أنواع القلق واعراضه وعلاجه
يعاني الكثير من الناس من القلق، وهو حالة تجعل الشخص غير قادر على التعامل مع الحياة والمجتمع، وتتسبب فيها أسباب مختلفة، وربما يعتبر بعضهم أنها اضطراب نفسي، والبعض الآخر يرونها نتيجة للتفكير المفرط في بعض الأمور، ومهما كانت الأسباب، فإن القلق يؤثر بشكل سلبي على حياة الشخص ويجعله غير قادر على القيام بأنشطته اليومية بشكل طبيعي. وسنتعرف من خلال هذا المقال على أسباب القلق وكيفية علاجه.
تعريف القلق:
القلق هو شعور بالخوف أو الفزع من أمر معين، ويمكن أن يتكرر الشعور بالقلق عدة مرات لدى الإنسان دون سبب واضح، ولكن في بعض الحالات يكون الشخص مصابًا بمرض اضطراب القلق الذي يتسبب في تكرار الشعور بالقلق بشكل متكرر ومتقارب، ويعتبر هذا المرض مرضًا نفسيًا عندما يزيد مستوى القلق عن المعدل الطبيعي للشخص أو بدون سبب واضح، ويمكن أن يتسبب هذا المرض في شعور الشخص بالخوف الشديد بلا سبب واضح.
أنواع القلق المختلفة:
هناك عدة أنواع من القلق، حيث يصاب كل شخص بالقلق بناءً على حالته وسببها، ولكن لكل شخص طريقته الخاصة في التعبير عن القلق، وتشمل أنواع القلق ما يلي:
أولاً: القلق الناتج من الحالات الطبية:
يعاني العديد من الأشخاص من هذا النوع بسبب إصابتهم بمرض معين أو مشكلة صحية، وعلى الرغم من أن هذه المشاكل قد تكون بسيطة، إلا أنها قد تؤدي إلى حدوث اضطرابات لصاحبها، ويرتبط هذا النوع بشكل كبير بالعديد من الأشخاص.
ثانياً: القلق المتعمم:
يعاني الشخص المصاب بالقلق العام من القلق بشأن الأمور البسيطة والروتينية، ولا يشعر بالراحة حتى في القيام بالأنشطة اليومية العادية.
ثالثاً: الهلع:
هذا النوع من القلق يُصنّف ضمن أنواع القلق الشديد المصاحب للخوف الشديد، ويمكن أن يزداد بشكل كبير خلال فترة قصيرة. المصاب بهذا النوع من القلق غالبًا ما يعاني من ألم في منطقة الصدر وتسارع في عملية التنفس.
رابعاً: اجروفوبيا:
الخوف المرضي من الأماكن العامة والاختلاط بالآخرين يُعد نوعًا من القلق يجعل الإنسان يشعر بالخوف باستمرار، ويكره التواجد في الميادين والأماكن العامة.
خامساً: قلق الانفصال:
يصاب الأطفال في الغالب بهذا النوع من القلق، وعندما يحدث ذلك فإن الطفل يشعر بالقلق بشكل مستمر عند الابتعاد عن الوالدين.
سادساً: الرهاب الاجتماعي:
ينجم هذا النوع من القلق دائمًا بسبب نقص الثقة بالنفس، ويجعل شخصه المصاب به غير راغب في المشاركة في الأحداث الاجتماعية والعامة، ويكون غالبًا من الأشخاص الخجولين جدًا.
الأعراض التي يسببها الشعور بالقلق:
- يشير الشعور المستمر بآلام الرأس والإصابة بالصداع والصداع النصفي إلى الأعراض المرتبطة بالشقيقة.
- يصاحب حالة القلق حالة من التوتر والعصبية، وعدم القدرة على السيطرة على النفس.
- يشعر المصاب بالقلق بالإضافة إلى الشعور بالتعب الدائم دون سبب، كما يترافق ذلك مع توتر في العضلات.
- الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق يجدون صعوبة في التركيز على العديد من الأمور.
- الشعور الدائم بغصة في الحلق.
- عدم الصبر على أي فعل يأتي من محيطه.
- يمكن أيضًا أن يؤدي الإصابة بالأرق إلى عدم القدرة على النوم بشكل طبيعي.
- الشعور بضيق شديد في التنفس.
- تسبب آلامًا شديدة في منطقة البطن وزيادة التعرق بشكل كبير.
- مريض الاضطرابات النفسية قد يعاني من الإسهال المتكرر.
- يصاحب شعور عدم القدرة على تذكر المواقف السعيدة أو الحالات التي تشعر فيها بالراحة والاطمئنان الشخص المصاب بالاضطرابات النفسية، ويتوقع في الغالب حدوث شيء سيئ له أو لأحد من أحبابه.
أسباب الإصابة باضطرابات القلق:
هناك العديد من الأسباب المختلفة التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بمرض اضطراب القلق، ويمكن أن تختلف هذه الأسباب باختلاف الظروف التي يمر بها المصاب في حياته أو نتيجة لشخصيته. ويعتقد العلماء أن هناك العديد من المواد الكيميائية التي توجد في الدماغ والتي تلعب دورًا في حدوث القلق، ولكن هناك أسباب أخرى يمكن أن تؤدي إلى حدوث اضطراب القلق، ومن بين هذه الأسباب:
- قد يكون الإصابة بالقلق ناجمة عن الإصابة بمرض السكري أو بعض أمراض القلب المختلفة.
- قد يكون السبب أيضاً في القلق ناتجاً عن إصابة الشخص ببعض الأمراض الخطيرة، مثل مرض السرطان، حيث يعاني الشخص في هذه الحالة من القلق الزائد نتيجة التفكير في المستقبل وما يمكن أن يحدث مع هذه الأمراض.
- يعد مرور الأطفال بحالة من الطفولة القاسية والتعرض للكثير من المشاكل هو أحد أسباب الإصابة بالقلق.
- يحدث الإضطراب النفسي بسبب الشعور المستمر بالتوتر النفسي الذي ينجم عن القلق بشأن الأمور اليومية، مثل العمل والأجور وارتفاع الأسعار، ويمكن أن يتسبب هذا الشعور بحدوث اضطراب القلق لدى الإنسان.
- بالرغم من أن الكثير من الأشخاص يتمتعون بشخصية تميل إلى التفكير الزائد، أو الدخول في بعض العلاقات الغير مناسبة، وهذه الشخصيات مميزة في الكثير من الأحيان، إلا أنهم يعانون من اضطراب القلق بشكل سريع وبنسبة أكبر من غيرهم.
- العامل الوراثي هو أحد العوامل المهمة جداً التي تؤدي إلى الإصابة بالقلق، فإذا كان هناك شخص مصاب بالقلق في الأسرة، فمن المحتمل أن يتعرض الأفراد الآخرين في الأسرة لنفس المشكلة، وهذا ينتقل عبر الأجيال.
المضاعفات التي قد يسببها القلق:
- ينتج القلق في العديد من الأحيان عن الشعور المستمر بالتوترات في الجهاز الهضمي، والشعور بآلام شديدة في منطقة البطن والأمعاء.
- قد يسبب القلق الشديد أيضًا الأرق وعدم القدرة على النوم بشكل كافٍ وطبيعي.
- يتسبب القلق أيضًا في شعور دائم للشخص بالحزن والاكتئاب.
- يسبب القلق الصداع المستمر للأشخاص الذين يعانون منه.
- يعاني العديد من الأشخاص من صرير الأسنان، وخاصةً أثناء النوم.
كيفية تشخيص القلق:
- يتم تشخيص الشخص المصاب بالقلق من خلال توجيه بعض الأسئلة المختلفة اليه، وفي بعض الحالات، يتم طلب من المريض تعبئة استمارة تحتوي على بعض الأسئلة النفسية.
- عندما يعاني الشخص من القلق المستمر الذي يستمر لمدة ستة أشهر على الأقل، فإن ذلك يشير إلى أنه يعاني من اضطراب القلق.
- يقوم الطبيب بتشخيص حالة شديدة من التوتر والخوف الشديد عندما يشعر أن المريض يعاني من هذه الأعراض بشكل يومي.
- يتم تشخيص حالة القلق عند الشخص إذا كان يعاني من أرق شديد وتوتر في العضلات.
- من بين العلامات التي تساعد على تشخيص الحالة هو الشعور المفاجئ بالضيق الذي يجعل الشخص غير قادر على القيام بأنشطته اليومية بشكل طبيعي.
علاج القلق:
أولاً: العلاج الدوائي:
بعد تشخيص الحالة وتحديد إصابة الشخص بالقلق، يصف الطبيب بعض الأدوية التي تساعد على التخلص من حالة القلق، وتشمل هذه الأدوية مختلف الأنواع مثل:
الأدوية المضادة للقلق:
تحتوي تلك الأدوية على بعض المواد المهدئة التي تساعد على تخفيف القلق بشكل كبير وبأسرع وقت ممكن، حيث يبدأ تأثير تلك الأدوية خلال نصف ساعة فقط، ولكن في العادة، يمكن أن تتسبب تلك الأدوية في حالات الإدمان عند استمرار تناولها لفترة طويلة.
الأدوية المضادة للاكتئاب:
تُستخدم هذه الأدوية في علاج القلق واضطراباته، وتتوفر منها العديد من الأنواع المختلفة، وتؤدي دورًا هامًا في التخلص من القلق عن طريق التأثير على عمل الناقلات العصبية التي تساهم في تطور اضطراب القلق. ومن بين الأدوية الشهيرة المستخدمة لهذا الغرض هو دواء بروزاك، والذي يستخدم أيضًا في معالجة الاكتئاب، بالإضافة إلى دواء فلوكسيتين وغيرها من الأدوية المضادة للاكتئاب الأخرى.
ثانياً: العلاج النفسي:
يتضمن العلاج النفسي الخاص بعلاج القلق تقديم الرعاية والاهتمام والتحدث الدائم مع المريض، ومساعدته باستمرار، وكذلك الاستماع إليه دائمًا، حيث يساعد ذلك بشكل كبير في علاجه، بالإضافة إلى تقديم الدعم له من قبل الأشخاص المحيطين به، وأفراد أسرته، وتوليد لديه الشعور الدائم بالحماية والأمان، حتى يشعر المريض بأنهم حوله باستمرار.
المراجع :