اشهر الادباء في النثر في العصر الجاهلي

يعد العصر الجاهلي من أجمل الأزمنة التي عرفت الكتابة الأدبية، ولذلك قدمت الموسوعة أشهر الأدباء في النثر في هذا العصر. كانت الجاهلية مليئة بالشعراء والأدباء، وذلك لأن العرب في تلك الفترة كانوا يكتسبون اللغة العربية بالفطرة، حيث يولد الطفل وهو بين أشخاص يجيدون الفصاحة والبيان، فيكتسب الطفل هذه المهارات ويصبح كاتبًا أو شاعرًا. وفي هذا المقال سنتحدث عن النثر في هذا العصر، ونعرف أيهما أسبق بين النثر والشعر وأيهما كان أكثر شيوعًا، ثم سنتعرف على أشهر الأدباء الذين كتبوا في النثر في العصر الجاهلي وأهم أنواع النثر التي كانوا يستخدمونها.

النثر والشعر

إن الأدب ينقسم قسمين: ينقسم الأدب إلى قسمين: الشعر، الذي يعرفه الأدباء بأنه “الكلام الموزون المقفى الذي يسوده العاطفة”، والنثر، الذي يعرفه الأدباء بأنه “الكلام الذي لا وزن له ولا قافية، ويعتمد على الحقائق ويسوده العقل، ويعد أدبًا إنسانيًا، وقد يعتقد البعض أن النثر أقدم من الشعر لأنه يعتبر لغة الكلام العادي.

قبل أن نبدأ بالحديث عن الشعر والنثر، يجب تفريق بين النثر الفني والنثر العادي، فالنثر العادي هو لغة التواصل اليومية التي لا تخضع لأي معايير، بينما يخضع النثر الفني لمعايير محددة، وعلى هذا الأساس، يتفوق الشعر على النثر الفني في الأسبقية، ولكنه متأخر عن لغة التواصل؛ لأن لغة التواصل هي الأساس، ثم يأتي بعدها الشعر. كان الناس يميلون إلى الشعر أكثر من النثر لأنه أسهل في الحفظ بسبب الوزن والقافية التي تسهل حفظ الشعر، كما أن الشعر يتميز بالخيال الذي يخلقه الشاعر.

ثم كتب من خلاله أبيات شعرية، وبالنسبة للنثر الفني، فإنه لا يتحكم به وزن أو قافية، وبالتالي فإن حفظه أصعب من الشعر. وكانت الأسواق الأدبية في السابق تهتم بالشعر فقط وليس النثر، ولم يكن هناك اهتمام كبير بالنثر إلا من قبل عدد قليل من الناس. وعلى الرغم من عدم وجود سجل يحفظ النثر الفني مثل المعلقات في الشعر، إلا أن بعض المؤرخين استطاعوا تحديد حقيقة النثر الفني في العصر الجاهلي، واستطاعوا أيضًا تحديد أقسامه وأنواعه.

أنواع النثر الفني في العصر الجاهلي

حدد بعض الأدباء والمؤرخين أنواع النثر الفني، ومن بين تلك الأنواع الأكثر بروزًا:

1- الخطابة

النثر الفني الذي يعتمد على المشافهة وتقديم الأدلة والبراهين الداعمة للفكرة هو أحد أقدم فنون النثر الفني. ويُشترط فيه أن يراعي الخطيب حال المخاطبين، بحيث ينزل بمستواه الخطابي إذا كان المخاطبون عوامًا، ويستخدم أسلوبًا أكثر تحليلية إذا كان المخاطبون على درجة علمية. وكانت الخطابة في العصر الجاهلي تميزت بقوة الأسلوب ووضوح الفكرة وجزالة الألفاظ وحسن المعاني، وذلك لأن المخاطبين كانوا عرب أقحاح، ولم يكن تنوع الموضوعات متاحًا في ذلك الوقت.

تختلف طول الخطب بين القصيرة والطويلة حسب حاجة الموقف، ففي بعض الحالات لا تتطلب المواقف الإطالة في الخطاب؛ وفي هذه الحالات يكون الاختصار أفضل، في حين أن بعض المواقف تتطلب الإطالة في الخطاب، مثل خطب الجهاد، حيث يحث الخطيب الناس على الجهاد ويثير حماسهم لينتصروا على الأعداء.

2- القصة

في هذا النوع من النثر الأدبي، يتكرر استخدام الخرافات والأكاذيب، وذلك لأن معظم القصص التي كان يحكيها القصاصون للناس كانت من تأليفهم، ولم تكن لها أي أساس من الحقيقة، وكانت هناك قصص مخصصة لأهل المدن وأخرى لأهل القرى، وذلك لاختلاف الحياة والعقلية بين البيئتين.

3-المثل

هذا النوع من النثر الفني هو أحد أنواع النثر الأكثر شهرة في العصر الجاهلي. ومن المعروف أن المثل هو مقولة قيلت في حدث ما، ويستخدمه الناس في الأحداث المشابهة لتلك التي قيل فيها المثل. ويحتوي كل مثل من هذه الأمثال على قصة خفية، ولكي تفهم معنى هذا المثل، يجب عليك معرفة المناسبة التي قيل فيها.

4- الوصايا

اشتُهر هذا النوع من النثر الفني في العصر الجاهلي، وهو عبارة عن حكاية لخلاصة تجارب الحياة بأسلوب شيق ينقل عاطفة السامع. ومن بين الوصايا الأكثر شهرة على مر التاريخ هي وصايا لقمان الحكيم لابنه، وتتضمن الوصية ثلاثة أقسام. القسم الأول هو التمهيد ويتضمن تهيئة لموضوع الوصية الرئيسي، والثاني هو موضوع الوصية الرئيسي، والثالث هو الخاتمة، وفي النهاية يتم ذكر خلاصة موضوع الوصية.

أشهر الأدباء في النثر في العصر الجاهلي

لقد اشتهر عدد كبير من الأدباء في العصر الجاهلي بالنثر، وعلى الرغم من أن ما كانوا يكتبونه لم يتم تدوينه، وإنما كان يتناقل عبر التلقين والحفظ، ولم يكن هناك شيء يتم كتابته، ومع ذلك، فإن أعمالهم الأدبية النثرية لا تزال حتى يومنا هذا، وهذا يدل على قوة تلك الأعمال، ومن بين أشهر الأدباء الذين اشتهروا بفن النثر الأدبي في العصر الجاهلي:

• • • قس بن ساعدة: وكانَ أشهرَ خطباءِ العربِ، وهو الأولُ الذي قال في الخطبةِ: `أما بعدُ`.
    • عامر بن الظرب.
    • أكثم بن صفي التميمي هو أحد أكثر حكماء العرب حكمة.
    • هرم بن قطيعة.
    • ربيعة بن حذار.

    • زهير بن جناب.