البيئةعلوم

الأثر البيئي للخزانات والسدود

marvel6 3108934k | موسوعة الشرق الأوسط

يُعد الأثر البيئي للخزانات والسدود من أهم الأسباب المؤرقة في الوقت الحالي، وتتم اليوم عشرات الأبحاث لفحص أنواع مختلفة من السدود وتحديد تأثيرها على النظام البيئي، سواء كانت تلك الآثار ضارة وتسبب مشاكل بيئية أو مفيدة وتوفر فوائد، وفي الوقت الحالي يوجد الكثير من السدود المختلفة في جميع أنحاء العالم لتوليد الطاقة وتحقيق استخدامات مختلفة، ولكنها في الوقت نفسه تترك آثاراً مختلفة على البيئة، ويتم دراسة هذه الآثار بشكل مستمر في الموسوعات والدراسات البيئية.

جدول المحتويات

الأثر البيئي للخزانات والسدود

يوجد طلب متزايد على زيادة كمية المياه من جهة وعلى مولدات الطاقة المختلفة من جهة أخرى، ويتم ذلك عادة عن طريق بناء الخزانات لتخزين المياه وتوفير مياه صالحة للشرب، والسدود لتوليد الكهرباء من مياه الأنهار. ويتم استخدام السدود أيضًا في بعض الدول لزيادة إمدادات المياه لأغراض مختلفة مثل حفظ البلد من خطر الفيضانات، وتوفير ترفيه للأشخاص، وتحسين البيئة. ولكن السدود لها آثار إيجابية وسلبية على البيئة، ويجب فهم نظام عمل السدود وسبب بنائها من الأساس لتقييم فوائدها وأضرارها بشكل صحيح.

نظام عمل السدود وأنواعها

  • تسببت الفيضانات في دفع الإنسان للجوء إلى فكرة بناء السدود، حيث كانت تؤدي إلى غرق بعض الدول بأكملها بما فيها الزراعة والحيوانات والبشر، والآن بعد بناء السدود، امتدت المياه لتغطي أكثر من 400 ألف كيلومتر مربع على شكل بحيرات أو تزويد زائد للأنهار.
  • تحتوي الخزانات الحديثة على مساحة تخزين أكبر من سطح النهر، وبالتالي فإنها تؤدي إلى خسارة في منسوب المياه بسبب التبخر الذي يصل إلى 2.1 متر سنوياً، كما أنها تسبب في بعض المناخات انبعاث غازات معينة تتفاعل مع الجو.

وتنقسم السدود إلى عدة أنواع وهي:

  1. السدود الخرسانية الثقيلة: السدود الضخمة هي مبانٍ ضخمة مصنوعة من الخرسانة الثقيلة، وتقاوم بقوة الجاذبية الأرضية وتستخدم لسد المياه وتخزينها لتوليد الطاقة.
  2. السدود المقوسة: تختلف تصميم السدود حسب البيئة والحاجة إليها، ويتم استخدام السد المقوس كحل هندسي لتقليل التكاليف وهو أبسط أنواع السدود من حيث التصميم والمواد المستخدمة، ويستخدم في المناطق الضيقة والصخرية، ويتم تصميمه على شكل قوس منحني يمنع تدفق كميات كبيرة من مياه الأنهار.
  3. السدود الترابية أو الصخرية، الإملائية: السدود الضخمة والمركبات يعتمدان على وزنهما الهائل لمقاومة المياه المحجوزة بعازل داخلي يمنع تسرب المياه إلى الخارج.

فوائد السدود

  • تساعد السدود في حماية التربة من التآكل والانزلاق، وذلك عن طريق منع انزلاق التربة نحو الأنهار بشكل مستمر مثلما كان يحدث في الماضي، خاصةً عند هطول الأمطار في فصل الشتاء.
  • يحمي السكان من المياه الجارفة أو الفيضانات، وهو خطر مميت كان يدمر بلدان قديمًا ويغمر مناطق كاملة.
  • يتم توفير الطاقة الكهرومائية للاستخدام في العديد من الصناعات الهامة.

اثر السدود فى النظام البيئي الخاص بالإنسان

على الرغم من فوائد السدود التي ذكرناها، فإن لها أضرار وتأثير على النظام البيئي متعدد الأبعاد، وبالنسبة للإنسان، فإن بناء السدود يؤدي إلى:

  • يتمثل التوطين في نقل مجموعات كبيرة من البشر، مثل أهل النوبة في مصر، إلى أماكن جديدة للعيش، ومن أكبر أحداث التوطين كان بسبب بناء سد في الصين حيث تم إجبار مليون شخص على ترك أراضيهم والانتقال إلى أماكن جديدة، وغمرت المياه أراضيهم بالكامل.
  • يترك تهجير المواطنين تأثيرًا سلبيًا دائمًا في نفوس المتضررين، وقد يؤدي إلى نزاع أو انفصال جزئي أو كلي لأهالي المنطقة المهجرين عن الدولة.
  • قد يتسبب السد في أضرار اقتصادية إذا لم يتم استخدامه بشكل صحيح.

 اثر السدود في النظام البيئي الخاص بالزراعة والتربة

  • على الرغم من الخطر الواضح للفيضانات، إلا أن هناك مناطق على الأرض تعتمد بشكل رئيسي على الفيضانات، مثل النظام البيئي للسافانا والغابات والسهول الفيضانية، حيث تعتمد على الفيضانات الموسمية للاستفادة من رطوبة التربة التي تبقى بعد انحسار الفيضان.

 اثر السدود فى النظام البيئي

  • وفقًا لخبراء علوم الأرض، يعاني أكثر من ربع سكان العالم من نقص في الموارد المائية وبالتالي نقص في الغذاء، والسبب الرئيسي وراء ذلك هو التوسع الملحوظ للدول في بناء السدود، والزيادة المستمرة في الإنفاق الدولي على بناء هذه المنشآت، حتى وصل الإجمالي إلى ما يقرب من 2 تريليون دولار خلال العشر سنوات الماضية.
  • وفقًا لآخر الإحصائيات، فإن حوالي 23% من سكان العالم فقدوا مواردهم المائية الذين تم تخصيصها لسقي الأراضي الزراعية، مما أدى إلى جفاف التربة وفقدان خصوبتها.
  • تؤثر الفوائد التي تأتي من بناء السدود على جماعة صغيرة من الناس، في حين يتضرر الجزء الأكبر منهم، وتعتبر هذه علامة خطيرة على مستقبل الإنسانية.
  • تسبب بناء السدود في الصين، على سبيل المثال، في جفاف العديد من الأراضي على ضفاف نهر الأصفر، وكذلك في الهند وتركيا، حيث أدت إلى جفاف مساحات واسعة من الأراضي الخصبة على طول نهر الفرات في العراق وسوريا.

أكبر السدود في العالم

بالترتيب عالمياً، أكبر خمسة سدود مرتبة من الأكبر حجماً إلى الأصغر:

  • سد الخوانق في الصين.
  • سد كندا “سينكورد ملدريدا”.
  • تاربيلا في باكستان.
  • فورت بيك في أمريكا.
  • أتاتورك في تركيا.

تبقى مسألة بناء السدود وتأثيرها على النظام البيئي والتغيرات التي تحدث للكائنات الحية البرية والبحرية، بما في ذلك الحيوانات والنباتات والإنسان، هي المسألة الحرجة التي يجب علينا إيجاد حلول بديلة لها وتنظيم عملية بناء السدود والخزانات لحماية حياة البشرية .

المراجع :

1

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى