التعليموظائف و تعليم

بحث عن توحيد الالوهية

بحث عن توحيد الالوهية | موسوعة الشرق الأوسط

يتضمن هذا البحث توحيد الألوهية الذي اختص به الله عباده الصالحين، والذي بعث به جميع الأنبياء والرسل لإقامة الحجة علي الناس يوم يبعث الله عباده، وأرسل النبي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لتأكيد التوحيد وتوضيحه للناس. ويتناول هذا البحث موضوع توحيد الألوهية بشكل شامل.

بحث عن توحيد الالوهية

توحيد الألوهية هو المبدأ الذي دعا إليه جميع الأنبياء والمرسلين منذ ظهورهم الأول، وهو الأساس الذي يقوم عليه الدين الإسلامي الحنيف.

توحيد الالوهية والربوبية والاسماء والصفات

تعريف توحيد الالوهية لغة واصطلاحا

التوحيد لغةً

تأتي كلمة التوحيد من الكلمة `وَحَدَ`، وتعني أن الله تعالى هو الإله الوحيد المُصَرَّح بالعبادة له.

توحيد الألوهية اصطلاحًا

يعني توحيد الألوهية في المصطلح إفراد الله تعالى بالعبادة بجميع الأفعال، والاعتراف الحاسم بأن لا إله إلا الله الملك الحق، وأن أي معبود غيره باطل بشكل كبير، وإفراد الله تعالى بأداء العبادات، وتأكيد جميع الطاعات والعبادات له وحده، مثل الدعاء والصيام والصلاة والزكاة والحج والصدقة والشهادة وغيرها من جميع العبادات التي تتضمنها الدين الإسلامي الصحيح من العبادات الظاهرة والخفية التي تكون بين العبد وربه، وأن نعبد الله تعالى بعبادة المحب وليس بعبادة الخائف.

قال الله تعالى:”قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) “. سورة الإخلاص.

تعريف توحيد الربوبية

توحيد الربوبية يعني الاعتقاد الثابت بأن الله سبحانه وتعالى هو الخالق الوحيد ورب كل شيء في الكون، وهو المالك والمتصرف في أمور عباده دون شريك، وهو الذي يرزقهم ويحييهم ويميتهم، فهو السيطرة على كل شيء سبحانه.

يتم تأكيد توحيد الربوبية من خلال الإيمان بوحدانية الله سبحانه وتعظيم سلطته على كل الأمور، وأنه هو الرازي بين الخلق والمصرف الوحيد للحكم والقدر.

قال الله تعالى:”ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154)” سورة آل عمران.

علاقة توحيد الألوهية بتوحيد الربوبية

يتضمن مفهوم توحيد الألوهية مفهومًا شاملاً يشمل توحيد الربوبية وما يتبعها من أسماء وصفات، حيث يؤمن المؤمنون المخلصون بأن الخالق الوحيد والإله المطلق هو الله، وأنه وحده المستحق للعبادة.

يؤمن المؤمنون بأن الله هو المسؤول الوحيد عن كل شيء، وأنه هو القادر الوحيد على التصرف في شؤون خلقه دون شريك.

بالإضافة إلى إيمانهم بأسماء الله وصفاته الكاملة، ويقينهم بأنه يستحق العبادة وحده، فإنهم يجمعون بين مفهوم توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية. ولذلك يستحقون أن يكونوا عبيدًا مخلصين.

قال الله تعال:”قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (80) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)”. سورة ص.

امثلة على توحيد الالوهية

أرسل الله تعالى جميع أنبيائه لدعوة الناس إلى الله عز وجل والتوحيد، ومن أمثلة ذلك:

إبراهيم

أرسل الله تعالى نبيه إبراهيم، الذي يعتبر أبا الأنبياء، ليهدي قومه الذين كانوا يضلون ويعبدون الأصنام، وليدلهم على الحق ويخبرهم بأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنه هو القادر على كل شيء، ولكنهم أصروا على معتقداتهم، لذلك حطم لهم أصنامهم ليبيِّن لهم أنها لا تملك قوة ولا تفيدهم بشيء.

قال الله تعالى:” قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64)”. سورة الأنبياء.

موسى

أرسل الله تعالى سيدنا موسى عليه السلام إلى بني إسرائيل ليهديهم الحق ويدعوهم إلى الإيمان بالله عز وجل وعبادته وحده، ويدفع عنهم الظلم والضلال، وأرسله الله تعالى إلى فرعون وشعبه ليخرجهم من الظلمات إلى نور الحق وتوحيد الله تعالى وإفراده بالعبادة والقوة.

قال الله تعالى”فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ ۖ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ ۖ وَالسَّلَامُ عَلَىٰ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَىٰ (47)”. سورة طه.

عيسى

أرسل الله سيدنا عيسى إلى بني إسرائيل ليكمل حجج الله عليهم جميعًا، بإعلامهم بأن الله بعث لهم جميع الأنبياء والرسل لتوجيههم ودلالتهم على الإيمان به وحده، وإفراده بالعبادة والقوة والقدرة والإرادة، وأنه لا شيء يعجزه، وعلى الرغم من ذلك لم يطيعوه وأصروا على كفرهم.

قال الله تعالى:”يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۖ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۘ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا (171)”. سورة النساء.

محمد

أرسل الله تعالى النبي محمد صلى الله عليه وسلم لجميع الناس ليعلمهم أن لا إله إلا الله، وليهديهم باللطف والحكمة التي تميز بها جميع الأنبياء، وكان يدعوهم إلى الخير، ولكنهم رفضوا الإيمان بوجود إله واحد يحكم الأرض والسماء، وأن كل شيء في الكون بيده.

قال الله تعالى:”وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) ” سورة الأنبياء.

توحيد الأسماء والصفات

يعتبر توحيد الأسماء والصفات اعترافًا يقينيًا مطلقًا من العباد بأن الله وحده هو الإله، وحده يتمتع بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، وأنه الوحيد الذي يتمتع بالكمال، ويتنزه عن كل ما خلقه الله سبحانه وتعالى.

قال الله تعالى في الذكر الحكيم:”وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180)”. سورة الأعراف.

اهمية توحيد الالوهية

  • توحيد الألوهية هو الأمر الذي يميز بين الإيمان والشرك.
  • يدفع إلى أداء جميع العبادات، والطاعات.
  • توحيد الإلهية هو أحد أهم أسباب الدخول إلى الجنة.
  • التوحيد الشامل يجمع بين توحيد ألوهية الله تعالى وتوحيد ربوبيته العز والجل.
  • يُبرهن عن صحة القلب، واستقامته.

خاتمة عن توحيد الالوهية

تتعلق هذه المعلومات بتوحيد الألوهية لله سبحانه وتعالى، وتبين بشكل أوضح من غيرها من مفاهيم التوحيد الأخرى العلاقة بينها، وتشكل جزءًا لا يتجزأ من جديد موسوعة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى