ما هو مرض التوحد؟ وما هي أسباب حدوثه وعوامل الخطر للإصابة به؟ وكيف يمكن التعرف على إصابة الطفل بهذا المرض؟ سنقوم بتفصيل الإجابة عن هذه الأسئلة في هذا المقال.
التوحد أو “Autism” هو اضطراب يحدث لبعض الأطفال في سن صغير، مما يؤثر على حياتهم الاجتماعية والنفسية ويجعلهم غير قادرين على التكيف مع بيئتهم، حيث لا يحبون الاختلاط بالآخرين كثيرًا ويفضلون العزلة بسبب عدم قدرتهم على التواصل والتحدث بشكل طبيعي، خاصةً في وجود عدد كبير من الناس أو الأشخاص الذين يلتقون بهم لأول مرة.
أسباب الإصابة بالتوحد
هناك العديد من الأسباب الخفية التي تؤدي إلى حدوث هذا المرض، وتتضمن عوامل مختلفة مثل عوامل الولادة والعوامل الجينية والعوامل المرتبطة بالجهاز العصبي والعوامل البيئية والعوامل المرتبطة بالمناعة وسنوضح ذلك كالآتي:
- عوامل وراثية: أظهرت الدراسات والأبحاث التي أجريت على عينة من الأطفال المصابين بالتوحد أن إصابة أحد الأخوة بالمرض يزيد من احتمال إصابة الطفل بالمرض بنسبة تصل إلى 49٪، بينما فإن عدم إصابة الأخوة الأشقاء بالتوحد لا يستبعد احتمالية تعرضهم لاضطرابات نفسية أو سلوكية أو صعوبات في التواصل الاجتماعي بشكل غير طبيعي، وخاصة بين الأخوة التوأم.
- عوامل بيولوجية: وفقًا للإحصائيات، تعاني عدد كبير من الأطفال المصابين بالتوحد من مرض التأخر العقلي في نفس الوقت، وحوالي 5-30٪ منهم يعانون من مرض الصرع الارتجاجي التوتري. وقد أظهرت الإحصائيات أيضًا أن حوالي 10:80٪ من الحالات تعاني من توتر في تخطيط الدماغ الكهربائي، مما يؤكد أن مرض التوحد يتأثر بالعوامل البيولوجية وقد يكون نتيجة لها في كثير من الحالات.
- عوامل مناعية: إذا كان الطفل يعاني من مرض عدم التوافق المناعي، فقد يزيد ذلك من احتمالية الإصابة بالتوحد، حيث يعتبر هذا المرض أحد الأسباب التي تؤدي إلى حدوث التلف أو التدمير للخلايا العصبية في دماغ الجنين عن طريق تفاعل كرات الدم البيضاء عند الجنين مع الأجسام المضادة التي تنتجها الأم.
أعراض مرض التوحد
يؤثر المرض على الجسم ويسبب:
- يحدث تشوه بسيط في الأذن الخارجية بسبب تشوهات خلقية بسيطة
- يسبب مشاكل جلدية ويتسبب في تشويه بصمات الأصابع الخاصة بالشخص
- يؤثر على سلوك الشخص الاجتماعي:
- يعاني الطفل من عدم القدرة على التعبير عن مشاعره ومشاركة أفكاره مع الآخرين، سواء كانوا كبارًا أو صغارًا، ويلاحظ أنه لا يتفاعل مع باقي أطفال الأسرة
- بعد بلوغه سن العامين أو الثلاث أعوام، يفضل الطفل العزلة عن الآخرين وعدم المشاركة في اللعب مع الأطفال الآخرين
- لا يمكن للطفل المتخلف عن معرفة أبويه كغيره من الأطفال
- لا يمكن من خلق صداقات جديدة
- يتصف تعامله مع الناس بالغير لباقة، مما يستوجب الرعاية الخاصة بحقه
- قد يعاني الشخص من تأخر في تطور اللغة، مما يمنعه من التواصل مع الآخرين بسبب صعوبة النطق بشكل سليم، مما يجعله يفقد الحافز للتحدث وعدم القدرة على التواصل، أو بسبب تأخر في تطور اللغة لديه
- عادةً ما تظهر أعراض مرض التوحد عند الأطفال في سن الرضاعة، حيث تشعر الأم بوجود خلل في نمو الطفل مقارنة بالأطفال الآخرين، فقد يحتاج الطفل وقتًا أطول للتحدث والمشي. وعند بلوغه سن العامين، يتغير سلوك الطفل ويصبح أكثر انغلاقًا وعدائية، ويفقد الرغبة في التفاعل مع الآخرين
كيف يتم تشخيص مرض التوحد
يقوم طبيب الأطفال بإجراء الفحوصات اللازمة للطفل للكشف عن أي مشكلات في نموه، وفي حالة ظهور أعراض مرضية يتم تحويل الطفل إلى طبيب مختص في علاج حالات التوحد، ويبدأ هذا الطبيب في متابعة حالة الطفل بمساعدة فريق متخصص في معالجة وتقييم حالات الاضطراب
نظرًا لتباين أعراض مرض التوحد وشدتها من حالة لأخرى، يقوم الطبيب بإجراء فحص طبي شامل لتحديد سبب حدوث التوحد والتخطيط للعلاج اللازم للحالة
يعتبر التشخيص المبكر للمرض شيئًا هامًا للغاية، حيث إن البدء في العلاج المبكر يزيد من احتمالات التحسن ويساعد في زيادة نسبة الشفاء، وخاصةً إذا تم اكتشاف المرض قبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات. لذلك، إذا لاحظتِ أن طفلكِ يعاني من تأخر في تطور مهاراته الاجتماعية أو لا يرغب في اللعب مع الآخرين طوال الوقت، يجب عليكِ الرجوع لطبيب مختص للاطمئنان على حالته