المراجعموسوعة كيف

كيف تواجه المرأة الطلاق

كيف تواجه المرأة الطلاق | موسوعة الشرق الأوسط

كيفية التعامل مع الطلاق هي سؤال يتردد بشكل شائع في المجتمعات العربية، خاصةً مع ارتفاع نسبة الطلاق في الآونة الأخيرة، حيث أصبح الطلاق أمرًا شائعًا ويقوم به الكثير من الأزواج. ويشار إلى أن تجربة الطلاق تعتبر تجربة انتقالية من الاستقرار الاجتماعي والنفسي في حياة الزوجة وأسرتها إلى الفوضى، فعندما تبدأ المرأة في الاستعداد للزواج والسنوات الأولى من الحياة الزوجية، لا تتوقع الفشل والانفصال، مما يؤدي إلى فوضى في عواطفها ومشاعرها، ويصاحبها الخوف والقلق.

عندما يتم الطلاق، تتحمل المرأة مسؤوليات جديدة قد لا كانت تواجهها من قبل، وقد يؤثر ذلك على علاقتها مع المحيطين بها، حيث قد لا يقبلون فكرة الطلاق بسهولة ويرونها قرارًا متسرعًا أو خاطئًا، دون أن يفهموا الأسباب التي جعلتها تتخذ هذا القرار، وهذا يزيد من صعوبة الأمر، خاصةً إذا كانت هناك أطفال يتأثرون بتلك الزيجة وتترتب عليها تداعيات سلبية. وفي هذا المقال الذي نقدمه لكم في موسوعة، سنتحدث بشكل مفصل عن تأثير الطلاق على نفسية المرأة.

كيف تواجه المرأة الطلاق

  • تشعر المرأة بالحرج عند إعادة التواصل مع أصدقائها وأقاربها وتشعر بصعوبة التواصل معهم، وخاصة عندما تلاحظ تغيرًا في سلوكهم، مما يجعلها تنسحب عن التفاعل معهم .
  • قد يصل الأمر في بعض المجتمعات العربية إلى تغيير مكان العمل والانتقال إلى منزل آخر، حيث يكون الطلاق هو آخر حل للمشاكل الزوجية التي يسعى الطرفان لحلها، وهذا يختلف عن المجتمعات الأوروبية.
  • عليها أن تحاول بشدة السيطرة على مشاعر القلق والاكتئاب والإرهاق العاطفي والخوف من المستقبل التي تواجهها في تلك الفترة، وهي مشاعر طبيعية ولكن ليست دائمة، لذلك يجب أن لا تدع هذه المشاعر تسيطر عليها لفترة طويلة.
  • يجب أن يتم التفاهم والتواصل بين الزوجين المطلقين بعقلانية وهدوء، لتجعل تجربة الطلاق بدون خسائر تذكر للطرفين ولأطفالهم إذا وجدوا، وكما يجب عليها أن تعتني بصحتها النفسية والجسدية وهي الأساس لطرق التعافي وتجاوز تلك الأزمة بسهولة وسلام.

نفسية المرأة بعد الطلاق

الزواج هو علاقة من أهم العلاقات في حياة الإنسان، وفقدانها يعد واحدًا من أصعب التحديات التي يمكن أن يواجهها، مما يؤدي إلى زيادة الضغط الاجتماعي والنفسي، ويمكن أن تستمر هذه الآثار السلبية عند المرأة لمدة تصل إلى أسابيع.

في بعض الأحيان، يمكن أن تستمر هذه الحالات لعدة سنوات، وقد صُنفت من قبل علماء النفس كاضطراب التكيف أو الاكتئاب الظرفي، ويصاحب ذلك عدة أعراض، بما في ذلك:

  • التفكير المفرط في الأفكار السلبية المتعلقة بالمستقبل والعالم المحيط بها.
  • الاتهام المستمر للنفس والآخرين، مع الميل إلى الانعزال والاضطراب النفسي.
  • فقد الشغف وعدم الرغبة في مواصلة الأنشطة الحياتية اليومية.
  • يتميز الشخص المصاب بالأرق والسلوك العدواني وفقدان الثقة بالنفس وزيادة الشعور بالأرق.
  • تشمل أعراض فقدان الشهية للطعام والشراب والإصابة بالوهن والضعف والإعياء.

مشاكل ما بعد الطلاق

تتنوع الآثار النفسية للطلاق على المرأة وتختلف بين آثار اجتماعية ونفسية واقتصادية، وسنوضح ذلك بالتفصيل فيما يلي:

الآثار الاجتماعية للطلاق على المرأة

  • يؤثر الطلاق على وضع المرأة في المجتمع، حيث تختلف طريقة تعاملها وعلاقاتها مع باقي أفراد المجتمع عما كانت عليه في السابق، مما يجعلها تشعر بالرفض من المحيطين بها وتعتقد أنهم يتجاهلون رأيها، ويتضح هذا الأمر عندما يرفض عائلتها وأصدقاؤها قرار الطلاق.

الآثار الصحية للطلاق على المرأة

تواجه المرأة عادة بعض المشاكل الصحية بعد الطلاق، ويمكن تلخيصها فيما يلي:

  • الأمراض القلبية: وفقًا للدراسات والأبحاث، فإن الأشخاص الذين مروا بتجربة الطلاق هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض القلبية وأمراض الأوعية الدموية، بالمقارنة مع الأشخاص الذين لم يخضعوا لتجربة الطلاق وهم مستقرين في الحياة الزوجية.
  • الاكتئاب والقلق: يؤدي الطلاق إلى فقدان اليقين والثقة في القدرة على اتخاذ القرارات، وكذلك فقدان الشعور بالأمان وتغيير كلي في نمط الحياة والمنزل والعمل، ومع الخوف من المستقبل وما سيواجهه الفرد بدون شريك يسانده، يحدث تغيير في النمط الغذائي الذي قد يكون مصحوبًا بنقصان أو زيادة في الوزن.
  • الأرق واضطرابات النوم: تعاني معظم الأشخاص الذين يمرون بتجربة الطلاق من اضطرابات النوم والكوابيس المزعجة، مما يدفعهم لتناول الأدوية المهدئة والمضادة للأرق.

آثار الطلاق الاقتصادية على المرأة

  • يتأثر الوضع الاقتصادي للمرأة بعد الطلاق، وخاصة إذا لم تكن تعمل ولا تمتلك مصدر دخل خاص بها، وبالتالي تعاني من الفقر بعد انفصالها عن زوجها الذي يمكن أن يكون مصدر دخلها.
  • من الصعب على المرأة أن تعيش بشكل كريم عندما تعمل في حضانة الأطفال، حيث يكون الحكم على رعاية الأطفال بالمسؤولية الكاملة للمرأة. وبسبب هذا الحكم، تتقبل المرأة وظائف بأجور منخفضة ومتطلبات لا تتناسب مع نفسيتها وميولها، لأنها تحتاج إلى تلبية احتياجات أطفالها التي لا تستطيع تلبيتها الوالد.

كيف أتجاوز مرحلة الطلاق

السؤال الأهم هو ماذا يجب عليها القيام به واتخاذ القرار وتطبيق التصرفات اللازمة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة في حياتها بسلام، ولذلك سنقدم فيما يلي أهم النصائح التي يمكن أن تساعدها في ذلك:

  • عليها أن تتقبل وتتصالح مع مشاعر الإرهاق العاطفي، واليأس من المستقبل والإحباط، والحزن والغضب، والارتباك، إذ أن جميعها مشاعر طبيعية في حالتها، وسوف تزول تدريجياً مع مرور الوقت، وسوف تستعيد قوتها وثقتها بنفسها قريباً.
  • يمكن للشخص الذي يعاني من فترة صعبة أن يختار أصدقاء أو أفراد من العائلة المقربين منه لمشاركتهم أفكاره ومشاعره، حتى يساعدوه في تجاوز تلك الفترة، حيث إن كبت المشاعر وعدم البوح بها يسبب ضررًا شديدًا للصحة النفسية، كما يمكن للشخص الانضمام إلى مجموعات الدعم التي يكون أعضاؤها قد مروا بنفس الظروف أو ظروف مشابهة لها وقريبة منها، وهذا يساعد كثيرًا في تجاوز تلك المرحلة بسلام.
  • تتطلب عملية الشفاء السريع من العلاقة السابقة تخلي الشخص عن المشاعر السلبية المتعلقة بها، بغض النظر عن المواقف الصعبة التي مر بها، وذلك من أجل مصلحة أبنائها.
  • على الرغم من أن الطلاق قد يؤدي إلى انتهاء الصداقات أو البعض منها قد يتراجع، إلا أن المرأة بعد فترة من الزمن تتجاوز ذلك وتستعيد الثقة في نفسها وفي من حولها، وتجدد صداقاتها وتكسب صداقات جديدة، وتصبح أكثر نضوجًا في تحديد أسباب المشكلات التي أدت إلى الطلاق، وتحاول معالجتها في حال فكرت في الزواج مرة أخرى والارتباط من جديد.

ينبغي عليها أن تعتني بنفسها التي تستحق منها الكثير من الحب والاحترام، ويجب على الطرفين احترام بعضهما البعض والحرص على مراعاة مشاعر الأبناء وتجنب الآثار السلبية للطلاق سواء من الناحية النفسية أو الصحية أو المالية. ولقد ذُكر الطلاق في القرآن الكريم في العديد من الآيات، حيث هو حلال ولكنه أبغض الحلال، وقد ورد ذكره في سورة البقرة الآية 277 (وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).

المراجع

1

2

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى