أدوية الإكتئاب الآمنة على الجنين

يعاني العديد من النساء من الاكتئاب الحاد أثناء فترة الحمل بشكل خاص؛ بسبب تغيُّر أشكالهن وأجسامهن، بالإضافة إلى تغيير الهرمونات في أجسامهن التي تسبب الاكتئاب. وعلى الرغم من أن العديد من النساء يحتاجن إلى العلاج للتخلص من الاكتئاب، فإنهن يخافن على صحة الجنين، ولكن لا داعي للقلق بشأن أدوية الاكتئاب خلال فترة الحمل، حيث نقدم لهن أفضل الأدوية الآمنة على صحة الجنين ولا تسبب أي تشوهات أو عيوب خلقية. لذا، فإن علاج الاكتئاب للحامل مهم جدًا، حيث إذا كانت المرأة الحامل مصابة بالاكتئاب ولم تعالج، فسوف تعاني من المرض والعياء الشديد وقلة الطعام، مما يؤثر على صحة الجنين، وبالتالي يجب على الحامل أن تعالج الاكتئاب قبل عملية الولادة.

هل أدوية الاكتئاب تضر الحامل ؟

تشعر العديد من النساء بالقلق حول مخاطر أدوية الاكتئاب على الجنين، ولكن ثلاث دراسات حديثة أثبتت عدم صحة هذا الزعم، وهذه الدراسات هي

الدراسة الأولى :

أكدت الدراسات العلمية والاكتشافات الحديثة أن جميع أدوية الاكتئاب لا تؤثر على الحمل، ولا تتسبب في أي تغيير في خصائص النمو والسلوك للطفل بعد الولادة، ولا يحدث أي تغيير أو تشوه في مرحلة نموه داخل الرحم. وأظهرت هذه الدراسات أيضًا أن حوالي 12% أو أكثر من النساء الحوامل يعانين من الاكتئاب الحاد، وأن تناول أدوية الاكتئاب الشائعة مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية أثناء الحمل لا يؤثر على الجنين.

الدراسة الثانية :

أجرى المعهد النرويجي للصحة العامة دراسة عميقة لتحديد مخاطر أدوية الاكتئاب على صحة الحمل، ولكن هذه الدراسة نفت وجود أي مخاطر ناتجة عن أدوية الاكتئاب وأكدت سلامتها وعدم الضرر على الجنين. كما أكدت الدراسة أهمية مضادات الاكتئاب للحوامل اللاتي يعانين من الاكتئاب بشدة، وذلك بعد دراسة طبقية على 51404 امرأة واظهرت أن هذه المضادات ضرورية في بعض الأحيان.

الدراسة الثالثة :

أجرت هذه الدراسة فريق استرالي، وأوضحت أن مضادات الاكتئاب لا تسبب ضررا للجنين ولا تؤثر على صحته، وإنما تؤثر في بعض الحالات النادرة فقط. نفت الدراسة المخاطر الكبيرة المرتبطة بتناول أدوية الاكتئاب بعد أن شملت دراستها 49,000 امرأة، وتوصلت إلى أن نسبة صغيرة من هؤلاء النساء تعرضن لخطر النزيف، ولكن تم علاجهن في أول 24 ساعة من تناول الدواء. أكدت الدراسة أن أدوية الاكتئاب، كسائر الأدوية، لا تشكل مخاطر كبيرة على صحة الجنين، إذ لها فوائد ومضار.

متى يتم تناول حبوب الإكتئاب؟

لتكون حذرًا عند تناول حبوب الاكتئاب، يجب مراعاة الوقت المحدد لتناول الدواء. تم تقسيم فترة الحمل إلى ثلاث مراحل لتحديد الوقت المناسب لتناول الدواء، وهذه المراحل هي:

المرحلة الأولى :

فترة البداية في الحمل هي من لحظة تكون النطفة وتستمر حتى ثلاثة أشهر، وهذه الفترة هي أخطر فترات الحمل وتسمى فترة الحرجة، وفيها يبدأ الجنين في التكون وتحدث 90% من التشوهات الخلقية في هذه المرحلة، وينصح بعدم تناول أي مضاد للاكتئاب في هذه المرحلة.

المرحلة الثانية :

هي الفترة المتوسطة في الحمل وتبدأ من ثلاثة أشهر حتى تسعة أشهر، وهي أقل حرجًا من المرحلة الأولى حيث يتم تكوين بعض الأعضاء والبعض الآخر في مرحلة التكوين. ويجب الرجوع إلى الطبيب في حالة تناول أي مضاد للاكتئاب خوفًا على صحة الجنين وتشوه الأعضاء الغير مكتملة النمو.

المرحلة الثالثة :

في هذه المرحلة من الحمل، يعد الجنين في أكثر فتراته آمانًا، حيث يكون معظم أعضائه قد تكون تكوينها قد اكتمل في هذه المرحلة، ويمكن تناول مضادات الاكتئاب في هذه المرحلة بأمان، دون الحاجة للقلق بشأن حدوث تشوهات في الجنين. فالتشوهات التي تحدث في هذه المرحلة ترجع إلى تناول الكحول أو التدخين أو المخدرات، أما أدوية الاكتئاب فلا تؤثر على الجنين في هذه المرحلة.

أدوية الإكتئاب الآمنة على الجنين :

• مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية :

يعد أحد أفضل 20 دواء من حيث فعالية علاج الاكتئاب لدى الحوامل، حيث لا يسبب أي ضرر أو تشوهات للجنين، ولا يؤثر على سلوكه أو نموه لاحقًا.

•  مضادات الإكتئاب Zoloft أوProza :

تُعدُّ واحدةً من أقدم مضادات الاكتئاب التي يتم وصفها للحوامل والتي ثبتت فاعليتُها في تحسين حالة نفسية الحامل، دون أن تؤثر على صحة الجنين.

الأعراض الجانبية لمضادات الإكتئاب خلال فترة الحمل :

هناك أعراض جانبية لمضادات الاكتئاب التي تؤثر على الجنين إذا تم تناولها خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وتشمل هذه الأعراض:

• تؤدي أدوية الاكتئاب التي تؤخذ في الأشهر الأولى من الحمل إلى وجود عيوب خلقية أو تشوهات، وتزيد من خطر الإجهاض.
• تسبب حبوب الإكتئاب التي تنتمي إلى فئة SSRI ضررًا لصحة الجنين، لأنها تمنع امتصاص السيروتونين، ولا يجب وصفها للحوامل لأنها تزيد من خطر الإجهاض.