التعليموظائف و تعليم

من هو أبو موسى الأشعري

من هو أبو موسى الأشعري | موسوعة الشرق الأوسط

من هو أبو موسى الأشعري؟ هذا هو أحد الأسئلة الشهيرة التي يجد الكثيرون صعوبة في الإجابة عنها، ويعود السبب في ذلك إلى عدة عوامل، من أهمها جهل الكثير من الناس بدينهم وبسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وسيرة صحابته الكرام. فأبو موسى الأشعري هو أحد الصحابة، والصحابي هو اللفظ الذي يُطلق على كل من صاحب حبيبنا رسول الله. وقد اختلف الفقهاء حول مفهوم الصحابي، فمنهم من رأى أن الصحابي هو من عاشر رسول الله، وهذا يعني أن كل من تواجد في عهده كان صحابيًا، سواء مات على إيمانه أو ارتد قبل وفاته، ففي هذه الحالة ما زال يُعتبر صحابيًا. ومنهم من حصر الصحابي بفترة زمنية معينة حتى يعتبر من صحابة رسول الله، وكانت الغزوات من المعايير التي كان يستخدمها العلماء لتحديد من كان صحابيًا ومن لا. وسوف تتضمن هذه المقالة على موسوعة جميع المعلومات المتاحة حول أبو موسى الأشعري وسيرته، وذلك من خلال مقالتنا التالية .

جدول المحتويات

من هو أبو موسى الأشعري

يعد أبو موسى الأشعري أحد الصحابة لرسول الله، والذي قدم الكثير من أجل دعم الدين الإسلامي، وجعل الله منه أحد الأسباب التي أدت إلى رفعته وعلو مكانته، فأسلم أبو موسى في مكة.

  • كما كان ضمن المهاجرين الذين هاجروا إلى الحبشة، وعاد مع من قدموا من قم إلى المدينة المنورة في يوم خيبر.
  • سافر علي رضي الله عنه إلى اليمن برفقة الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه، بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في عهده على زبيد وعدن، ولاحقًا ولاه على البصرة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم ولاه على الكوفة في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنهما.

اسم أبو موسى الأشعري

  • أبو موسى الأشعري هو عبد الله بن قيس بن حضار بن حرب بن عامر بن عنز بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر، ويعود أصل نسبه إلى لقبيلة الأشعريين القحطانية اليمنية، وهو يمني الأصل.

قصة أبو موسى الأشعري

  • يمتد نسب عبد الله بن قيس إلى اليمن، حيث ينتمي إلى قبيلة الأشعريين، وفي سن الثامنة عشرة فقط، قرر الرحيل من اليمن إلى مكة ليقابل الشخص الذي أدعى النبوة وأتى بالدين البيِّن.
  • لم يمضِ وقت طويل حتى التقى الأشعري بالنبي صلى الله عليه وسلم، فسمعه وهو يدعو الناس بصوت عالٍ إلى الدين الحنيف وينشر تعاليم الشريعة التي تحث على الفضائل والأخلاق الحسنة وغيرها من الصفات التي أدت إلى استقرار الدين والإيمان في نفس الأشعري، حيث أسلم وهو في الثامنة عشرة من عمره.
  • عندما زاد ظلم المشركين للمؤمنين، أوحى الله لرسوله الكريم بالهجرة إلى الحبشة، وكان عبد الله بن قيس واحدًا من المهاجرين إلى هناك. وعندما عاد إلى المدينة، أمره الرسول بالعودة إلى قومه ونصحه بالجهاد ودعوتهم لعبادة الله.
  • وقد أشرنا سابقًا إلى أن الله وفق الأشعري ومنحه نعمته في أن يعود إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ويكون معه بضعون رجلًا، بمن فيهم أخواه الاثنين، وكان الأشعري عاملا رئيسيا في نشر الإسلام في اليمن.
  • عندما وصل خبر هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، قام أبو موسى بجمع الرجال الذين كانوا يرافقونه وأتوا به إلى المدينة المنورة للاجتماع بالرسول الكريم. ورافق أبو موسى في هذه الرحلة الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب، وكانت رحلتهم من اليمن إلى المدينة عن طريق البحر.
  • قال الأشعري في رحلته البحرية: ” وصلنا إلى مخرج النبي صلى الله عليه وسلم ونحن في اليمن. فركبنا سفينة وألقتنا سفينتنا إلى النجاشي في الحبشة. ووافقنا جعفر بن أبي طالب، فأقمنا معه حتى وصلنا. ووافقنا النبي صلى الله عليه وسلم عندما افتتح خيبر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “لكم أنتم يا أهل السفينة هجرتان.
  • حدثت الواقعة التالية في يوم فتح خيبر، عندما وصل الأشعريون وجعفر بن أبي طالب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأعطاهم رسول الله طعاما من غنائم خيبر، وسميت هذه الطعامة بطعامة الأشعريين، وحدث الأشعري عن هذه الواقعة قائلا: “وافقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما فتح خيبر، فقسم الطعام علينا، ولم يترك أي شيء منه إلا لمن شهد معه، باستثناء أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه، فقد وزع عليهم كذلك. وكان هناك بعض الناس يقولون لأهل السفينة: `نحن هاجرنا قبلكم`.
  • بعد الواقعة، أصبح أبو موسى شخصية مرموقة في القوم، فقد كان فقيهاً ذكياً، وأنعم الله عليه بملكة اللسان، مما جعله يعطي فتاوى وأحكاماً دقيقة، حتى قال الشعبي عنه إن أربعة أشخاص هم القضاة في أمة الإسلام: عمر بن الخطاب وغالب بن أبي طالب والأشعري وزيد بن ثابت، وكذلك الفقهاء الأربعة الذين هم أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وهم: عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وأبو موسى وعبد الله بن مسعود

بماذا لقب أبو موسى الأشعري

  • أطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم لقب “سيد الفوارس أبو موسى” على أبو موسى الأشعري، وذلك بسبب شجاعته الفائقة وبسالته الفريدة من نوعها، حيث كان فارسًا قويًا لا يخاف المعارك والقتال، بينما كان يثير ويخيف أعداء الإسلام.
  • وقد نال هذا الصحابي ثقة رسول الله وأصحابه في مجالات العلم والفقه وحتى في المعارك، ولذلك وصفه رسول الله بالصفات السابقة.

صفات أبو موسى الأشعري رضي الله عنه

تميز عبد الله بن قيس بالعديد من الصفات، فكان شخصية أبو موسى واحدة من الشخصيات التي أذهلت الفقهاء والعلماء وأصابتهم بالحيرة والتعجب، بسبب اجتماعها بين الصفة ونقيضها. ولذا، سنسرد فيما يلي كل ما تم ذكره عن صفات الأشعري.

  • كان أبو موسى الأشعري شخصية غريبة تجمع بين الصفات المتناقضة، فقد كان شخصًا مسالمًا بشكلٍ مطلق، طيبًا ولينَ القلب، وكأنه كائنٌ وديع.
  • بالرغم من مسالمته ولين قلبه، فإن الأشعري اشتُهر ببسالته وقوة معصمه وشجاعته المفرطة ومناضلته ضد أعداء الإسلام، وكان فارساً شديد البطش مع كل من يحمل السوء تجاه الإسلام.
  • من بين الصفات الأساسية التي يتمتع بها، هي صوته الجميل والألحان الناعمة التي يستخدمها في تلاوة القرآن وروايته.
  • بالإضافة إلى أنه كان من أعلم أهل الدين في عصره، وقد حدد الشعبي فقهاء رسول الله وقضاة هذه الأمة، وكان واحدًا من الستة الذين عدهم كما ذكرنا سابقًا.
  • كان أبو موسى معروفًا بصبره وقدرته على التحمل، حيث كان يصوم كثيرًا خصوصًا في الأيام الصعبة والحارة، حتى يكون هو الوحيد الذي يصوم في بعض الأيام التي لا يستطيع الآخرون صيامها بسبب شدة الحرارة والصعوبة.

ماذا قال الرسول عن أبو موسى الأشعري

تعددت الأقوال المتعلقة بأبي موسى الأشعري في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فمنها ما كان الرسول يقصده هو وقومه، ومنها ما خصه بنفسه، وربما تعددت الأقوال الشهيرة حول هذا الموضوع على النحو التالي :

  • الأشعري كان من حفاظ القرآن الكريم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي يوم من الأيام، بينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر في الليل ويرتل القرآن بشكل جميل وعذب، لفت انتباهه جمال الصوت، حتى وقف ليستمع إليه.
  • لاحظ عبد الله بن قيس أن الرسول يقف مستمعًا، فسأله أبو موسى إن كان سبب وقوفه هو الاستماع إليه، فأخبره الرسول مدحًا لجمال صوته وتلاوته للقرآن: “يا أبا موسى! لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داوود.
  • بالإضافة إلى ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابته والمتواجدين معه، عندما كانوا في المدينة وقبل وصول أبي موسى وجعفر بن أبي طالب ومن كان معه من الأشعريين، حدث قومهم قائلا: `سيأتي عليكم قوم هم أرق قلوبا للإسلام منكم`. قال: فتقدم الأشعريون، بينهم أبو موسى الأشعري، وعندما اقتربوا من المدينة بدأوا يتحاشرون ويقولون: `غدا سنلتقي بالأحباب.. محمدا وحزبه`. قال: وكانوا هم الأوائل الذين ابتدعوا المصافحة.

وفاة أبو موسى الأشعري

  • كان هناك اختلافات كثيرة بين الفقهاء حول السنة التي توفي فيها عبد الله بن قيس، حيث انتشر رأي بأنه توفي عام 42 هجريًا، بينما رأى آخرون أنه توفي عام 44 هجريًا، ولكن الرأي الأكثر شيوعًا بين العلماء هو أنه توفي عام 44.
  • وصلت الأخبار حول مكان دفنه إلى درجة كثرت الأقاويل، فقال بعضهم إنه دُفِنَ في مكة، وقال آخرون إنه دُفِنَ بالقرب من الكوفة بمنطقة تُسمى بالثوية.

كما يمكنك عزيزي القارئ قراءة المزيد من المواضيع، عبر الموسوعة العربية الشاملة :

المراجع

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى