فرص العمل و التوظيفوظائف و تعليم

ما هي حلول البطالة 1445

ما هي حلول البطالة | موسوعة الشرق الأوسط

البطالة

البطالة تُعَدُّ واحدة من أكبر المشاكل الاقتصادية التي تواجه كل بلدان العالم، وتسبب العديد من المشاكل مثل الفقر والتدهور، وهي قضية معقدة للغاية في بعض الدول التي تعاني من زيادة السكان المستمرة، ولذلك يتعين علينا بذل الجهود لإيجاد حلول ملائمة ومدروسة لمشكلة البطالة، والتي تتطلب فهمًا صحيحًا لهذه الظاهرة ومحاولة حلها بطريقة تتماشى مع احتياجات المجتمع والخبراء الاقتصاديين، وذلك لتحقيق حلول جذرية وفعالة لهذه المشكلة التي تؤثر على الاقتصاد والمجتمع، وعبر مقالتنا اليوم سنقدم أهم أسباب البطالة والآثار السلبية التي تؤثر على الاقتصاد والمجتمع.

ما هي حلول البطالة | موسوعة الشرق الأوسط

تعريف البطالة

  • يمكن تعريف البطالة على أنها العجز عن العثور على فرصة عمل على الرغم من توفر الإمكانيات والمؤهلات والعمر المناسب، وذلك لأسباب خارجة عن إرادة الفرد.
  • تسبب هذه الحالة عدم القدرة على العمل، على الرغم من بحث الشخص باستمرار عن فرصة عمل تساعده على كسب رزقه اليومي ولكنه لا يجد ما يناسبه.
  • يعتبر الشباب من الفئات العمرية الأكثر تأثرًا بالبطالة، بسبب رغبة أصحاب العمل في الاستعانة بأشخاص لديهم خبرات مهنية، وهذا ما لا يستطيع الشباب الحديثي التخرج تحقيقه بسبب حديث تخرجهم وعدم إلحاقهم ببرامج تدريبية تمكّنهم من اكتساب المهارات اللازمة للعمل خلال فترة دراستهم بالجامعة.

أقسام البطالة

البطالة هي حالة شائعة ومتكررة بشكل خاص في الدول التي تعاني من الفقر، وتشير إلى عدم قدرة الفرد على الحصول على فرصة عمل في أي مجال ، سواء كان في القطاع الحكومي أو الخاص. ويتضمن هذا التعريف الأعمال التي يحصل الموظف فيها على أجر منخفض ويتعرض فيها للاستغلال وانتهاك حقوق العمل. وتشمل البطالة كلا الجنسين ويمكن تقسيمها إلى:

  • بطالة ظاهرة

هذا المصطلح يدل على عدم قدرة الأفراد على الحصول على فرص عمل تتناسب مع تخصصاتهم وقدراتهم ومؤهلاتهم العلمية، ولا تتناسب معها.

  • بطالة مقنعة

تظهر ظاهرة الترهل الوظيفي عادةً على الأفراد الذين يتم تعيينهم في وظائف لا تساهم في تحقيق الفائدة المادية أو الإنتاجية لهم، ويُعد هذا مثالًا على بعض المؤسسات التي توظف أعدادًا كبيرة من العمال والموظفين في وظائف يمكن أن يشغلها نصف هذه العمالة.

أنواع البطالة

  • البطالة الإقليمية

تحدث هذا النوع من البطالة في بعض المناطق أو المدن وليس في البقية، وذلك بسبب توافر الوظائف والأعمال في مناطق محددة بسبب توفر الإمكانيات الاقتصادية والمادية.

  • البطالة الموسمية

يحدث هذا النوع من البطالة في بعض الصناعات والتي تنشأ بسبب بعض الظروف الطارئة أو المواسم التي تتطلب عمالة مؤقتة، وبعد انتهاء هذه الفترة، يحدث تكدس للبطالة مرة أخرى، وهذا يعد من الأسباب الرئيسية لهدر الكفاءات الموجودة.

  • البطالة النوعية

تكون معدلات البطالة بين الجنسين مختلفة، حيث تكون نسبة البطالة بين النساء أعلى من الرجال، ويحدث ذلك بشكل خاص في المجتمعات العربية والشرقية، وهذا يشير إلى وجود فجوة واسعة في معدلات البطالة بين الجنسين، ويمكن أن يكون السبب الرئيسي لذلك هو التقاليد والعادات الاجتماعية.

الأسباب العامة المؤدية للبطالة

  • الغياب عن روح المسؤولية الجماعية بين الجهات المسؤولة والقطاع الخاص.
  • تشمل العوامل المؤثرة عدم الخبرة والمعرفة والكفاءة والقصور في البرامج التدريبية.
  • كساد الأسواق.
  • تتضمن بعض التقاليد والعادات قيودًا تحد من عمل المرأة وتمنعها من العمل في بعض الوظائف.
  • يعتبر عدم رغبة البعض في تولي وظائف أو مهن معينة، التي يرونها مهن منخفضة، نتيجة لتدني السياسات التعليمية وقصورها.

أسباب البطالة

يوجد عدد من الأسباب المؤدية لظهور البطالة، والتي تختلف بطبيعتها من مجتمع لآخر، وتشمل الأسباب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وكل سبب من هذه الأسباب له مؤثراته ونتائجه السلبية على الفرد والمجتمع:

الأسباب الاقتصادية

يعتبر العامل الاقتصادي هو السبب الأكثر انتشارًا والأقوى تأثيرًا على البطالة، حيث تزيد الأسباب الاقتصادية من عدد الموظفين بينما تنخفض فرص العمل المتاحة، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة عالميًا. وتشمل هذه الأسباب زيادة عدد الخريجين وعدم توافر فرص العمل التي تناسب تخصصاتهم، والاستعانة بالعمالة الوافدة في المهن الحرفية والمهن التي يحتاج فيها لخبرة من الخارج، وهذا الأمر يؤدي إلى إقصاء المواطنين الكفوءين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن حل بعض الوظائف بواسطة الحواسيب والتقنيات الأخرى، مما يساعد الشركات على تقليل نفقاتها، ولكن هذا يزيد من نسب البطالة. وبالتالي، فإن العامل الاقتصادي هو السبب الرئيسي للبطالة ويؤثر بشكل كبير على الوضع الاقتصادي العالمي.

الأسباب السياسية

تتمثل هذه الأسباب في جميع العوامل المؤثرة المرتبطة بمشكلة البطالة والتي تتعلق بالسياسات الحكومية، مثل انتشار الحروب وتفاقم الأزمات الداخلية في بعض البلدان، أو تراجع دعم الحكومات لقطاع الأعمال، بالإضافة إلى عدم تأثير التنمية السياسية وتجاهل إصلاح الظروف الاجتماعية والاقتصادية في البلدان النامية.

الأسباب الاجتماعية

هذه هي الأسباب المتعلقة بالمجتمع، وتشمل ارتفاع عدد السكان وزيادة معدلات الفقر، وعدم توفر الوظائف والمهن الكافية، وإهمال تطوير قطاع التعليم الذي يؤدي إلى غياب الدور التوعوي والتثقيف الكافي في قضية البطالة. كما تزداد أعداد الشباب الذين يكونون قادرين على العمل ولكنهم يشعرون باليأس بسبب عدم الحصول على وظيفة أو مهنة توفر لهم الدخل المناسب. وبجانب ذلك، يتم تجاهل تطوير الأفكار المتعلقة بالمشاريع الزراعية والحدائق التي يمكن أن توفر فرصًا كثيرة للأشخاص الذين يملكون القدرة على العمل.

آثار البطالة

تؤثر البطالة بشكل سلبي على الفرد والمجتمع واقتصاد الدولة، ويأتي ذلك من خلال:

آثار البطالة على الفرد

عندما يتوقف الشخص عن العمل ويفشل في العثور على وظيفة مناسبة، فإن ذلك يتسبب في تأثيرات سلبية عديدة على حياته، والتي تتجلى من خلال ما يلي:

  • تسبب البطالة في إصابة الإنسان بالأمراض الجسدية والنفسية، وتقليل عمره الافتراضي.
  • يعتبر الاكتئاب واحدًا من أكثر الأمراض النفسية انتشاراً بين الأشخاص الذين يعانون من البطالة، وذلك لأن شعور العجز الذي يصيب الشخص المتعطل عن العمل يؤدي إلى دخوله في حالة من الاكتئاب، كما يجعله غير راضٍ عن نفسه.
  • تؤدي البطالة إلى زيادة حالات الانتحار في مختلف المجتمعات، حيث تزيد المشكلات الأسرية والمالية الناتجة عن البطالة، ويشعر الفرد باليأس لعدم القدرة على العثور على عمل يوفر له احتياجاته الأساسية، مما يجعله يلجأ إلى الانتحار للتخلص من تلك المشكلات التي لا يجد لها حلًا.
  • عندما يفشل الشخص في العثور على وظيفة، يشعر بالانعزال والتمتم، ويفقد الرغبة في التفاعل والتحدث مع الآخرين والخروج من المنزل، ويبدأ في الانسحاب تدريجيًا من العالم الخارجي لأنه فقد الثقة بنفسه وبالآخرين.
  • يشعر الفرد بانعدام قيمته في المجتمع عند التوقف عن العمل، لأنه لا يشارك بشكل فعّال في تطوير المجتمع ونفسه ومهاراته، ولا يتبادل أي منافع مع أي شخص آخر، مما يؤدي إلى انخفاض تقديره لنفسه بشكل كبير وشعوره بأنه لا قيمة له.
  • يعاني الشخص الذي يعاني من البطالة من الإحباط واليأس بشكل كبير، وخاصة عندما يفشل في إيجاد وظيفة مناسبة رغم بحثه المستمر وامتلاكه المؤهلات والمهارات المناسبة، مما يؤدي إلى شعوره بالإحباط ويمكن أن يتحول بمرور الوقت إلى العدوانية.
  • يعد الإدمان واحدًا من النتائج الواقعية في كثير من الأحيان للبطالة، حيث يدفع الاكتئاب الذي يعاني منه الشخص الذي يعاني من البطالة إلى الإدمان كوسيلة للهروب من الظروف الصعبة والواقع الحالي.

آثار البطالة على المجتمع

تؤثر البطالة على المجتمع والأسرة بشكل سلبي من خلال التالي:

  • على الرغم من امتلاك المتعطلين عن العمل للمهارات التي تؤهلهم للالتحاق بوظائف مناسبة، إلا أن هناك العديد من الشركات التي لا تفضل توظيف الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم لفترات طويلة بدعوى أن الفترة التي قضوها بدون عمل أفقدتهم العديد من المهارات التي كانوا يمتلكونها وأدت إلى صعوبة العثور على فرص وظيفية مناسبة.
  • تدفع ظروف الحياة السيئة الكثير من الأشخاص الذين توقفوا عن العمل إلى ارتكاب الجرائم مثل السرقة والقتل، مما يؤدي إلى انتشار الجريمة في المجتمعات نتيجة انخفاض المستوى المعيشي العام.
  • يرى الشباب العاطل عن العمل في الهجرة هو الحل الأفضل لمشكلة البطالة، حيث يعتقدون أن الدول الأخرى قادرة على توفير الوظائف التي فشلوا في الحصول عليها في بلدهم.
  • تعد البطالة من أهم الأسباب التي تجعل الشباب عرضة للاستغلال من قِبَل الجماعات الداعية إلى التطرف والعنف، إذ تستغل تلك الجماعات الشباب الباحثين عن عمل وتجنيدهم، وتحاول إقناعهم بأن استخدام العنف هو السبيل الوحيد للتعبير عن آرائهم ومواقفهم.
  • تتسبب البطالة في تراجع القدرة الشرائية، حيث يجد الشخص الذي يعاني من البطالة صعوبة في تحقيق مستوى معيشي مناسب وتأمين احتياجاته وأسرته بسبب فقدان مصدر دخل ثابت.
  • في كثير من الحالات، تسببت البطالة في زيادة نسبة التشرد في المجتمع، حيث لا يملك المتعطل عن العمل مصدر دخل يمكنه من تحمل تكاليف الإسكان.
  • إذا كان العاطل عن العمل رب الأسرة، فقد يتسبب تعطله عن العمل في إحداث توتر نفسي للأسرة، بسبب عدم قدرتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية وتراكم الديون وعدم قدرتهم على سدادها، مما يمكن أن يؤدي إلى عمل الأطفال بجانب الدراسة وإصابتهم بالاضطرابات النفسية.
  • تنخفض نسبة المشاركة في الأعمال التطوعية في المجتمع بسبب فقدان العاطلين عن العمل لأي دافع يدفعهم للمشاركة في تلك الأعمال.
  • “يعود ارتفاع نسبة العنوسة إلى عدم قدرة الشباب على العثور على وظائف تسمح لهم بتحمل تكاليف الزواج.
  • يعود ارتفاع نسبة الطلاق في المجتمع إلى التوترات النفسية التي تنشأ بين الأزواج نتيجة عجز الزوج العاطل عن العمل عن توفير احتياجات الحياة.

الآثار الاقتصادية للبطالة

  • تؤدي البطالة إلى إغلاق المصانع بسبب انخفاض الطلب على الخدمات التي تقدمها هذه المصانع، نتيجة لعدم وجود فرص عمل متاحة.
  • تسبب البطالة في انخفاض الأرباح التي تحققها الشركات بسبب انخفاض القوة الشرائية، وبالتالي تؤثر سلبًا على الميزانية العامة للدولة.
  • تؤدي البطالة إلى حرمان الدولة من الاستفادة من المؤهلات والمهارات التي يقوم القطاع التعليمي بتنميتها، وذلك بسبب عجز الأسرة التي لا تملك مصدر دخل عن توفير تكاليف الدراسة لأبنائها، مما يدفعهم إلى عدم الالتحاق بالمدارس.
  • عندما ترتفع نسبة البطالة، ينخفض الطلب على منتجات الشركات، وبالتالي تتراجع أرباحها، وفي الوقت نفسه ترتفع الضرائب التي تفرض على الشركات، وهذا يزيد من الأعباء التي تواجهها.
  • عندما يزيد عدد الأسر التي لا تمتلك مصدر دخل، فإن ذلك يؤدي إلى زيادة تكاليف الرعاية الاجتماعية التي تقدمها الدولة لهذه الأسر، مما يؤدي إلى عجز في الميزانية العامة للدولة، وبالتالي تقليل النفقات على السلع العامة أو زيادة الضرائب المفروضة.
  • يؤدي البطالة على المدى البعيد إلى انخفاض الإنتاج والأرباح والأسعار، مما يؤثر سلبًا على اقتصاد الدولة ويزيد من معدلات الخسارة في الإنتاج الوطني.

ما هي حلول البطالة

  • من بين حلول البطالة، يمكن العمل على تخفيض سن التقاعد في الوظائف الحكومية من 60 عامًا إلى 50 عامًا، وذلك لتوفير فرص العمل للباحثين عن عمل تدريجيًا في الوظائف الحكومية.
  • من المهم أن توسع الدولة تمويل المشاريع الناشئة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والمشاريع متناهية الصغر، ويمكن أن تقوم البنوك بتسهيل شروط الحصول على القروض للشباب وتسهيل طرق السداد.
  • يجب تغيير نظرة الشباب تجاه بعض الوظائف والمهن، حيث أن النظرة الدونية لبعض المهن أدت إلى قلة العاملين بها، على الرغم من كونها من المهن الرابحة التي تدر الكثير من الأموال، ولا تحتاج إلى برامج تدريبية مكثفة لأدائها بشكل جيد.
  • تتمثل سياسة الإحلال في توظيف أبناء الدولة أولاً في كلا القطاعين العام والخاص، وذلك بدلاً من توظيف العمالة الوافدة، وهذا يتم في إطار تحقيق الاكتفاء الذاتي وتوفير فرص العمل للمواطنين.
  • تم وضع بعض القوانين والقيود الصارمة التي تنظم استقدام العمالة الأجنبية إلى البلاد، مثل إجبار الشركات الوطنية على استخدام العمالة المحلية مع زيادة الأجور الشهرية للعاملين وفقًا لظروفهم المعيشية، مع تحديد حد أدنى للأجور.
  • يمكن للدولة تحويل بعض الوظائف التطوعية إلى وظائف رسمية بأجر مجزٍ، مع ملاحظة عدم اختيار الأشخاص الذين يمتلكون وظائف رسمية إلا بعد استقالتهم من وظائفهم الرسمية.
  • يتعين تحسين الإنتاجية وتشجيع الصناعة اليدوية وتقديم المساعدات للأفراد الذين يعملون في هذا المجال، كما ينبغي إنشاء خطة وطنية تهدف إلى توحيد جهود الجميع لمواجهة مشكلة البطالة في البلاد.
  • يتم محاولة الحد من الهجرة الداخلية داخل المدن الكبيرة والرئيسية في البلاد، وذلك عن طريق توجيه الدور الإعلامي لتثقيف أفراد المجتمع وتوجيههم لمواجهة ظاهرة البطالة.
  • يتم التركيز على تحسين المستوى التعليمي وإعادة هيكلة سوق العمل، مع تقديم المساعدة لأولئك الذين يبحثون عن عمل.

المراجع

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى