الأرشيفالمراجع

بحث عن الفرزدق

الفرزدق | موسوعة الشرق الأوسط

يطلق اسم الفرزدق على من يريد الاعتراض بشعره ويتباهى به، ويتم مناقشة حياته وصفاته وما اشتهر به، فقد كان الشعر والشعراء محل اهتمام المفكرين والأدباء، وبالتالي فإن تسليط الضوء على حياة الفرزدق يعد ضروريًا كونه أحد أهم أعمدة الشعر العربي، وكان معروفًا بشعر الهجاء والمديح والفخر، وكان يتنافس مع الجرير في هذه الأنواع من الشعر، وكان التفاخر بينهما والتنافس سببًا مهمًا في ازدهار الشعر العربي.

جدول المحتويات

بحث عن الفرزدق

همام بن غالب بن صعصعة الدرامي التميمي، أحد شعراء العصر الأموي الأشهر والأكثر فصاحة.

نسب الفرزدق

كان صعصعة بن ناجية التميمي جده، وكان مشهوراً بأنه يقوم بإفتداء الموؤودات في قومه أثناء الجاهلية، كما اشتُهِرَ أيضًا بجوده وكرمه ونصرته للمظلومين والمحتاجين، وأدرك الإسلام وأسلم.

مولده

ولد في الكاظمة (الكويت حاليًا) عام 641 ميلادية، الموافق 38 هجرية.

كنيته

أبو فراس

لقب الفرزدق

اللقب بالفرزدق يعني الرغيف من الخبز ويُسمى بهذا الاسم بسبب امتلاء وجهه وتجهمه وضخامته.

نشأته

ولد وعاش في مدينة البصرة بالعراق، وكانت حياته مليئة بمزيج متناقض من المديح والهجاء والزهو والفخر بين الأمراء. كان يمدح بعضهم طمعًا في المال ويهجو بعضهم الآخر لإرضاء خصمه وكسب المال منه والتفاخر بنفسه بين الناس، مستندًا إلى أصله ونسبه وفصاحته النادرة في الشعر وبلاغته. ذكره الجاحظ في هذا الجانب، وقال إنه لولا الموروثات من شعر الفرزدق، لذهب ثلث اللغة العربية.

صفات الفرزدق

  • كان الشاعر الفرزدق متميزاً بين شعراء جيله، حيث كان يتميز بالفصاحة والبلاغة والذكاء وسرعة الحفظ، ولم يكن يضاهيه أو ينافسه سوى الشاعر جرير، وكان التناحر بينهما هو السبب الرئيسي في ازدهار الشعر العربي في تلك الحقبة الزمنية بأشعارهما المميزة، التي لم يأتي الزمن بمثيلها بعد ذلك. وكان الفرزدق مشهوراً بكرمه الذي يصل إلى درجة الإسراف، فكان ينثر ثمن إبله فوق رؤوس قومه، متباهياً ومتفاخراً بهذا العمل، مسعى للتباهي بينهم.
  • بسبب موهبته التي لم يستطع أحد مجاراتها، اشتهر الفرزدق بغروره بين رفاقه وأهله، ولم يتمكن أحد من منافسته في تحقيق مكانته إلا الجرير
  • يتأرجح سلوك الفرزدق بين الثناء على شخصٍ ما إذا كان كريمًا في العطاء، واللوم عليه إذا تغيرت نواياه أو نفاد إنفاقه.

وفاة الفرزدق

توفى الفرزدق 114هـ الموافق 732م.

شعره

يتميز الشاعر العربي الفرزدق بشعره الهجائي، حيث لم يترك أحدًا دون أن يتعرض لانتقاداته، وكان من بين الذين تأثروا بشديد من هجائه أبناء فقيم؛ وذلك بسبب خلافه معهم بسبب قبولهم الدية، وعلى الرغم من ذلك، كان يُظهر حسن الضيافة ويعيل من يلجأ إليه ويساعدهم ويحميهم، تمامًا كما كان يفعل أجداده.

الفرزدق وجرير

كان الصراع المستمر بين جرير والفرزدق هو النار التي صهرت عظائم السبائك الذهبية. فكان كل منهما ينتمي لأميرٍ ما أو يتحيز لوليٍ معين، ويقوم بالمديح فيه والذم للجانب الآخر. وتمَّ تأليف العديد من القصائد الشعرية عن هذا الصراع، والتي كانت تُعرَفُ بـ”شعر النقائض”، وهو نوعٌ خاصٌ من الشعر يعتمد على المديح في شخصٍ ما وذكر محاسنه وإحصاء مميزاته، وفي الوقت ذاته، الذم للطرف الآخر وعد سيئاته وذكر كل ما يشينه. وكانت تلك الوسيلة قديمًا من وسائل تكسب الشعراء المال وتربحهم .

يحكى أن الفرزدق التقى بالجرير وهو محرم للحج، وكان يريد إفساد حجته. فقال له:

أنت لقٍ بالمشاعر مِن منىّ، كالفخار، فأخبرني من أنت فأنت فاخر.

لم يرد الجرير على مناداته، ولكنه استجاب لنداء “لبيك اللهم لبيك” وتجاهل هجومه، وحافظ على ثباته حتى لا يفسد إحرامه، ولكن بعدما عاد وأكمل حجه، قال له:

لا يوجد للفرزدق سوى بني العم الذين يمكنهم مساعدته بالخشب

سِيروا بني العمّ فالأهوازُ منزلكم … ونهر تبرى فما تدريكمُ العرب.

وبعد حياة صاخبة مليئة بالتباهي والتفاخر والتنافس، توفي الفرزدق تاركًا صاحبه وحيدًا بدون أصدقاء أو رفاق، ودون تباهي أو تنافر. وجرير وصفه بأن موته أطفأ جمرة حبه، وجفف دموعه، وأفرغ قلبه. وبعد أربعين يومًا، التقى بربه.

تحمل حياة السابقين العديد من القصص والدروس التي يجب علينا استخلاصها واستيعابها، فلا يدوم شيء سوى وجه الله، والعمل الصالح والحسنة هي المتبقية، وإذا انتهزنا الفرصة للاستفادة من تلك الدروس، فسنحقق النجاح في الدنيا والآخرة .

المراجع

1

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى