مفهوم المنهج الوصفي التحليلي وأدواته

المنهج الوصفي التحليلي هو أحد مناهج البحث العلمي الذي يستخدم بشكل واسع، حيث يهتم بدراسة الظواهر المختلفة ورصدها في الواقع، ويحاول محاولة تحليلها وتحديد العوامل والأسباب التي أدت إلى حدوثها، وذلك للوصول إلى حلول منهجية ومدروسة. ويقوم الباحث بمقارنة الظاهرة المدروسة مع غيرها من الظواهر ذات الصلة بها، لتحديد الحلول المناسبة لها.

وفي إطار الحديث عن المنهج، يجب توضيح مفهوم البحث والوسائل التي يتم من خلالها تحقيقه، حيث ينشأ البحث أساسًا من مشكلة معينة، ومن ثم يتم تطوير حلول لها، وطرح تساؤلات تحتاج إلى إجابات مناسبة، وبالتالي يتفرع موضوع البحث إلى العديد من المجالات والموضوعات العلمية من حيث المنهج والدراسة. في هذا المقال الذي يُقدمه موقع موسوعة، سنتحدث عن مفهوم المنهج الوصفي التحليلي وأدواته، تابعونا.

المنهج الوصفي التحليلي

• يقصد بمفهوم المنهج الوصفي التحليلي للبحث أنه يعني ذلك النهج الذي يهتم بوصف النص اللغوي بدقة وواقعية، دون تدخل الباحث بتأويلاته الشخصية، ويهدف المنهج الوصفي التحليلي للبحث إلى تقديم دراسات لغوية من جانبين: الوجهة القياسية والوجهة التاريخية، ويضع فرضيات منطقية ومناسبة للواقع وتتفق مع النصوص في طبيعتها.
• يتبنى المنهج الوصفي التحليلي عدم الابتعاد عن الموضوع الذي يتم دراسته، فلا يعتبر احترام القواعد التاريخية شرطا ضروريا. تم تصميم المنهج الوصفي ليكون الأساس الصحيح لدراسة اللغة بشكل علمي وبحثي، ويتيح هذا النهج الوصول إلى القوانين والقواعد التي تكشف عن بنية اللغة سواء في جوانبها الخارجية أو الداخلية.

المنهج التحليلي

• يقوم المنهج الوصفي التحليلي للبحث بدراسة الظواهر السياسية والاجتماعية والطبيعية المتعلقة بالنص، ومن خلال التحليل يمكن التوصل لتوقعات حول الأحداث المستقبلية، إذ يقوم العديد من النقاد والباحثين بتصور فرضيات وتوقعات تتعلق بحياة الكاتب المقبلة والأحداث النفسية التي قد تحدث، وعادة ما تتحقق هذه التنبؤات بشكل صحيح.
• يجب أن نلاحظ أن المنهج التحليلي للبحث يختلف عن المنهج التاريخي الذي يعرض الأحداث التي حدثت في الماضي، بدلا من ذلك يتحدث المنهج التحليلي عن ما هو متوقع في المستقبل والأحداث الحالية، مع تقديم اقتراحات وتوصيات لتعديل الواقع. يدرس المنهج التحليلي الواقع وتحليله، ويعتمد في ذلك على النصوص بغرض التفسير قبل كل شيء.

الفرق بين المنهج الوصفي التحليلي والمسيحي

لا يوجد نوع واحد من المنهج الوصفي، بل هناك أكثر من ذلك، حيث يشمل المنهج الوصفي التحليلي والمنهج الوصفي المسحي. ويُعَدّ المنهج الوصفي مظلة مرنة، إذ يتضمن العديد من المناهج المتفرعة عنه، بما في ذلك المسح الاجتماعي، والذي يشير إلى:

• المنهج المسحي هو المنهج الذي يدرس الظاهرة الموجودة في الوقت الحالي، ويبدأ الباحث بدراسة هذه الظاهرة في بيئتها أو المكان الذي تحدثت فيه، وذلك من خلال جمع المعلومات ومن ثم تحليلها بدقة، ويعتبر التطوير والدراسة هما الركيزتان الأساسيتان لهذا المنهج.
• يصنف المنهج المسحي كمنهج تعليمي يمكن من خلاله للباحث دراسة الشكل التعليمي بطريقة تحليلية ووضع طرق وخطوات لحل المشكلات من خلال تحليلها ومراقبتها من جميع النواحي، ويتم من خلال المنهج المسحي إيجاد الحلول وتطويرها بشكل مناسب.
• يعمل المنهج المسحي على تطوير الأشخاص عمومًا والمعلمين خصوصًا، ويتم ذلك من خلال دراسة جميع الحالات الخاصة بالمعلم والمشكلات المتعلقة بالمنظومة التعليمية بشكل عام، من خلال تحليل وظيفة المعلم وتحديد احتياجاته ومتطلباته، والتعرف على المشكلات التي تواجه المنظومة التعليمية بشكل عام والعمل على إيجاد حلول مناسبة لها.
• يتهم منهج المسحي بالمشكلات المجتمعية الراهنة، في حين يهتم التحليل بالمشكلات التي وقعت في الماضي والتي تحدث في الوقت الحاضر.

• يتم تحديد المشكلة المتعلقة بالدراسة من خلال الخطوات الأولية المتعلقة بالمنهج، ويتم تحديدها عن طريق رؤية الباحث للمشكلة الموجودة في الواقع، بالإضافة إلى البيانات المتعلقة بها باستخدام أساليب دقيقة.
• يضع الباحث فرضيات دراسة بشكل أسئلة متعلقة بالمشكلة المدروسة، ويختار الفرضية التي تتناسب مع الموضوع.
• يجب تحديد مختلف المتغيرات المستقلة والتابعة في دراسة البحث، بالإضافة إلى جمع المعلومات الضرورية والكافية لإجراء البحث.
• يجب اختيار عينة للدراسة بحرص شديد وفقًا لموضوع الدراسة ومراعاة أهمية تحديد الوقت وفقًا للمشكلة المرتبطة بالدراسة، وفي ذلك الوقت يظهر خبرة الباحث في اختيار هذه العينة التي تتناسب مع الدراسة.
• من بين الأدوات الأساسية التي يجب الاعتماد عليها واستخدامها في البحث، تأتي الملاحظة في مقدمتها، حيث تنقسم إلى ملاحظة مباشرة وغير مباشرة، بالإضافة إلى الاختبارات وإجراء الاستبيانات.
• يجب جمع جميع البيانات والمعلومات المتعلقة بالموضوع بدقة، وينبغي أن يتم ذلك بعناية خاصة لضمان الدقة.
• يمثل الوصول إلى نتائج الدراسة، نهاية خطوات المنهج الوصفي، وعبرها يتم تلخيص كل ما توصل إليه الباحث من خلال البحث والتحليل.

مميزات المنهج الوصفي التحليلي

يتمتع هذا المنهج بالعديد من الميزات التي جعلت الباحثين والنقاد يلجؤون إليه كثيرًا، وسنعرض لكم أهم تلك الميزات في النقاط التالية:

• يساعد على توقع المستقبل وتنبؤه، من خلال مراقبة الظواهر بأساليب علمية وواقعية.
• يقوم بتقديم معلومات وبيانات صحيحة ودقيقة حول الظاهرة التي يرغب في دراستها.
• يستطيع الباحث من خلاله استنتاج العلاقات التي تربط بين مختلف الظواهر، مما يساعد على تسهيل تفسير موضوع الدراسة بأساليب مبسطة وسهلة.
• يعمل على تحليل الظواهر بأسلوب موضوعي بتجنب الآراء الذاتية أو الشخصية، وذلك من خلال الاعتماد على منهج المسح الاجتماعي.
• يستخدم الباحث في هذا العمل جمع المعلومات والبيانات من خلال إجراء تسجيلات ومقابلات مباشرة أو غير مباشرة والملاحظة، وذلك بأسلوب صحيح وموضوعي لتحقيق أهداف الدراسة.

عيوب المنهج الوصفي التحليل

على الرغم من أن المنهج الوصفي التحليلي له العديد من المزايا، فإن لديه بعض العيوب، بما في ذلك:

• يصعب تعميم نتائج البحث الذي يستخدم في المنهج الوصفي التحليلي بسبب ارتباطه بمكان وزمان محددين.
• يصعب التنبؤ بما ستكون عليه الظاهرة في المستقبل، حيث يمكن أن يتأثر البحث بعوامل مختلفة وتتغير النتائج التي تم توقعها سابقًا للمستقبل.
• عدم القدرة على التحديد الدقيق للمصطلحات العلمية بسبب تباين صياغتها بين الباحثين.
• يُعاني الباحث في جمع المعلومات من انعدام الدقة وضعف الثقة، ولذلك يجب عليه بذل قصارى جهده في جمع تلك البيانات بعناية شديدة.