ايات تدل على كروية الارض

ايات تدل على كروية الارض

قال المولى- تبارك وتعالى- في كتابه الكريم عن خلقه للأرض: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) (سورة الزمر الآية: 5) يعتبر بعض العلماء أن الآية تفسر مفهوم كروية الأرض، ولكن من الصعب الوصول لذلك عند البحث في المصادر القديمة، كون الناس كلهم جميعاً كانوا يعتقدون بأن الأرض مسطحة، وفقام الكثيرون من المفسرين القدماء مثل تفسير الطبري، بعرض آراء لمجموعة من المفسرين، والذي قاموا بتحديد لفظ التكوير على النهار والليل فقط، ولكن هناك الكثير من المفسرين الحاليين الذين قاموا بتوضيح علاقة لفظ التكوير بكروية الأرض، والتي تساعدها على تتابع الليل والنهار.

• يمكن أن يجد بعض الناس الذين يشككون في قول الله تعالى عندما قال: (وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) (سورة الغاشية الآية: 20)، ويشير هؤلاء إلى أن القرآن يصف الأرض بأنها مسطحة بالكامل، ويستخدمون هذه الحجة للشك في صحة القرآن الكريم. ولكن العلماء المسلمين المعاصرين قد نفوا هذه الحجة وأبطلوها، وأشاروا إلى أن كلمة “سُطِحَتْ” تعني أن الأرض أصبحت مستوية وسهلة لعيش البشر عليها، وليست مليئة بالشقوق والحفر العميقة والجبال الوعرة التي لا يمكن للإنسان استغلالها كما هو الحال في العديد من الكواكب والأقمار.
• يؤكد على ذلك التفسير قوله- تعالى-: في سورة النازعات الآية 30 يذكر الله تعالى أنه دحا الأرض، وكلمة “دحاها” تعني البسط والمد والفرد في اللغة العربية، وبذلك يعني الله تعالى أنه أعد الأرض وهيئها لنا لكي نستطيع العيش عليها وتعيش عليها جميع الكائنات الحية التي خلقها المولى عز وجل في تلك الأرض.

إثبات كروية الأرض بدلالة الواقع

هناك العديد من الأدلة العقلية التي يمكن الوصول إليها من الواقع الحالي الذي نراه أمامنا بشكل متكرر، ومن بينها.

• عندما نكون على شاطئ البحر، نشاهد النقطة الأعلى في المركب القادمة أولاً، وعادةً ما تكون هذه النقطة هي الساري، وهو الجزء المرتفع الذي كان يساعد البحارة سابقًا وحديثًا في رؤية المحيط بشكل أوضح وأوسع حول المركب. وبالتالي، نلاحظ أن الساري أو النقطة الأعلى في المركب هي التي تظهر أولاً، ثم تبدأ باقي السفينة في الظهور تدريجيًا، وليست السفينة مختفية أو غارقة في البحر، وإنما يعود هذا لكروية الأرض.
• عندما تصعد جبلاً، تستطيع رؤية مساحة أكبر من الأرض بشكل أوسع، بالمقارنة مع الوقوف على سفح الجبل أو على الأرض، ولا يتعلق هذا بوجود معوقات في الرؤية على الأرض بل يعود السبب إلى انحناء الأرض نفسها، وبالتالي، عندما ترتفع إلى الأعلى، تزيد فرصة الحصول على رؤية أكبر للأرض.
• مشهد غروب الشمس وشروقها يتمثل في أن قرص الشمس لا يختفي فجأة عند غروبها، ولكن يتجه أولاً نحو الغرب ثم يختفي جزئياً حتى يختفي تمامًا. ويظهر كأن الأرض تبتلع الشمس في جوفها أو أن الشمس تغرق في البحر، ولكن في الواقع، تقوم أشعة الشمس بإنارة منطقة أخرى من الأرض. وتدل هذه الحركة على مدى دوران الأرض وكرويتها.
• تتوقف قوة الجاذبية على المسافة الموجودة بين جسمين يتفاعلان، وبما أن قوة جاذبية الشمس على الأرض لا تختلف كثيرًا من مكان إلى آخر، فإن المسافة بين الشمس وأي نقطة على سطح الأرض هي ثابتة، ويعتبر ذلك صحيحًا فقط في الأجسام الكروية.
• تُظهر قدرة الطائرات على الحركة بشكل مستقيم طوال فترة رحلتها فوق سطح الأرض دون سقوطها من حواف الأرض أن الأرض كروية، وأن جميع الطائرات التي تحلق في السماء تدور حول الكرة الأرضية دون وجود حواف أو نهاية لها.
• يتعلق هذا النمط بوجود النجوم في الفضاء، حيث إذا حركت الشخص نفسه شمالا أو جنوبا، وإذا كانت النجمة تقع في الجهة الشمالية فقط، فإنها تكون نجمة القطب الشمالي أو النجمة الشمالية المباشرة في السماء. وإذا كانت الأرض مسطحة، فإن نجمة الشمال ستكون واضحة على الدوام، سواء كانت تبعد عن القطب الشمالي أو لا، وستشير مكان النجم في السماء دائما إلى الشمال، حتى يتم الانتقال إلى الجنوب القطبي للأرض، ويختفي النجم هناك تماما ولا يظهر، وهذا يجعل من المستحيل رؤية نجم الشمال في قارة أستراليا بسبب وجودها في الجنوب الأرضي.

هل الأرض كروية أم بيضاوية

باستخدام الآليات المختلفة والمتطورة، تمكن العلماء في العصر الحديث من إثبات أن الأرض ليست كروية منتظمة الشكل، وإنما هي منبعجة عند القطبين الشمالي والجنوبي، مما يجعلها أقرب لشكل البيضة من الكرة المتساوية، ويشير هذا الشكل إلى وجود تغيير بسيط في أبعاد الأرض ولكنه لا ينفي فكرة أن الأرض كروية، وعلى الرغم من ذلك، يقدم أصحاب نظرية الأرض المسطحة قرائن لدعم فكرة أن الأرض عبارة عن قرص أو طبق طائر، ولكن يرفض هذا الأمر بشكل تام من قبل العقل.

كيف نرى الأرض مسطحة أمام أعيننا

يعود السبب وراء عدم احساسنا بكروية الأرض إلى حجمها الضخم. لا يمكن لنا كبشر أن نشعر بمدى انحناء الأرض بسبب صغر حجمنا مقارنة بحجم الكرة الأرضية. إن نظرنا محدود ولا يسمح لنا برؤية الأرض ككرة معتملة وإنما نراها مسطحة بدون أي انحناءات. إذا نظر الفرد في أي اتجاه لن يجد سوى مسطح مستقيم أمامه ولا يستطيع رؤية أي شيء آخر. هناك العديد من عجائب الخالق التي لا نستطيع فهمها بطبيعتنا وإمكانياتنا المحدودة.