مراحل تدوين السنة وزمنها وابرز سماتها

نقدم لكم في هذا اليوم، أيها القارئ الكريم، مراحل تدوين السنة وزمنها وأبرز سماتها. فالسنة النبوية هي كل ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو رفض أو سكوت، فكل ما كان يصدر عنه هو سنة ونهج نبوي يجب على جميع المسلمين في بقاع الأرض، تبعه والاقتداء به.

يجب الإشارة إلى أن السنة النبوية لم يتم تدوينها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كانت أولويتهم الأساسية هي اتباع أفعاله وأقواله، وكانوا يشغلون أنفسهم بتدوين القرآن الكريم على الأحجار والجلود والأخشاب والأوراق، واستمر نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم لمدة 23 عامًا، وكان الصحابة رضي الله عنهم يحفظونه في صدورهم، ولم يوص النبي بكتابة السنة خلال حياته خوفًا من الخلط بينها وبين آيات القرآن الكريم، وكانوا موجهين بحفظها وتدوينها.

وقد تم جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق عندما أشار عليه علي بن أبي طالب  بذلك بعدما وجد اكثر الصحابة يستشهدون في حروب الردة فخاف على القرآن الكريم من الضياع وقام أبي بكر الصديق بتكليف زيد بن ثابت بهذه المهمة الجليلة أما السنة فتمد تدوينها بعد ذلك ولمعرفة المزيد عن تدوين السنة وتداعيات تدوينها فعليكم بالبقاء معنا في موسوعة.

مراحل تدوين السنة وزمنها وابرز سماتها

أنزل الله سبحانه وتعالى تعاليم دين الإسلام بشكل عام في القرآن الكريم، ولكن تفاصيل هذه التعاليم تم ذكرها في السنة النبوية، فعلى سبيل المثال، فرضية الصلاة ذُكرت في القرآن الكريم، ولكن تفاصيلها مثل عدد الركعات والأوقات والأركان والسنن تم ذكرها في السنة النبوية، وشرح النبي صلى الله عليه وسلم تفاصيلها بالتفصيل، بما في ذلك الوضوء.

أول من دون السنة النبوية

مرت السنة النبوية بعدة مراحل للتدوين سوف نذكرها فيما يلي :-

المرحلة الأولي

على الرغم من أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن مهتماً بحفظ السنة خلال حياته، إلّا أنه لاحظ حرص عبد الله بن عمرو بن العاصي على تدوين كل ما يخرج من النبي من أقوال وأفعال وإطلاقات وصمت، ولم ينه النبي عن ذلك، وكان النبي يريد ترك شيء ينفع أمته بعده .

المرحلة الثانية

في نهاية القرن الثاني للهجرة، وخلال فترة حكم الدولة الأموية، تم الحرص على تدوين السنة النبوية، نظراً لتوسع الإسلام وانتشاره بعد كثرة الفتوحات والغزوات وانتشار المذاهب. ولتفادي الاختلافات، تم الاتفاق على ضرورة تدوين السنة النبوية للحفاظ عليها، ولتكون مرجعاً للمسلمين في كل زمان ومكان. وكان الإمام محمد بن شهاب الزهري، أول من جمع السنة النبوية في تلك الفترة

المرحلة الأخيرة

بدأت المرحلة النهائية لتدوين السنة في القرن الثاني من الهجرة، حيث بدأ علماء الحديث المسلمون في الانفصال عن العلوم الأخرى مثل التفسير والفقه، وظهر منهجهم الواضح في تصنيف الحديث، وتجلت التصنيفات في السنن والأسانيد والمصنفات والجوامع .

ما السبب في تأخير تدوين السنة

كان لتأخير السنة النبوية  عدة أسباب سنقوم بذكرها فيما يلي :-

أحس النبي (صلى الله عليه وسلم) بالقلق من تداخل الحديث النبوي مع القرآن الكريم، حيث تعب الصحابة في عصره في كتابة وتدوين الحديث النبوي على أوراق الرقاع والأخشاب والجزوع، بالإضافة إلى حفظه في الصدور .

نظرًا لرفقته بأصحابه، شعر النبي أن تكليفهم بتدوين القرآن والسنة كمهمة مشتركة كان شاقًا عليهم.

أهم كتب تدوين السنة

• صحيح البخاري .
• مسند الإمام احمد .
• سن بن ماجه.
• سنن أبي داوود .
• صحيح مسلم .
• سنن الترمذي .
• سنن النسائي .
• سنن الدرامي .
• موطأ الإمام مالك .

أهمية تدوين السنة النبوية

“تدوين السنة النبوية هو اتباع لتعاليم النبي (صلى الله عليه وسلم)، وذلك لإرضاء رب العزة. فقد قال تعالى في سورة آل عمران: `قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)`. وقد وصف الإمام مالك السنة النبوية بأنها كالسفينة التي يستقلها المؤمنين للفلاح والنجاة من البلاء .