في هذا اليوم، سنتحدث عن حاتم الطائي وأبرز صفاته. يُذكر اسم حاتم الطائي دائمًا عند الحديث عن الكرم، حيث شُهِد عليه بحسن الضيافة واحترام المسافرين والوفاء بالعهود. فمن هو حاتم الطائي؟ وكيف كانت طفولته وإلى من ينتسب؟ ولماذا اشتُهِر كرمز للكرم عبر العصور؟ حاتم الطائي هو شخصية لم تتأثر بمرور الأزمنة، وحافظ على مكانته بين الشعراء والأشخاص الكرام، حيث لم يستطع أحد غيره تحقيق ما حققه. حظي بمحبة واحترام وتقدير لا مثيل لهم، ويشهد عليه الجميع بالكرم والجود. وبسبب أهمية هذه الشخصية وغناها بالصفات والأحداث، فقد تم اختيارها موضوعًا لليوم في موسوعة.
بحث عن حاتم الطائي ابرز صفاته
يدعى حاتم بن عبد الله بن سعد بن آل الفاضل بن إمريء القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم هزومة بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء الطائي، وهو شاعر عربي من عصر الجاهلية
ميلاده: لم يذكر التاريخ موعد ميلاده .
كنيته: أبو سفانا -أبو عدي
لقبه: أكرم العرب.
نشأته: ولد بجبال طيء.
ديانته: كان يعتنق الديانة المسيحية.
سكنه:استقر هو وقبيلته في بلاد الجبلين، التي تُعرف الآن باسم منطقة حائل في شمال المملكة العربية السعودية، وحتى الآن يُمكن رؤية أطلال بيته وموقده الذي كان مشتعلاً دائمًا لتقديم الضيافة للزوار وتقديم الطعام لهم.
أمه: عتبة بنت عفيف بن عمرو بن الأخزم كانت ذات ثروة وسخاء كبيرين، وتميزت بالجود الذي لا حدود له، ويُقال أن إخوتها قاموا بتجريدها من ثروتها وحجرها بسبب اتهامهم لها بالسفه والتبذير، ويُقال أيضًا أن حاتم ورث منها هذه السمة، وهي الميل إلى الإسراف في البذل والعطاء.
مكانته: كان أحد أمراء قبيلة طيء وأشهر شعراءهم وأفضلهم.
شعره: لقد قام حاتم الكثير من الشعر لكن تم تسجيل ديوان واحد في التاريخ.
زواجه وأولاده
زواجه: تزوج حاتم الطائي امرأة تدعى ماوية، وكانت فتاة ثرية وجميلة، وكان الكثيرون يتقدمون لخطبتها؛ لأنها كانت تحب الشعراء وتطلب منهم أن يكتبوا شعرًا عنها. وعندما قرأت ما كتبه حاتم في مدحها، قبلت خطبته وزواجها منه. ولكنها طلبت الطلاق منه بعد ذلك بسبب إسرافه في المال وعدم الحكمة في إدارته، وبعدما يأست من تغييره، انفصلت عنه بلا أسف. وتزوج حاتم بعد ذلك امرأة تدعى النوارة البخترية، والتي كانت أصلها من اليمن
أولاده: لديه ثلاثة أبناء: رجلان هما عبدالله وعدي، وفتاة واحدة هي سفانة.
وفاته: توفي في عوارض بحائل ودفن هناك في تنغة عام 605م/46 قبل الهجرة النبوية الشريفة، ويقال إنه عاصر عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ولكنه لم يلحق بوقت تبليغ الرسالة.
صفات حاتم الطائي
يعتبر أجود العرب وأكرمهم كما كان يضرب به المثل في الشهامة والإيثار والشجاعة، وكان مشهورا بالصدق والوفاء بالوعد والأمانة ونصرة المظلوم وإغاثة الملهوف. كان إذا قاتل فإنه ينتصر، وإذا سئل فإنه يتصدق، وإذا نهب فإنه ينهب.
كان يتفقد أحد الأُمناء في الجاهلية الأشهر الحرم، ويقسم بألا يقتل أحدًا خلالها، وكان ذكيًا وحاذقًا في اللعب والتسابق، فكان يفوز دائمًا ويهزم خصومه.
تم ذكر حاتم في عدة أحاديث، حيث سأل أبناؤه الرسول صلى الله عليه وسلم عن حال والدهم، وكانوا يشعرون بالقلق بشأن مصيره يوم القيامة. وفي إحدى الحوادث، قال عدي بن حاتم الطائي للرسول صلى الله عليه وسلم “إن أبي كان يصل القرابة ويحمل الثقل ويطعم الطعام”، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم إن كان والده مسلمًا، فأجاب بالنفي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “إن أباك كان يحب الذكر.” وتم نقل هذا الحديث في كتاب “الكبير” للطيراني.
يتحدث هذا الحديث عن موقف عدي مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث سأله عن أجر والده الذي كان يصلي على الرحم، وأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيحصل على الأجر والثواب إذا كان يصلي على الرحم ويعمل الخير.
الكرم صفة محمودة، تطيب بها الخواطر وتهدئ النفوس، ويعدُّ الود فعلًا يجب أن نتسم به دون إفراط أو تفريط، فيتعين علينا الجود دون تجاوز حدوده إلى التبذير والإسراف.
