خطبة محفلية قصيرة عن بر الوالدين

في هذا المقال على موقع موسوعة، نقدم لك عزيزي القارئ خطبة محفلية قصيرة عن بر الوالدين، حيث يجب أن يُعامل كل فرد والديه بكل احترام ومودة، وأن يطيعهما دائمًا ما لم يأمرا بما يغضب الله، فهما السند الحقيقي لأي شخص وأمرنا الله تعالى بمعاملتهما بلطف ورعايتهما في الكبر والصغر، وأن نحسن إليهما بشكل مستمر، حيث أنهما قد ضحيا براحتهما وسهروا الليالي ووفرا لنا كل سبل الراحة.

الخطبة هي فن نثري يستخدم لتوجيه الحديث للجمهور، حيث يتم عرض موضوع محدد من قبل الخطيب ومناقشته من كافة الزوايا، ويمكن أن يكون الموضوع اجتماعيًا أو ثقافيًا أو سياسيًا أو دينيًا أو غير ذلك، ويتم ذلك بسرد الكلام والاستشهاد بآيات من الذكر الحكيم أو بعض الأحاديث الشريفة.

سنقدم لك اليوم خطبة تتحدث عن بر الوالدين.

خطبة محفلية قصيرة عن بر الوالدين

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا مُحمد صلى الله عليه وسلم، والحمد لله حمدًا كثيرًا على كل النعم التي وهبها لنا، ونستعيذ به من الأعمال السيئة وشرور أنفسنا.

يسعدني أن أكون معكم اليوم في هذا الحفل الرائع، وأرحب بكم جميعًا في البداية، وأتمنى لكم يومًا سعيدًا وجميلًا.

أريد أن أتحدث عن موضوع مهم للغاية، ففي عصر التكنولوجيا الحديثة أصبحنا مشغولين في العالم الافتراضي وننسى حق أسرتنا علينا، وأن والدينا في حاجة إلينا، فعلينا أن نهتم بهم ونعاملهم بالإحسان ونقدم لهم الاهتمام طوال حياتهم، وإذا توفيوا يجب أن نرحمهم ونتصدق ونؤدي الزكاة، وندعو لهم دائمًا ونستغفر لهم.

من بين واجبات المؤمن أن يكون بار بوالديه في حياتهم وبعد مماتهم، حتى يرضى الله عنه.

لا يقتصر برهم على الجانب الروحي فقط، بل يجب أيضًا الاهتمام بهم من الناحية المادية، خاصة إذا كانوا في حاجة إلى ذلك، ويجب إنفاق الأموال وتوفير كل الاحتياجات الخاصة بهم.

آيات عن بر الوالدين

تحتوي العديد من الآيات القرآنية على الحث على بر الوالدين، بما في ذلك ما يلي

قول الله عز وجل في كتابه العزيز من سورة النساء:يقول: ”…واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وبالوالدين إحسانا.

وأيضاً قال الله سبحانه وتعالى بسورة العنكبوت:”وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ۖ وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۚ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(8)”.

وأيضاً هناك آيات كاملة أعطانا فيها الله إرشادات عامة لكيفية مُعاملة الوالدين، وبرهم بشكل صحيح، فقال عز وجل بسورة الإسراء:”۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23)”.

وحث رسولنا الكريم بأهمية طاعة الوالدين وعدم العقوق لهم، وجعل البر بالوالدين في المرتبة الثانية بعد الصلاة، وجاء ذلك في العديد من الأحاديث النبوية:

عن عبد الله بن مسعود قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال؛ فقال: الصلاة في وقتها. قلت: ثم ماذا؟ قال: بر الوالدين. قلت: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله. فلم أترك زيادة في ذلك إلا رعاية لها.

الوالدين يمنحونا البركة في حياتنا، وهم نعمة كبيرة من الله سبحانه وتعالى، فهم من ربونا في الصغر، وتحملوا الكثير من أجلنا، وبدعائهم لنا يسلمنا الله من شرور الدنيا، وهم من تعبوا من أجلنا لنصل إلى ما نحن عليه اليوم، فعلينا أن نرعاهم وندعو لهم دائما، فبرهم له أجر عظيم عند الله عز وجل، ولابد من إحساننا لهم بالقول والعمل، وتلبية كافة احتياجاتهم، والتعامل معهم بلين ورفق، وجبر خاطرهم دائما.

ختام خطبة بر الوالدين

وفي ختام خطبتي، أود أن أذكركم بأهمية بر الوالدين وتأثيره الإيجابي على حياتكم، فسيجلب لكم البركة في العمر والرزق، وسيسعد الله عليكم، وسيكون بركم لوالديكم سببًا كبيرًا في دخولكم الجنة بإذن الله.

يجب علينا جميعًا الابتعاد عن العقوق للوالدين، لأنه يعد من الذنوب الكبيرة التي تدل على ضعف دين الشخص، فالفرد لا يمكنه أن يحيا بطريقة صحيحة بدون رضى والديه.

في النهاية، لا يمكنني إلا أن أشكركم جميعًا على حسن المتابعة والاستماع، وأتمنى أن تكون الخطبة قد أفادت الجميع، وأترككم الآن في رعاية الله وأمانه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.