تقرير عن الحياة الاجتماعية

نقدم اليوم تقريرًا عن الحياة الاجتماعية، حيث تعتبر الحياة الاجتماعية أحد أهم جوانب حياة الإنسان؛ فلا يمكن للفرد العيش بمفرده، إذ يحتاج البشر دائمًا إلى بعضهم البعض. وقد خلق الله آدم وأهداه حواء لكي يتمتع بحياته مع شريك، كما أن الأسرة لا تقوم على شخص وحيد بل على زوجين ينجبان الأطفال. وهذه هي رسالة الإنسان في الأرض.

لا يُقيِّمُ أصحابُ أكبرِ الشركاتِ والمصانعِ الذين يملكونَ رؤوسَ أموالٍ ضخمةٍ ثرواتَهم بمفردهم، بل بالعاملينَ فيها وجهودهم، وكما دعا الإسلامُ الحنيفُ إلى التعاونِ والمشاركةِ، وكما كان رسولُ الأمةِ الشريفِ – صلى الله عليه وسلم – يستندُ على كتفِ صاحبِهِ ورفيقِهِ أبي بكرَ الصديقِ في غارِ الثَّوْر، فإنَّ الحياةَ بالرفاقِ أجملُ.

تقرير عن الحياة الاجتماعية

الحياه الاجتماعية هي الجانب اللين في حياة الإنسان، حيث يعاني المرأ دوماً من كبد العيش، والعمل وتحديات الظروف والطموح والمستقبل، فيفرج همه برفاقة وأحبائه، فلا يمكن للإنسان تحمل ضغوطات الحياة دون ابتسامة رفيقة، ومعاونة صديقة، وحب أبويه، ومشاركة زوجته والمرح مع أبناءه، فمسكين من يحرم نفسة من تلك السعادة.

في كتابه العزيز، قال الله عز وجل في سورة آل عمران آية 103: `وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا`. يشير هذا الآية إلى أن التجمع والمشاركة بين الرفاق أمر ديني، وأن الاعتصام به تكليف اللهي، فالألفة بين القلوب جنة ينعم الله بها على المؤمنين، وفيما يلي سنتحدث عن التعرف على الحياة الاجتماعية من الناحية الأسرية والدينية.

مقالات اجتماعية واسرية

تعد الأسرة هي نواة المجتمع الأولى وأهم ركائزه، فالمجتمعات الصالحة المتقدمة هي التي تتسم بتماسك أسرها وتعاونهم، وخاصة تعاون الزوجين وتشاركهما، وهذا يعود بالنفع على أبنائهم ويجعلهم أسرة سعيدة ومستعدة لمواجهة الحياة.

تزدهر الأسرة السوية مثل الورد في المجتمع، وينتشر عطرها ليشمل الجيران والأصدقاء، وينجب الأب والأم المحبان والمخلصان أطفالًا سويًا وينشؤونهم على الفضيلة والخلق الكريم، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بالتعاون والمشاركة والحوار المستمر، ولا ينجح من يعمل بمفرده دون شريك حياته، ومشاركة الأفكار دائمًا تؤدي إلى فكرة مدهشة لا يمكن أن تنشأ من فكرة واحدة.

في سورة الروم الآية 21، قال الله تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”، وهذا يدل على أن الله خص الزوجين بالسكينة والمودة والتراحم بينهما، وهذا يؤدي إلى حياة سعيدة وهادئة، ويعود بالنفع على الأبناء، ويساعدهم في الانطلاق في الحياة بمزاج مرح وقلوب مليئة بالحب والمودة والصفاء. ويجب على الآباء والأمهات معرفة حالة أبنائهم والتدخل في مشاكلهم حتى لو كانت بسيطة، والاطلاع على المواقف اليومية التي يتعرضون لها، فالحوار والتواصل الدائم هو أساس الأسرة الصحية اجتماعيًا.

تعريف الحياة الاجتماعية والثقافية

الفكر المتطور والثقافة هما المحور الأساسي للتقدم، فالمجتمعات التي يتمتع أفرادها بالفكر والثقافة، يمكنهم إنتاج ما لا يستطيع الإنتاج عليه المجتمعات الكبيرة غير المتعلمة. ويعتمد تطوير الثقافة على تبادل الأفكار ومناقشة الآراء مع الآخرين والتعرف على ثقافات مختلفة، وفهم كيفية تفكير الآخرين والإستفادة منهم، ولا يتعلم الإنسان الثقافة بالجلوس وحده في مكتبة، بل يتعلمها من خلال التفاعل مع الآخرين، فالأشخاص الذين يسافرون ويتفاعلون مع الآخرين هم الأكثر نضجا وثقافة.

في بداية حياة الإنسان، يكتسب ثقافته من أبويه، حيث يلعب الأم والأب دورًا حاسمًا في تكوين فكر أبنائهم. وتعد الثقافة الفكرية واحدة من سمات الطبيعة البشرية، إذ يولد الإنسان دون معرفة شيء في هذا العالم، ويتعرف على الدنيا ومعالمها من خلال أمه وأبيه. ويشيرون علماء الاجتماع دائمًا إلى أن الثقافة شيء مكتسب متراكم يترسب ويستقر في العقل بالتكرار والممارسة، ومع الوقت تتطور وتنتشر في المجتمع بشكل سريع وفعال.

الحياة الاجتماعية فى الاسلام

يدعو الإسلام دائماً إلى التعاون والتماسك، ويحث المسلمين على المشاركة الجماعية في الحياة. وكان الرسول الكريم يقول “أمركم شورى بينكم”، ويعتبر الحياة الاجتماعية واحدة من مناهج الأنبياء. وجاء في القرآن الكريم على لسان موسى عليه السلام في سورة طه آية 29 “وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي”، حيث طلب من الله العون بأخيه هارون عليهما السلام. ولذلك، يجب علينا أن نتعاون ونتمسك بحبل الله، وينصرنا وينشر بيننا المحبة والسلام.

مراجع

1-