التعليموظائف و تعليم
بحث عن تعظيم الله تعالى
بحث عن تعظيم الله
- تقدم موسوعة بحثًا عن تعظيم الله، وهو الأساس الذي يجب على المسلمين الالتزام به في عبادتهم، وهو أمر صريح من الله لخلقه حيث قال في سورة الواقعة الآية 74 (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ)، فالله سبحانه عظيم في كل شيء من صفاته وأسمائه وذاته وسلطانه وملكه، وكل شيء يتعلق بخلقه وأفعاله عز وجل.
مقدمة بحث عن تعظيم الله
- تعظيم الله تعالى هو من العبادات التي يمارسها الإنسان بقلبه وجوارحه، ولا يمكن قبولها أو تحقيقها إلا بإيمان تام وقوي بالله، لأن الإيمان يعتمد على تعظيمه. وقد ورد في سورة مريم الآية 90 قول الله تعالى تعظيماً لنفسه: “تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا.” ولتعظيم الله تعالى، يجب اتباع بعض المظاهر والأمور التي تظهر تقديراً واحتراماً له، وحينها يحصل الإنسان على ثمارها في الدنيا والآخرة.
عناصر بحث عن تعظيم الله
نتناول من خلال بحثنا عن تعظيم الله سبحانه العناصر الآتية:
- تعظيم الله جل جلاله.
- مظاهر تعظيم الله عز وجل.
- قصص عن تعظيم الله.
- تعظيم الله عند السلف.
- خاتمة بحث عن تعظيم الله.
تعظيم الله جل جلاله
- الله سبحانه وتعالى هو خالق الكون بكل ما فيه، وهو مالك الملك كله، وجميع الكائنات والأكوان تحت سلطته، حيث خلق كل شيء في السموات والأرض من العدم، وأمر الإنسان والملائكة والجن بالعبادة وفقًا لمشيئته، وحتى الأشياء الغير حية مثل الطيور والرياح تسبح بحمده وتذكره في جميع أوقات اليوم.
- كل هذا ليس لأن الله في حاجة إليه، ولكن ليختبرهم ويمتحنهم، فمن نجح في الاختبار على النحو الأمثل، فسيحصل على جنات عدن لا يعاني بعدها أي شدة، وأما من عصى فإن مصيره النار، وهذا مصيرٌ بئيس، حيث قال تعالى: “فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرًّا يره.
- جعل الله سبحانه وتعالى التعظيم من أجل العبادات، ويتم ذلك من خلال تجلية مظاهره العديدة، ويهدف إلى تعزيز الإيمان بالله المطلق وأنه أعظم وأجل من كل شيء.
- وقد قال ابن القيم عن منزلة التعظيم، إن هذه المنزلة تابعة للمعرفة، فعلى قدر المعرفة يكون تعظيم الله سبحانه بالقلب، وأعرف الناس به أشدهم تعظيمًا وإجلالًا، وقد ذم الله تعالى من لم يعظمه حق عظمته، ولا عرفه حق معرفته، ولا وصفه حق صفته.
مظاهر تعظيم الله عز وجل
- توجد العديد من الطرق لتعظيم الله سبحانه، من بينها تكبيره عندما يرفع المؤذن الأذان خمس مرات في اليوم، وأداء الصلوات الخمس المفروضة، وتقديس الله، وحمده، وتسبيحه، وذكره بعد انتهاء الصلاة. ومن ذلك ما فعله النبي نوح عليه السلام عندما دعا قومه إلى عبادة الله وحده وعدم المشاركة به، كما ورد في قول الله تعالى في سورة نوح الآية 13 (ما لكم لا ترجون لله وقارًا).
- لم يكن لقوم نوح تقدير حقيقي لله تعالى وتعظيمه، وتعبيراً عن التقدير الحقيقي لله تعالى يجب على العباد زيادة الشكر والاستغفار والحمد والانابة إليه، وإظهار المحبة لله قبل المحبة لغيره، والالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية وعدم تجاوز حدها. وفيما يلي سوف نوضح بالتفصيل مظاهر تعظيم الله.
تعظيم الله في الصلاة
- يتجلى تعظيم الله سبحانه في الصلاة، التي تُمثل أعظم ما يتعبّد به المسلم لله تعالى بعد الشهادتين. ومن دلائل إثبات ذلك ما رُوي عن الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث كان يستفتح الصلاة بقوله: (سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبِحمدِكَ، وتبارَكَ اسمُكَ، وتعالى جدُّكَ ولا إلَهَ غيرُكَ). فالرسول هو قدوتنا وأسوتنا، وهو أحسن الخلق تعظيماً لله وأعظمهم ثناءً عليه، وعلينا الاقتداء به في الفعل والقول.
- ومن مظاهر تعظيم الله في الصلاة : يتم التعظيم من خلال الركوع في الصلاة، حيث أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتعظيم الله في الركوع، ولا يعني ذلك أنه لا يتم التعظيم في السجود لله سبحانه، ولكن يتم التعظيم بشكل أكبر في الركوع، وقد قال النبي الكريم أن الارتفاع بعد الركوع كله تعظيم لله.
تعظيم الله بالتفكر في الكون
- يعد التفكر في خلق الله والكون وما فيها من أبرز مظاهر تعظيم الله تعالى، حيث يمتلئ القلب بالإجلال والإيمان عند التفكر في عظمة خلق الله وإعجازه، ويجد الإنسان نفسه يتحلى بروح الدعاء تلقائيًا.
- وجاءت في القرآن بعض الأدلة على ذلك كما ورد في قول الله تعالى في سورة آل عمران الآيات 190، 191 (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار علامات للأذكياء، الذين يذكرون الله وهم قائمون وجالسون وعلى جنوبهم ويتأملون في خلق السماوات والأرض. ربنا ما خلقت هذا باطلا، سبحانك فقنا عذاب النار).
- التفكر في الكون يعني التأمل في خلق القمر والشمس ودورانهما، وتعاقب النهار والليل، والتدبر في خلق النبات والشجر والحجر، حيث يؤتي تعظيم الله ثمارا عظيمة، منها إقامة الخوف منه في القلوب، ونزع رهبة غيره من الصدور، وقد قال سعيد بن جبير: “ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته”، وروح العبادة هي الإجلال والمحبة، فإذا تخلى أحدهما عن الآخر فسدت.
مظاهر تعظيم الله في الزمانية والمكانية
- تعظيم شعائر الله المكانية: من الأساليب التي تعبر عن التقدير والإجلال لله، تعظيم المساجد والبيوت التي تخص الله، ومن بين هذه الأماكن: البيت الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى. وقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية أن التعظيم يكون بالصلاة في هذه المساجد، حيث قال: (فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة، وفي مسجدي ألف صلاة، وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة). كما يمكن تعظيم بيوت الله بالخشوع والإقبال عليها بقلوب محبة والإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن فيها.
- تعظيم شعائر الله الزمانية: تعظيم يوم الجمعة والساعة المستجابة للدعاء من الله تعالى، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم “في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يدعو الله تعالى بشيء إلا أعطاه إياه.
- تعظيم الله تعالى بالعمل الصالح: جميع الأعمال الصالحة، سواء كانت من عبادة وطاعة أو من الأعمال المعروفة بالخير والصلاح والإحسان إلى خلق الله، فهي من شعائر تعظيم الله، وذلك بأداء هذه الأعمال بالطريقة التي يرضاها الله، وبأن تكون مظاهر تعظيم الله التي تستحق رضاه ومحبته.
قصص عن تعظيم الله
- من أروع الأمثلة التي تذكر في التاريخ عن تعظيم الله سبحانه ما حدث لإمام دار الهجرة مالك بن أنس رضي الله عنه عندما سأله أحدهم عن قول الله تعالى في سورة طه الآية 5 (الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ)، وكيف استوى.
- يقول الرواي حول موقف الإمام مالك تجاه ذلك السؤال: عندما شاهد شيئًا في مقالة، وجد أنه يثير غضبه كما يثير رد فعله عرقًا، وانضم إليه رفاقه في الغضب والتوتر، وطلبوا من مالك الأمر أن يتخذ إجراءًا ضده، ولكنه رفض وأخبرهم أن الكيف والاستواء غير معروفين وأن الإيمان بهما واجب والاستفسار عنهما بدعة، وأنه يخشى أن يضل بهما، وبالتالي تم إخراج المسألة من قبل المالك.
تعظيم الله عند السلف
- كان السلف الصالح رضي الله عنهم جميعًا من أشد الناس تعظيمًا لله، إذ كانوا هم الأكثر حرصًا على طاعته وأبعدوا عن ارتكاب المعاصي، ويقول القنوجي: `وهم، أي السلف الصالح، أشد تعظيمًا لله وتنزيهًا له عما لا يليق بحاله`.
- وقال ابن منده بكتاب الإيمان: (والعباد يتفاضلون في الإيمان علىٰ قدر تعظيم الله في القلوب والإجلال له، والمراقبة لله في السر والعلانية).
- يقول العلامة محمد الأمين الشنقيطي حول ذلك الأمر: إذا استمع الإنسان إلى وصف لخالق السماوات والأرض أو رسوله، فعليه أن يملأ صدره بالتعظيم والتقدير، وأن يؤكد أن هذا الوصف يشير إلى الكمال والجلال والشرف والعلو الذي لا يمكن مقارنته بصفات المخلوقين، وبذلك يصبح القلب مُنزّهاً ومعظّماً لله (جل وعلا)، دون أن يتأثر بالتشبيه والأوهام.
- وقد قال عون بن عبد الله: قال النبي صلى الله عليه وسلم `ليعظمن أحدكم ربه بأن يذكر اسمه في كل شيء حتى يقول: أخزى الله الكلب، وفعل الله به كذا`. وقال الخطابي: `وكان بعض مشايخنا يذكر اسم الله تعالى فقط فيما يتعلق بالطاعة`.
تعظيم الله في السنة النبوية
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أمته بأهمية تعظيم الله سبحانه وتعالى ووجوب القيام به، وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه، قال إن حبرًا من الأحبار أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “يا محمد، إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء على إصبع، والثرى على إصبع، وسائر الخلق على إصبع، فيقول: أنا الملك”، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، تصديقًا لقول الحبر، ثم قرأ الآية الواردة في سورة الزمر: 67 “وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ.
- قال الأعرابي لرسول الله-صلى الله عليه وسلم-: نستعين بالله عليك، وقد صَرَّح النبي صلى الله عليه وسلم بقوله “سبحان الله، سبحان الله!”، وظل يتكرر ذلك حتى عرفت أصحابه أنه يستغيث بالله، وثم قال: “يا ويلك، هل تعلم من هو الله؟ إن شأن الله أعظم من ذلك، فإنه لا يستشفع بالله لأحدٍ ممن خلقه.
خاتمة بحث عن تعظيم الله
وبهذا نكون قد تعرفنا من خلال بحثنا عن تعظيم الله تعالى وتعظيم شعائره في الدنيا والآخرة، على كيفية عظمة العبد لربه سبحانه، والتي تبدأ بالقلب وتتم بالأعمال الصالحة التي تشمل أداء العبادات وحسن المعاملة مع خلق الله جل وعلا.