التعليموظائف و تعليم

التغيرات المناخية وأثرها على البيئة

earth melting into water climate change Environment shutterstock 153806906 1 2 | موسوعة الشرق الأوسط

التغيرات المناخية وأثرها على البيئة

تعتبر التغيرات المناخية واحدة من أكبر المخاطر التي تواجه البيئة الطبيعية المحيطة بنا، إذ تسبب في حدوث الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات، وتؤثر على الإنسان مباشرة أو غير مباشرة، مما يتسبب في تدهور صحته ونقل الأمراض المعدية، ويزداد الوضع سوءًا ويصعب السيطرة عليه.

تؤثر التغيرات المناخية بشكل كبير على البيئة المحيطة بنا، وتشمل التأثيرات الواضحة على البيئة ما يأتي:

  • الاحتباس الحراري: يتمثل الاحتباس الحراري في ارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ على سطح الأرض، ويعود ذلك إلى انبعاث الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين.
  • ارتفاع مستوى البحار والمحيطات: تؤدي ذوبان الجليد إلى انخفاض نسبة المياه العذبة، وذلك لأن الأنهار الجليدية هي المكان الذي يخزن فيه الماء العذب حول العالم، وسيكون التغير في المناخ هو واحدًا من الأسباب الرئيسية التي تؤثر على هذا المخزون، ومن ثم يرتفع مستوى سطح البحر فوق المعدل الطبيعي، وتهدد العديد من المدن الساحلية بالانهيار وفقدان الثروة السمكية.
  • الجفاف: الاستمرار في ارتفاع درجات الحرارة في فترات معينة يؤدي إلى حدوث موجات حرارة وجفاف بشكل متكرر، وتزداد شدتها كلما ارتفعت درجات الحرارة، حيث يسبب الارتفاع في درجات الحرارة حرائق الغابات التي يصعب السيطرة عليها وتتسبب في الضرر للإنسان والحيوان.
  • الأعاصير: عندما تزداد سرعة العواصف الاستوائية التي تظهر بسبب ارتفاع درجة الحرارة على مستوى سطح البحر، تزداد سرعة الرياح وتصبح الأعاصير أكثر تدميرًا، ومن أمثلة هذه الأعاصير إعصار كاترينا في عام 2005 ميلادي، وإعصار ساندي في عام 2012 ميلادي في الولايات المتحدة.
  • التغير في معدل نزول الأمطار: قد تتغير نسبة هطول الأمطار، إذ تؤدي الأمطار الغزيرة إلى حدوث مشاكل مثل الفيضانات والانهيارات الأرضية، وتسبب نقص الأمطار في حدوث جفاف وموت المحاصيل الزراعية.

ما هو التغير في المناخ

تعتبر التغيرات المناخية من الظواهر الطبيعية التي تحدث منذ تكون الأرض، وترجع أسبابها إلى العديد من العوامل الطبيعية مثل الانفجارات البركنية وحركات الصفائح التكتونية. وتعد مشكلة التغير المناخي من المشاكل العالمية التي تؤدي إلى تغير درجات الحرارة ومعدلات هطول الأمطار، مما يهدد الإنتاج العالمي للغذاء.

الإثبات على التغير في المناخ

هناك العديد من الأدلة والبراهين على حدوث تغيير في المناخ، ومن بين تلك الأدلة:

  • ارتفاع درجات الحرارة عالمياً: في نهاية القرن التاسع عشر، ارتفعت درجات الحرارة على سطح الأرض بسبب ممارسة العديد من الأنشطة البشرية، مما أدى إلى زيادة معدل الغازات المسببة للاحتباس الحراري، مثل غاز ثاني أكسيد الكربون وغيرها.
  • ارتفاع درجة الحرارة في المحيطات: شهد متوسط درجات الحرارة على سطح المحيطات ارتفاعًا خلال الفترة الأخيرة، وخاصة في الأعماق الأكبر من 700 متر.
  • تراجع الأنهار الجليدية: لقد تم مؤخرًا رصد انحسار الأنهار الجليدية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك جبال الألب والأنديز والهيمالايا وآلاسكا وجبال الروكي وغيرها.
  • انخفاض معدل الصفائح الجليدية: أظهرت بيانات وكالة ناسا الفضائية أن جزيرة جرينلاند فقدت حوالي 286 مليار طن من الجليد سنوياً بين عامي 1993 و 2016.
  • انحسار الغطاء الثلجي: انخفضت كمية الغطاء الثلجي الربيعي في نصف الكرة الشمالي بشكل كبير في منتصف القرن الماضي، وما زالت الكمية في حالة نقصان كل عام ولكن بشكل بسيط، ويجب الإشارة إلى أن ارتفاع مستوى سطح البحر قد حدث في العقدين الأخيرين.
  • حموضة المحيطات: تزايد انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي يرجع إلى الأنشطة البشرية التي نشأت جراء الثورة الصناعية الأخيرة، وبالتالي ازدادت قدرة المحيطات على امتصاص الغازات المنبعثة، وخاصة في الطبقة العليا.

أسباب التغيرات المناخية

تعود أسباب التغيرات المناخية إلى الأنشطة البشرية والطبيعية، ويمكن توضيحها فيما يلي:

الأسباب البشرية

يعتبر الإنسان من أهم الأسباب التي تسبب تغير المناخ، وذلك بسبب النشاطات البشرية التي تنتج عنها انبعاث ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة الأخرى إلى الجو، مما يزيد نسبة ثاني أكسيد الكربون في الهواء عن ما كانت عليه في القرون الماضية، حيث ارتفعت بنسبة 40% في القرن العشرين والقرن الحالي، وذلك بسبب:

  • إزالة الغابات: تساعد الغابات في امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يتواجد في الغلاف الجوي، حيث تمتص الأشجار هذا الغاز وتخزنه وتحل محله بغاز الأكسجين، وعند قطع الأشجار تزداد نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو.
  • حرق الوقوع الأحفوري: يحتوي الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز على كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون، وعند استخدامه وحرقه يؤدي إلى زيادة نسبة الغاز في الهواء الجوي.
  • الزراعة وتربية الحيوانات: تنتج العديد من الحيوانات غازات دفيئة مختلفة مثل غاز الميثان الذي يعتبر واحدًا من أقوى أنواع الغازات الدفيئة، وتحتوي الأسمدة المستخدمة في الزراعة على غاز أكسيد النيتروجين الذي يعتبر أقوى من ثاني أكسيد الكربون.
  • إنتاج الأسمنت: إن إنتاج الأسمنت يعد من الأسباب الرئيسية لانبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 2%، وهذا يتسبب في التغير المناخي.

أسباب طبيعية

تتسبب العديد من القوى الطبيعية في تغير المناخ، ومن بين أهم الأسباب شدة الشمس والانفجارات البركانية، وتغير تركيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، وتشمل الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى تغير المناخ على سطح الأرض ما يلي:

  • الإشعاع الشمسي: تأثرت درجات الحرارة بشكل كبير في الماضي بسبب الطاقة المتغيرة من الشمس، ولكنها ليست السبب الوحيد في تغير المناخ بهذا الشكل، حيث تؤدي زيادة الطاقة الشمسية إلى رفع درجة حرارة الغلاف الجوي، ولكنها تؤثر فقط على الطبقة السفلية منه.
  • الانفجارات البركانية: عندما تنفجر البراكين، تصاحبها صعود كمية كبيرة من الغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون، ولكن هذه الكمية أقل بكثير من الكمية التي يتسبب في إنتاجها الإنسان بسبب الأنشطة التي يقوم بها، لذلك فإن الانفجارات البركانية ليست السبب الرئيسي في الاحتباس الحراري، ولكنها قد تؤثر بشكل غير مباشر على المناخ.
  • ظاهرة التذبذب الجنوبي: تتكون من دورة مناخية تسببها تغير درجة حرارة المياه في المحيط الهادئ، ويسمى ارتفاع درجة الحرارة فيها بـ “النينو” ويسمى انخفاض درجة الحرارة فيها بـ “النينا”، وتستمر هذه الظاهرة لفترة قصيرة تتراوح من أشهر إلى سنوات، ولا تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري.

الغازات التي تتسبب في تغير المناخ

من الغازات الهامة التي تسبب تغيرًا ملحوظًا في درجات الحرارة وبالتالي تؤدي إلى الاحتباس الحراري ما يلي:

  • بخار الماء: يُعَدُّ من أكثر الغازات الدفيئة انتشارًا في الغلاف الجوي، وله تأثير بالغ على تغير المناخ.
  • ثاني أكسيد الكربون: يتولد ثاني أكسيد الكربون من العمليات الطبيعية مثل التنفس والبراكين، وكذلك من الأنشطة البشرية التي يقوم بها الإنسان.
  • الميثان: تتمثل المصادر الطبيعية والبشرية في تحلل النفايات والزراعة وعمليات هضم الطعام وغيرها.
  • أكسيد النيتروجين: يتم إنتاج أكسيد النيتروجين من العديد من الأنشطة البشرية مثل إنتاج الأسمدة العضوية للزراعة، واحتراق الوقود الأحفوري، وعملية إنتاج حمض النيتريك.
  • مركبات الكلوروفلوروكربون: تعتبر مركبات صناعية تستخدم بشكل واسع في الحياة اليومية، وتم حظر استخدامها مؤخرًا بموجب اتفاقيات دولية بسبب تأثيرها السلبي على طبقة الأوزون.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى