التعليموظائف و تعليم

اول من وضع التاريخ الهجري

Add a heading823 | موسوعة الشرق الأوسط

تعرف معنا من خلال مقالنا اليوم في الموسوعة على أول من وضع التاريخ الهجري، وفي كل عام يحتفل المسلمون برأس السنة الهجرية في الأول من شهر محرم، وهو عطلة رسمية يحصل عليها جميع المواطنين.

تستخدم المملكة العربية السعودية وبعض دول منطقة الخليج التقويم الهجري رسمياً، على عكس باقي الدول العربية التي تستخدم التقويم الميلادي رسمياً، ويتم الإشارة إلى التقويم الهجري فقط في المناسبات والأحداث الدينية المختلفة.

يتميز التاريخ الهجري بكونه واحدًا من أربعة تواريخ يستخدمها العالم لتحديد المواعيد والأحداث، وهذه الأربعة تواريخ هي التقويم الهجري، والميلادي، والفارسي، والصيني، ويتم استخدامهم لتاريخ الأحداث والأنشطة اليومية.

لذلك، دعونا نتعرف على بعض التفاصيل حول السنة الهجرية، ومن وضع التقويم الخاص بها، ولماذا يُطلق عليها هذا الاسم، وماذا تعني أسماء الشهور الهجرية، فقط اتبعنا لمعرفة المزيد.

اول من وضع التاريخ الهجري

يُعتبر الخليفة عمر بن الخطاب هو من وضع التقويم الهجري، وتعرف البشرية على هذا التقويم في عهده، ويتألف التقويم من حوالي 12 شهرًا مستندًا إلى دورة القمر، ومازال العالم يتابع الهلال لمعرفة اليوم الأول من كل شهر ولمعرفة اكتماله أو نهايته.

تم إعتماد التقويم الهجري منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب، ويستخدم التقويم الهجري حاليًا لتحديد مواعيد شهر رمضان وهلال شوال واستطلاع هلال عيد الأضحى وموسم الحج،

متى بدأ التاريخ الهجري

أُطلق على السنة الهجرية هذا الاسم نسبة إلى هجرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، من مكة المكرمة والذهاب إلى المدينة المنورة.

قصة التاريخ الهجري

  • في الأزمنة القديمة، كان المسلمون يكتبون الأحداث الهامة فقط.
  • ومن بين الأحداث التي جرت فيها، عام الفيل الذي شهد ولادة نبينا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
  • بعد وفاة الرسول (ص) وتسليم الخلافة لأبي بكر الصديق، جاء بعده الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي وجد أن الدولة الإسلامية تحتاج إلى تقويم خاص بها يساعد في تيسير الأمور وإدارة شؤون البلاد وفقًا لتواريخ محددة، خاصة في مصر التي كانت تستخدم التقويم القبطي، وفي بلاد الفرس اعتمدوا على تقويم خاص بهم يعبر عن تاريخ الملوك الفرس، أما في سوريا فكانوا يستخدمون التقويم الروماني اللوليان.
  • بعد مرور 17 عامًا على هجرة الرسول (ص)، وتحديدًا في العام الثالث أو الرابع من عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، تم إرسال خطاب من أمير البصرة أبو موسى الأشعري إلى الخليفة عمر، وكان مؤرخًا بشهر شعبان، ولم يتم تحديد السنة.
  • في هذه الخطاب، وجه الأشعري حديثه إلى عمر، وأخبره بأن الكتب تأتي مؤرخة بشهر شعبان أو أي شهر آخر دون تحديد السنة المقصودة، سواء كانت السنة الحالية أو السابقة.
  • ووفقًا للمصادر التاريخية الإسلامية، التقى أمير المؤمنين الخليفة عمر بالصحابة لبحث هذه المسألة التي أثيرت من قبل الأشعري، وكان هناك آراء مختلفة حول بداية التقويم، حيث اقترح البعض أن يبدأ التقويم من تاريخ ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في حين اقترح آخرون أن يبدأ من تاريخ وفاته.

الآراء الخاصة بالتقويم الهجري

  • توجد آراء عديدة بشأن بداية التقويم، والأغلبية منها تميل إلى أن يبدأ التقويم منذ هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتم تنفيذ هذا الرأي في النهاية بعد استشارة الخليفة عمر بن الخطاب لكلاً من علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان، واتفقوا على أن يبدأ التقويم من العام الذي هاجر فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم
  • تم اختيار شهر محرم ليكون بداية العام الهجري، ويُعد شهر ذي الحجة هو الشهر الأخير في التقويم الهجري، وكانت السنة الهجرية الأولى توافق عام 622 ميلاديًا، وتحديدًا السادس عشر من شهر يوليو من ذلك العام.
  • تم تأسيس هذا التقويم على أساس الشهور العربية التي كان المسلمون يعرفونها قبل ذلك، وبدأت التقويم الهجري منذ ذلك اليوم؛ لأنه يعتبر الحدث الأهم الذي مر به عصر الإسلام في هذا الوقت، وهو بداية جديدة لعصر آخر سيتم بناء الدولة فيه على الرحمة والتسامح والحب والمودة وغيرها من القيم السليمة.
  • رجَّح سيدنا عمر أن يبدأ التقويم من خلال هجرة الرسول؛ لأن ذلك ساعد في التفريق بين الباطل والحق، ومن خلالها تمكن المسلمون من تحقيق استقلالهم السياسي والديني.

التقويم الهجري

  • هو تقويم قمري، حيث يشير ظهور الهلال إلى بداية الشهر، وفي حالة اختفاء الهلال يعني ذلك نهاية الشهر، ويستخدم لتحديد التواريخ الرسمية للأحداث والمناسبات في الحياة اليومية.
  • تتألف السنة الهجرية من 12 شهرًا، وهي على التوالي: محرم، صفر، ربيع الأول، ربيع الثاني (ربيع الآخر)، جمادى الأولى، جمادى الآخرة، رجب، شعبان، رمضان، شوال، ذو القعدة، ذو الحجة.
  • وجاء هنا قول الله عز وجل من سورة التوبة:”إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36)”، ويظهر نا من خلاله عدد الأشهر.
  • يتوافق وقت القمر الجديد مع اليوم الأول من الشهر الهجري، وتختلف أيام الأشهر بين 29 و 30 يومًا، باستثناء شهر ذي الحجة الذي يمكن أن يتغير عدد أيامه خلال ثلاثين عامًا، وذلك للحفاظ على توافق التقويم الهجري مع أطوار نمو القمر.
  • يتم التقويم الهجري عن طريق تسجيل الأحداث والفعاليات، ويرتبط بالفرائض التي يجب على المسلمين القيام بها، مثل الصوم والحج.

تقسيمات الشهور الهجرية

هناك تقسيمات مُحددة يتم وضع الشهور الهجرية بها، وهي كالآتي:-

الأشهر الحُرم

  • كان هناك أربعة أشهر كانت محرمة عند العرب في عصر الجاهلية، وهي: شهر محرم، ورجب، وذو القعدة، وذو الحجة، وظل هذا الحال كما هو حتى بعد دخول الإسلام.

وهنا جاء قول الله سبحانه وتعالى:”فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5)”.

الأشهر الحِل

حصل هذا الشهر على هذا الاسم لأن العمليات القتالية كانت مسموحة بها، وكانت حلالًا لدى العرب سواء كانوا في عصر الجاهلية أو في عصر الإسلام، ويتواجد فيها الأشهر الهجرية الثمانية، وهي: صفر وربيع الأول وربيع الآخر وجمادى الأولى وجمادى الآخرة، بالإضافة إلى شعبان ورمضان وشوال.

المعاني الخاصة بأسماء الشهور الهجرية

تحمل أسماء الشهور الهجرية مجموعة من الإشارات والمعاني المختلفة، وسنتحدث عنها في النقاط التالية

شهر مُحرم

  • كان يطلق على الشهر المحرم اسم الحرام، وذلك لتحريم القتال فيه.

شهر صفر

  • يحتل المرتبة الثانية في الشهور الهجرية، ويطلق عليه هذا الاسم لأن العرب يتركون بيوتهم خالية من السكان عندما يقومون بالاستعداد للقتال في وقت معين من العام.
  • يعني عدم ترك أي متاع أو غنائم للعدو بعد هزيمتهم، وفوز المسلمين عليهم.

شهري ربيع الأول وربيع الأخر

  • يطلق على هذه الشهور اسم “ربيع رابع” نسبةً للعرب الذين كانوا يستثمرون كل ما استولوا عليه ونهبوه خلال شهر صفر، ويعني هذا المصطلح “مُخْصِب.
  • يسمى هذا الوقت بهذا الاسم لأنه يتزامن مع فصل الربيع في هذا الوقت من العام.

شهر جمادي الأولى والأخر

  • “يشير هذا الاسم إلى تجمد المياه في فصل الشتاء، وتساعد درجات الحرارة الباردة في تشكل الثلوج في هذه الفترة.

شهر رجب

  • يعني اسم رجب شهر الترحيب والتعظيم، ويُسمى بذلك نسبة إلى رجب الرماح، وهو اسم يشير إلى نوع النصل، ويدل على وقف القتال في البلاد؛ لأنه من الشهور الحرم.

شهر شعبان

  • الاسم الذي أُطلق على هذا الشهر يرجح أنه بسبب حب العرب للتشعب والقتال في كل مكان للتحضير للحرب مرة أخرى، وذلك بعد منعهم في شهر رجب.
  • يُقَالُ أن العرب كانوا يفضلون التشعب في المناطق المختلفة للبحث عن المياه، لأن كميتها تكون في هذا الوقت قليلة للغاية.

شهر رمضان

  • يطلق على شهر رمضان هذا الاسم بسبب شدة الحر في الجو عندما جاء لأول مرة، ويجب أن يتم صيام هذا الشهر منذ أذان الفجر وحتى أذان المغرب، وهو فرض من فرائض الإسلام الخمسة.
  • وعمومًا، يُعبر الرمضان عن الحر الذي يصيب الحجارة عندما تتعرض لأشعة الشمس القوية.

شهر شوال

وأُطلق عليه هذا الاسم بسبب تشل الإبل أذيالها مع بداية فصل الشتاء، ولذلك سُمي بشهر شوال.

شهر ذو القعدة

يُطلق على هذا المكان اسمه لأن العرب يستقبلون فيه الحجاج ويقعدون فيه للحفاظ على أمنهم؛ حيث يُعد من ضمن الأشهر الحرم.

شهر ذو الحجة

يأتي العاشر من ذي الحجة في نهاية السنة الهجرية، وهو اليوم الذي يتم فيه تأدية فريضة الحج من قبل المسلمين، ويُسمى بهذا الاسم.

من وضع التاريخ الميلادي

  • ارتبط التقويم الميلادي عبر التاريخ بميلاد السيد المسيح عليه السلام، وتم استخدامه من قبل راهب مسيحي، حيث بدأ استخدامه مع بداية العام الذي اعتقدوا أنه شهد مولد السيد المسيح عليه السلام.
  • يشار إلى التقويم الذي يستخدم حاليًا باسم التقويم الجديد، أو التقويم الغريغوري، أو التقويم المسيحي، الغربي، وغيره، ولكن في معظم البلدان يشار إليه باسم التقويم الميلادي.
  • اعتمد حاكم الإمبراطورية الرومانية على أحد الرجال الإسكندريين الذين يعملون في علم الفلك واسمه سوسيجنيو، وأمره بتعديل التقويم الروماني القديم.
  • ومن هنا أصبحت السنة الكبيسة تحتوي على 366 يومًا، ونمر بها كل أربع سنوات، أما السنة العادية فتحتوي على 365 يومًا.
  • نجد أن عدد أيام الشهور الفردية حوالي 31 يومًا، بينما تحتوي الشهور الزوجية على حوالي 30 يومًا، والشهر الوحيد الاستثنائي هو فبراير حيث يحتوي على 29 يومًا ويحدث ذلك كل 4 سنوات، وبعد ذلك يعود إلى 28 يومًا.
  • تم تطبيق التعديلات المختلفة في عام 709 ميلادية، وهي في فترة تأسيس إمبراطورية رومانيا، وذلك قبل 45 عامًا من مولد السيد المسيح.
  • وعند استخدام التقويم الزمني بشكل عام، يُشار إليه بالتقويم الشمسي.

تطور التقويم الميلادي

  • في العام 1582م، أعلن البابا غريغوريوس الثالث عشر، الذي كان يشغل منصب بابا روما في ذلك الوقت، عن التقويم الميلادي، وكان هذا القرار جزءًا من الإصلاحات التي تم إجراؤها على التقويم اليولياني، وقام بتعديل نظام الكبس للتقويم حتى وصلنا إلى النظام الحالي.
  • يرجع بدء استخدام التقويم الميلادي إلى زمن الرومان، فقبل سنة 45 قبل الميلاد كان يتم استخدام التقويم القمري، وكانت السنة تبدأ في شهر مارس، ويبلغ عدد أيام السنة الميلادية حوالي 354 يومًا.
  • كان الرومان يضيفون شهرًا كل شهرين، لتتوافق فصول السنة مع الأيام.
  • في منتصف القرن السادس، بدأ الراهب الأرمني ديونيسيوس اكسيجونوس دعوةً لإنشاء تقويم يحتوي على بداية السنة وعدد الأيام، ومتوافق مع سيدنا المسيح، دون الربط الكامل بتأسيس الإمبراطورية الرومانية، وتحققت هذه الرغبة ونجح في تحقيق ذلك.
  • تزيد السنة الميلادية (الشمسية) عن السنة الهجرية القمرية بحوالي 11 يومًا نتيجة لدوران الأرض حول الشمس مرة واحدة في 365 يومًا، بينما يستغرق دوران القمر حول الأرض 354 يومًا تقريبًا، ويتم ذلك حوالي 12 مرة.
  • وتتألف السنة الميلادية من اثني عشر شهرًا، وهم على التوالي يناير، فبراير، مارس، أبريل، مايو، يونيو، يوليو، أغسطس، سبتمبر، أكتوبر، نوفمبر، ديسمبر.

في نهاية مقالنا، ناقشنا من وضع التاريخ الهجري وتعرّفنا على الشخص الذي وضعه كأساس، ونتمنى أن تكون المعلومات التي قدمناها قد أفادتكم، ونترككم الآن في رعاية الله.

المراجع

1

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى