التعليموظائف و تعليم

بحث عن تسونامي

Tsunami | موسوعة الشرق الأوسط

مقدمة بحث عن تسونامي

لقد وهبنا الله العديد من النعم والابتلاءات لنتعلم صفة الشكر والحمد لله وحده، ومن هذه الأشياء التي أنزلها الله علينا هي الكوارث الطبيعية التي تحدث في الكرة الأرضية وتتسبب في العديد من التأثيرات، حتى يمكن أن تؤدي إلى وفاة الناس وتدمير الممتلكات والحيوانات وكل شيء، وتشمل هذه الأشياء أمواج تسونامي التي تحدث بسبب الهزات الأرضية أو الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والبراكين. في هذه الدراسة، نناقش أمواج تسونامي وكيفية حدوثها وما إذا كانت تتمتع بنفس القوة في كل مرة وهل لديها خصائص مشتركة وكيف يمكننا التنبؤ بها واتخاذ الاحتياطات اللازمة قبل حدوثها.

بحث عن تسونامي

يعني اسم تسونامي باللغة اليابانية الأمواج المرتفعة، وهو عبارة عن مجموعة من الأمواج الضخمة الكبيرة جدًا التي تنشأ نتيجة حركة كمية كبيرة من المياه في المحيطات نتيجة الظواهر الطبيعية والأحداث المفاجئة مثل الزلازل. وتظهر تسونامي على شكل أمواج ضخمة تنشأ في بركة من الماء، وتختلف عن الأمواج العادية التي تنشأ نتيجة حركة الرياح، والتي ليس لها علاقة بالظواهر الطبيعية، وإنما تنشأ من حركة المد والجزر.

تؤثر ظاهرة المد والجزر على أمواج تسونامي عند وصولها إلى المناطق الساحلية، ولكنها لا تسبب حدوث تسونامي، ويمكن أن تحدث أمواج تسونامي في حالة عدم وجود المد والجزر، وعندما تحدث أمواج تسونامي في وجود المد والجزر يزيد ذلك من قوتها وقدرتها على غمر اليابسة بشكل كبير.

يمتلك التسونامي قوة هائلة وسرعة كبيرة للغاية، حيث تتحرك الأمواج بسرعة تصل إلى 804 كم في الساعة الواحدة، وهذه السرعة الكبيرة تعادل سرعة طائرة نفاثة، وتمثل هذه السرعة في أمواج التسونامي الظاهرة في عام 1960 م، حيث ظهرت على السواحل التشيلية ووصلت إلى شواطئ اليابان في 22 ساعة فقط وإلى هاواي في 15 ساعة.

أسباب حدوث تسونامي

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث أمواج تسونامي، وجميعها طبيعية، حيث تتحرك كميات كبيرة من المياه في المحيطات والبحار مما ينتج عنها أمواجًا ضخمة. تحدث أمواج التسونامي في مناطق مختلفة توجد فيها صفائح تكتونية، وتتعرض لأمواج تسونامي بشكل أكبر الدول المحيطة بالمحيط الهادي، ويرجع ذلك إلى الأسباب التالية:

  • البراكين: تسبب الثورات البركانية في حدوث أمواج تسونامي، وكان بركان كراكاتوا في إندونيسيا في عام 1883 من بين البراكين التي تسببت في حدوث أمواج تسونامي، وأدت إلى وفاة أكثر من 120 ألف شخص.
  • الزلازل: تعد الزلازل من أكثر الأسباب انتشارًا في حدوث تسونامي في جميع أنحاء العالم، حيث إن حدوث الزلازل في قاع البحار والمحيطات الذي ينشأ من حركة الألواح التكتونية في القشرة الأرضية في اتجاه بعضها البعض يؤثر على كمية الماء ويرفعها إلى الأعلى، ويؤدي ذلك إلى حدوث تسونامي. يعتبر تسونامي في بعض الأحيان ظاهرة غير مدمرة، وذلك يعود إلى قوة حركة الألواح.
  • الانهيارات الأرضية: تتسبب الانهيارات الأرضية في قاع المحيطات والبحار في حدوث موجات تسونامي، ومن أمثلتها تسونامي حدث في خليج ليتويا في ألاسكا عام 1958، وبلغ ارتفاعه حوالي 520 مترًا أو أكثر.

خصائص أمواج التسونامي

تختلف شدة أمواج تسونامي من منطقة إلى أخرى على طول الساحل وحسب طبيعة المناطق الشاطئية، فقد تكون الأمواج ضعيفة في بعض الأماكن وتزداد قوتها في أماكن أخرى، ويعود هذا إلى شدة حركة الألواح التكتونية التي تتواجد في قاع الموجة، وكذلك قوة الحركة الأرضية. ولذلك قد تكون الأمواج قوية بسبب عملية المد والجزر، وقد تكون ضعيفة إن كانت حركة الألواح ضعيفة، ولكن تشترك الأمواج في عدة عوامل يمكن تفصيلها في الفقرة التالية:

  • الطول الموجي: يعني الطول الموجي المسافة بين قمتين متتاليتين أو قاعين متتالين، ويتراوح الطول الموجي للأمواج العادية بين 100 متر إلى 200 متر، أما لأمواج تسونامي فإن الطول الموجي لها يتجاوز 500 كيلومتر.
  • ارتفاع الموجة: ارتفاع الموجة هو المسافة بين قمتها وقاعها.
  • سعة الموجة: هي المسافة بين قاع الموجة وخط الماء الثابت، وتختلف سعة الموجة للتسونامي باختلاف عمق الماء، وغالباً ما تكون مساوية لنصف ارتفاعها.
  • تردد الموجة: التردد الموجي هو الفترة الزمنية التي يحتاجها الموج ليقوم بتكرار نفسه، وتتراوح مدة التردد للأمواج العادية من 50 إلى 20 ثانية، أما التردد لأمواج التسونامي فيحتاج من 10 دقائق إلى 2 ساعة ليقوم بتكرار نفسه.
  • سرعة الأمواج: السرعة التي تتحرك بها الأمواج من مكانها هي ما يعرف بسرعة الأمواج، وتصل سرعة أمواج تسونامي إلى 950 كم في الساعة الواحدة، وهي تعتبر مثل الطائرات النفاثة، بينما تكون سرعة الأمواج العادية حوالي 90 كم في الساعة الواحدة.

الأخطار التي تتسبب بها أمواج تسونامي

تشكّل أمواج التسونامي العديد من المخاطر التي قد تؤدي إلى فقدان بلدان بأكملها، وتشمل بعض الأخطار التي يمكن أن ترافق أمواج التسونامي ما يلي:

  • فقدان الحياة: تُعَدُّ أمواج التسونامي من أخطر المخاطر التي تتسبب في فقدان الأرواح، حيث يكون احتمال النجاة منها ضعيفًا للغاية، وقد يكون من المستحيل النجاة منها، فعندما تضرب المياه السواحل أو تكون قريبة منها، تكون مثل الوحش الذي يبتلع كل شيء، كما أنها تكون سريعة للغاية ولا يمكن الهروب منها، ويكون الأشخاص الذين يعيشون على السواحل هم الأكثر تعرضًا لهذا الخطر، حيث توفي حوالي 430 ألف شخص حول العالم في حادثة تسونامي عام 1850م، نتيجة للأمواج العالية والانفجارات التي حدثت في تلك الحادثة.
  • تدمير المنازل: لا تفرق أمواج التسونامي بين الأشخاص أو الممتلكات، فهي تبتلع كل ما تجده أمامها، وقد تتسبب في دمار المباني بأكملها وتسبب ضررًا كبيرًا للممتلكات، وخاصةً للأماكن التي تقع على خطوط السواحل.
  • انتشار الأوبئة والأمراض: عندما تأتي أمواج تسونامي وتنقلها من بلد إلى آخر، فإنها تحمل العديد من الأمراض والأوساخ والزيوت والشحوم والمواد الغذائية وغيرها من الأشياء التي تؤثر سلبًا على صحة الإنسان، وهذا ما يسبب ظهور بعض الأمراض المعدية مثل الكوليرا والملاريا والتي تساعد في انتشارها في البلاد بشكل أسرع.
  • إلحاق الأذى بالبيئة: تسبب أمواج التسونامي أضرارًا جسيمة على البيئة، وتؤثر بشكل كبير على الحياة البحرية والصيادين، وتؤدي إلى اختفاء الشعاب المرجانية وموت النباتات والحيوانات التي تعيش قرب السواحل، وقد يستغرق الأمر سنوات عدة لاستعادة البيئة واستعادة الحالة الطبيعية.

التنبؤ بحدوث تسونامي

يمكن التنبؤ بقدوم أمواج تسونامي من خلال عدة علامات غير عادية على السواحل والشواطئ، مثل سماع صوت الماء وهو يهتز بقوة مثل صوت الطائرات أو القطارات، ويمكن ملاحظة انخفاض كبير في مستوى الماء، بالإضافة إلى عدة علامات أخرى التي يمكن ذكرها:

  • مقياس المد والجزر: يمكن استخدام مقياس المد والجزر لقياس ارتفاع سطح الماء في البحر، وذلك من خلال استخدام أنابيب رأسية مفتوحة من الجهة السفلية ومغمورة في الماء، ويتم توصيل الجهة العلوية منها بمستشعرات صوتية، حيث تصدر هذه المستشعرات نبضات صوتية داخل الأنبوب حتى تصل إلى الجانب العلوي، وبعد ذلك تعود النبضات الصوتية بالارتداد إلى أجهزة الاستشعار، ويمكن من خلالها قياس ارتفاع سطح الماء.
  • الأقمار الصناعية: تتيح التقنيات الحديثة المستخدمة في الأقمار الصناعية إطلاق نبضات كهرومغناطيسية على سطح البحار والمحيطات لقياس ارتفاع المياه خلال فترة زمنية محددة، وتحديد مدة وصول تلك النبضة الكهرومغناطيسية إلى القمر الصناعي.
  • نظام DART: يتم تنفيذ هذا النظام من خلال مجموعة من المحطات الموجودة في قاع المحيطات والبحار، حيث يتم قياس الضغط الموجود في القاع.

خاتمة بحث عن تسونامي

نأمل في الختام أن يكون حديثنا عن أمواج تسونامي شاملًا ويتضمن عدة جوانب، مثل تعريف أمواج تسونامي والطريقة التي تحدث بها وأسباب حدوثها وخصائص الأمواج المختلفة. كما تحدثنا عن كيفية التنبؤ بالأمواج لتقليل الأضرار التي يمكن أن تتسبب بها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى