من هو مكتشف الدورة الدموية الصغرى
سنجيب اليوم عن سؤال حول مكتشف الدورة الدموية الصغرى، والتي تنقسم الدورة الدموية في جسم الإنسان إلى قسمين: الدورة الدموية الصغرى والكبرى، وهي جزء من علم التشريح الذي اهتم به الإنسان منذ آلاف السنين، وذلك لفهم جسم الإنسان وقدرته على التكيف مع الظروف البيئية والطبيعية الأخرى، فضلاً عن التعرف على كيفية مقاومته للأمراض. وهناك الكثير من العلماء الذين وضعوا إسهاماتهم الخاصة لتطوير هذا العلم، ويتضمن ذلك مكتشف الدورة الدموية الصغرى الذي سنتعرف عليه في هذا المقال على موسوعة، فتابعونا.
من هو مكتشف الدورة الدموية الصغرى
ما هي الدورة الدموية
هي الوظيفة التي يؤديها الجهاز الدوري في جسم الإنسان، والتي تتمثل في نقل الدم من القلب إلى الأنسجة المختلفة في الجسم والعكس، كما يقوم بنقل الأكسجين والمواد الغذائية والغازات بين الخلايا المختلفة في الجسم بشكل ذهابٍ وإيابٍ.
والدورة الدموية في الجسم البشري تنقسم إلى قسمين:
- الدورة الدموية الصغرى.
- الدورة الدموية الكبرى.
أول من اكتشف الدورة الدموية
كان ابن النفيس هو أول من اكتشف دورة الدم الصغرى،
في العام 1616 وبعد عدة قرون، اكتشف العالم البريطاني ويليام هارفي الدورة الدموية الكبرى ووضع تصورًا دقيقًا لكيفية عمل القلب في ضخ الدم إلى الجسم.
كانت هناك اعتقادات سائدة في العالم حتى القرن العشرين، بأن علماء الغرب هم من اكتشفوا الدورة الدموية في عصر النهضة، ولكن الحقيقة التي ظهرت بالمصادفة وتحديدًا في العام 1924، هي وجود مخطوطات لابن النفيس يشرح فيها الطريقة التي يتدفق بها الدم داخل الجسم الإنساني.
اكتشف العالم “محيي الدين التطاوي” هذه المخطوطة عند البحث عن المخطوطات التاريخية لتطور الطب العربي عبر التاريخ في إحدى الجامعات الألمانية، حيث عثر على مخطوطة مؤلفة من قبل ابن النفيس بعنوان “شرح تشريح القانون”، وكانت مكتوبة بخط يد ابن النفيس. وقد تم إخفاء هذه المخطوطة لعدة قرون، وتم سرقة المحتوى العلمي المكتشف فيها.
من هو مكتشف الدورة الدموية الصغرى
- اكتشف العالم العربي أبو الحسن علاء الدين علي بن أبي الحرم القرشي الدمشقي، المعروف باسم “ابن النفيس“، وجودها في جسم الإنسان.
- قام باكتشافها في عام 1242 م.
- تسمى الدورة الدموية الصغرى بالدورة الرئوية لأن الدم يتحرك من خلالها إلى الرئة.
- على الرغم من وجود العديد من المخطوطات التي يشرح فيها عمل الدورة الدموية الصغيرة في الجسم، إلا أنه لم يحظَ بحقه في التقدير والتبجيل في كتب الطب المختلفة.
- تختلف الدراسات الطبية حول تاريخ اكتشاف المرض بدقة، سواء كان معروفًا في العصور السابقة أم لا.
- اكتشف الدورة الدموية الصغرى بعد إثبات خطأ الاعتقاد السائد في عصره، حيث كان يعتقد أن الدم يتكون في الكبد ثم يتحرك إلى القلب، ولم يكن يعتبر القلب مصدرًا رئيسيًا للدم.
الفرق بين الدورة الدموية الصغرى والكبرى
تتمثل الدورة الدموية الكبرى في تدفق الدم من البطين الأيسر إلى الأذين الأيمن، عبر الأوردة والشرايين المنتشرة في جميع أنحاء جسم الإنسان، وتوفير الدم للأنسجة المختلفة في الجسم، وهذا يساعد على الحفاظ على صحة تلك الأنسجة.
تتميز الدورة الدموية الصغرى بتدفق الدم من البطين الأيمن إلى الأذين الأيسر، حيث يتم نقل الأكسجين عبر الدم من الرئتين، ويحدث هذا الانتقال من الجانب الأيمن إلى الجانب الأيسر من القلب.
في دورة الدم الصغرى، يسافر الدم عبر الرئتين للتخلص من غاز ثاني أكسيد الكربون وتعويضه بالأكسجين.
حياة المخترع ابن النفيس
- درس ابن النفيس الطب لدى ابن أبي أصيبعة وابن دخوار، العلماء البارزين في عصره.
- درس الفقه الشافعي وكان من العلماء الممتازين في هذا المجال، وقام بكتابة العديد من المؤلفات التي توضح أفكاره وآرائه الدينية.
- كان من بين العلماء الذين تفرّدوا بالاهتمام بالتفسير العقلي للقرآن الكريم، وقد اهتم بتفسير الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة باستخدام العقل.
- كان يختلف مع العلماء المعاصرين الذين كانوا يرفضون نهجه في التدبر والتأمل في القرآن.
- تم تعيينه كطبيب خاص للظاهر بيبرس في الفترة من 1260 إلى 1277 ميلادية.
- كان لديه مجلس مخصص في منزله، وكان يحرص على حضور هذا المجلس العلمي الأمراء والوجهاء الموجودين في مدينة القاهرة، كما كان يسعى لحضور الأطباء للاستفادة من علمه.
- لم يتزوج ابن النفيس، ولذلك قضى أمواله على المنزل الذي كان يقيم فيه بالقاهرة، وأدخله في قائمة المنازل الفاخرة، ولم يدخر المال في هذا الأمر.
- وقف منزله ومؤلفاته وميراثه العلمي للأطباء في القاهرة.
- توفي ابن النفيس في مدينة القاهرة، في مستشفى المنصوري/الناصري الذي كان يعمل فيه.
- في أيامه الأخيرة، كان يعاني من مرض لم يستطع الأطباء معالجته، واقترحوا علاجه بالخمر، لكنه رفض هذا الاقتراح بشدة لأنه كان يشعر أنه في الأيام الأخيرة من حياته ولا يريد أن يلتقي بالله وهو في حالة سكر.
- توفي الشخص وهو في الثمانينات من عمره تقريبًا، وكانت آخر وصيته لطلابه بأن يهتموا بالعلم، حيث إنه كان القائد الذي يضيء الطريق للإنسانية.
إنجازات ابن النفيس
عند النظر إلى حياة ابن النفيس، نجد أنه قدم العديد من الإسهامات في مجال الطب، والتي لها فائدة عظيمة في تطوير هذا العلم والنهوض به، ومن أبرز تلك الإسهامات:
- اكتشف وشرح دورة الدم الصغيرة في جسم الإنسان.
- بقي الاكتشاف الذي قدمه ابن النفيس مجهولًا لعدة قرون.
- توجد العديد من المؤلفات التي تتحدث عن الأمراض المختلفة، بما في ذلك أمراض العيون.
- شرح العديد من المؤلفات التي قدمها علماء سابقون، بمن فيهم أبقراط، وحنين بن إسحاق، وابن سينا.
- عمل بالمستشفى الناصري بمدينة القاهرة المصرية.
- لم تقتصر براعته على الطب وحده، بل كان من بين العلماء الذين برعوا في اللغة والفقه والفلسفة والحديث
مؤلفات ابن النفيس
لم يقتصر ابن النفيس في مؤلفاته على المجال الطبي فقط، بل كان له إسهامات متعددة في مجالات مختلفة، منها:
- الرسالة الكاملية في السيرة النبوية.
- كتاب فاضل بن ناطق هو أحد الكتب المخالفة لكتاب حي بن يقظان الذي كتبه ابن طفيل.
ومن المؤلفات الطبية التي وضعها:
- كتاب المهذب في الكحالة، وهو كتاب متخصص في طب العيون.
- المختار في الأغذية.
- شرح فصول أبقراط.
- شرح قانون ابن سينا.
- شرح تقدمة المعرفة.
- شرح مسائل حنين بن إسحاق.
- شرح الهداية.
- هو مختصر في الطب، وقد قام صاحبه بتلخيص كتاب القانون لابن سينا.
- بغية الفطن في علم البدن.
- شرح تشريح القانون.
كانت هذه المؤلفات من المؤلفات السابقة لعصرها، والتي تحدثت عن الاكتشافات العلمية التي لم يتوصل إليها الغرب إلا بعد عصر النهضة.
متى ولد ابن النفيس
ولد ابن النفس في مدينة دمشق ببلاد الشام عام 1212 ميلادية، وتوفي في عام 1288 ميلادية.
كان أحد العلماء الإسلاميين البارزين الذين قدموا إسهامات واكتشافات مهمة في مجال الطب، وقد درس الطب في المستشفى النوري في مدينة دمشق.
وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي قدمنا من خلاله جميع المعلومات المتعلقة بالعالم الجليل ابن النفيس. الذي قدم الكثير من الإنجازات والإسهامات الطبية في عصره، جعلته من أعلام الطب. نأمل أن ينال المقال إعجابكم، ويمكنكم متابعة المزيد من المقالات على موقع الموسوعة العربية الشاملة.
المراجع
