الدين و الروحانيات الناس و المجتمع

الذين اتبعوا الكتاب والسنه وسارو على ماكان عليه

يعد الدين الإسلامي بحرًا لا ينتهي، حيث نتعلم فيه معلومات جديدة كل يوم، ويساعدنا الاطلاع على سيرة الصحابة والتابعين للكتاب والسنة في التعرف على رسول الله بشكل أفضل وتدبر الأحكام الشرعية بخشوع واقتناع، فالله أمر المسلمين بالتفكر والتدبر، ولذلك نقدم في هذا المقال على موسوعتنا كل ما يتعلق بأهل الكتاب والسنة وعقائدهم الشرعية وخصائصهم

وكما تحدثنا سابقًا عن الطرق الفعالة في محاربة أعداء الإسلام ومحاربة أهل البدعة والخداع، فكيف يمكننا أن نتعلم منهم في الأفعال والأقوال؟ وما هي المناهج التي درسوها وتعلموا منها؟ فكلما انغمسنا في حياتهم، سنجد آثار الإسلام وعمقه في كل تصرفاتهم وأفعالهم؛ إذ كانوا يعبدون الله حق عبادة وكانوا يقتدون برسول الله في كل شيء ليحظوا برضاه.

جدول المحتويات

الذين اتبعوا الكتاب والسنه وسارو على ماكان عليه

يتم تكرار سؤالٍ بشكل مستمر في مراحل التعليم المختلفة، ويسعى الطلاب إلى معرفة الإجابة الصحيحة والمعتمدة على نحو منهجي:

السؤال هو: الذين اتبعوا الكتاب والسنه وسارو على ماكان عليه.
الإجابة هي: الجامعة في الاصطلاح.
يُطلق على الأشخاص الذين يتبعون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدرسون القرآن الكريم بكل أحكامه وآياته وتفسيراته ويتمتعون بالمعرفة بالأمور الدينية مثل العقيدة والسنة، ويقومون بتنفيذ ما درسوه وتطبيقه في حياتهم اليومية، بلقب “أهل الكتاب والسنة.
يتبع أهل الكتاب والسنة المنهج النبوي بجميع أجزائه ويطبقونه في جميع جوانب الحياة.

يجب على المسلم التمسك بعقيدة السلف الصالح ولا يحيد عنها

تُعد عقيدة السلف الصالح أفضل ملاذ للمؤمن، حيث تساعد هذه العقيدة على توضيح الطريق الحق للمسلم.
قام السلف الصالح بدراسة كتاب الله وسنة نبيه بدراسة شاملة ووافية، ثم وضعوا الكتب التي تفسر دين الله وتسهل فهمها على الجميع.
يتبع السلف كل ما أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يعد منهج السلف واحدًا من المناهج النقية والمفيدة لجميع المسلمين.
الحق واضح وجلي والطريق الصحيح معروف للجميع، وقصد السلف هو إرشاد المسلمين إلى سبيل الله.
بعد انتشار الفتن في المجتمعات، وبعد تغير المفاهيم والقيم، أصبح العودة إلى منهج السلف واجبًا لحفظ المؤمن من هذه الفتن والوصول إلى الأمان.
لم يضيف السلف شيئًا جديدًا للدين الإسلامي، بل قاموا بتوضيح الأحكام والقواعد الدينية فقط.
يقوم أهل السلف بتوضيح بعض الجوانب التي يتجاهلها العامة، لشرح الأحكام والمفاهيم بطريقة سلسة وواضحة.
عاش بعض الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقلوا لنا الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، وبعد ذلك نقل هؤلاء الصحابة العلم للتابعين ومن ثم للتابعين لهم، وهؤلاء الأشخاص هم السلف الصالح الذين نقتدي بهم ونأخذ العلم منهم.
لم يتم تدوين الأحاديث الشريفة فقط من قبل التابعين، بل قاموا أيضًا بتطبيقها في جميع مجالات حياتهم.
حرص السلف الصالح على شرح الدين الإسلامي للجميع دون تفريط أو إفراط.
كان السلف ينتقدون كل البدع وينبذون كل من يبتدع أو يتغير عن سنة رسولنا الكريم.

السلف الصالح

رغم أن منهج السلف ونقلهم لسنة الرسول بدقة وصحة، إلا أنه تعرض لانتقادات شديدة من أهل الكفر.
تم تشويه منهج السلف من قبل الكثيرين الذين عرضوه بشكل مختلف ليظهر بصورة خاطئة، مما زاد من الهجوم عليه.
ينبغي على الناس الحرص على فهم القرآن وحكمه وتدبره بدقة وتفصيل، لأنه لا يكفي فقط أن يتلفظوا بالقرآن بصوتهم، وفي الواقع قال النبي صلى الله عليه وسلم “يقرؤون القرآن ولا يتعدى تأثيرهم حناجرهم.
سيساعد دراسة منهج السلف بشكل محايد ودقيق على حماية المسلم من الوقوع في الأخطاء والزلات.
من الواجب على كل مسلم السير على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا ما فعله السلف الصالحون.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن النبوة ستبقى في أمتكم ما شاء الله أن تبقى، ثم سيزولها إذا شاء، ثم تأتي الخلافة على منهج النبوة فتبقى ما شاء الله أن تبقى، وذلك لأن الله اختار الخلفاء والتابعين لنهج ونبوة رسوله ليهتموا بتوجيه وتعليم المسلمين في شؤون دينهم ودنياهم.
وضع السلف منهجاً خاصاً بهم يُسمى منهج السلف، ويشمل هذا المنهج شرحاً مفصلاً لجميع الأحكام التي تتعلق بالدين والدنيا.
اشتملت كلمة السلف في القرآن الكريم والسنة النبوية على معانٍ متعددة، منها العبرة والعظة والتعلم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة: `لا أراني إلا قد حضر أجلي، وإنك أول أهلي لحوقاً بي، ونعم السلف أنا لك`.

خصائص أهل السنة والجماعة وأبرز أصولهم المنهجية

أهل السنة والجماعة هم أهل الله وخاصتهم، إذ يقتدون بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتفكرون في سيرته، وتشمل خصائصهم:

لا إفراط ولا تفريط

يعتبر ديننا الإسلامي دينًا وسطيًا نبيلًا يدعو إلى الاعتدال والابتعاد عن الإفراط أو التفريط في الدين.
يدعو أهل السنة المسلمين إلى الالتزام بأحكام وتعاليم دينهم والتفكير بحكمة في جميع الأمور.
يتبع أهل السنة رسول الله وأصحابه في جميع أفعالهم، ويتمثل هذا في الاتباع لأقوالهم وأفعالهم.
يبتعد المستهترون والمنحرفون والإرهابيون والمتعصبون عن منهج أهل السنة والجماعة بأقصى مدى.

الرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيه

يعتمد أهل السنة والجماعة على تفسير القرآن وتدبره في جميع أمور حياتهم.
يتفحصون آيات القرآن الكريم بعناية شديدة، وبعد دراسة مطولة يستخرجون الأحكام الشرعية الموجودة في تلك الآيات الكريمة.
يدرس أهل السنة والجماعة سنة النبي محمد ويتبعون الأحاديث النبوية الشريفة للتحقق من صحتها.
عند استخلاص الأحكام، يجب دراسة المسألة من جميع جوانبها والاعتماد على مصادر التشريع الأساسية في الدين الإسلامي، وهي القرآن الكريم والسنة النبوية.

شدة الإيمان

يؤمن أهل السنة والجماعة بالله بإيمان قوي لا يحتوي على أي شك.
يجب عليهم الابتعاد عن كل ما يتضمن إفراطًا أو تفريطًا لكي يكون إيمانهم صحيحًا وخاليًا من أي مظاهر النفاق.
يُدرس علماء الدين الإسلامي الدين بشغف وحماسة لتعمقهم في بحور العلم ويسعون بكل جهدهم واجتهادهم لطلب العلم من الصالحين في كل مكان.
يجب تجنب الأفكار المتطرفة التي يتبناها بعض المتعصبين.

الصحبة الصالحة

تم تسمية أهل السنة والجماعة بهذا الاسم لأنهم يتبعون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعملون في جماعات.
دعا رسولنا الكريم إلى ضرورة الحفاظ على الصحبة الصالحة، وذلك لأنها قادرة على التأثير بشكل كبير على إيمان وعمل المسلم، وهذا الأمر ما يُسعى إليه أهل السنة والجماعة.
لا يقتصر دعوة أهل السنة والجماعة على دعوة الناس لعبادة الله، بل يقومون بتطبيق جميع الأحكام والمعاملات وكل ما درسوه على حياتهم اليومية.

إخلاص العمل لله

لا يبحثون عن التقدير أو الشكر أو التكريم من أي شخص، بل يعملون من أجل الله فقط بعيدًا عن كافة الحسابات ومظاهر النفاق.
يميلون إلى العمل بشكل هادئ وبعيدًا عن الرفاهية والتبذير.

التعاون والاجتماع

يجتمعون فيما يرضي الله تعالى لتحقيق الغرض الأساسي من وجودهم وهو إصدار صورة مشرفة للدين الإسلامي والعاملين عليه، ولتبادل المنفعة.
يُركز أهل السنة والجماعة على توحيد صفوفهم، وذلك للحفاظ على تماسكهم وعدم تأثرهم بأي عوامل خارجية.

البعد عن الفتن

أهل السنة والجماعة لا يشاركون في زرع الفتن في نفوس الأمة أبدًا.
عند ظهور الفتن وانتشارها في البلاد، يجب الرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيه وشرح الأحكام الواردة والواجبة في مثل هذه الأوقات.
يقوم الفقهاء بتيسير الأحكام للمسلمين عمومًا، ولا يقومون بالاهتمام بالأمور المثيرة للجدل أو التأويلية.

إظهار الحق

يتميز أهل السنة والجماعة بصراحة ووضوح آرائهم، ودعمهم المحق دائمًا.
لا يعبدون الأشخاص والوظائف والأماكن، بل يحترمون فقط العلم والتعلم ونقله.
يقومون بتوجيه الناس إلى الطريق الصحيح خلال فترات الفتن لمنع انحراف القلوب.

لهم ألقاب مختلفة

عبر العصور، أُطلقت على أهل السنة والجماعة عددًا من الألقاب.
يُطلق على هذه الجماعة أسماء مختلفة مثل الطائفة المنصورة أو السلف الصالح أو الفرقة الناجية أو أهل الأثر.

منهج أهل السنة والجماعة في محاربة البدع

قاتل أهل السنة والجماعة البدع والخرافات عدة مرات، وأشهر علماء أهل السنة والجماعة هم:

الإمام أبو حنيفة.
الإمام مالك.
الإمام الشافعي.
الإمام أحمد بن حنبل.
الإمام البخاري.
الإمام الترمزي.
الإمام النووي.
الإمام ابن تيمية.

طرق محاربة البدع

كان أتباع السنة والجماعة يحاولون الابتعاد عن أماكن الفتن قدر المستطاع.
البعد عن الكاذبين والمنافقين وعدم الاشتراك معهم في نشر الفتن، اقتداءً بقوله تعالى في سورة المائدة “وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ (2)”.
يمكن محاولة تصحيح المفاهيم الخاطئة عن طريق الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.
ينعزلون ويتقربون من الله في أوقات الفتن حتى لا تتأثر قلوبهم ولا تزغ بعد الهداية، وكانوا يدعون ربهم كثيرًا مثلما أمرهم الله تعالى، فقال الله تعالى في سورة آل عمران “رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (8)”.
ينبغي لنا نصح وأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فمن ينشر البدع ويخرج عن سنة رسول الله عليه السلام، فإن باب التوبة لا يزال مفتوحًا أمامه، ولذلك علينا أن نرشده إلى الطريق الصحيح والمستقيم، عسى أن يتوب ويستقيم.
يتم الدفاع عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل الوسائل.
يهدف نشر الوعي الديني وتثقيف المسلمين بجميع أمور دينهم.
يقوم بعض أتباع الدين بإجراء حوارات مع أعداء الدين ومن ينشرون البدع والفتن حتى يثبتوا أنهم على الحق.

في نهاية المقال، يتعرّف القارئ على الأشخاص الذين اتبعوا الكتاب والسنة وساروا على نهجهم، ويتعلّق المقال بدراسة حياتهم والمناهج التي اتبعوها. ويجب على عباد الله الصالحين دراسة سيرتهم بشكل جيد لمعرفة كيفية العبادة بصدق وحب ونية خالصة لله تعالى. وقد صاحبوا رسول الله ونقلوا الكثير من الأحاديث عنه، لذلك ينبغي على المسلمين تعلُّم سيرتهم واتباع أثرهم. وفي النهاية، نأمل أن تكون هذه الأنماط المشرِّفة قدوة لنا في حياتنا اليومية.

إذا أعجبك الموضوع يمكنك قراءة المزيد من الموضوعات المشابهة من موقع الموسوعة العربية الشاملة من هنا:

المصدر:

1.

اترك تعليقاً إلغاء الرد

يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.