لماذا هرمون الحليب يمنع الحمل
عندما يتأخر الحمل بدون سبب واضح، يتساءل الكثير من النساء عن سبب تأثير هرمون الحليب على الحمل وأسباب زيادته وكيفية علاجه. لذلك، نقدم في هذه الموسوعة كافة المعلومات التي تحتاجينها حول هرمون الحليب وتأثيره على الحمل.
لماذا هرمون الحليب يمنع الحمل
في البداية، دعونا نتعرف على مفهوم هذا الهرمون وأسباب ارتفاعه لدى بعض النساء دون غيرهن، قبل أن نكتشف السبب وراء منع هذا الهرمون للحمل.
ما هو هرمون الحليب ؟
يُشير هرمون الحليب إلى هرمون البرولاكتين الذي تفرزه الغدة النخامية، ويؤدي هذا الهرمون دوراً هاماً في الجسم بتحفيز عملية إنتاج الحليب للرضاعة بعد الولادة.
يعمل هرمون الحليب على زيادة حجم الثدي تمهيدًا للرضاعة الطبيعية للطفل، ويتراوح المعدل الطبيعي لهذا الهرمون لدى المرأة غير الحامل بين عشرين مل ولا يجب أن يتجاوز هذا الرقم، ويتضاعف هذا المعدل بالنسبة للمرأة الحامل أو المرضعة.
علامات زيادة هرمون الحليب
قد تشعر المرأة بزيادة في هرمون الحليب إذا كانت تعاني من أحد هذه الأعراض:
- عدم حدوث حمل على الرغم من عدم وجود أي مشكلات صحية لدى الزوجين.
- تسبب الاضطرابات النفسية في تغيير حالة المرأة النفسية دون سبب.
- تأخير موعد الدورة الشهرية أو تغييرها كل شهر.
- قلة رغبة المرأة الجنسية بصورة كبيرة.
- ظهور إفرازات بيضاء من الثدي دون حدوث حمل أو رضاعة.
تأثير هرمون الحليب على الحمل
يمكن أن يؤثر هرمون الحليب على فرص الحمل لدى المرأة، خاصة إذا ارتفع مستواه عن الحد الطبيعي، حيث يتم إنتاج هذا الهرمون في فترات الحمل والرضاعة، وفي هذه الحالات يؤدي إلى ضعف عمل المبيضين وعدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها تمامًا. وعندما يحدث ارتفاع في هذا الهرمون في غير هذه الحالات، فإنه يؤدي إلى تأخر حدوث الحمل أو عدم القدرة على الإنجاب.
يمكن الكشف عن مشاكل في هرمون البرولاكتين، المعروف أيضًا باسم هرمون الحليب، من خلال إجراء اختبار دم لقياس نسبته في الدم. كما يمكن للأطباء تشخيص المشكلة بناءً على مجموعة من الأعراض التي يعاني منها المريض.
يفضل إجراء فحص طبي لتحديد نسبة الهرمون في جسم المرأة بدقة، فإذا كانت النسبة منخفضة يمكن عدم ظهور الأعراض لكن الخصوبة تتأثر بشكل كبير، وقد يؤدي زيادة هرمون الحليب بشكل كبير إلى تغيير كامل في وظائف الجهاز التناسلي لدى المرأة.
أسباب ارتفاع هرمون الحليب
توجد أسباب طبيعية لزيادة هرمون الحليب لدى المرأة مثل الحمل والرضاعة، وهذا يؤثر على نسبة هرمون البرولاكتين. ولكن هناك أسباب غير طبيعية أيضًا تؤدي إلى ارتفاع نسبة الهرمون في الجسم، مثل:
- تناول الأدوية التي تزيد من مستوى هذا الهرمون في الجسم.
- تضخم الغدة النخامية يؤدي إلى زيادة إنتاج الهرمون.
- يحدث بعض النساء ارتفاعًا طبيعيًا في هرمون الحليب.
- يمكن أن يتسبب الإصابة بأمراض نفسية وتناول أدوية مضادة للاكتئاب في زيادة إفراز هرمون الحليب.
علاج ارتفاع نسبة هرمون الحليب
يتطلب ارتفاع هرمون البرولاكتين علاجًا متخصصًا، ويختلف هذا العلاج حسب السبب الذي يؤدي إلى ارتفاع الهرمون. فعلى سبيل المثال، إذا كان السبب وراء ارتفاع الهرمون هو ورم في الغدة النخامية، فإنه يتطلب علاجًا يستغرق وقتًا طويلاً ويتطلب من المرأة أن تظهر الصبر طوال هذه الفترة.
إذا كان السبب هو تناول أدوية خاطئة، فيمكن علاج المشكلة بسهولة عن طريق:
- يمكن تناول بعض الأدوية التي تزيد من نسبة الدوبامين في المخ لتقليل إفراز هرمون البرولاكتين.
- مع الاستمرار في إجراء تحاليل دورية للتأكد من انخفاض نسبة الهرمون مع تناول الدواء.
- يستغرق الأمر أقل من شهر للشعور بتحسن حقيقي والوصول إلى نسبة آمنة من الهرمون.
في النهاية، الأمومة هي غريزة، ولا يمكن لأي امرأة أن تشعر بالعجز عن الإنجاب، ولكن الله سبحانه وتعالى هو الخالق القادر على كل شيء، لذا يجب علينا أن نسلم الأمر لله ونتبع الأسباب ونعالجها بتأنٍ وهدوء ونحن على يقين دائم بأن الله لن يخذلنا أبدًا.
