الفرق بين الإسلام والإيمان
في الإسلام، الإيمان يعني الاعتقاد والاطمئنان، فما هو الفرق بين الإسلام والإيمان؟ هذا ما سنوضحه في هذا المقال من موسوعة. وفي سورة الذاريات، يذكر الله أنها أخرجت المؤمنين من قوم لوط، ولم يجدوا سوى بيتٍ مسلمٍ واحدٍ. وعلى الرغم من أن البعض يعتقد أنه لا يوجد فرق بين الإسلام والإيمان، فإن هذا المحتوى سيوضح الفرق بينهما وشروط كل منهما في القرآن الكريم.
الفرق بين الإسلام والإيمان
يقول الله تعالى في الآية رقم 19/20 من سورة آل عمران: `إن الإسلام هو الدين الذي يقبله الله، والذين أعطوا الكتاب اختلفوا فيما بينهم بعد أن أتاهم العلم، ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب. فإذا حاجوك فقل لهم: أسلمت وجهي لله، ومن اتبعني، وقل لأهل الكتاب والأميين: أسلمتم؟ فإن أسلموا فقد اهتدوا، وإن تولوا فإنما عليك البلاغ، والله يراقب عباده بصيرة`.
- يشير الإسلام إلى كل عمل ظاهر، وفي بعض الأحيان يكون الإيمان جزءًا من الإسلام، وفي أحيان أخرى لا يكون الإيمان جزءًا من الإسلام، وهذا يتفاوت من فرد إلى آخر، وفي حالة عدم وجود الإيمان مع الإسلام، يصبح الشخص المسلم ضعيف الإيمان.
- يضم مفهوم الإسلام في القرآن الكريم الديانات المتفرعة عن الدين الحنيف، وهو دين إبراهيم عليه السلام، والتي تشمل اليهودية والنصرانية والإسلام، وأحيانًا الصابئة والمجوس.
- يقول الله تبارك وتعالى عن الإسلام في الآية رقم ٨٤/٨٥ من سورة آل عمران: “ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين”.
- يقصد بالإيمان الأعمال الباطنة التي تنبع من القلوب، مثل الاعتقاد بالله تعالى وحبه وخوفه ورجائه، والإخلاص له في الخفاء قبل العلن.
- فيقول الله تبارك وتعالى في آية رقم 15 من سورة الحجرات عن الإيمان وفضله على المسلم: `إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون`.
- يقول أيضا عز وجل في الآية رقم 15 من سورة المدثر: وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة، وما جعلنا عددهم إلا فتنة للذين كفروا، ليستيقن الذين أوتوا الكتاب، ويزداد الذين آمنوا إيمانا، ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون، وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون: “ماذا أراد الله بهذا مثلا؟.
- يجب التأكيد على من يعتقدون بأن الإسلام والإيمان شيئًا واحدًا بأن هناك فرقًا بينهما، ودليل ذلك قول الله تبارك وتعالى في آية رقم 35 من سورة الأحزاب: “إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ.
- أيضا يقول الله تبارك وتعالى: عرفت الأعراب أنهم قد أسلموا، ولكن قل لهم: لم تؤمنوا بالفعل، بل قولوا فقط أننا أسلمنا. ولما يدخل الإيمان في قلوبكم.
- يمكن القول إن الإسلام هو الفطرة والعمل الظاهر للجميع، ولكن الإيمان هو العلاقة الخفية والعلنية بين العبد وربه، والاختصاص لوجه الله وتفانيه في جميع الأمور. هذا هو الفارق بين الإسلام والإيمان.
- يمكننا القول بأن الإسلام مفهوم واسع وشامل، ويشمل الإيمان كواحد من جوانبه الهامة.
العلاقة بين الإسلام والإيمان في القرآن الكريم
نظرًا لوجود فرق بين الإسلام والإيمان، فهل توجد علاقة تربط بينهما في القرآن الكريم؟ يُمكِنُنا القول بأن هناك علاقة قوية ووثيقة بين الإسلام والإيمان في القرآن الكريم، بل إن معظم الآيات القرآنية التي ذُكِر فيها الإسلام، يتم ذِكر الإيمان فيها أيضًا، والعكس صحيح، ويُظهِر ذلك بوضوح من خلال الآيات القرآنية التالية:
- يقول الله تبارك وتعالى في الآية رقم 84 من سورة يونس: “وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ”.
- يحتوي القرآن الكريم على العديد من الآيات التي تتحدث عن العلاقة بين الإسلام والإيمان، ومن بين هذه الآيات هي الآية رقم 68/69 من سورة الزخرف، حيث يقول تبارك وتعالى: `يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون، الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين`.
- أيضا يقول الله تعالى في القرآن الكريم من علاقة الإسلام والإيمان: قل: نحن نؤمن بالله وبما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وموسى وعيسى والنبيون من ربهم، لا نفرق بين أحد منهم، ونحن مسلمون لله.
- يقول الله تبارك وتعالى في الآية رقم 14 من سورة الحجرات: “قَالَتِ الأَعْرَابُ آَمَنَّا، قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ”.
- تم استنتاج أن الإيمان هو جزء لا يتجزأ من الإسلام من خلال الآيات السابقة، وأنه لا يمكن أن يكون هناك مؤمن بلا إسلام، فالإسلام مفهوم شامل يحتوي على الإيمان، وبالتالي فإن العلاقة بين الإسلام والإيمان قوية.
الفرق بين الإسلام والإيمان والإحسان
ومن هنا، فإننا ننتقل إلى مفهوم آخر وهو الإحسان، فإن البعض يختلط بين مفهومي الإسلام والإيمان والإحسان، وعليك، عزيزي القارئ، متابعة النقاط التالية لتتمكن من معرفة الفرق بين الإسلام والإيمان والإحسان.
- كما ذكرنا سابقًا، يتمثل الإسلام في كل أفعال المسلم الظاهرة. وفي بعض الأحيان، يرتبط الإسلام بالإيمان، وفي أحيان أخرى لا يكون الإيمان مرتبطًا بالإسلام، وهذا يختلف من شخص لآخر. وفي حالة عدم وجود الإيمان المرتبط بالإسلام، يكون العبد المسلم ضعيف الإيمان.
- ويعتبر الإيمان هو الأعمال الباطنة التي تنبع من القلب، مثل الإيمان بالله تعالى وحبه وخوفه ورجائه، والإخلاص الذي يظهر في الخفاء قبل العلن.
- يقول الله تبارك وتعالى في الآية 8:في الآية 12 من سورة البقرة، ورد عن المنافقين في إيمانهم بالله: “ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين، يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون. في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا، ولهم عذاب أليم بسبب كذبهم، وإذا قيل لهم: لا تفسدوا في الأرض، قالوا: إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكنهم لا يشعرون”.
- وبالنسبة للإحسان، فهو مفهومٌ أوسع من مفهوم الإيمان، ويشمل الإحسان مفهوم الإيمان أيضًا، وذلك من خلال البر بالوالدين، ونصرة المظلومين، وإحسان العبد للفقراء والمحتاجين، والقتال في سبيل الله، وما إلى ذلك من الأمور التي تدل على إحسان العبد للتقرُّب من الله تعالى وتبارك.
وصلنا في هذا المحتوى إلى فهم الفرق بين الإسلام والإيمان، وكيفية ترابطهما مع بعضهما البعض، بالإضافة إلى التعرف على الفرق بين الإسلام والإيمان والإحسان، وخلصنا في النهاية إلى أن الإسلام مفهوم شامل وواضح يشمل الإيمان والإحسان إلى الله عز وجل.