التعليموظائف و تعليم

أسباب ظاهرة التصحر وحلولها

ظاهرة التصحر | موسوعة الشرق الأوسط

تعتبر ظاهرة التصحر واحدة من أخطر الظواهر الطبيعية، حيث تتحول مساحات واسعة من الأراضي الخصبة القابلة للزراعة إلى أراضي صحراوية جافة لا يُمكن الزرع فيها أو الحصول على الماء، وتصبح غير قابلة للزراعة، وتتحول مناطق كانت تنتج الكثير من النباتات والمحاصيل والإنتاج الحيواني إلى مناطق فقيرة وقاحلة.

تعود ظاهرة التصحر إلى أسباب عديدة، منها النشاط الإنساني الخاطئ بالإضافة إلى العوامل الطبيعية المختلفة، وخاصة التغيرات المناخية الشديدة التي يمر بها العالم، وفي مقالنا اليوم في موسوعة سنسلط الضوء على التصحر وأسبابه وأنواعه وطرق مكافحته.

ظاهرة التصحر

تعريف التصحر

تصف الأمم المتحدة تصحر الأراضي على أنه دمار وتدهور الأراضي الزراعية في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة، نتيجة لعوامل عدة منها الإهمال البشري والتغيرات المناخية. ومن ناحية أخرى، ترى قمة نيروبي أن التصحر هو توسع الأراضي الصحراوية على حساب الأراضي العامرة، مما يؤذي الأرض. وتشير منظمة الفاو إلى أن الاهتمام السابق بتعريف التصحر أغفل دور النشاط البشري في هذه المشكلة.

وفقًا لمنظمة الفاو، التصحر هو مجموعة من العوامل البشرية والبيولوجية والمناخية التي أثرت على البنية الفيزيائية والتركيبة الكيميائية للبيئة، مما أدى إلى التصحر.

أسباب التصحر

توجد أسباب كثيرة للتصحر وسنناقش أهمها فيما يلي.

الأسباب الطبيعية لظاهرة التصحر

تعتبر الطبيعة وتغير المناخ الدائم والدوري والتقلبات من أهم الأسباب الطبيعية لتلك الظاهرة، فنجد أن معظم المناطق الصحراوية الكبرى نشأت تقريبًا قبل 5000 سنة قبل الميلاد، مثل الصحراء الكبرى وشبه الجزيرة العربية وغيرها.

ترجع تشكل تلك المساحات الشاسعة من الأراضي إلى نقص الأمطار وجفاف المناخ في تلك المناطق بشكل أكبر من غيرها، وبسبب ذلك تحولت الأراضي الخضراء الغنية بالإنتاج إلى أراض قاحلة تعاني من نقص الرطوبة والجفاف وعوامل التعرية وتشكل كسبان رملية كثيفة.

الأسباب البشرية للظاهرة التصحر

تعزى كل الأسباب البشرية لهذه الظاهرة إلى السلوك الخاطئ للإنسان تجاه البيئة، وتتضمن هذه السلوكيات.

  • إن استنزاف الموارد الطبيعية بطريقة غير مستدامة يؤدي إلى انقراضها.
  • يؤدي إهمال الأراضي الزراعية، سواء بقلة ريها أو زيادة ريها، إلى تدمير الأرض الزراعية.
  • تزايد نسبة البناء على الأراضي الخضراء وتجريفها بشكل متعمد يؤثر بشكل كبير على التوازن البيئي.
  • يؤثر القطع الجائر للأشجار والتخلص المنهج من الغابات لاستغلال أخشابها في الاحتياجات البشرية مثل البناء والتدفئة بشكل سلبي على البيئة، مع عدم زراعة أشجار جديدة بدلاً منها.
  • يفتقر المزارعون إلى الوعي اللازم للحفاظ على الموارد البيئية مثل المياه والأراضي الخصبة.

أنواع التصحر ودرجاته

يمر التصحر بعدة مراحل قبل أن يتحول إلى تصحر كامل، وسنناقش أشكاله ودرجاته فيما يلي.

