التعليموظائف و تعليم

بحث عن مستويات المجال الوجداني

maxresdefault8 4 | موسوعة الشرق الأوسط

تُعدُّ مستويات المجال الوجداني والأهداف الوجدانية من بين الأهداف السلوكية الأكثر أهمية في العملية التربوية، ورغم أهميتها الكبيرة في جميع المقررات والمناهج الدراسية، إلا أن صياغتها تُعتبر صعبة في معظم المواد مثل الرياضيات واللغة الإنجليزية والكيمياء والفيزياء نظرًا لضرورة صياغتها بشكل يومي في تحضير الدروس. ومع ذلك، هذا الأمر مختلف في مادة اللغة العربية حيث يُسهل على معلمي اللغة العربية صياغة تلك الأهداف السلوكية وتحقيقها بسهولة.

نستعرض في الفقرات التالية التي نقدمها لكم عبر موقع موسوعتنا، الأهداف السلوكية المختلفة ومستوياتها، وبعض الأفعال التي يمكن للمعلم استخدامها لصياغة أهداف سلوكية محددة لمادته، وتساعده على تحقيق تلك الأهداف خلال العملية التعليمية، وذلك بالإضافة إلى أهمية هذه الأهداف لكل من المعلم والطالب وأهميتها في تطوير وتعديل المناهج التعليمية.

مستويات المجال الوجداني

المجال الوجداني يشمل جميع الاتجاهات والقيم والتذوق والميول التي يحددها الشخص ويعبر عن أهميتها وترتيبها عند الفرد، بناءً على قبوله أو رفضه لبعض الأشياء، ويتضمن أنواعًا محددة من السلوك. وتم تصنيف أهداف التعليم في المجال الوجداني من قبل الكثير من الفلاسفة، ولكل منهم تصنيف خاص به، حدد مستويات للمجال الوجداني تختلف عن غيرها من الفلاسفة، مثل بلوم وكراثول.

  • مستويات المجال الوجداني عند كراثول وبلوم هي:
    • الاستقبال والتقبل.
    • الاستجابة.
    • التقييم أو التفاعل.
    • التنظيم.
    • تمثيل القيم وتجسيدها وتشكيل الذات.

مستويات المجال الوجداني عند كراثول

الاستقبال

  • ينبغي توجيه الاهتمام إلى طالب معين أو رغباته في حدث معين أو نشاط محدد أو ظاهرة معينة.
  • في هذه الحالة، يتمحور اهتمام المعلم حول تشجيع الطالب على المشاركة والاستمرار في التوجيه.
  • تتحول نتيجة عملية التعلم في هذا المستوى من توعية الطلاب بوجود ظاهرة ما إلى مستوى أعلى، وهو جذب انتباه الطلاب، وتعد هذه النتيجة أدنى مستوى من نتائج المجال الوجداني.
  • نجد أن الاستقبال يضم مجموعة من الأهداف هي:
    • الوعي والإدراك بمشاعر الآخرين، أو الاطلاع على ما يحدث من ظواهر حولنا.
    • تتمثل الرغبة في الاستقبال والتعرف على الأشياء الجديدة في أن يبدأ الطالب بالتحري حول تلك الأشياء.
    • يجب الانتباه والاهتمام والمراقبة للطالب وفقًا لرغبته، حيث يتم تحديد مستوى الاهتمام وفقًا لاهتماماته.
    • الطال يميل إلى الاستماع والانصات والتعاطف مع احتياجات الناس الآخرين.
  • من بين الأمثلة الأبرز للأفعال التي يمكن استخدامها لصياغة الأهداف السلوكية على هذا المستوى هي:
    • يسأل.
    • يصغي.
    • يختار.
    • يستمتع.
    • يبدي اهتماماً بـ .
    • يشير إلى.

الاستجابة

  • يقوم التلميذ بالانتقال إلى المرحلة التالية بعد الاستقبال، ويشارك الطالب بفعالية في الأنشطة في تلك المرحلة.
  • بعد قبوله للقيمة والظاهرة والرغبة فيها، وبعد أن يشعر بالرضا التام عنها، يمكن القيام بذلك.
  • يحاول الطالب اتخاذ مواقف وقرارات فيما يتعلق بتلك القيمة أو الظاهرة بأي طريقة ممكنة لديه.
  • نتائج التعلم في مستوى الاستجابة تتضمن عدد من الجوانب والأهداف هي:
    • الإذعان في الاستجابة: قد يبدأ الطالب بقراءة موضوع علمي محدد تم تحضيره مسبقًا.
    • الرغبة في الاستجابة: يمكن قراءة المزيد مما طُلِبَ منه تحضيره، على أن تكون هذه القراءة بناءً على رغبته وطواعيته
    • الارتياح للاستجابة: بالإضافة إلى الاستفادة من النشاط الذي يتم تنفيذه، يستمتع الفرد بالجوانب الأخرى منه، وعلى سبيل المثال، عندما يقوم بقراءة وتحضير درس ما ويتطرق لمزيد من القراءة في ذلك المجال، فإن ذلك يمنحه متعة وإحساسًا بالترفيه.
  • تعد الأهداف السلوكية التي نتوقع أن يظهرها الطالب في سلوكه في هذا المستوى هي الأهداف التي تندرج تحت الاهتمامات، وتتمثل في اهتمام الطالب بالقراءة وغيرها من المجالات الدراسية.
  • من بين الأفعال الأكثر استخدامًا في تحديد الأهداف على هذا المستوى هي:
    • يجيب.
    • يساعد.
    • ينهي.
    • يقرأ.
    • يشارك.
    • يتطوع.

التقييم

  • يجب على الطالب تقييم القيمة التي حصل عليها بخصوص سلوك معين أو ظاهرة محددة.
  • يتميز هذا المستوى بنتائج تمنح الطالب القدرة على الاستقرار والثبات بعد اكتسابه لاتجاهات ومعتقدات خلال استجابته، ويمكن التعرف من خلال سلوكياته على اكتسابه لهذه القيمة.
  • مستوى التقييم يتضمن عدد من الأهداف التعليمية والتي يتم تندرج تحت:
    • الاتجاهات.
    • المعتقدات.
    • التقديرات.
  • ويتضمن هذا المستوى على ثلاثة مستويات هي:
    • قبول قيمة محددة: يتم تعزيز أهمية العلم وأهدافه والأغراض التي يمكن استخدام العلم فيها في كافة المجالات الاجتماعية لتحقيق الفائدة القصوى للطلاب.
    • تفضيل قيمة معينة على باقي القيم: تُعتبر القيمة الأولوية في التعليم عند الطلاب هي قيمة القراءة وفائدتها، وذلك رغم وجود العديد من القيم الأخرى، ويأتي ذلك بسبب دور القراءة الكبير في تطوير المجتمعات.
    • الالتزام بتلك القيمة المكتسبة: يحمل العلم قيمة كبيرة في تنمية المجتمع، حيث يمكن تحقيق العديد من احتياجات المجتمع وأفراده من خلال تحقيق أهداف العلم.
  • أكثر الأفعال استخدامًا في هذا مستوى التقييم هي:
    • يقبل.
    • يبادر.
    • يدرس.
    • يساعد.
    • ينظم.
    • يتتبع.
    • يفضل.

التنظيم

  • يواجه الطالب العديد من القيم المتناقضة والمختلفة، لذلك يجب عليه التعرف على تلك التناقضات الموجودة بين القيم، حتى يتمكن من ترتيبها وفقًا لمبادئه وقيمه.
  • تركز نتائج التعلم في مجال التنظيم على عملية تشكيل بعض المفاهيم المرتبطة بهذه القيمة.
  • عندما يواجه الطالب مواقف أو قيمة تشابه تلك التي حصل عليها سابقًا، يمكنه استدعاء هذه القيمة لتنظيم وترتيب كل القيم وفقًا للعادات والتقاليد والمبادئ التي يتبعها.
  • تتمثل الأهداف التي تتم معالجتها في مستوى التنظيم عادة في أهداف سلوكية متعلقة بفلسفة الحياة، ومن أمثلة تلك الأهداف:
    • منح القيمة تصور لمفاهيمها.
    • ترتيب القيمة وفقًا لأهميتها.
    • تشكيل الذات.
  • من الأمثال التي يستخدمها المعلم لصياغة أهداف هذا المستوى:
    • ينظم.
    • يناقش.
    • يجمع.
    • يركب.
    • يلخص.
    • يربط.

تمثيل القيم وتجسيدها (تشكيل الذات)

  • يعتبر هذا المستوى من المجال الوجداني واحدًا من أعلى المستويات التعليمية، حيث يتميز الطالب في هذا المستوى بثبات سلوكه، وهذا الثبات يصبح سمة مميزة لأسلوب حياته المستقبلي.
  • يتمتع الطالب بنظام قيمي يمكنه من السيطرة على سلوكه لفترة زمنية وتحسين نمط حياته.
  • في هذه المرحلة، يتحدد نمط الحياة الخاص بالطالب من خلال دمج أفكاره ومعتقداته واتجاهاته، مما يساعده على صياغة نظام حياة متميز وتشكيل فلسفته الشاملة في الحياة.

السلوكيات التي تعتمد عليها الأهداف السلوكية

القيم

  • تتكون القيم من الأنشطة والمواقف المتواجدة في المجتمع ويمارسها الأفراد، حتى تصبح تلك القيم هي المعيار للحكم على سلوكياتهم وتصرفاتهم.
  • ومن أبرز تلك القيم والتي تنتشر في المجتمعات:
    • قيمة الصدق.
    • قيمة الصبر.
    • قيمة الحق.
    • قيمة الفضيلة.
    • قيمة الوطنية.
    • قيمة الجمال.
    • قيمة الكرم.
    • قيمة الشجاعة.
  • تلعب القيم دورًا في تشجيع الأفراد في المجتمع على اختيار أفعالهم والقيم التي يعتمدونها ويفضلونها على غيرها من السلوكيات والقيم الأخرى، حيث تعمل كمحرك ودافع للسلوكيات.

الاتجاهات

  • يتمثل في الشعور الإيجابي أو السلبي لدى الأفراد تجاه شيء ما.
  • تتحكم المواقف التي يواجهها المتعلم أو الأفراد في المجتمع في تشكيل الاتجاه والموقف الذي يتبلور لديهم حول القيمة، فنجد أن الصدق يتمتع بطابع إيجابي لدى الجميع بسبب قيمته وتأثيره.

الميول والاهتمامات

  • تشمل اهتمامات الطلاب ومشاعرهم تجاه الأنشطة والأفعال والقيم ما يُسمى بالرعاية الشخصية.
  • الأنشطة هي التي تثير اهتمام الطلاب وتُلاحظ فيها ميولهم للنشاط، إذ إن الميول من الأمور التي يمكن قياسها في العملية التعليمية.

التذوق

  • الشعور بالرضا الذي يشعر به المتعلم عند فهم وتعلم الموضوعات المادية والمعنوية يعتبر الاستمتاع، ويتحول هذا الشعور إلى سعادة تجاه هذه الموضوعات.
  • من الأمثلة على ذلك هو الشخص الذي يستطيع تذوق جمال الطبيعة، حيث يشعر بالسعادة والسرور عند قراءة المزيد عنها وعن النباتات والحيوانات التي تعيش فيها، والتي تتميز بجمالها الفريد.

أهمية الأهداف السلوكية

أهمية الأهداف السلوكية للمعلم

  • يمنح المعلم إمكانية تنظيم العملية التعليمية خلال الحصة الدراسية، ويساعده على تبادل الأفكار بكل سهولة ويسر.
  • يساعد المعلم في اختيار الأساليب التعليمية والتدريسية الفعالة التي تزيد من قدرة الطالب على فهم المعلومات واستيعابها بشكل أفضل.
  • تسهل عملية اختيار الوسائل التعليمية المساعدة على المعلم، مما يمكّنه من اختيار الوسائل التعليمية الأنسب.
  • يساعد على تنظيم وتوزيع الوقت بناءً على أهمية نتائج عملية التعلم.

أهمية الأهداف السلوكية للمتعلم

  • يتمكن المتعلم من معرفة ما هو مطلوب منه لتعلمه ودوره في العملية التعليمية.
  • يساعد الطالب على استعادة الخبرات التعليمية السابقة وربطها بالمعلومات الجديدة، مما يزيد من استفادته بالمعلومات الجديدة.
  • عندما يستقبل الأنشطة الدراسية، يستخدم الاستراتيجيات التعليمية العقلية اللازمة التي تساعده على تعلم الأنشطة الجديدة.
  • يتم تزويد الطالب بالتغذية الراجعة التي يستطيع استخدامها عند الحاجة.
  • تعزيز دافعية الطالب للتعلم وتوعيته بأهمية التعليم.

أهمية الأهداف السلوكية في تطوير المناهج التعليمية

تتميز الأهداف السلوكية بدور هام في تطوير وتعديل المناهج الدراسية، حيث تتضمن جميع المناهج، بمختلف أنواعها، أربعة عناصر تترابط بصورة موضوعية، وتشمل هذه العناصر:

  • الأهداف: توضح النتائج التعليمية المرجوة للمتعلمين لتحقيقها.
  • المحتوى: توضح الخبرات والمفاهيم والمعلومات التي يمكن الاستفادة منها لتحقيق أهداف العملية التعليمية.
  • الطريقة: تشمل طرق التدريس التي يستخدمها المعلم لشرح الدرس والإجراءات والأنشطة المرتبطة بها التي تساعده على تحقيق أهداف العملية التعليمية.
  • التقييم: تشمل جميع الوسائل والأساليب والإجراءات التي يستخدمها المعلم لقياس وتقويم تقدم الطالب وقبوله للمعلومات، ويساعد هذا على متابعة الطلاب والتحقق من تنفيذ الأهداف وتحقيقها.

بالإضافة إلى ذلك، تساهم الأهداف بشكل كبير في توفير المعلومات التي تناسب المخططين للمناهج وتنفيذها، وتساعدهم على إعادة النظر في المناهج وتحديد نقاط الضعف والعمل على تعديلها أو تغييرها، كما يتم مراعاة ضرورة تعديل المناهج وفقًا لتغيرات المجتمع، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية، بالإضافة إلى التغيرات التكنولوجية.

شروط صياغة الأهداف السلوكية

يجب صياغة الأهداف في المستويات الوجدانية الموجودة وفقًا لعدد من الشروط والمقاييس والمعايير، ومن بين تلك المعايير الواجب توافرها في الأهداف السلوكية هي:

  • يجب أن يكون الهدف واضحًا من حيث المعنى وسهل الفهم، ولا يحتوي على كلمات تحمل عدة مرادفات تجعله قابلًا للتفسير بأكثر من معنى ويجب على جميع الطلاب فهمه بنفس المعنى.
  • يجب أن يكون الهدف مبنيًا على التركيز على سلوكيات الطلاب وليس على سلوك المعلم.
  • يجب أن يكون الهدف قابلًا للقياس ويمكن مراقبته.
  • يجب أن يتم صياغة الهدف وفقا لمستوى الطلاب في المرحلة التعليمية، ويجب ألا يكون الهدف وفقا للمستوى العقلي للمعلم.
  • يجب أن يكون الهدف هو توضيح الحد الأدنى المطلوب من أداء الطلاب.
  • يجب أن تحتوي صياغة الأهداف على أفعال سلوكية، ويتم اختيار الفعل المناسب للسلوك وتحديد كيفية أدائه ومستوى تحقيق ذلك السلوك.
  • يجب أن تتضمن الأهداف السلوكية على الأقل ناتجًا تعليميًا واحدًا.
  • يجب تكرار صياغة الأهداف السلوكية بعدة صياغات، ويجب تجنب التداخل بينها، ويجب أن تكون واضحة ومحددة.
  • أن يتم صياغة الأهداف السلوكية وفقًا للصيغة الكتابية التالية:
    • تحقيق الحدث السلوكي المرغوب فيه بواسطة الفعل المضارع.

وبذلك، نكون وصلنا إلى نهاية حديثنا عن مستويات المجال الوجداني، وشرحنا محتوى كل مستوى منها وأهدافه والأفعال المستخدمة لصياغة الأهداف السلوكية الخاصة به، كما أوضحنا أهمية الأهداف السلوكية ودورها في العملية التعليمية، إلى جانب المعايير والشروط التي يجب توافرها لصياغة تلك الأهداف.

للتعرف على المزيد من الأمثلة والأفعال التي يمكن استخدامها لصياغة أهداف المستويات السلوكية في المجال الوجداني نقدم لكم هذا الموضوع عبر موقع الموسوعة العربية الشاملة:

المراجع:

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى