يحتاج الطفل في مراحل نموه بين عامه الأول وحتى بلوغه سن المراهقة أو 12 عامًا إلى طعام صحي، لأن هذه الفترة من أهم فترات تكوينه ونموه. وكلما كان غذاء الطفل صحيًا ومتوازنًا وأقل دهنًا كانت صحته أفضل، وكانت طريقة عمل أعضاء وأجهزة جسمه بشكل أفضل وأكثر قوة وحيوية.
يجب تنويع الأطعمة التي يتناولها الطفل بين الفيتامينات والبروتينات والعناصر المعدنية والكالسيوم، وتقليل كمية المواد الدهنية وزيادة تناول الماء، وضبط كميات هذه العناصر بدقة، حتى يتمتع الطفل بصحة جيدة.
لذلك، سنتحدث في موضوعنا اليوم عن الغذاء الصحي للأطفال وأهميته، وعن العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الطفل، وسنستعرض كل ذلك وأكثر بالتفصيل في موسوعتنا، فتابعونا!.
الغذاء الصحي للاطفال
أهمية الطعام الصحي لجسم الطفل
نسمع دائمًا أن “العقل السليم في الجسم السليم”، ومفتاح الحصول على جسم سليم هو التغذية الصحية والمتوازنة التي يتناولها الطفل، لأن الصحة الجيدة والجسم السليم هما ما يؤمنان للإنسان حياة هادئة خالية من المشاكل والأمراض.
كما تحافظ العادات الغذائية الصحية والنمط الحياتي الصحي على صحة الجسم والحفاظ على وزنه وكتلته الصحية، فإن العادات الغذائية الخاطئة أو الأطعمة العالية بالدهون والمواد الدهنية تؤدي إلى بناء أسس خاطئة للجسم، مما يزيد من المخاطر المرتبطة بالأمراض، بما في ذلك السمنة والكوليسترول.
ما هي العناصر الأساسية للطعام الصحي للأطفال
الخضراوات والفاكهة
تعتبر الخضروات والفواكه من العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها جسم الطفل، لذلك يجب أن يتناول الطفل عدة وجبات تتضمن الخضار والفواكه بشكل متبادل وعلى شكل وجبات خفيفة بين الوجبات الأساسية وبعدد لا يقل عن 3 وجبات في اليوم.
عنصر الحديد
يُعَدُّ الحديد من العناصر الأساسية التي يحتاجها الجسم بأكمله، وعند نقص نسبته في جسم الإنسان، يُصاب بفقر الدم والأنيميا، والسبب الرئيسي لفقدان الحديد هو سوء التغذية، لذا يجب أن تحتوي وجبات الطفل اليومية على ما لا يقل عن سبعة ملليغرامات من الحديد، وهو موجود في اللحوم الحمراء والحبوب والبيض والحليب.
عنصر الكالسيوم
يعتبر الكالسيوم غذاءً هامًا للعظام، ويعاني العديد من الأطفال من نقصه في الجسم بسبب تناولهم للمشروبات الغازية والصودا والحلويات الغنية بالسكريات، مما يؤدي إلى استنزاف الكالسيوم من داخل عظام الطفل وتسبب ضعفًا وهشاشة فيها. لذلك، يجب أن يتناول الطفل الكالسيوم بمعدل لا يقل عن 500 ملغم في اليوم، ويمكن تحقيق ذلك عبر تناول الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم مثل منتجات الألبان والزبادي، ويفضل شرب كوبين من الحليب يوميًا خلال الفطور وتناول الفواكه الغنية بالكالسيوم مثل البرتقال والتفاح وغيرها.
عنصر الزنك
يعد الزنك عنصرًا أساسيًا في بناء العقل، إذ يعد غذاءً للذاكرة، حيث يقويها ويحافظ عليها عند الأطفال. وأكدت العديد من الدراسات الحديثة أن الزنك يساعد على تحسين التحصيل الدراسي والنمو والتطور العقلي للأطفال عند الحفاظ على ذاكرتهم. ولذا، يجب على الأطفال تناوله بشكل يومي من خلال تناول اللحوم الحمراء والبيضاء، والحبوب ذات الحبوب الكاملة، والحليب، والكبد، والمكسرات، وحتى حليب الشوكولاتة أو الكاكاو الذي يحبه الأطفال.
الحبوب أو الحبوب الكاملة
يتم استمداد الجسم للطاقة من النشويات والسكريات، وتكمن أهمية الحبوب في أنواعها وأشكالها المختلفة، حيث يحتاج الطفل إليها للاستفادة من النشويات والطاقة والفيتامينات. وكلما استخدمنا الحبوب الكاملة والسمراء وتجنبنا الدقيق الأبيض، زادت الفوائد وأصبحت الحبوب أكثر اكتمالًا وشمولًا، ويمكن استخدامها في إعداد الفطائر والخبز وبعض الحلويات الصحية، أو استخدام الأرز والمعكرونة البنية.
المواد الدهنية
يصعب إزالة المواد الدهنية من طعام الأطفال، حيث تعتبر هذه المواد من المصادر الرئيسية التي يحصل من خلالها الجسم على الطاقة، ولكن يجب الحفاظ على التوازن بين نسبة المواد الدهنية الطبيعية وبين وزن الجسم واحتياجاته، للحفاظ على الصحة واللياقة البدنية وتفادي ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
الألبان ومنتجاتها
يعتبر الحليب ومنتجات الألبان كمصدر أساسي لتقوية العظام والأسنان لدى الأطفال، وأظهرت الدراسات الحديثة أن الأطفال يجب أن يتناولوا الحليب ومشتقاته يوميًا لا يقل عن 3 مرات في اليوم بدءًا من عامهم الأول للحفاظ على نسبة الكالسيوم في العظام وقوتها.
الملح
على الرغم من خطورة تناول الكثير من الملح، إلا أنه لا يزال من العناصر الهامة التي يحتاجها جسم الطفل لأنه يحتوي على كميات كبيرة من الكالسيوم، ومع ذلك، فإن زيادة تناول الملح تشكل تهديدًا لصحة الإنسان حيث يزيد من ضغط الدم وبالتالي يؤثر على العديد من الوظائف الحيوية الأساسية لجسم الإنسان بشكل عام، وخاصةً جسم الطفل.
فوائد الطعام الصحي للأطفال
- يساعد جسم الطفل على تشكيل عظام قوية وصحية.
- يساعد بناء عضلات الطفل القوية والسليمة والمتينة على تمكينه من النمو الصحي والسليم.
- تساعد على حماية الطفل من الإصابة بالعديد من الأمراض، مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وارتفاع نسبة الكوليسترول وأمراض القلب وضعفه وهشاشة العظام وغيرها من الأمراض التي قد تهدد حياة الطفل.
- يحفز تناول الطعام جهاز المناعة ويجعله يعمل بشكل كامل وفعّال، مما يمكنه من محاربة العديد من الأمراض والالتهابات والفيروسات عمومًا.
- يزيد تناول الأطفال للعناصر الغذائية الضرورية يوميًا من نشاطهم وحيويتهم ويعزز أدائهم الحركي، لذا يجب أن يحصلوا على جميع العناصر الغذائية الضرورية.
- يساعد تطوير عقل الطفل على نموه وتطوره، مما يؤدي إلى تحسين قدراته العقلية والذهنية بشكل كبير، ويعزز أدائه الدراسي.
كيف أغير عادات الطفل الغذائية نحو طعام صحي؟
- يجب جعل الطعام دائمًا متاحًا وسهلًا للوصول إليه للطفل.
- يجب تجنب فرض القيود على الطعام وعدم أخذ الطعام من يد الآخر لأي سبب، حتى لا يشعر الطرف الآخر بالانزعاج.
- لا تصنّفي الأطعمة بين سيئة وجيدة، ولكن اجعليها تظهر بأن الأكل الصحي له طعم ألذ وممتع وهو الاختيار الأول لجميع أفراد الأسرة، حيث يقلد الأطفال أسلوب الأكل حتى دون إدراك.
- عندما تتحدثين عن الطعام الصحي والمفيد، عليك أن تذكري فوائده وتربطيها بأمنيات الطفل، وعندما تتحدثين عن الطعام غير الصحي، عليك أن تصفيه بأنه غير مفيد ولن يحقق أمنيات الطفل بدلاً من وصفه بالسيء.
- عند تحضير طعام صحي، لا تجعليه مكافأة للطفل، بل نظام حياة متكامل يتناوله جميع أفراد الأسرة، ليقلدهم الطفل بحب ورضا.
- يجب وضع جميع العناصر الغذائية في طبق واحد بدلاً من وضعها بشكل منفرد أمام الطفل على السفرة، لأن وجود العديد من الخيارات قد يشتت تركيز الطفل ويحرمه من تناول مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية، مما يؤثر سلبًا على صحته العامة.
- يمكن جعل الطفل يشارك في إعداد وجباته المفضلة ليشعر ببعض السيطرة، مما يساعد على تجنب النفور من جانبه.
- يجب دائماً الاعتماد على استشارة طبيب الأطفال لأن بعض العادات المذكورة قد لا تناسب جميع الأطفال.