أنواع التصحر

  • عندما يتم تآكل التربة حول النباتات، تصبح النباتات بعيدة عن بعضها البعض أثناء الزراعة، مما يؤدي إلى تعرض الأرض للعراء بشكل كامل ويتحول إلى تصحر شديد فيما بعد.
  • تتعرض التربة لعوامل التعرية التي تؤدي إلى فقدان جودتها وخصوبتها، مثل سرعة عمليات الأكسدة والرياح الشديدة والشمس الحارقة والتغيرات المناخية الشديدة في درجات الحرارة.
  • يؤدي هطول الأمطار بشكل كبير ومفاجئ إلى جرف الأراضي الزراعية بشكل كبير بسبب شدة تأثيرها.
  • تتسبب أعمال البناء على الأراضي الزراعية أو بالقرب منها في تشكل الكثبان الرملية وتهجير المزارعين.
  • يؤدي السلوك البشري الخاطئ إلى عدم توازن بين الماء والطاقة، مما يؤثر سلبًا على كفاءة الأراضي الزراعية.

درجات التصحر في الأراضي الزراعية

  • التصحر الطفيف: يحدث التلف البسيط للأراضي الزراعية بسبب تدخل البشر دون تدخل الظواهر الطبيعية.
  • التصحر المتوسط: يحدث التلف المتوسط الشدة للأراضي الزراعية نتيجة التراكم الزائد للأملاح في التربة أو بسبب الكثبان الرملية.
  • التصحر الشديد: يؤدي ذلك إلى نمو العديد من النباتات والأشجار غير المرغوب فيها على سطح التربة، مما يؤدي إلى خلل شديد فيها، وتكون عوامل التعرية قد أدت إلى تدمير تلك الأراضي.
  • التصحر الشديد جدا: التصحر هو نتيجة الجفاف الشديد للتربة، مما يؤدي إلى تكون الكثبان الرملية بشكل أكبر لتصبح جبالًا وأودية، وتتحول الأراضي إلى صحارى جافة غير صالحة للزراعة، وتنقرض النباتات والحيوانات المعيشية فيها.

أسباب التصحر

  • التخلص من الغابات: يتم قطع الغابات من قبل البشر للاستفادة من أخشابها دون زراعة ما يؤثر بشكل كبير على التوازن البيئي، حيث أن الأشجار التي تزال في الغابات لا تسمح بنمو النباتات حولها، مما يتسبب في تحول الغابات المليئة بالنباتات إلى أرض قاحلة في طريقها إلى التصحر.
  • الرعي الغير منظم للحيوانات: يعتبر الرعي الجائر للحيوانات والأغنام على الأراضي الزراعية هو المشكلة الأكثر تأثيرًا على البيئة، حيث يؤدي إلى تلف التربة وتدمير النباتات المزروعة، مما يزيد من خطر التصحر.
  • البناء علي الأراضي الزراعية: بحجة التحضر، يقوم البشر ببناء المباني على الأراضي الزراعية وتجريفها، مما يتسبب في تشويه واضح للبيئة. فقد تم استبدال أراضي خصبة واسعة بأراضي قاحلة تحتوي على مباني ومناطق سكنية، مما يؤدي إلى التصحر والاختلالات المناخية.
  • التغيرات المناخية: يلعب الطقس أو المناخ دورًا كبيرًا في الحفاظ على التوازن البيئي، ونتيجة للتغيرات المفاجئة في المناخ، قد تتحول مناطق واسعة إلى صحارى بسبب تلك الظروف البيئية.
  • المشكلات أو الكوارث الطبيعية: الأحداث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل والبراكين تسبب أضرارًا كبيرة للبيئة وتؤدي إلى التصحر لأنها تفقد التربة وتفقد خصائصها الطبيعية وتتحول إلى صحراء.

طرق مكافحة التصحر

وضع الخبراء العديد من الخطوات والطرق للحد من هذه الظاهرة، وأهمها هو.

  • وضع القوانين اللازمة للحفاظ على التربة والحد من سوء استغلالها.
  • الحد من قطع النباتات والأشجار وإزالة الغابات.
  • يتطلب التصدي لمشكلة انجراف التربة بعد الأمطار الشديدة التحضيرات اللازمة.
  • تهدف تنمية الوعي لدى المزارعين إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية مثل الماء والتربة وجودتهما.
  • توعية بأهمية تقليل الرعي الزائد على الأراضي الزراعية.
  • يمكن استخدام وسائل الإعلام بشكل فعال لتوعية الناس داخل المجتمع بخطورة ظاهرة التصحر وعواقبها.
  • يتم العمل على توفير الأجهزة والآلات التكنولوجية التي تساعد في عملية الحصاد والزراعة وتحسين جودة التربة وتقليل الجهد اللازم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى