التعليموظائف و تعليم

هو سلامة فكر الإنسان وعقله وفهمه من الانحراف والخروج عن الوسطية والاعتدال الأمن

maxresdefault3 | موسوعة الشرق الأوسط

الأمن الفكري هو حفظ فكر الإنسان وعقله وفهمه من الانحراف والتطرف والاعتدال الأمن، وهذا مهم جدًا لصلاح المجتمعات. يعتبر الشباب والناشئين هم عماد المجتمعات، ويمكن تحسين المجتمعات من خلال سلامة أفكارهم وعقائدهم. لذلك، لا يمكن الاستغناء عن الأمن الفكري. في هذا المقال، سوف نشرح مفهوم الأمن الفكري وأهدافه وأهميته للمجتمعات، والضوابط التي يجب مراعاتها لتحقيق الأمن الفكري، والعوائق التي تعوق تحقيقه في أي مجتمع. يجب على الأسرة والمدرسة نشر الأمن الفكري بين الشباب والناشئين، لأن لهم دور كبير في تأثيرهم وتقويمهم.

هو سلامة فكر الإنسان وعقله وفهمه من الانحراف والخروج عن الوسطية والاعتدال الأمن

قبل التحدث عن مفهوم الأمن الفكري، يجب أولاً التعرف على مفهومي الأمن والفكر:

تعريف الأمن في اللغة

  • في اللغة، يعني الأمن الشعور بالارتياح والسكون وانعدام الخوف ومكافحته، وقد قام العلماء بتعريفه على النحو التالي:
    • بن فارس: يقول إن الهمزة والميم أصلان متقاربان وهما:
      • الأمانة تعني سكينة القلب، وهي عكس الخيانة.
      • التصديق.
    • الخليل: الأمن هو إعطاء الأمانة ومقابلها هو الوفاء بها، والعرب يقولون (رجل أمين) إذا كان هذا الرجل أمينًا. وبالتالي، فإن مفهوم الأمن في اللغة يعني الطمأنينة والثقة في عدم وجود مكروه وسكون القلب.

تعريف الأمن اصطلاحًا

  • ووفقًا لما جاء في القرآن الكريم، فإن الأمن هو الاطمئنان على سلامة الإنسان واستقراره في وطنه المعافى من جميع الأضرار، ولا ينقصه من عقله أو دينه أو ماله أو عرضه، وقد صاغ العلماء تعريفًا للأمن كونه:
    • عبد المقصود: هو الشعور بالود والقبول والحب من الآخرين وقلة الإحساس بالخطر والانزعاج والقلق.
    • غانم: يعني الأمان شعورًا بالاطمئنان والاستقرار لكل من الفرد والجماعة، حيث يمنح الإنسان الشعور بعدم الخطر والاطمئنان على نفسه وممتلكاته.

نعريف الفكر في اللغة

  • هو استخدام العقل في الفكر والتأمل في شيء ما، ويعرف علماء اللغة هذا المصطلح بأنه:
    • بن فارس: الفاء والكاف والراء كلمة تعني تردد القلب في شيء ما.
    • مجمع اللغة العربية: فكرة الإنسان في شيء ما هي عملية تستخدم عقله وتحاول فهمه وتحليله

تعريف الفكر اصطلاحًا

  • الفكر هو النشاط الذهني الذي يقوم به الإنسان، وهو يعبر عن أفضل صور العقل والذهن، ويوضح العلماء بعض التعريفات للفكر:
    • الأصفهاني: تحث الأمور على الرغبة في الوصول إلى الحقيقة.
    • الزنيدي: يشير المصطلح `الفكر` إلى جميع الأنشطة التي يمارسها العقل البشري مثل النظر والتفكير والتأمل والاستنتاج.

تعريف الأمن الفكري

اختلف الكثيرون حول تعريف الأمن الفكري وفيما يلي بعض تلك التعريفات:

  • يعني الأمن الثقافي أن الناس يعيشون في بلدانهم ومجتمعاتهم بأمان، ويحافظون على ثقافتهم ومجتمعاتهم والنظام الفكري الذي يعتمدون عليه.
  • يقول الوادعي إن سلامة الفكر والعقل والفهم الإنساني من الانحراف والخروج عن الوسطية والاعتدال هو الأمر الأهم، وذلك في فهمه للأمور الدينية والسياسية والاجتماعية وتصوره للكون، وذلك لتجنب الوقوع في الغلو والتطرف أو العلمانية والإلحاد.

أهمية الأمن الفكري

تكمن أهمية الأمن الفكري في أهمية عقل وفكر الإنسان، إذ أن الله منح الإنسان نعمة العقل والتفكير والتحليل والتوصل إلى الحلول والنتائج، ولذلك يتمركز الأمن الفكري حول التفكير والتحليل والتوصل إلى الحلول والنتائج:

  • يتعلق تحقيق وحدة الاعتقاد والأفكار والسلوك بالالتزام بالاعتدال والوسطية وحماية أفكار المسلمين وعقولهم.
  • الفكر السليم والمنضبط يشكل أساس أمن الإنسان واستقامة حياته.
  • يتطلب تحقيق وحدة الأمة التفكير في جميع الجوانب، مثل الهدف والمنهج المتبع والأفكار.
  • يهدف العمل إلى حماية الشريعة الإسلامية من التشكيك والتطرف.
  • القضاء على الانحراف الفكري هو الأهم ما يهدد المجتمعات وأمنها.
  • لحماية الشباب من الانحرافات والأخطاء، يتم توجيههم من قِبَل المؤسسات الدينية والاجتماعية.
  • حماية الشباب من فقدان الأمن الفكري هو أساس استقرار المجتمع وأمنه.

أهداف الأمن الفكري

  • تشمل المحافظة على الهوية الوطنية لأفراد المجتمع والحفاظ على ثوابت وقواعد كل مجتمع.
  • تنمية الترابط بين أفراد المجتمع.
  • تحديد سلوك الأفراد واستجاباتهم للأحداث التي يواجهونها يساعد في فهم سلوكهم وأفكارهم.
  • يتم حماية عقول الشباب وأفكارهم من الانحراف الفكري أو الديني أو الثقافي.
  • حماية الوطن ومواجهة كل ما يؤدي إلى الإخلال بأمن الوطن.

ضوابط الأمن الفكري

يتوقف بناء أي مجتمع على الأمن الفكري لأفراده، حيث يتم إنشاء المجتمعات بطريقة مخططة وفقًا لمجموعة من المعايير والأسس المحددة، وذلك لضمان بناء مجتمع سليم وخالٍ من العشوائية والانحراف، ولذلك تعتبر الضوابط الأساسية التي يرتكز عليها الأمن الفكري هي:

  • يتمثل الاستقامة في الالتزام بتعاليم القرآن الكريم والمعتقدات الدينية الصحيحة التي جاءت في السنة والقرآن، ويتضمن ذلك الخوف من الله والالتزام بما يرضيه.
  • يجب أن يكون متوافقًا مع أحكام الشريعة الإسلامية وأن يهدف إلى تحقيق الوسطية والاعتدال والابتعاد عن الغلو والفساد.
  • تحقيق وحدة الأمة وسلامتها واتحاد المسلمين.
  • تسليط الضوء على هوية الأمة وشخصيتها والحفاظ على ثقافتها.
  • يُعتبر تحقيق الأمن العام في البلاد أحد أساسيات الأمن، ويتم الاعتماد عليه لتحقيق أمن الوطن.
  • يتم تحقيق العدالة في المجتمع بين جميع أفراده سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين.
  • التوسط في كل شيء بدون إفراط أو تقصير، فالتوسط هو أساس الوصول للكمال، إذ يعمل على الشعور بالتخفيف ورفع الحرج.
  • يجب الاعتقاد أن التغيير لا يحدث فجأة، وأن الإنسان لا يتغير فورًا نتيجة التعرض للعنف، ولكن التغيير التدريجي هو الأفضل عن طريق الإقناع والتدريب.

مصادر التهديد للأمن الفكري ومعوقاته

توجد العديد من العوائق ومصادر التهديد للأمن الفكري، وهي سبب لظهور الانحراف الفكري وتعريض المجتمع للخطر المستمر، وتهدد أمن الوطن، وتشمل هذه التهديدات والعوائق ما يلي:

المعوقات الدينية

  • تتمثل المشكلة في عدم فهم النصوص الدينية بشكل صحيح، والمغالاة في التعاليم الدينية وتفسيرها بما يتجاوز المعنى الحقيقي لها.
  • يمكن استغلال حماس واندفاع الشباب دون الالتزام بمبادئ الدين والأسس الصحيحة.
  • تتسع الفجوة بين الشباب وعلماء الدين، حيث يفتقر الكثير من الشباب إلى الثقة في آراء العلماء، ويتجهون إلى أشخاص آخرين يرونهم أحق بالانصياع لهم في شؤون الدين.
  • تشير ضعف دور المساجد في الآونة الأخيرة في إصلاح وتحسين أحوال وعقائد وأفكار الشباب، وتحول دورها إلى مكان لأداء الصلاة فقط دون غيرها من الوظائف.

المعوقات الاجتماعية

  • يتمثل التناقض في كافة جوانب الحياة، فنجد فروقًا كبيرة بين ما يسمعه الشباب وما يرونه، وبين ما يتعلمونه من العقائد وما يرونه في الواقع.
  • يمكن أن يؤدي التفكير الزائد إلى حدوث اضطراب في العديد من الأفكار التي يتلقاها الأطفال والشباب.
  • عندما ينهار المجتمع، يشعر الشباب بالاهمال وعدم الاهتمام، وأنه لا يوجد من يحرص عليهم أو يفكر فيهم أو يهتم بهم.
  • انتشرت الطبقية والطائفية في مجتمعاتنا، ونتيجة لذلك توجد العديد من الصراعات العرقية والطائفية في هذه المجتمعات.
  • يتسبب عدم تقديم المؤسسات الاجتماعية الدعم الكافي للشباب في إيجاد فرصة لأشخاص وجماعات غير مؤهلة لتأثير الشباب وترويج الأفكار المنحرفة لهم وزرعها في عقولهم.
  • نتيجة لعدم التواصل والترابط الأسري بين الآباء والأبناء، أصبحت العلاقة بينهم تقتصر على العلاقة الرسمية، وبالتالي، يصبح الأباء غير قادرين على معرفة أي شيء عن أبنائهم.
  • تخلي المؤسسات التعليمية عن دورها في التربية وزرع العقائد الصحيحة، واقتصر دور المعلم على تقديم المناهج الدراسية فقط، وأصبحت المناهج التعليمية بلا فائدة، بالإضافة إلى أن الأنشطة أصبحت غير هادفة، وكانت المدرسة والمؤسسة التعليمية مصدرًا لنشر الأفكار المنحرفة بين الناشئين.

المعوقات الاجتماعية

توجد العديد من العوائق الاجتماعية التي توفر فرصًا للجماعات المنحرفة للاستغلال المالي للشباب، ومن بين هذه العوائق الاجتماعية:

  • انتشار البطالة بين الشباب يجعلهم يفقدون الأمل ولا يستطيعون مقاومة ذلك، بل يصبحون فريسة سهلة للأفكار السلبية والمنحرفة.
  • يؤدي عدم القدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية إلى التعصب ورفض الآخرين من قبل الفرد.
  • تتسبب المشكلات الاقتصادية التي يواجهها الشباب في الإحباط واليأس والديون، مما يجعلهم يشعرون بالعداء تجاه أولئك الذين لديهم أوضاع اقتصادية جيدة، ويزيد الشعور بالطبقية بينهم.

يمكن القول في النهاية أن الأمن الفكري يتعلق بسلامة فكر وعقل الإنسان من الانحراف والخروج عن الوسطية والاعتدال. ويُمثّل الأمن الفكري الخط الأول في الدفاع عن المجتمع، حيث يتعلق بعقل الإنسان وتفكيره في جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية وغيرها. يُعد الأمن الفكري أساسًا لأمن المجتمع وركيزته الأساسية في انتشار الأمن في المجتمع. فإذا كان الفكر والعقل سليمًا، فإن الإنسان يصبح عضوًا فاعلًا في المجتمع، مساهمًا في تطوره وتقدمه.

للحصول على مزيد من المعلومات حول الأمن الفكري، يمكنك قراءة الموضوعات التالية التي نقدمها لك على موقع الموسوعة: (المن ركائز الأمن))

المراجع: 1 2 3 4 5 6.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى