البيئةعلوم

أضرار البلاستيك على البيئة

بلاستيك | موسوعة الشرق الأوسط

تعتبر أضرار البلاستيك على البيئة من المسائل المهمة التي يجب علينا الاهتمام بها بشكل كبير، فالبلاستيك هو من المواد المنتشرة حولنا، سواء كانت كمخلفات أو كأدوات نستخدمها في الطهي والأغراض الأخرى، وأثبتت الدراسات خطورة أضرار البلاستيك على البيئة والإنسان، والحاجة إلى التعامل مع المخلفات بشكل محدد وفهم المادة التي نستخدمها حتى نتجنب الأضرار الخطيرة التي يمكن أن تسببها، ومن خلال الموسوعة نشرح بالتفصيل عن البلاستيك واستخداماته الخاطئة ومخلفاته الضارة على البيئة.

جدول المحتويات

صناعة البلاستيك

البلاستيك أو الدائن هو مادة سهلة التشكيل ويتم استخدامها منذ الثورة الصناعية، وازدهرت مع الوقت حتى أصبحت صناعة البلاستيك تحتل الصدارة بالنسبة للصناعات الحالية، ونستخدمها بكثرة في كل شيء يتعلق بحياتنا اليومية في المنزل والشارع والعمل، وتستخلص اللدائن أو البلاستيك في الأساس من البترول والغاز والطبيعي والفحم، وتتمثل أهم الدول المصنعة للبلاستيك في الولايات المتحدة الأمريكية واليابان، ويعتمد صناعة البلاستيك على توفر البترول بشكل أساسي.

أضرار تفاعل البلاستيك مع الحرارة على الإنسان

للأسف، يتجاهل الكثيرون أضرار استخدام البلاستيك لحفظ الأشياء الساخنة، خاصة الطعام والشراب، فقد أثبتت الدراسات أن البلاستيك يتفاعل مع الحرارة، خاصة إذا كان يحتوي على مادة “الديوكسين”، مما يؤدي إلى مخاطر شديدة على صحة الإنسان، فالتفاعل ينتج عنه تسرب مواد ضارة إلى الطعام أو الشراب، مما يؤدي إلى الإصابة بأمراض خطيرة.

تعد مادة “الديوكسين” السبب الرئيسي للإصابة بمرض السكري والعقم لدى الرجال والنساء، وأظهرت الدراسات أيضًا أنها تسبب تشوهات خلقية في الأجنة لدى بعض الحيوانات، كما أنها تؤثر سلبًا على الغدد الصماء وتسبب اضطرابات هرمونية ومشاكل جلدية ومشاكل في الرئة والجهاز المناعي.

أضرار البلاستيك على البيئة البحرية

تواجه البيئة البحرية خطرًا كبيرًا بسبب النفايات البلاستيكية، والتي تؤدي إلى خلل في التوازن البيئي. ومن أهم مميزات البلاستيك التي أصبحت لعنة على البيئة هو أنه يصنع ليعيش طويلاً ويقاوم عوامل الزمن في التحلل، وبالتالي لا يتحلل بفعل الماء العذب والمالح. وبتراكم النفايات البلاستيكية وعدم تحللها، وبفعل التيارات المائية، يتراكم نحو 10 ملايين طن من النفايات البلاستيكية في قاع المحيطات والبحار كل عام، وتتحمل 13 دولة آسيوية الحمل الأكبر من النفايات البلاستيكية.

يموت عدد كبير من الأسماك والكائنات البحرية بسبب انتشار النفايات البلاستيكية في المحيط وعدم تمكنها من التحرر من تلك النفايات قبل الموت. تتكسر النفايات البلاستيكية إلى جزيئات صغيرة مع مرور الوقت، وتتسبب في تلوث أنسجة الأسماك وتسبب تلفاً كبيراً عندما يتناولها البشر

تعد السلاحف البحرية الضحية الرئيسية للمخلفات، إذ تتناول الأكياس والزجاجات الفارغة بالخطأ مع طعامها، مما يسبب انسدادًا في قنوات الهضم والوفاة، وتتأثر بالمخلفات أيضًا الفقمة والحيتان وبعض الكائنات البحرية الأخرى.

أضرار البلاستيك على البيئة الحيوانية والطيور

يموت ملايين من طيور النورس سنوياً بسبب النفايات البلاستيكية، وتشير التقارير إلى أن 98% من الطيور تحمل في أجهزة الهضم لديها أجزاء وبقايا بلاستيكية ضارة تسبب تلوثًا في أنسجتها، ومع الوقت تدمر جهازها الهضمي وتموت. كما تحتوي بطون الحيوانات أيضًا على نسبة من النفايات البلاستيكية التي تنقل الأمراض إلى جسدها ومنها إلى الإنسان إذا تم تناولها، ووفقًا للاحصائيات، يقتل كيس واحد من النفايات البلاستيكية طائرًا كل 3 أشهر بسبب الاختناق.

يؤدي التخلص من الأكياس البلاستيكية عن طريق حرقها إلى انبعاثات غازية سامة تضر بالغلاف الجوي، وتزيد من نسب المركبات العضوية في الهواء، مما يتسبب في اضطرابات في النظام البيئي الجوي. وتترك الغازات المتصاعدة من عملية حرق البلاستيك آثارها على الغدد الصماء للإنسان، وعلى رئتيه، وعلى كل خلية ونسيج من الإنسان والحيوان والنبات.

أضرار البلاستيك على التربة

تتراكم النفايات البلاستيكية التي لا تتحلل في التربة، مما يؤدي إلى فقدان خصوبتها على المدى الطويل، بسبب تراكم مادة الديوكسين الخطيرة التي وضحناها سابقًا. كما تمنع زجاجات البلاستيك والأشياء الأخرى النباتات والأعشاب من النمو، وتحجب الضوء عن التربة، مما يؤدي إلى تلفها وقتل الحشرات فيها وإحداث خلل في التوازن البيئي. وتؤدي تراكم هذه المشكلات مع بعضها إلى خلل في النظم البيئية على المدى البعيد بسبب عدم تحلل البلاستيك.

أضرار العمل في مصانع البلاستيك

تتعرض العاملون في مصانع البلاستيك لخطر كبير، حيث يتم إطلاق مواد متفاعلة خلال عملية التصنيع تؤثر سلبًا على صحة الإنسان وتسبب العديد من الأمراض على المدى الطويل. وأثبتت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من مصانع البلاستيك يعانون أيضًا من ارتفاع في معدلات الإصابة بالأمراض، ويتسبب الدخان والبخار الناتجين عن عملية تصنيع وحرق البلاستيك في تلوث البيئة المحيطة، ويمكن أن يؤدي هذا إلى ولادة مبكرة للنساء الحوامل. وأظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يولدون بجوار مصانع البلاستيك يعانون من أضرار ناتجة عن البخارات السامة التي تمتصها الأم وتؤثر على الجنين عن طريق الدم، ويمكن أن تتسبب في ضرر له. يمتد خطر البلاستيك وأضراره على المدى الطويل لفترة طويلة من حياتنا.

 

قامت العديد من الدول بالفعل بتخفيض استخدام البلاستيك واستبداله بالورق المقوى بسبب القدرة على إعادة التدوير والتحلل بسهولة، بعد اكتشاف أضرار البلاستيك على البيئة، ولكن المشكلة ما زالت موجودة في الدول النامية، حيث يتم استخدام البلاستيك بكثرة دون محاولة حل المشكلة، وإذا استمر الوضع على هذا النحو فسيؤدي إلى تدمير بيئتنا الطبيعية بشكل مخيف

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى