أين توفي الخوارزمي وأين نشأ
الخوارزمي هو واحد من أهم العلماء المسلمين في تاريخ الإسلام، وتناولت هذه المقالة مكان وفاته ومكان نشأته. كانت بغداد موطنًا للعلماء في جميع المجالات على مر التاريخ، ولكن حظي الخوارزمي بشهرة واسعة فيها بعدما قدم للأمة الإسلامية وللعالم بصفة عامة العديد من الاختراعات. كان الخوارزمي عالمًا في الفلك والرياضيات، وقد انتقل إلى العديد من البلدان لنقل علمه وتعليمه للعلماء في تلك البلدان. وهو السبب الرئيسي وراء اختراعات الخوارزمي المذهلة التي جعلت منه واحدًا من أشهر العلماء في تاريخ الإسلام والعالم بأسره. لذلك، ستتناول هذه المقالة نشأة الخوارزمي وحياته واختراعاته وما قدمه للعالم بأسره.
أين توفي الخوارزمي وأين نشأ
نشأة الخوارزمي
كان الخوارزمي يلقب بأبي عبد الله، ونُسِبَ لمدينة خوارزم التي وُلد فيها، وهي إحدى مدن خراسان في أوزبكستان الحالية، واسمه الكامل هو محمد بن موسى الخوارزمي، ولم تتفق المصادر القديمة على تحديد تاريخ ولادته نظرًا لصعوبة تحديد مواليدهم في ذلك الوقت، ولكن حينما اشتهر بفضل علمه، حاول المؤرخون تحديد تلك التواريخ.
نقل الخوارزمي من بلدته خوارزم إلى بلاد أخرى ليطلب العلم، وكان من بين تلك البلاد بغداد، عاصمة العلم. وعندما وصل إلى هناك، قربه الملك المأمون إليه بسبب سمعه عن علمه الواسع وذكائه الحاد، وقام المأمون بإنشاء مكتبة في بيت يُطلق عليه بيت الحكمة، ووضع الكتب اللاتينية والعربية فيها، وجعل الخوارزمي رئيسًا لبيت الحكمة حتى يتمكن من استفادتها. كما استدعى المأمون مترجمًا لترجمة الكتب اللاتينية حتى يستطيع الخوارزمي الاطلاع عليها والاستفادة منها، وتعلم الخوارزمي اللغة اللاتينية من خلال هذا المترجم، ولعبت هذه اللغة دورًا كبيرًا في اختراعاته.
اختراعات الخوارزمي
يعد عصر الخوارزمي عصرًا للعلم والثقافة، وكان العلماء في ذلك الوقت موسوعيين لا يعترفون بالتخصصات الدقيقة كما هو الحال في عصرنا الحالي، وإنما كانوا يقرؤون في جميع المجالات المتاحة أمامهم ويكتبون فيها. وهذا ما فعله الخوارزمي، حيث كانت له أعمال كثيرة في مجالات مختلفة، فكتب في الجبر وعلوم الفلك وعلوم المثلثات وغيرها من العلوم. وربما كان عمل الخوارزمي الكبير هو علم الجبر، حيث اخترع علم الجبر وفصله عن علم الحساب.
يتضمن علم الجبر المعادلات الحسابية والتي تشمل الجمع والطرح والضرب والقسمة وغيرها من العمليات، كما استُفِدَ من علم الجبر في معرفة حقوق الله عز وجل في الميراث وكيفية حسابها، وذكر ابن خلدون في مقدمته أن الخوارزمي هو أول من وضع علم الجبر، كما اخترع الخوارزمي ما يسمى بالخوارزميات وهي معادلات ترتبط بالحاسوب، وتم استخدامها عند اختراع أجهزة الحاسوب، ولذلك سُمِّي الخوارزمي أبا الحاسوب نظرًا للأعمال الجليلة التي قدمها في خدمة الحاسوب، كما كان الخوارزمي أول من عرف الغرب بالأرقام الهندية، وأول من أطلق لفظ الصفر مما ساهم في تغيير مفهوم الأعداد بشكل جذري.
يتضمن تراث العالم الإسلامي كتابًا ألفه الخوارزمي عام 830 م بعنوان “الجبر والمقابلة”، وظل هذا الكتاب مخطوطًا بخط الخوارزمي حتى نُسخ بعد وفاته بحوالي 500 سنة وكان موجودًا في القاهرة، ثم نُقِل إلى أكسفورد، وتم نشر الكتاب بالنسخة العربية مرة واحدة فقط، وذلك في عام 1831م، كما للخوارزمي كتاب آخر بعنوان “المختصر في حساب الجبر والمقابلة” وتم ترجمته إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر، وقد شمل الكتاب حساب الأشكال الهندسية وربط الجبر بعلوم الشريعة، وقد وضع في الكتاب طريقة لحساب الميراث الشرعي الذي فرضه الله على المستحقين له.
لعب الخوارزمي دورًا كبيرًا في مجال الفلك، حيث ساهم في إعداد ما يسمى بالجداول الفلكية من خلال البحوث والدراسات، وكانت هذه الجداول مصدرًا للعرب فيما بعد لإعداد جداول أخرى. وقد تم ترجمة كتابه إلى اللغة اللاتينية. وكان له أيضًا دور في علم الجغرافيا، حيث كتب كتابًا يسمى “صورة الرض” والذي يحتوي على سبعين جغرافيا تشمل العالم بأكمله. كما استخرج الأغاليط التي كانت موجودة في أبحاث بطليموس وقام بإصلاحها والبناء عليها في دراساته وأبحاثه التي قادت أول محاولة لإعداد خريطة للعالم كله.
وفاة الخوارزمي
قدم الخوارزمي حياته في سبيل الطلب علماً لإرضاء الله عز وجل، والعلم كان مأكله ومشربه، وعاش لفترة من الزمن بعد وفاة الواثق بالله، حتى جاء أجله في بغداد عام 850 ميلادية، 235 هجرية.