يعد فقر الدم من أكثر الأمراض انتشاراً بين الناس، ولا يقتصر على فئة عمرية معينة، ويتمثل أحد أكثر الأعراض شيوعًا لدى المصابين بفقر الدم والأنيميا في الشعور بالتعب والإرهاق وفقدان الشهية والشحوب وتغير لون الوجه إلى اللون الأصفر، والشعور بالدوخة والدوار، بالإضافة إلى الإصابة المستمرة بالصداع وعدم وضوح الرؤية وغير ذلك من الأعراض التي يعاني منها المصابون بفقر الدم.
ونظراً لاحتياج أجسام الأطفال لكمية كبيرة من الحديد، فإنهم يعدون من الفئات العمرية الأكثر عرضة للإصابة بفقر الدم والأنيميا، وذلك يعود إلى أن الهيموجلوبين هو العنصر الأساسي للدم الذي ينقل الأكسجين إلى خلايا الجسم بأكمله، والحديد هو العنصر الأساسي للهيموجلوبين، وبالتالي فإن نقص الحديد في الدم يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم ويؤثر على الجسم بأكمله.
يكون فقر الدم دائمًا نتيجة لبعض الاضطرابات التي تحدث نتيجة انخفاض مستوى نسبة الهيموجلوبين في الدم، ويختلف المستوى المطلوب حسب اختلاف الفئة العمرية؛ حيث يزداد الطفل حاجته للحديد كلما زاد عمره. وعند ولادة الطفل، يكون لديه مخزون من الحديد يكفيه لمدة أربعة أشهر، ومن ثم يحتاج إلى زيادة مخزون الحديد لديه من خلال تناوله للتغذية الكاملة أو المكملات الغذائية المخصصة للأطفال.
أسباب فقر الدم عند الأطفال الرضع :
تعرض الأطفال لبعض الأسباب التي تؤدي إلى إصابتهم بفقر الدم ونقص الحديد، وتشمل هذه الأسباب:
- يمكن للأطفال أن يصابوا بالتهابات فيروسية أو جرثومية، أو نقص فيتامينات مثل فيتامين (ي)، أو يمكن أن يحدث انحلال دم بسبب عدة مشاكل في الجهاز المناعي، مثل عدم تطابق رموز الدم بين الطفل والأم، أو بسبب عوامل وراثية مثل فقر الدم المنجلين ومرض التلاسيميا.
- تؤدي المشاكل الهضمية إلى حدوث عدم انتظام في عملية امتصاص الحديد الموجود في الأطعمة التي يتناولها الأطفال.
- عدم تناول الأطفال الرضع كميات كبيرة من حليب الأم، بالإضافة إلى البكاء المستمر للطفل نتيجة إصابته بمرض معين.
- يعاني الطفل من نقص في إنتاج كرات الدم الحمراء، والذي يسببه بعض الأمراض الخلقية، بالإضافة إلى نقص بعض المواد والعناصر الهامة مثل الحديد الذي يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم والأنيميا، كما يمكن أن يحدث بسبب الإصابة بفقر الدم الفيزيولوجي المزمن.
- عدم تزويد الجسم بحمض الفوليك وفيتامين ب12.
- يمكن أن يكون السبب وراء الإصابة بفقر الدم هو حدوث نزيف بالحبل السري أو المشيمة خلال عملية الولادة، أو إصابة الطفل المولود بنزيف خفي بسبب سحب كمية كبيرة من الدم دون التعويض الكافي
- يمكن للأطفال الإصابة بأمراض مزمنة مثل الفشل الكلوي والتهاب شغاف القلب.
- تعرض الطفل للنزيف الحاد بشكل متتالي.
- انخفاض وزن الطفل منذ الولادة.
- اعتماد الطفل على الرضاعة الطبيعية فقط ورفضه تناول الطعام الصلب.
- تكسر خلايا الدم نتيجة للعوامل الوراثية.
- يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول حليب البقر للأطفال الذين تجاوزوا عمر السنتين إلى اتباع نظام غذائي خاطئ، وخاصة في السنة الثانية من عمرهم.
فقر الدم عند الرضع :
هناك العديد من الطرق التي تساعد على علاج فقر الدم عند الأطفال الرضع ويمكن لأي أم أن تقوم بعلاج أطفالها بنفسها عن طريق اتباع الخطوات البسيطة للعلاج التالية:
- يجب الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالمغذيات الهامة لجسم الطفل، وخاصة الحديد الذي يوجد في الحم البقر والكبد، وكذلك بعض اللحوم والفواكه والخضروات الغنية بالحديد.
- يعد الحليب من المشروبات الأساسية التي يجب على الجميع تناولها بكميات مناسبة، ويمكن إضافته إلى بعض الأطعمة مثل الرقائق في وجبة الفطور خاصةً للأطفال.
- يجب على الأشخاص العمل على تناول الأطعمة النباتية والخضراء الداكنة، مثل تناول السبانخ والبقوليات، حيث إنها تعد من المواد الفعالة التي تساعد في القضاء على فقر الدم والأنيميا.
- ينبغي على الطفل تناول فيتامين (ث) من خلال الأدوية أو المصادر الطبيعية مثل الحمضيات، ويساعد هذا الفيتامين على امتصاص الحديد بشكل أفضل في الجسم.
- ينبغي للطفل تناول الحلويات التي تحتوي على الكاكاو، وكذلك تناول أنواع مختلفة من الشوكولاتة بكثرة، حيث إنها مفيدة جدًا في علاج فقر الدم.
- يجب عدم إهمال الوجبات الرئيسية التي يجب على الطفل تناولها بعناية شديدة.
- يمكن لتناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالفيتامينات، مثل التوت والموز والجوافة والتين والتفاح والبلح، والتي تحتوي على الحديد، أن تساعد في امتصاص الحديد من الجسم وتقوية الجسم، وتحارب فقر الدم بين الأطفال.
- يتم الاهتمام بنظافة الطفل وصحته عن طريق الاستحمام بانتظام لتجنب التعرض للجراثيم والبكتيريا والفيروسات.
- تقديم العصائر الطبيعية الغنية بعنصر الحديد، والمفيدة لصحة الطفل، مثل عصير البرتقال الطازج الذي يحتوي على فيتامين C، الذي يحسن من جهاز المناعة ويمنع الأطفال من الإصابة بالأمراض.
أعراض فقر الدم عند الأطفال :
عند إصابة الطفل بفقر الدم أو الأنيميا، تظهر عليه بعض الأعراض التي تشير إلى إصابته بأحد الأمراض التي يصعب التعرف عليها، وتشمل هذه الأعراض وليست محصورة عليها:
- يحدث تغيير كبير في لون وجه الطفل والشفتين وتحت العينين.
- تعرض الطفل لعدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي.
- يشعر الطفل بشكل دائم بالإعياء والتعب والإرهاق، وعدم قدرته على اللعب وممارسة الأنشطة الأخرى كغيره من الأطفال في نفس عمره.
- سرعة دقات ونبضات القلب.
- الشعور بالدوار والدوخة ووجع بالرأس.
- يتمثل الخلل في نمو الجسم عندما يكون معدل نمو الطفل أبطأ من متوسط نمو الأطفال في نفس العمر.
