بحث عن مرض هشاشة العظام
في هذا المقال على موسوعة، سنقدم بحثًا شاملاً عن مرض هشاشة العظام، وهو المرض الذي يصيب الأفراد من جميع الفئات العمرية، وخاصة النساء اللاتي تجاوزن سن الأربعين وكبار السن. يتسبب المرض في تلف بنية العظام الأساسية، مما يؤدي إلى انخفاض كثافة العظام وزيادة احتمالية تعرضها للكسر. يعد هذا المرض خطيرًا لأنه لا يمكن اكتشافه إلا بعد حدوث الكسر، ويصعب علاجه في هذه الحالة. في هذا المقال، سنشرح أسباب الإصابة بهذا المرض والأعراض التي تصاحبه وطرق علاجه.
بحث عن مرض هشاشة العظام
- قبل الحديث عن هشاشة العظام، يجب تعريف مفهوم العظام أولاً.
- تتكون الأنسجة العظمية من أنسجة حية ينتجها الجسم بشكل دوري، وتحصل العظام على قوتها من خلال استبدال الأنسجة القديمة بأنسجة جديدة، وتسمى هذه العملية بالهدم والبناء أو تبديل النسيج العظمي وتحدث مرة كل 10 سنوات تقريباً وتستغرق حوالي 3 أشهر.
- تتعرض العظام للإصابة بالهشاشة عندما لا تتجدد الأنسجة العظمية القديمة بأنسجة جديدة تحل محلها.
- يؤدي ذلك إلى ضعف كثافة وقوة الخلايا العظمية بسبب زيادة الفراغات بينها.
- يتسبب نقص المعادن والفسفور والكالسيوم التي تدخل في تكوين العظام في فقدانها لقوتها.
- في هذه الحالة، يمكن لأي نشاط طبيعي أو حركة اعتيادية أن تؤدي إلى كسور في العظام.
- على الرغم من إمكانية إصابة جميع عظام الجسم بالهشاشة، إلا أن عظام العمود الفقري والفخذين والرسغين هي الأكثر عرضةً للإصابة بهذا المرض.
- هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض، وسنستعرضها لك في الفقرة التالية.
أسباب الإصابة بهشاشة العظام
- كما ذُكِر سابقًا، تخضع العظام لدورة حياة حيث يتم استبدال الأنسجة العظمية القديمة بأنسجة عظمية جديدة، ويتناسب معدل بناء العظام في تلك الدورة بشكل عكسي مع العمر، حيث يتراجع مع ازدياد العمر، وتزداد كتلة العظام في سن الطفولة نظرًا لزيادة سرعة بنائها وتحطُّمها.
- عندما يصل الإنسان إلى سن الثلاثين، تزداد كثافة العظام لديه لتصل إلى أعلى نسبة لها، وكلما تقدم الإنسان في العمر، يزداد معدل الهدم ويقل معدل البناء.
- بعد تجاوز السيدات سن اليأس يتعرضن للإصابة بمرض هشاشة العظام بشكل أكبر، حيث يتسارع عملية الهدم في هذا العمر، وتحدث هذه المشكلة بشكل أكثر تكرارًا عندما تصل المرأة إلى سن اليأس في مرحلة مبكرة من عمرها، أي عندما تكون في الـ 45 عامًا أو إذا تم استئصال المبيضين وتوقف الطمث.
- تلعب العوامل الوراثية أيضًا دورًا في الإصابة بالمرض، وخاصة إذا كان أحد الوالدين قد تعرض لكسر في عظمة الفخذ.
- عند تناول جرعات عالية من الستيرويدات لأكثر من 90 يومًا.
عوامل الإصابة بهشاشة العظام
- عند إصابة النساء بسرطان الثدي، يحتاجن إلى تناول أدوية مضادة لهرمون الإستروجين لفترة طويلة، وتؤثر هذه الأدوية سلباً على قوة العظام ونسبة الهرمونات في الجسم.
- في حال نقص هرمون التستوستيرون لدى الرجال، يؤثر ذلك بشكل سلبي على العظام.
- يؤثر العرق في الإصابة بهذا المرض، حيث يصبح الشخص الآسيوي أو ذو البشرة البيضاء أكثر عرضة للإصابة به.
- تشمل المشاكل الصحية التي يمكن أن تصيب الإنسان مثل سوء الامتصاص، اضطرابات الهرمونات، خلل في نشاط الغدة الدرقية، الإصابة بمرض السكري، وأمراض الكبد والجهاز الهضمي.
- يتعرض الأشخاص ذوو الهياكل الصغيرة سواء كانوا رجالًا أو نساءًا للإصابة بشكل أكبر من غيرهم.
- شرب الكحول والتدخين بكثرة.
- تجاهل اللياقة البدنية وعدم الاستمرار في ممارسة الرياضة.
- انخفاض مؤشر كتلة الجسم.
- يؤدي فقدان الشهية إلى الإصابة بمرض هشاشة العظام.
- ينبغي تجنب تناول المشروبات الغازية والمشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي بكثرة.
- يعد الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الاكتئاب أحد المعرضين لفقدان كثافة العظام.
- هناك بعض الأدوية التي تسبب ترقق العظام، مثل الأدوية التي تستخدم لعلاج التشنجات والتي تحتوي على الكورتيزون، وحقن منع الحمل ومضادات الاكتئاب.
أعراض هشاشة العظام
عند إصابة الإنسان بمرض هشاشة العظام، لا تظهر الأعراض في البداية، ولكن تظهر عدة أعراض عندما تكون العظام ضعيفة للغاية، ومن بين تلك الأعراض ما يلي:
- يشعر المريض بآلام في ظهره، وإذا كانت الفقرات الظهرية تعرضت للانهيار أو الشرخ، يزداد الألم بشكل كبير، كما يتبدل شكل الظهر في وضعية القوس.
- تنحني قامة المريض مع مرور الوقت، ويفقد الكثير من وزنه.
- تعد العظام الهشة وهي التي تشمل الحوض والمفاصل والفقرات، هي الأكثر تعرضًا للكسر، لأنها تتحمل وزن جزء كبير من الجسم.
- تشعر بألم شديد في المفاصل أثناء أداء الأنشطة اليومية العادية مثل الجلوس والوقوف.
- يؤدي فقدان العظام التي تشكل الفك إلى هبوط اللثة إلى الأسفل.
- إذا استمرت آلام الظهر لعدة أسابيع، أو تعرضت لكسر في العظام يترافق مع تورم وألم، يجب الاستشارة بالطبيب.
- تصبح الأظافر هشة وأكثر قابلية للكسر.
- تصبح قبضة اليد أضعف من ذي قبل.
تشخيص هشاشة العظام
يمكن للمصاب أن يعاني من كسر في عظامه يتطلب إجراء مجموعة من الأشعة والفحوص لتحديد ما إذا كان هذا الكسر سببه هشاشة العظام أو لا. وتتم هذه الفحوص عادة عن طريق:
- معرفة التاريخ الصحي للمريض.
- يتم إجراء أشعة سينية على هيكل العظام للمصاب وإجراء فحص جسدي.
- يتم إجراء فحص الكثافة العظمية.
- عند وجود شكوك في إصابة المريض بمرض هشاشة العظام، يتم قياس كثافة العظام باستخدام مقياس امتصاص الأشعة السينية ثنائي البُعَاغِيْت، ويمكن أن يكون النتيجة إيجابية أو سلبية:
- هذه نتيجة طبيعية، وتعني أن هناك فرصة أقل لتعرض العظام للكسر بسبب الحوادث.
- تشير نتائج ترقق وضعف العظام إلى ضعف العظام، وعلى الرغم من قلة فرص تعرض العظام للكسر بسبب الحوادث، فإن هذا الامر ما زال واردًا.
- هشاشة العظام هي حالة تؤدي إلى كسر العظام بسهولة في حالة تعرض الشخص لحوادث بسيطة، وفي هذه الحالة يجب على المريض اتباع العلاج الموصوف من قبل الطبيب.
عوامل الخضوع للفحص الطبي
تتطلب العديد من العوامل من المرأة الخضوع للفحص الطبي لتقييم كثافة العظام، وتشمل هذه العوامل ما يلي:
- في حالة انقطاع الدورة الشهرية عند المرأة في سن مبكرة.
- في حالة إصابة المرأة بالسكري من النوع الأول أو إصابتها بأمراض في الغدة الدرقية أو الكلى أو الكبد.
- إذا كان لدى المرأة تاريخ عائلي مصاب بمرض هشاشة العظام.
- إذا تناولت المرأة أي دواء يمكن أن يؤدي إلى هشاشة العظام، مثل دواء Prednisone، فقد تصاب بهشاشة العظام.
- في حالة تعرض السيدة لمشاكل في العمود الفقري.
- في حال تعرضت السيدة لحادث وكسرت عظمتها.
- عند وصول المرأة لسن اليأس.
- عند بلوغ المرأة لسن 65 عامًا.
علاج هشاشة العظام
- في حال زيادة فرص الإصابة بمرض هشاشة العظام وبالتالي سهولة الكسور، يصف الطبيب الأدوية التي تعمل على تأخير تطور حالة المريض إلى هشاشة العظام.
- يتم وصف هذه الأدوية للحفاظ على كثافة العظام والمعادن داخلها، ولتمكين الشخص من ممارسة الأنشطة اليومية البسيطة بدون ألم، ولتقليل الألم الناتج عن الإصابة.
- ينصح الأطباء مرضى هشاشة العظام بتناول كميات كبيرة من الكالسيوم، سواء كان ذلك من الطعام المتناول أو من المكملات الغذائية، بالإضافة إلى تحسين امتصاص الكالسيوم من خلال تناول فيتامين د.
- ينصح الطبيب المريض بممارسة رياضة المشي بانتظام، حيث يحمل المريض وزن جسده بالكامل.
- يمكن علاج هشاشة العظام بطرق طبيعية لتخفيف الألم وتقليل انحناء العمود الفقري وتقليل احتمالية حدوث كسور لدى النساء المصابات بالمرض نتيجة السقوط.
- تسمى هذه الطريقة في العلاج الطبيعي Physiotherapy، وتعتمد على استخدام جهاز Spinal Weighted Kyphon Orthosis ويتم تركيب هذا الجهاز على الظهر لدعمه من خلال تركيز ثقل الجسم أسفل العمود الفقري، ويتم ربط هذا الجهاز مع التمارين التي تساعد على تقوية الظهر.
- يتم استخدام هذا الجهاز مرتين في اليوم، صباحًا وبعد الظهر، ويتم استخدامه لمدة نصف ساعة في كل مرة، حيث يقوم المصاب بأداء تمارين لشد الظهر عشر مرات.
أدوية هشاشة العظام
في حال تأكد الطبيب من الإصابة بمرض هشاشة العظام، يصف الأدوية التي تساعد على بناء الكثافة العظمية والحفاظ عليها، ومن بين تلك الأدوية:
- أدوية البيسفوسفونات: تعالج تلك الأدوية مشكلة قلة الكثافة العظمية، وبعضها يساعد في بناء الكثافة العظمية من جديد، ومن أمثلة تلك الأدوية: الاليندرونات والايباندرونات والريسيدرونات وحمض الزوليدرونك.
- معدلات مستقبلات الإستروجين الانتقائية: وصفت تلك الأدوية للنساء اللواتي لم يصلن إلى سن اليأس، حيث تعمل على تقليل سرعة فقدان الكثافة العظمية في هذا العمر، وتعمل بطريقة مشابهة لهرمون الإستروجين، ومن الأدوية الشائعة هي رالوكيسيفين.
- دواء Teriparatide: هذا الهرمون يزيد من سرعة بناء العظام لتصبح أسرع من سرعة هدمها، ويتشابه عمل هذا الهرمون مع هرمون الغدة الدرقية.
- دواء Calcitonin: يساعد هذا الدواء في تباطؤ عملية فقدان الكثافة العظمية وتحسين بنائها من خلال تنظيم كمية الكالسيوم في الجسم، ويتشابه أيضًا في عمله مع هرمون الغدة الدرقية.
- دواء Denosumab: يحسن هذا الدواء من قوة العظام ويزيدها، كما يقلل من فقدان كثافة العظام ويتم إعطاؤه عن طريق الحقن للنساء اللاتي يعانين من هشاشة العظام بسبب وصولهن لسن اليأس.
الوقاية من هشاشة العظام
تتضمن الوسائل الوقائية لتقليل فرص الإصابة بهشاشة العظام مجموعة من الأساليب التي يجب اتباعها:
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام مثل السباحة والجري والمشي والتزلج والقفز بالحبل تساعد على زيادة قوة العضلات وتبطئ فقدان الكثافة العظمية.
- يجب التوقف عن شرب الكحول والمشروبات الغازية والتدخين.
- ينصح بشدة بتناول الأطعمة الغنية بفيتامين د والكالسيوم والبروتين، كالسردين والسلمون والقرنبيط والزبادي والجبن واللوز والبقوليات والخضار الورقية ذات اللون الأخضر الداكن، منتجات الصويا، السبانخ، الخرشوف، البروكلي، الكرنب، اللفت، البامية، الليمون، الكيوي، الجوافة، التين، المشمش المجفف، التوت، الفراولة، الأناناس.
- يمكن الحصول على تلك العناصر من خلال تناول المكملات الغذائية.
- يجب الجلوس بطريقة صحيحة حتى يتم الحفاظ على استقامة الظهر وتقليل الضغط على الأربطة والمفاصل.
- ينصح بالحرص على الوزن المناسب للجسم، حيث إن الوزن الزائد يزيد من خطر الإصابة بكسور في المعصمين والذراعين، وكذلك يؤدي النقص في الوزن إلى زيادة فرصة الإصابة بكسور نتيجة فقدان كثافة العظام.
المراجع