسان من كل إساءة
- البذل والعطاء حتى لمن حرمونا
- الوصل للرحم والعلاقات الاجتماعية
- العفو عمن ظلمك
- الحياء شعبة من شعب الإيمان
- قلل كلامك وأكثر من الأفعال
- الالتزام على الطاعة والعبادة
- الصبر والرضا في السراء والضراء
- احتمال الأذى
- التحلم والتواضع والتطوع
- الصدق والتروي والشجاعة والأناة
- الرحمة واللين والرفق والإيثار
- العفة والوفاء والإحسان للغير والتعاون
- بر الوالدين
من صفات الأخلاق
- التوازن بلا إسراف ولا إفراط.
- يتعلق الأمر بالثبات والصلاحية في مختلف المناطق الجغرافية أو الأوقات الزمنية.
- الاهتمام بالجوهر من نية وفعل وإخلاص.
- الابتعاد عن الحكم الظاهري الغير مقنن ببرهان مشروع.
- لا تحرم حلالا ولا تحلل حراما.
- السعادة تتحقق دائمًا في نهاية المطاف، وتسبب ارتياحًا ورضاً ذاتيًا.
- قابلة للمرونة بلا ضرر ولا إضرار.
- محبوبة دوما ومطلوبة وتعين على الارتقاء.
- لا تتضمن الإساءة والإثم.
- تعد قدوة لمن يتمسك بها ويتعامل معها أو يتابعها عن بعد.
الأخلاق السيئة
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: [وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة أسوؤكم أخلاقا]
كل الصفات الذميمة التي تسيء للنفس والدين والمال والإنسانية، تؤدي إلى ارتكاب المحرمات والعنف والتدمير المادي والمعنوي والبشري
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: `أهل الجنة هم الذين ملأ الله أذنيهم بثناء الناس على خير وهم يسمعون، وأما أهل النار فهم الذين ملأ الله أذنيهم بثناء الناس على شر وهم يسمعون`.
أنواع الأخلاق السيئة
- العنف الفظي والعنف البدني.
- إيذاء الأخرين والتعدي عليهم.
- سلب الحقوق وهضمها.
- الربا والسرقة وارتكاب المعاصي.
- البغض والكراهية.
- الغلو في كل شيء والغلو في الدين.
- الجبن.
- التفاخر.
- التزوير والإسراف.
- التدليس والكذب والزور.
- الغش والخمول والكسل.
- الانتقام.
- الغضب.
- السب والقذف وانتهاك الأعراض.
- التدخين والإدمان.
- كثرة اللوم والمذمة.
- الغيبة والنميمة.
- استحلال حقوق الناس.
- الإرجاف ونشر الإشاعات.
- الأثرة والأنانية والطمع والجشع.
- الاحتكار التجاري والاحتقار للغير.
- الضغائن والتنابذ بالألقاب.
- التهور والمجازفة.
- عدم سداد الديون واكلها ظلما.
- الظلم والعدوان.
- تلفيق التهم للأبرياء.
- خيانة الدين والوطن.
- العناد والاستكبار.
- الإسراع والعجلة.
- النفاق والتلون وإظهار خلاف الحقيقة الباطنية.
- سوء الظن.
- إيذاء الجيران.
- الجهر بالسوء.
أسس الخلق السيئ تظهر في أربعة أحوال: الجهل والظلم والشهوة والغضب. فالجهل يجعل الحسن يظهر بمظهر قبيح، والقبيح يظهر بمظهر حسن. والكمال هو النقص، والنقص هو الكمال. والظلم يحمله الشخص على الغضب في موضع الرضا، والرضا في موضع الغضب، ويتجهل في موضع الأناة، ويبخل في موضع البذل، ويبذل في موضع البخل، ويتردد في موضع الإقدام ويقدم في موضع الإحجام، ويصبح طريا في موضع الشدة ويصبح شديدا في موضع الطراوة، ويتواضع في موضع العزة ويتكبر في موضع التواضع .
والأخلاق السيئة تجذب نظائرها، فتجد اللؤم مع الخسة مع التكبر مع الأنانية وهكذا،كما ذكر الكاتب أيضا:
عن أبي موسى الأشعريّ- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “هناك ثلاثة أشخاص لا يُستجاب لدعائهم: رجل لديه زوجة سيئة الخُلق ولا يُطلقها، ورجل يُعطي ماله لأحمق، وقد قال الله -عز وجل-: “ولا تؤتوا السفهاء أموالكم” [النساء: 5]، ورجل يبيع شيئًا ولا يشهد .
عن أبي حازم- رحمه اللّه- قال: يعد الشخص السيئ الخلق هو الأشقى بنفسه، ثم زوجته، وبعدها ولده، حتى يصل إلى درجة يدخل بيته وهم مسرورين، ولكن عندما يسمعون صوته، يفرون منه كالفرار من الخطر، وحتى حيواناته المنزلية تتجنبه وتهرب منه، وهناك أحاديث وأقوال كثيرة توضح أنماط الخلق وعواقبها، وليس هناك وسطية بينهما، فالشخص سوف يتحمل نتائج سلوكه السيئ.