أسأل الخبراءالمراجع

أهمية السلام العالمي

Dl zqceWsAAnzTq | موسوعة الشرق الأوسط

أهمية السلام العالمي

يقول الله في كتابه العزيز: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم).

السلام هو أساس العلاقات بين البشر والمجتمعات الإنسانية وبين الدول، وهو تشريع من الله عز وجل يتوافق مع الفطرة السليمة للإنسان، لأن الفطرة تتمثل في السلام والمحبة والسعي الدائم وراء الأمن والاستقرار والرخاء، والابتعاد عن الحروب والخراب والدمار وإهدار الخيرات.

توافر السلام في مجتمعنا وبين الأمم له أهمية كبيرة، ومن بين الأهميات:

  • الاستقرار والنمو المجتمعي: السلام هو نظام مستق وسليم، وهو شرط ضروري لاستمرار الحضارة الإنسانية والعمل على التطور المستمر، فالعالم الذي لا يتمتع بالسلام سوف ينهار ويعود إلى العصور القديمة المليئة بالظلام والجهل، وسيصبح الضعيف فريسة للقوي.
  • التنميّة الاقتصادية والثقافية للأمم: يعدّ السلام من الأمور الأساسية التي يجب توافرها بين الدول والشعوب حتى يتسنّى للأفراد الإبداع في مختلف المجالات مثل المجال الاقتصادي والثقافي، ويعمل على توفير الأمن الحقيقي للوصول إلى الراحة والاستقرار.
  • حل النزاعات والتعامل معها: السلام هو الحل الأمثل لحل النزاعات بشكل مناسب وفقًا للمبادئ والقيم التي نشأ عليها الإنسان والدول، وعن طريقه يمكن تحقيق رفاهية المجتمع بشكل عام والأفراد بشكل خاص.
  • بناء الحضارات واستمراريتها: يحمل السلام قيمة كبيرة ويسعى الجميع للحصول عليه، ويعد وجود السلام من الأمور ذات الأهمية الطويلة المدى وليس اللحظية، حيث يساعد السلام في استمرار الحضارات المختلفة، وهناك العديد من الثقافات التي اندثرت بسبب انعدام السلام وخوض المجتمعات للحروب والنزاعات.
  •  الأمان: يعتبر السلام من الأمور الأساسية التي يسعى إليها البشر جميعًا للحصول على الأمان، فتوفير السلام يعني توفر الأمان والاستقرار، كما أنه يساهم في الحد من العنف والإرهاب، ولذلك تبذل الدول جهودًا كبيرة لتحقيق السلام والأمان المشترك بينها.

مفهوم السلام

لا يكفي وجود مفهوم واحد لتعريف السلام، إذ إنه مفهوم شامل وواسع، ولا يقتصر على إنهاء الصراعات والخصومات فحسب، بل يتضمن قيمًا ومواقفًا وعاداتٍ تتمحور حول الاحترام الكامل للمبادئ والحريات الأساسية وحقوق الإنسان، والتعاون بين الشعوب والتقارب بين الثقافات، والابتعاد عن استخدام القوة والاستعباد وإكراه الشعوب على فعل ما لا يريدون.

قام المؤرخ البريطاني أرنولد توينبي بتعريف السلام من خلال قوله: تم تعريف السلام هنا باعتباره الحالة التي يجب على الشعب اكتسابها، وأن السلام هو النعمة التي يجب أن يتمتع بها البشر، وأن العنف والحرب لا يساويان إلا اللعنة، مع التركيز على أن السلام يتمثل في التعايش والمحبة وليس التفرقة أو العداء.

أنواع السلام في العالم

كما ذكرنا سابقًا، فإن السلام يعني حل النزاعات والابتعاد عن الحروب، ويظهر في المجتمعات التي تتمتع بالأمن والسلامة. وعندما يكون هناك سلام، تنشأ علاقات صحيحة بين الأفراد وتتمتع بالهدوء والاستقرار دون صراعات أو انقسامات. وهناك علاقة وثيقة بين الإيمان والسلام، حيث يكون السلام محور حياة الشخص المؤمن. وهناك أنواع مختلفة من السلام، بما في ذلك:

  • السلام الفردي الداخلي: هو السلام الذهني والصفاء العقلي الذي يشعر به الشخص مع نفسه.
  • الفردي البيني: هو السلام الذي يسود بين الإنسان ومن حوله، حيث لا توجد مشاكل شخصية أو نزاعات بينهم.
  • سلام المجموعات الداخلي: هو السلام الذي يتمتع به مجموعة واحدة فيما بينها.
  • السلام العرقي الداخلي: هو نوع من السلام المتواجد بين أفراد عرق واحد، حيث لا توجد خلافات بينهم.
  • السلام العرقي البيني: تعني هذه العبارة وجود سلام بين الأعراق المختلفة، حيث لا توجد تحيزات أو تمييز بين المجموعات العرقية المختلفة.
  • السلام الدولي الداخلي: هو السلام الذي يسود بين أفراد الأمة نفسها.
  • السلام الدولي البيني: السلام الذي يسود بين الدول المجاورة.
  • السلام العالمي: يُعَدّ من أرفع صِنَفِ السَّلام، حيث يدل على انتشار السَّلام في جمِيع أَنْحَاء العالم.

طرق تحقيق السلام

هناك العديد من الطرق التي يمكن استخدامها لتحقيق السلام والتي تبدأ من النفس، فالسلام يبدأ من الإنسان نفسه، وهذه هي الطريقة الأمثل لنشر السلام؛ فالطريقة التي يشعر بها الإنسان ويفكر فيها مهمة، لكن من المهم أيضًا تحديد الطرق الأكثر إيجابية والتي تشجع على السلوك السلمي، وتشمل هذه الطرق ما يلي:

  • يمكن للإنسان أن يصبح شخصاً صادقاً مع نفسه عند استخدامه لصفاته الإيجابية التي يمتلكها
  • التحلي بصفة الصدق وخاصة مع النفس من حين إلى آخر، ويتم ذلك من خلال النمو والتطور، ومن ثم يصبح ذلك أسلوب حياة، ويحتاج إلى الالتزام الكثير.
  • يجب على الإنسان أن يمنح نفسه الوقت والمساحة الكافية للاستماع، حتى يسلك طريق الحق في كل الأوقات.
  • عندما يتمتع الإنسان بصفة الصدق مع نفسه، فذلك يعني أنه صادق تمامًا فيما يشعر به، ويحب نفسه، ويسعى للحفاظ على صحته النفسية.
  • يُعَدُّ الصبر الأساس في أي مجتمع مسالم، بالإضافة إلى الحاجة لتجنُّب الاحتكاك، والتفكير الإيجابي، والتسامح، والاحتفاظ بالتوازن العاطفي، حتى عندما يتم استفزازه.

السلام يحمي الإنسان من المرض

يؤدي غياب السلام والأمن إلى حدوث اضطرابات نفسية وأمراض للفرد، وقد تنتقل تلك الأمراض إلى أن تصبح أمراضًا جسدية يعاني منها الكثيرون، وهذا ما حدث في الحروب العالمية الأولى والثانية، حيث ارتفعت نسبة المصابين بالاكتئاب والهستيريا والفوبيا والفصام والقلق وأمراض القلب والمعدة بشكل كبير، وفيما يلي سوف نستعرض بعض النقاط الهامة التي تؤثر الحروب والسلام بها على الفرد:

  • السلام هو الطريقة التي تتيح للإنسان نشر أفكاره التي تم إخفاؤها نتيجة الحروب والعنف والتدمير المستمر، أو التشويه الذي تعرضت له في الماضي. ولذلك، قبل رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، رغم صعوبة الشروط التي فرضتها الكفار على المسلمين في معاهدة الحديبية، لكنه قبلها للحفاظ على الهدنة لمدة عشر سنوات بين المسلمين وأهل مكة..
  • تنتشر المحبة والتعلم والثقافة وبناء الحضارات وتقدم الأمم وبناء الدول الاقتصادية والاجتماعية عندما يسود السلام بين الشعوب، ولذلك يجب العمل بجد خلال فترات السلم.
  • يجعل السلام الإنسان على دراية كافية بالمخاطر التي يتعرض لها إذا شارك في الحروب، والتعب والصعوبات التي يواجهها إذا تخلى عن السلم.
  • السلام هو الذي يمنع تجار الحروب الذين يسعون لتحقيق مصالحهم الشخصية والأرباح المادية من الحرب، ويتمثل هدفهم الرئيسي في إشعال الحروب، وجني الأرباح من الذخائر والأسلحة المستخدمة، دون النظر إلى الخسائر البشرية التي تلحق بالشعوب والأفراد.
  • تظهر الحروب أسوأ ما في الإنسان وتقويه على فعل كل ما هو شر ودمار البشرية، بينما يقدم السلام أفضل ما في الإنسان.
  • السلام هو البيئة التي تشجع على الإبداع والإنتاج بطرق مختلفة، حيث يشجع الناس على زيادة الجمال والإنجاز، بالمقارنة مع الحروب التي تسبب الدمار والخراب والفساد.
  • يساعد السلام الإنسان على الوصول إلى مستويات روحانية عالية، حيث يشجع على انتشار السكينة والروحانيات وتعزيزها بين الشعوب.
  • السلام يقرب بين الناس ويجمعهم على المحبة والتعايش، في حين تفرق الحروب بينهم وتقطع الأواصر.
  • يساعد السلام على الحفاظ على الإنسانية ويرفعها إلى مستوى متقدم في الوجود الاجتماعي، في حين تؤدي الحروب إلى تدهور الشعوب وانحدارها نحو الهمجية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى