اثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامه
اثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامه
يحتاج المسلم في يوم القيامة إلى كل الحسنات التي فعلها في حياته ليتم نجاته من النار ودخول الجنة. وعلى الرغم من أن رحمة الله (سبحانه وتعالى) هي العامل الأساسي في دخول الجنة وأنها وسعت كل شيء، فإنه أمرنا سبحانه بالقيام بالعديد من الأعمال الصالحة لكسب عدد كبير من الحسنات التي نأمل أن تكون حجة لنا أمامه (عز وجل) في ميزان العدل.
لذلك، نحن جميعًا نسعى لاتباع أفعال الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) في هذه الحياة، وأكد لنا أن أثقل ما سيوزن في ميزان الأعمال يوم القيامة هو حسن الخلق، استنادًا إلى الحديث الشريف
من أثقل الأشياء في ميزان المؤمن يوم القيامة هو الخلق الحسن، وإن الله يبغض الفاحش البذيء
(أبو الدرداء: إسناده صحيح أو حسن أو ما يقاربهما).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: `لي بيت في روضة الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، ولي بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، ولي بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه`
(أبو أمامة الباهلي: حسن).
” إنَّ اللهَ ليُبَلِّغُ العبدَ بحسنِ خلقِهِ دَرَجَةَ الصَّوْمِ والصَّلاةِ”
(أبو هريرة: صحيح).
‘أكمل المؤمنون إيمانا أحسنهم خلقا، وأنتم خياركم خياركم لأهلكم’
(أبو هريرة:إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما).
تعريف حسن الخلق
حسن الخلق: العبد مسؤول عن كل ما أمر به الله تعالى ومنعه عن كل ما حرمه الله، ومن هذه الأفعال الحميدة التي يجب أن يمارسها الإنسان التحدث بالكلمات الحسنة والتي لا تؤذي الآخرين، وهي الصفة الأسمى في شخصيات الأنبياء والرسل، ومن الذاكر للذكر أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) كان أفضل الناس خلقا، وذلك استنادا إلى قول الله عز وجل:
“وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ”
“سورة القلم: الآية 4”.
وقد وصفت السيدة عائشة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، خُلُقَهُ حين سئلت عنها:
“سُئِلَتْ عائِشةُ عن خُلُقِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَتْ: كان خُلُقُه القُرآنَ”
(عائشة أم الؤمنين: صحيح).
كان الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- يبتعد عن كل ما حرم الله عليه، ويقترب من كل ما أمر به، وكان ينصح أقاربه من الصحابة بالتمسك بهذه الأمور، ومنهم أبو هريرة الذي لزم الرسول لأكثر من ثلاث سنوات وتلقى منه علوم الحديث النبوي الشريف، وقد أجاب عندما سئل عن أثقل الأشياء يوم القيامة :
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فأجاب بأنها تقوى الله وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار، فأجاب بأنها الفم والفرج
( أبو هريرة: حسن غريب).
تعريف حسن الخلق
أكد الرسول الكريم على أن لحسن الخلق العديد من الصور التي يجب على المسلم أن يتحلى بها، وتتمثل هذه الصور فيما يلي:
- بشاشة الوجه: أي أن يبتسم المسلم في وجه أخيه.
- إفشاء السلام بين الناس: يتم نشر صور الصلح والمبارك والفرحة والسعادة لإدخالها في قلوب الناس.
- طاعة أوامر الله تعالى: يتم ذلك باتباع آيات القرآن وأحاديث الرسول والابتعاد عن الحرام وكل ما يقترب منه سواء بالقول أو الفعل.
- كظم الغيظ: يعتبر هذا النوع من الصعب على الإنسان، ولكن مع التدريب يصبح التعامل مع الأمور الصعبة في الحياة أسهل، ويجعل الإنسان أكثر حكمة وثباتًا وهدوءًا.
- مسامحة الظالم: ندرك أنها من الأمور الصعبة على المظلوم، خاصةً مع عدم اعتراف الظالم بظلمه، ولكن هذا لا يعني أنها من الأمور المستحيلة، ومن الجدير بالذكر أن مسامحة الظالم لا تعني عدم استرداد الحق مجددًا، بل إن المظلوم الذي يسامح يوكل أمره إلى رب الخلق ليكون هو العدل بينهم ويستعيد حقه.
- إزالة الأذى عن الطريق: تتمثل طريقة الاهتمام بالبيئة في إزالة جميع أنواع الأضرار من الطريق، مثل إزالة الأشواك وقشور الموز والزجاج وما إلى ذلك.
- عدم الإساءة للناس بالأيدي أو باللسان.
- الإيمان يظهر عندما تواجه المؤمن الصعاب والأزمات.
- التحلي بكل صور الصدق والأمانة.
- الابتعاد عن الكذب والخداع.
- أداء الفرائض.
- المدافعة عن الحق دون خوف من الظالم.
- يجب الانتباه إلى أن جميع هذه الأمور تصب في مصلحة المسلم من الناحية الجسدية أيضًا، لأن معظمها من الصدقات التي يحبها الله، وهذا يساعد المسلم على الحصول على الراحة النفسية والاطمئنان.
فائدة حسن الخلق للمجتمع
الخلق الحسن هو أحد الأمور الهامة التي تسهم في تحسين المجتمع، وسوف نوضح ذلك من خلال النقاط التالية:
- ينشر التسامح والألفة بين الناس.
- يقلل من الجرائم.
- يزيد من الأمن والأمان في المجتمع.
- ينشر العدل والمساواة بين الناس.
فائدة حسن الخلق للفرد
بالإضافة إلى فائدة حُسن الخُلق في الدخول إلى الجنة، فإنه يفيد الفرد بطُرُقٍ أخرى، منها:
- يزيد من الراحة النفسية للفرد.
- يقلل التعامل السيئ من الأشخاص سيئي الخلق من المشاعر السلبية التي يشعر بها الفرد.
- يقلل من الشعور بالحقد والحسد.
- يزيد من شعور الفرد بالقرب من الله.
- تزيد من حب الناس للفرد.
